Skip to main content

Full text of "162"

See other formats




الذواء 
من فجر التاريخ إلى البوم 


تأليف 
د. رياض رمضان العلمى 


0 
5-5 
5 
2 
3 
5 
ك‎ 
E 
El 
E 


ع [امعونر 


سلسلة كنب ثقافية شهرية بس رها المبلس الوطفيٍ للثقافة والفنون والآداب الكوية 


صدرت السلسلة فى يناير ۱978 بإشراف أحمد مشارى العدوانى 1923 ۱990 


121 
الذواء 


من فجر التاريخ إلى اليوم 


تأليف 
د . رياض رمضان العلمى 








2 
المواد المنشورة في هذه السلسلة تعبر عن رأي كاتبها 
ولا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس 


xin 


تقديم 5 
تمهيد 9 
الفصل الأول: 

الدواء عبر التاريخ 15 
الفصل الثاني: 

الصيدلية علم وفن 55 
الفصل الثالث: 

الدواء من البروالبحر 147 
الفصل الرابع: 

آفاق جديدة للآدوية 20١‏ 
الفصل الخامس: 

الدواء و الصيدلة على مشارف القرن الحادي والعشرين 217 
الفكل الا 

الجداول 257 
الحواشي 281 


المؤلف في سطور 285 


بسم الله الرحمن الرحيم 
«وادا مرضت فهو يشفين» 
صدق الله العظيم 


بقلم الدكتور/ حسان حتحوت 


الأستاذ بكلية الطب بجامعة الكويت 


قصة الدواء والتداوي سياحة ما بين الأزل والأبد 
بالنسبة للانسان.. .. فما أحسب أن الإنسان خارج 
نطاق غرائزه المركوزة فيه باكر إلى نشاط أسبق 
من السعي إلى شفاء من داء أو برء من ألم .. . 
وامتد هذا السعي موصولا غير منقطع إلى يومنا 
هذاء وسيستمر ما بقى على الأرض إنسان حتى 
يرث الله الأرض ومن عليها. 

إن الواحد منا ليتناول الجرعة من الدواء 
فيحسبها بنت اليوم أو أمسء غير منتبه ولا عابئ 
بأنها حصاد تجربة إنسانية امتدت عشرات الألوف 
من السنين... فمنها ما تطور بتطور علم الإنسان 
من البدائية الأولى إلى مشارف القرن الحادي 
والعشرين للميلاد؛ ومنها كذلك ما كان يتناوله هو 
هو أجدادنا أم الأقدمون ما زاد عليه إلا التغليف أو 
التعليب أو التحلية أو التطرية كما تتغير الأزياء 
واللابسة واحدة لا تتغير. 

وتروي قصة الدواء الحكمة المجموعية التي 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


اكتسبتها مجتمعات إنسانية بأسرها على مدى قرون من الملاحظة البطيئة 
والتجربة الطويلةء ولكنها كذلك تكشف عن ومضات فردية وعبقريات 
شخصية وبصائر نافذة أتاحت للأفراد من العلماء أن يختصروا الطريق 
ويوفروا على الإنسانية انتظارا طويلا وسعيا حثيثاء فأبصروا ما لم يبصر 
غيرهم» وانقدحت عقولهم بشرر المعرفة, وأثمر صبرهم في محاريب المعامل 
والمختبرات يعبدون فيها الله-ولو لم يشعروا أو يقصدوا-باستتباط ما يدفع 
عن الإنسانية غائلة المرض وأسباب السقم.. .. وما زال العلم نعمة الله 
ومنته على الإنسان» فهو سبحانه «علم الإنسان ما لم يعلم». 

وتشترك الأدوية جميعا في السابق واللاحق في أمر أصيل: هو أنها 
تتكون كل من مكونات مادة هذه الأرض التي نعيش عليهاء والتي منها كذلك 
يتكون الإنسان, مهدا كوخ الغاهدة السريضة في والتداوي سطالة بنك 
وتنظيم بما تودعه جسم الإنسان أو تزيله منه... كل شيء بسبب» وکل شيء 
تقد وکل کی باکر ء وهی معاد الأكزاق تفل بال علباء اتب واد إلى 
الآن وهم يلقون الهزيمة تلو الهزيمة من الأعراض السمية التي لم تكن في 
الحسبان» والتي استأدت بها بعض الأدوية ضريبة فادحة على هيئة وفيات, 
أو أمراضء أو تشوهات خلقية للآجنة والمواليد.. .. وكأن أمير الشعراء 
أحمد شوقي كان ملهما في قوله: 

وأخف من بعض الدواء الداء. 

وأشد ما تكون تلك الكوارث الدوائية والمضاعفات العلاجية إيلاما حين 
يكون من الممكن اجتنابها لأنها دخلت حوزة المعرفةء فلو راض الطبيب نفسه 
على مواكبة التقدم العلمي بالقراءة الرتيبةء ولو كبح المريض ى نفسه عن أن 
يكون طبيب نفسه وسلم زمامه للطبيب» لامتنعت مصائب طللما جرها دواء 
في غير موضعه. أو بغير مقداره» أو مع غيره من الأدوية التي لا تتلاعم 
معه» وقديما قال المتنبي: 

ووضع الندى في موضع السيف بالعلا 

مضر كوضع السيف في موضع الندى 

وعندما يكون راوي قصة الدواء هو الزميل الصديق الدكتور رياض 
العلمي» فاعلم أنه الفارس يمتطي الصهوة الرفيعةء والخبير يتناول قضية 
هو منهما في مركز الثقل. والعالم يفي بحق العلم ويؤدي فينا زكاته «وخيركم 


تقديم 


من علم العلم وعلمه». وله في ذلك عمدة كل من درجة الدكتوراه التي 
يحملها في الصيدلةء ومن بضع عشرات من السنين سلخها في تلك المهنة 
لا أسميها عددا إذ علمونا في آداب مهنة الطب أن أعمار الناس تحت رواق 
سر المهنةء ومن قراءات وكتابات جعلت منه أيضا كاتبا راسخ القدم» ولقد 
يكون القارئ أو القارتة-طبيبا أو صيدليا أو محاميا أو مهندسا أو معلما أو 
طالباء فسيجد أن الدكتور رياض في كتابه هذا جعلها رحلة ممتعة وقراءه 
شائقة ووجبة شهية في غير بشم ولا عسر هضم» ودواء خاليا من المضاعفات 
السمية والأعراض الجائية: 

وعندما يستطيع عالم المعرفة أن يجعل من نفسه كذلك عالم التسلية 
والإمتاع فهذا هو النجاح الذي ما فوقه نجاح» وهو ما هيأته رحلة في عال 
الدواء ونزهة في ريا ض «ريا ض». 

نفعه الله ونفع به. والحمد لله في البدء والختام. 


يمكن تعريف الدواء بأنه أي مادة تستعمل في 
تشخيص أو معالجة الأمراض التي تصيب الإنسان 
أو الحيوانء أو التي تفيد في تخفيف وطأتها أو 
اكات هله ` ١‏ 

ومن أدهش صفات الأدوية التنوع الهائل في 
مفعولها وتآثيراتها على الجسم. فمثلا قد يكون 
الدواء منشطا لعضلة الرحم أو مثبطا لها. وقد 
يساعد المرأة على الحمل» أو يحول دون ذلك . وبعض 
الأدوية تقوي عضلة القلب وأخرى تهدتهاء وأدوية 
توسع بِؤْبؤُ العين وأخرى تضيقه» وأدوية تخثر الدم 
وأخرى تزيد من سيولته. وهناك أدوية مقيئة وأخرى 
مضادة للقيءء وأدوية مدرة للبول وأخرى معرقة:؛ 
وأدوية مقشعة تطرد البلغم وأخرى مسكنة للسعال 
فتوقفه» كما أن هناك أدوية تساعد على تسهيل 
الفضلات من الأمعاء والتخلص منها بينما أدوية 
أخرى تعمل على قبض الأمعاء فتتمسك بمحتوياتها . 

كما آنه توجد أدوية تسكن الألم أو تزيل الصداعء 
أو تخفض من درجة الحرارة؛ أو تزيد من نشاط 
الغدة الدرقية أو غيرها من الغدد الصماءء كما أن 
هناك أدوية منومة وأخرى مؤرقة تساعد على 
السهن. 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


كذلك توجد أدوية تعمل على تخفيض نسبة السكر في الدم» وأخرى 
تزيد من هذه النسبةء بينما توجد أدوية ترفع ضغط الدم وأخرى تخفضه. 
وهناك أدوية تقضي على الجراثيم وتمنع الأمراض السارية بينما تختص 
أدوية أخرى بطرد الديدان والأرياح معهاء وتوجد أدوية تزيد من نسبة 
الهيموغلوبين بالدم» وأخرى تعمل على زيادة حجمه. 

وتتنوع استعمالات الأدوية فمنها ما يستعمل في تشخيص بعض الأمراض 
كالبول السكري والدرن أو تكشف عن الحمل» بينما هناك أدوية تساعد 
الجسم على تعويض ما ينقصه من الفيتامينات والعناصر الغذائية أو 
الهرمونات والخمائر والكهارل (وعازامتاءء81) والأجسام المضادة. كما تستعمل 
أدوية أخرى للوقاية كاللقاحات والأمصال المضادة للأمراض المعدية 
(كالحصبة والجدري وشلل الأطفال والتيفوئيد والكوليرا) ....الخ . 

هناك أدوية حامضية وأخرى مضادة للحموضة:؛ وأدوية توسع القصبات 
الهوائية وأخرى تضيقهاء وأدوية تزيد من حركة الأمعاء وأخرى تثبطهاء كما 
أن هناك أدوية ترخي عضلات المثانة بينما يعمل غيرها على انقباضهاء 
وبعض الأدوية تزيد من لزوجة اللعاب وجفاف الفم وأخرى تساعد على 
تميعه وسيولته. وتستطيع بعض الأدوية العمل على تحسين نفسية الإنسان 
وتزيل توتر أعصابه:؛ بينما هناك أدوية مختصة بمقاومة الأدوية السامة 
الأخرى فهي ترياق لها. وهناك أدوية تقضي على الأورام السرطانية لكنها 
مع الآسف تسبب الضرر للخلايا السليمة المجاورة لها . 

ومن المفارقات الدوائية التفاوت الكبير في الجرعات الدوائية. فهناك 
أدوية جرعاتها كبيرة قد تصل عدة غرامات» بينما هناك أدوية لو وضع 
منها نقطة واحدة على طرف اللسان لقتلت صاحبه. كما أن هناك أدوية لا 
يمكن للانسان أن يعيش بدونها كفيتامين ب ۱2 بالرغم من أن الجرعة 
اللازمة منه لمنع فقر الدم لا تزيد عن بضعة أجزاء من المليون من الغرام. 

ولا شك في أن هذا التنويع الهائل في مفعول الأدوية وتأثيراتها يجعل 
منها أقوى وأهم الإنجازات العلمية التي حققها الإنسان في العقود الأخيرة, 
فمن المرعب أن نتصور عالما خاليا من هذه الأدوية-إن كانت علاجية أو 
وقائية-لأنها أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياة الإنسانء وسر بقائه 
واستمراريته تعينه على مقاومة الأمراض والأوبئة والوقاية منها. 


تمهيد 


كانت الأوبئة في القرون الغابرة تنتشر انتشارا مروعا سبب العديد من 
الكوارث والمآسي والآلام. غير أن الأدوية الحديثة عملت على مساعدة 
الإنسان على التحكم في هذه الأمراض ومحاصرتهاء والحد من عنفوانها 
أو اتتشارهاء والقضاء على بعضها قضاء مبرما مكلما حدث مع فرص 
الجدري نم الذي اندثر دون رجعة. وكان شلل الأطفال يحصد الملايين من 
الأطفال الأبرياء حصدا ولكن بفضل اللقاحات الحديثة أصبح هذا المرض 
المرعب لا يشكل ذلك التهديد المريع الذي شهدته الأجيال السابقة وعانت 
الكثير منه. 

أمراض كالبول السكري أو ضغط الدم المرتفع أو حالات الكآبة والأمراض 
النفسية والتوتر أصبحت جميعا تسهل السيطرة عليها إلى حد بعيد. وتخليص 
البشرية من أهوالها وذلك بفضل الأدوية الجديدة . 

أما العمليات الجراحية الجريئة فلم تكن لتأخذ مكانتها المرموقة دون 
الاستعانة بالأدوية الجديدة كالمهدئات والمسكنات وأدوية التخدير والمضادات 
الحيوية والسوائل الوريدية وغيرها. إن عمليات زرع القلوب أو نقل الكلى 
وغيرها من الأعضاءء وعمليات المجازة القلبية (55م-[) لم يكن من الممكن 
تحقيقها ونجاحها لولا ظهور فئات الأدوية الجديدة التي تعمل كالساعد 
الأيمن للطبيب الجراح ولمبضعه داخل غرفة العمليات. 

ومن الثابت أن اكتشاف أي دواء جديد وتحضيره بالشكل الصيدلي 
الناسيه وموك شجويقه ويساك إلى مساو الهيكات الطبية والصيدالية, 
وكذلك إلى متناول الجمهور ليس بالآمر السهل. فإن ذلك يتطلب جهودا 
جبارة وأموالا طائلة» ناهيك عن ضرورة التعاون الشامل والكامل بين العديد 
من العلماء بمختلف التخصصات المكملة لبعضها البعض-كالكيمياء بأنواعها 
والفيزياء وعلوم الجراثيم والنبات والحيوان والتشريح والفسيولوجيا وعلوم 
الدم والمناعة والغدد الصماء والهرمونات والإحصائيات والرياضيات 
والحاسوب (الكومبيوتر) بما في ذلك علوم الصيدلة بمختلف أنواعها والطب 
السريري والوقائي وغير ذلك. ولذلك لابد من أن تبالغ كلفة الأبحاث الدوائية 
أرقاما خياليةء بل قد تقف في كثير . 

من الأحيان حجر عثرة دون التقدم العلمي أو الدوائي. فلدى اكتشاف 
أي دواء يبشر بالخير ينبري العلماء بالدرجة الأولى إلى التأكد من صفاته 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


المختلفة ومفعوله (الدوائي) وسميته وآثاره الجانبية المختلفة على الإنسان 
وعلى أجنته. وهنا يلعب علم الفارماكولوجي الاقربازين (الدواء)ء دوره الهام 
في تصنيف الآدوية ووصفهاء وسبر أغوارهاء وكشف أسرارها ومالها وما 
عليها من الفوائد والمضار. 

ويجب في هذه الحالة إجراء الدراسات العلمية اللازمة المختصة بدرجات 
امتصاص الدواء وتوزيعه وأمكنة تركيزه» وكيفية تأثيره ومتى وكيف يتخلص 
الجسم منه ويطرحه خارجا. كما تحتم الضرورة إجراء دراسات خاصة 
للوقوف على مدى تأثير الدواء لمدد متفاوتة قصيرة أو طويلة أو متوسطة 
غلى مختلف آجزاء الجسم وأعضائه وخلاياه. كما يجب متايعة الدواء 
والتأكد من عدم وصوله إلى الجن في رحم أمه عن طريق المشيمة وعدم 
نفوذه إلى الوليد الغض عن طريق الحليب من ثدي آمه. 

فالكثير من الأدوية الفعالة التي يكتشفها العلماء بعد جهد جهيد 
مستبشرين خيرا بإيجادهم الدواء المنشود يضطرون في النهاية إلى إهمالها 
وإلقائها هي ونتائجها في سلال المهملات لمجرد اكتشافهم لمخاطرها وآثارها 
السيئة على الجسم أو على الجنين أو على الرضيع أو المسن على حد سواء؛ 
وهكذا تذهب الجهود وتهدر التكاليف الباهظة سدى.. ولكن ذلك كله من 
أجل مصلحة البشرية الإنسانية. كما يجب التأكد من الطريقة المثلى 
لاستعمال الدواء الجديد أيها أكثر فائدة وأقلها أضراراء فهل هي الطريقة 
الفوهية أو الشرجية أو الوضعية أو الأثفية أو عن طريق الحقن العضلي 
أو الوريدي أو غير ذلك. وهكذا فكل ذلك يتطلب المزيد من الأبحاث والتجارب 
والأموال. 

د لأغطام الدوا ء اة الكل الى وها العتماء يعمل 
الا ا تسان فى انا أفضل الكشكال الس التي تلائم طبيعة 
الدواء الجديد. هل هي الأقراص أو الكبسولات الفوهية أم الرذاذات أم 
الحقن أم المراهم والدهان أو غير ذلك. 

ومن الأمور الحساسة والأساسية العمل على تعيين مقدار الجرعة الطبية 
المثالية للإنسان حسب وضعه الصحي ووزنه وحالته المرضية. خصوصا 
وأن الجرعات تختلف بالنسبة للطفل أو الشاب أو الشيخ كما أن المرأة لها 
وضع خاص إذا كانت حاملا أو مرضعا. 


تمهيد 


أما أهم ما يتعلق بالجرعة الدوائية فهو معرفة هامشها السمي» وهل 
هناك فرق معقول بين الجرعة الطبية والجرعة السامة, أم أنهما متقاريتان 
ديف يشكل الدواء بخظورة کی اریت 

هذا وان كا هر ید ا فح شل قافو زاف کین واا 
فبالإضافة للمواد الفعالة الموجودة فيه هناك مواد أخرى وجودها ضروري 
ولا تأثير لهاء ولكنها تساعد على تصنيع الدواء بالشكل المثالي. ومع ذلك 
قد يحدث تنافر بين بعضها البعض أو بينها وبين المادة الفعالة وهو أمر 
يجب تلافيه. ولذا يجب صنع الشكل الصيدلي للدواء بحيث تتم حمايته من 
الفساد أو التفسخ أو التفكك أو التلوث الجرثومي أو الكيميائي مع حمايته 
من المؤثرات الخارجية الضارة كالحرارة والضوء والرطوية وأشعة الشمس. 

ومن الأمور التي يسعى إليها العلماء جعل تلك الأدوية تتسرب بكميات 
محسوبة ومعروقة باتجاه أهداف واضحة وفترات زمنية محددة وأن تتميز 
بالأثوان الجذابة والرائحة الذكية والطعم المقبول خصوصا بالنسبة للأطفال. 
كما يجب أن تكون الأدوية جيدة التغليف محكمة الإغلاق تتوفر فيها الأناقة. 
عليها ملصقات توضح الاستعمال والجرعات وتاريخ نفاذ المفعول طبقا 
لقوانين البلاد السائدة. 

ومن أجل التأكد من سلامة الدواء وثبات مفعوله واستمراريته في شكله 
الصيدلي النهائي وضمان احتفاظه بتأثيره وديمومة ذلك خلال فترة وجوده 
على أرفف الصيدليات يجب اللجوء والاستعانة بعلوم الصيدلة والطب 
والكسياء والقيزداء ر لجرا وا لاه الم اة ریق كل ذلك هليها.: 
كما تقع على عاتق الطبيب المعالج مسؤولية مراقبة تأثير الدواء على المريض 
ومتابعة حالته والتأكد من تأدية مفعوله على أحسن ما يرام مقرونا ذلك 
بأخف ما يمكن من الأضرار والآثار الجانبية السيئة. الأمر الذي يدعو 
بالضرورة إلى تأهيل المريض وتحضيره نفسيا من حيث احتمالات حدوث 
عضن الآثار الجائية غير اكرغوث فيها يعد قاولة الدوات: 

ولذلك ومن خلال صفات التعاون والتفاهم التي يتحلى به الصيدلي 
كخبير بالأدوية ومختص بهاء ومن خلال علاقاته الجيدة مع بقية أفراد 
المهن الطبية بإمكانه أن يقدم الكثير والكثير للعناية الصحية والنصيحة 
الصيدلية والإرشادات الطبية للمرضى وذويهم. إن معرفة أسرار الدواء 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


بدقة ومهارة وعمق بما في ذلك من المعالجةء وتقرير الجرع الطبية وطريقة 
الاستعمال والمحاذير والاحتياطات هي أمور تجعل للصيدلي مكانة مرموقة 
وتحمله مسؤوليات جساما وواجبات كثيرة عليه أن يقدمها بأمانة وإخلاص 
يق يمسي منیا راا روا في | المع 

وبعد-أهدي هذا الكتاب إلى ذكرى المرحوم والدي الحاج رمضان العلمي 
الذي أحب العلم والعلماء؛ وبمشيئة الله ويفضله استطعت متابعة التحصيل 
العلمي؛ فإلى ذكراه أهدي هذا الكتاب. 


14 


الأدوية عبر التاري: 


الأدوية والمداواة فجر التاريخ 

لقد نشأت المداواة مع الألم. والألم قدر الإنسان 
من مهده.. .. قال الله تعالى: «لقد خلقنا الإنسان 
فى كيشب الأب من شيدق الله العظيم. وتشان 
الناس في المعالجة منذ بداية آلامهم في الغابات 
والبراري. ولذا لابد من أن يكون أول من مارس 
الطب هو سيدنا آدم عليه السلام عندما ساعد 
سيدتنا حواء وهي تضع مولودها الأول. 

ولقد خلق الله-سبحانه وتعالى-الإنسان وخلق 
معه الداء والدواء. فالدواء إذن موجود على وجه 
البسيطة منذ الأزل. ويعتبر الدواء نعمة من نعم 
الله سبحانة وتغائى إذا ما خسن استعمالة: ولكنه 
يعتبر نقمة إذا ما أسيء استعماله. فهو إذن سلاح 
ذو حدین. 

وحاول الإنسان منذ فجر التاريخ أن يعالج نفسه 
بنفسه من الأمراض بتناوله أشياء غريبةء ولا تزال 
بعض المجتمعات البدائية في أدغال أفريقية وأميركا 
الجنوبية تحتفظ بأدويتها وعقاقيرها الخاصة بها 
تتوارثها جيلا بعد جيل بالخبرة والتجربة. ومن 
النادر أن تجد في الممالك الحيوانية والنباتية 
والمعدنية شيئا لم يستخدمه الإنسان يوما ما عبر 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


التاريخ الطويل لمعالجة أمراضه كمسحوق قرن غزال أو مخلب حيوان 
أسطوريء أو فضلات الكلاب المجففة حتى بول الأطفال والإبل. ولا عجب 
إذن أن نجد أن بردية ايبرس تحتوي على أكثر من 700 دواء تعود إلى حوالي 
0 عام ما زال بعضها مستعملا حتى الآن . ا 

واستطاع الإنسان البدائي أن يكتشف بوسائله البسيطة وغريزته الفطرية 
البدائية عددا من المواد الطبيعية استخلص منها عناصر علاجية قوية 
المفعول من أهمها وأكثرها خطرا شجرة السنكونا التي يحوي لحاؤها مادة 
الكينين الذي مازال هو ومشتقاته حتى الآن مستعملا في معالجة مرض 
الملاريا وتخفيض درجة الحرارة. وقد خصصنا لقصته المثيرة جزءا آخر 
من هذا الكتاب. كما تمكن الإنسان الأول من أن يدافع عن نفسه ويحميها 
من الحشرات السامة والحيوانات المفترسة ويضمد جراحاته وكسوره. غير 
أنه اعتقد أن الأمراض التي كانت تصيبه لابد من أن سببها الأرواح الشريرة 
فكان لابد له من اللجوء إلى الشعوذة والخزعبلات والاستعانة بالتعاوين 
والتمائم لطرد هذه الأرواح الشريرة التي كانت تسكن جسم المريض. 

وترتب على ذلك ظهور السحرة والكهنة الذين كانوا يتمتعون بنفوذ قوي 
وسلطة جبارةء واستغلوا بساطة الإنسان القديم فجربوا عليه مختلف الأدوية 
المرة والكريهة والسموم القاتلة فكان مصيره في كفة القدر. ولتهدثة هذه 
النفوس والأرواح الشريرة التي طغت عليه وعلى حياته اضطر الإنسان 
القديم إلى تقديم القرابين إليهاء وحمل التمائم المصنوعة من العاج. كما 
لجأ إلى تغيير اسمه لخداع الأرواح الشريرة متوهما أن ذلك يساعده على 
التخفي والتخلص منها. وفريق آخر اعتقد أنه لو طلى الواحد منهم جسمه 
بألوان كثيفة ومختلفة تنصرف عنه الأرواح الشريرة فيصبح في مأمن 
منها. ولذلك ما زلنا نرى حتى الآن بعض قبائل إفريقية بوجوههم الملونة 
وأجسادهم المخططة. 

تخيل الإنسان القديم وجود آلهة فاستعان بها ضد المرضء ولما كانت 
هناك آلهة للخير وآلهة للشر تتحكم في الألم والولادة والحياة والموت اعتقدوا 
أن المرض ما هو إلا عقاب إلهي لا يمكن للمصاب أن يتخلص منه إلا بعد 
أداء بعض الأعمال والحركات والصلوات لتحرير جسمه وشفائه. وقد سيطر 
على أذهانهم وعقولهم الكثير من الأوهام والأساطير والخزعبلات تتعلق 


106 


الأدويه عبر التاريخ 


بفوائد النباتات والحشائش في المعالجة فاعتقدوا مثلا أن نباتا جذوره 
تشبه شكل الإنسان لابد من أن يشفي من جميع الأمراضء وأن ورقة نباتية 
تشبه الكبد تشفي من أمراض الكبد» وأن ثمرة نبات تشبه القلب فلابد من 
أنها تنفع في معاتجة العلب وامراضنه واناه المعوت دة 
النبات بحركة معينة فلا شك من أنها تنفع في معالجة الرجفة: أما إذا نما 
النبات على الصخر فهو يفتت حصى الكلى والمثانة!! 

والقصة الحقيقة للمعالجة بدأت فعلا مع الحيوانات. فعندما كانت 
الكلاب تشعر بالانحراف في صحتها كانت تأكل أعشابا معينة لتهدئة 
اضطراب المعدة. والقطط تبحث عن نبات النعناع وتأكله بنهم شديد عندما 
تشعر بالتخمة لطرد الرياح والغازات من المعدة (وتبين فيما بعد أنه يحتوي 
على زيت طيار يطرد الأرياح). ولذلك كان الإنسان يلاحظ الحيوانات قوية 
الغريزة ليستدل منها على النباتات الصالحة والمفيدة . 

هذا واعتاد أفراد شعب الانكا الذي يعيش في جبال الانديز بأميركا 
الجنوبية على مضغ أوراق نبات الكوكا كي تزيد من نشاطهم وقوة تحملهم, 
بالإضافة إلى شعورهم بالسعادة والانطلاق. كما كانوا يستهلكون كميات لا 
بأس بها من العطور المختلفة يحصلون عليها من الأدغال خصوصا أثناء 
المناسبات والحفلات الدينية من أجل مفعولها المهلوس. 

أما الهنود الحمر الذين قطنوا تلك المناطق فكانوا يستعملون نبات 
الكوراري في تحضير السهام المسمومة لكي يصطادوا بها فرائسهم من 
الحيوانات أو لقتل أعدائهم. وقد تبين فيما بعد أن نبات الكوراري يعمل 
على إرخاء العضلات فتتوقف عملية التنفس وينتج عن ذلك موت الفريسة, 
هذا وإن وجود الكوراري الآن في غرف العمليات الجراحية الحديثة أمر 
في غاية الأهمية والضرورة. وفي مجالس زعمائهم كان الساقي يقدم للضيف 
نبيذا مخلوطا بمستخلص من نبات الداتوره كي يقضي عليه وبتخلصهم 
منه أو على الأقل يفقد وعيه» ويعمل على سلب ما يحمله. وتمر الأيام 
ويتبين أن نبات الداتوره يحتوي على مادة اللأتروبين ومادة سكوبولامين؛ 
وكلاهما قلويدي قوي المفعول. ومن الجدير بالذكر أن قدماء الإغريق 
استعملوا هذا النبات لنفس الأغراض أيضا في معابد أبولو وديلفي في 
الجزر اليونانية. 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


ونبات «البلادونا» © ينتمى لنفس العائلة الباذنجانية التى ينتمى إليها 
الداتوره وتحتوي أيضا على قلويدات مشابهة من شأنها توسيع بِؤْبؤٌ العين» 
عيونهن من أجل إضفاء سحنة من الجمال على وجوههن ومن هنا أتت 
لفظة «بيلا» (جميل) و«دونا» (سيده). وما زالت هذه النباتات ومحتوياتها 


الدواء والصينيون الخدماء 

إن المحاولة الأولى لتسجيل طرق العلاج وأنواع الأدوية كانت في الصين 
قبل الميلاد بحوالي 3000 سنة في دستور للأدوية يتألف من 52 مجلدا فيه 
ذكر لجميع الأدوية التي كانت مستعملة في ذلك الزمان الغابر. غير أن 
الطب عند قدماء الصينيين قد بدأ بالسحر والشعوذة. ثم تأسس علم 
الفلسفة وعلم الكون» ثم تطور إلى طب شعبي بالتجربة ساعد على ذلك 
معرفة العقاقير النباتية. وقد عزا الصينيون حدوث الأمراض إلى الحر 
والبرد والجفاف والرطوبةء بمعنى أن أمراض الصدر تحدث في الشتاء. 
والحميات تحدث في الخريف, والأمراض العصبية تحدث في الربيع: بينما 
تحدث الأمراض الجلدية فى الصيف. 

أما الظاهرة التي ادا علماء الصين فهي تجربة الأعشاب على 
أنفسهم دون تجربتها على الحيوان أولا. ويظهر ذلك في منهج «شن تونج» 
الذي عاش حوالي عام 2200 ق. م. وهو مؤلف كتاب الصيدلة المشهور باسم 
«بن تساو»» ويعتبر مؤسس الصيدلة في الصين. وكان يتمتع بمنزلة خاصة 
لدى الصينيين ومازال يتخذه الصيادلة هناك رمزا لهم. ويعزى إليه اكتشاف 
نبات «شانغ شانج» الذي تبين فيما بعد أنه نبات «ماهوانغ* أي الاغدراء 
وهو نبات منشط ومعرق. وقد استخلص منه العلماء مادة الافدرين المستعملة 
في الطب الحديث وتدخل في العديد من المستحضرات الصيدلية. 

وقد يعتبر كتاب «بن تساو» أول دستور للأدوية إذ احتوى عل عدد من 
النباتات تبلغ 365 دواء مع عدد أيام السنة. وقد ذكر الكتاب خواص هذه 
الأعشاب ومصادرها وكيفية نموها وجمعها وتحضيرها واستعمالها. 

ولم يقتصر الصينيون على الأعشاب الطبية بل استخدموا الأدوية ذات 


الأدويه عبر التاريخ 


الأصل الحيواني والمعدني. وكانوا ينقعون الأعشاب الطبية في الماء وأحيانا 
يخمرونها لتصير على هيئة الجعة. ومع ذلك لم يعرف الصينيون التقطير 
ولم يستعملوه» غير أنهم كثيرا ما استعملوا المراهم والضمادات والحمامات 
الباردة والساخنة والتدليك. كما قسم الصينيون الأدوية النباتية إلى أقسام 
ثلاثة: هي الحلو والمالح والمر. وزعموا أن الحلو يغذي العضلات والمالح 
يغذي العروق والمر يغذي الجسم كما عرفوا بعض الأدوات الجراحية 
البسيطة. ومن أشهر المؤلفات الصينية الصيدلية والطبية الكتب التالية: 

كتاب الموكنغ. كتاب أدوية الخزانة الذهبيةء كتاب الوصفات العاجلة 
كتاب المائة وصفة بالإضافة إلى كتاب بن تساو. 

واشتهر الصينيون باكتشاف طريقة الوخز بالإبر التي مازالت مستعملة 
حتى الآن حيث وصلت إلى فيينا بالنمسا وبعض بلدان أوروبا وأميركا 
والكويت. كما لعب رقم خمسة دورا أساسيا في حياتهم ومعتقداتهم. فالكرة 
الأرضية تتكون من خمسة عناصر هي الهواء والنار والماء والحجر والتراب. 
وجسم الإنسان يتكون من خمسة عناصر هي الدم والبلغم والألوان والأحشاء 
والحواس. ولذلك تحتوي وصفات الأطباء الصينيين عادة على خمسة أدوية 
وتعطى لمدة خمسة أيام. 

واهتم الصينيون بموضوع الحمية واعتبروها ركيزة للمعالجة الطبية 
كما أنهم وضعوا أهمية كبيرة على الأدوية المفردة وتجنبوا الأدوية المركبة 
منها. كما تبادل الصينيون المعلومات مع علماء العرب والمسلمين واستفادوا 
من عالم الصيدلة العربيء أما العرب فقد تعلموا منهم صناعة الورق. 


الد واء وبلاد ما بين النهرين 
تعاقبت على هذه البلاد حضارات متتالية فلقد سكن السومريون العراق 
منذ حوالي 4000 ق. م وكانت لهم حضارة براقة ورثها عنهم البابليون ثم 
0 ق. م. وقد اندثرت تلك الحضارات ولم تصلنا أخبار تذكر عن علوم 
الطب والصيدلة فيها إلا النزر اليسير. وقد تم العثور في القرن التاسع 
عشر على وثائق منقوشة بالخط المسماري على ألواح محروقة من الآجر. 
وقد كان الطب عندهم مبنيا على السحر بيد الكهنة. وقد حضر البابليون 


1۹ 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


الأدوية واستعملوهاء وقدسوا الثعبان الذي يرمز إلى الطب والصيدلة بعصا 
يلتف حولها ثعبانان. أما مؤسس إمبراطورية بابل فهو الملك حمورابي الذي 
حكمها ما بين عامي ۱728- ۱686 قمخروقال و م ا و 
تحلى به من العدالة والاستقامة والنزاهة والأخلاق العالية. وقد شجع 
حمورابي التعامل بالآدويةء كما أصدر قانونا يحدد أجر الطبيب ومسؤوليته 
الكاملة في حالة وقوع أي خطأ . وقد عثر على قانون E‏ 
اسطواني بمدينة سوسي العراقية عام 1902 م. وقد جاء فيه كثير من 
الجراك ا اع والح هة والتديشية والظبية كرما يخ اا 
من الرسوم التي يجب أن يتقاضوها وكذلك الغرامات التي عليهم أن يدفعوها 
في حالة وفاة المريض نتيجة سوء تصرفهم. ولا عجب أن أعتبر مايكل 
هارث حمورابي من ضمن المائة الثانية من ا 

كان للبابليين إله للطب اسمه «نينازو»2" واعتقد الناس أن المرض عقاب 
الهي» وأن الشفاء تنقية من الذنوب والآثام. واستعمل البابليون الأمزجة 
والأشربة والحقن الشرجية والمغليات والحقن المهبلية والكمادات واللبخات 
والتبخيرات والزيوت والدهون والمروخات والمنقوعات. كما ورد في ألواحهم 
الطينية انهم حضرا 255 دواء عشبيا و۱20 دواء معدنيا. 

ودلت ألواح الطين هذه كذلك على أن أطباء وصيادلة بابل نظموا طريقة 
مبتكرة لدراسة الأعشاب إذ خصصوا عمودا لاسم العشب» وعمودا ثانيا 
لاسم المرضء أما العمود الثالث فكان مخصصا لطريقة تحضير الدواء من 
العشبء والعمود الرابع يحتوي على الإرشادات وكيفية استعمال الدواء. 
وقد عرفوا نبات المر واستعملوه لمعالجة اليرقانء وعرفوا النعناع والسنامكي 
والسكران» كما عرفوا الحنظل والحلتيت والزعتر والزعفران والخشخاش 
وعرق السوس وغير ذلك. واعتقد البابليون بعلم «الكبد» آي أن الكبد يسيطر 
على جميع أعضاء الجسم» واعتادوا أن يستنطقوا أكباد الحيوانات عند 
التماسهم الوحي لمعرقة العلاج اللازم. كما استعملوا التنجيم والفلك في 
المعالجة. 

وبعكس الصينيين فإن الرقم الذي لعب دورا بارزا لديهم هو الرقم 
سبعة؛ فهناك سبعة أمراض خبيثةء وسبع طبقات سقلى للعالم» وسبع سموات 
وسبع رياح وسبعة كواكب. 


الأدويه عبر التاريخ 


الدواء والمصريون القدماء 

تعود حضارة قدماء المصريين إلى أكثر من 4000 سنة ق. م. كان الطب 
عندهم خليطا من السحر والشعوذة والطلاسم وكان لهم عدد من الآلهة 
منهم إيزيس واوزيريس. أما أشهر من مارس الطب عندهم فهو أمحوتب 
عام 2900 ق. م الذي اعتبروه إلهاء فأقاموا له المعابد والتماثيل وقدموا إليه 
القرابين. ومن أشهر المعايد معبد «ممفيس». 

ويعود الفضل في اكتشاف مقبرة أول طبيب في العالم إلى العالم الأثري 
المشهور الدكتور ايمري. كان ايمري أستاذا للآثار القديمة في جامعة لندنء 
وقد أرسل قبل في أوائل هذا القرن في بعثة إلى مصر للتنقيب في سقارة 
عن كنوز مصر الفرعونية. 

بالإضافة إلى كون امحوتب أول طبيب في العالم فقد كان مشهورا بعلوم 
الهندسة؛ وعمل كحكيم في بلاط الملك«زوسر» صاحب الهرم المدرج. ونظرا 
لحكمته المفرطة فقد اقترن اسم امحوتب بآلهة الحكمة «أبيس». 

وتدل الاكتشافات الهيروغليفية على أن حضارة قدماء المصريين كانت 
من أشهر الحضارات التي ازدهرت فيها علوم الطب والصيدلة فهناك مثلا 
سجل عظيم طوله 250 قدما وعرضه ١2‏ بوصة كتب في عهد النبي موسى 
عليه السلام يحتوي على العديد من الأدوية الشافية وطرق تحضيرها 
وكيفية معالجة الأمراض بها. كما أظهرت الحفريات وجود آلات جراحية 
تدل على تقدم فن الجراحة عندهم. وظهرت مستندات تثبت أنهم عرفوا 
امات من الأدوية النباتية معظمها معروف لدينا حاليا. ولعل براعة الفراعنة 
في التحنيط أكبر دليل على طول باعهم في معرفة علمي التشريح والكيمياء. 
كما عرفوا المقيئات والمسهلات ومدرات البولء وأقاموا مدارس خاصة لتعليم 
الطب أهمها: مدرسة «أونو»(هليوبوليس)ء ومدرسة «سايس للقابلات» 
ومدرسة «طيبة»المشهورة بمكتبتها العظيمة؛ والتي استقطبت العديد من 
علماء العصر من مختلف البلدان. وكانت المدارس تفرض شروطا قاسية 
على الطلبة أهمها أن يكونوا من ذوي الأخلاق الحميدة والسيرة المحمودة 
وأن تكون عملية الختان قد أجريت عليهم. 

وكان الأطباء يتقاضون رسوما باهظة من المرضىء ويقال إنه في حالة 
شفاء المريض كان عليه أن يحلق شعر رأسه ويزنه ويدفع مقابل وزنه ذهبا 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


أو فضة للطبيب الذي عالجه. 


أهم الأدوية التي استعملوها: 

لم يكن المر ينمو في مصر بل كانوا يحضرونه من الصومال والسعودية, 
وقد وجد في توابيت الموتى مع أدوات التحنيط. ولم يكتف تحتمس الثالث 
بالنباتات المصرية بل جلب نباتات من سوريا ليزرعها في مصرء وأرسلت 
الملكة حتشبسوت بعثة إلى الصومال والحبشة لتحضر لها الورود . وقد عثر 
على الفجل في مقابر الأسرة الثانية عشرة أما عصيره فكانوا يستعملونه 
كنقط للأذن. وعثر كذلك على نبات السرمق ‏ (شنوبوديوم) وجاء في 
البرديات أنهم استعملوا الحنظل والزعتر والزعفران والزيزفون والثوم 
والبصل والترمس والحلبة والجميز وزيت الزيتون والسمسم والعرعر 
والخشخاش والرمان وحبة البركة والينسون والكمون والصفصاف وحب 
الهيل والبابونج والنعناع والقرنفل وزيت الخروع وغير ذلك. 

وأهتم قدماء المصريين بصفة خاصة بشجرة زيت الخروع لاعتقادهم 
بفائدتها في شفاء الصداع, فكانوا يسحقون فروع الشجرة ويمزجون المسحوق 
مع الماء ويضعون كل ذلك على الرأس. أما المصابون بالإمساك فكانوا 
يمضغون بضعة بذور من ثمرة الخروع من أجل طرد الفضلات. كما استعملوا 
شجرة الخروع لتنمية شعر النساء وذلك بتحضير عجينة تتكون من الشحم» 
وتحتوي على مسحوق شجرة الخروع ثم يفردونها على الرأس-كاستعمال 
خارجي-وكانوا يحصلون على زيت الخروع من عصر البذور» وقد استعملوه 
كمرهم للجروح يضعونه عليها لعدة أيام فتشفيهاء واهتموا باستعمال مرهم 
زيت الخروع خلال الفترة الصباحية. وقد استعملت هذه الأدوية بالأشكال 
الصيدلية المعروقة كالمنقوع والمغلي والحبيبات والقطرات واللبخات والبخور 
والحقن الشرجية والمهبلية والتحاميل والمروخ. وقد حضروا منها أدوية 
لأوجاع الرأسء وأمراض العيون. والأذنء والفم» والأنف. والمعدة, والأمعاء, 
والكبد» والثدي» والمجاري البولية؛ والأصابع» والأظافرء والشعرء وكذلك 
أمراض النساء والولادة. 

وهم أول من اكتشف أدوية التخدير لمنع الألم كما برعوا بالعمليات 
الجراحية كالختان والخصي وتجبير الكسور والنقب (فتح الدماغ)؛ كما 


الأدويه عبر التاريخ 
كانوا أول من مارس جراحة التجميل. 


أوراق البردى (القراطيس) 

ورق البردى ينتمي إلى نبات من العائلة السحلبية كان يزرع في مصرء, 
ويمتاز بساقه المثلثة القطاع. وكان أهم استعمال لهذا النبات هو صنع 
القراطيس اللازمة للكتابة. ويدل على ذلك الآثار التي تركها الفراعنة من 
الوثائق والكتابات والتماثيل والرسومات القديمة والقراطيس. وكان ورق 
البردى معروفا لدى الآشوريين في العراق» وكانوا يسمونه «القصب المصري» 
أما الإغريق فقد استعملوا ورق البردى وكتبوا عليه خلاصة علومهم وآدابهم. 
وقد استمر ورق البردى مستعملا حتى عام ۱591 م عندما اندثر تماما لدى 
ظهور الورق العادي المعروف لدينا الآن. 

ويعتمد البحث في تاريخ الطب والصيدلة عند المصريين القدماء على 
دراسة أوراق البردى الطبية المحفوظة في مختلف المتاحف العالمية. كما 
يعتمد ذلك على الصور والكتابات المنحوتة على جدران المعايد والمقاير 
بالخط الهيروغليفي المقدس. 

وتعتبر البردية من أقدم أشكال الكتاب البدائي الذي عرفه بنو البشر. 
وتكون البردية على شكل لفائف طويلة يصل طولها أحيانا إلى 20 مترا أو 
اكثر بعرض 30- 35 سم تلف من نهايتها باتجاه معاكس. وعند قراءتها 
يمسك كل طرف منها بيد فتنفرد من جهة وتلف من الجهة الأخرى. وقد 
عرفت منذ القدم باسم «القراطيس». 

كانت مكتبة الإسكندرية العظيمة تضم عددا كبيرا من البرديات بعضها 
من زمن الفراعنة والبعض الآخر من زمن البطالسة. وقد احترقت المكتبة 
زمن يوليوس قيصر في القرن الميلادي الأول فضاعت الآثار القيمة ولم يبق 
من البرديات سوى ثمان أهمها مذكور أدناه مع العلم أن البرديات الطبية 
هي أكثر المصادر إسهابا وتفصيلا في وصف الأمراض والمواد الطبية: 


ا - یر د a‏ هاهون (Kahun Papyrus)‏ 


إلى الأسرة الثامنة عشرة (1900) ق. م. جزء منها مخصص للطب البيطري» 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


وتحتوي على 35 وصفة طبية لأمراض النساء والولادة وتشخيص قدرة 
الإنسان عند المرأة وجنس الطفل. 


(Smith Papyrus) سويت‎ jag a بر دة‎ - 2 

اكتشفت في الأقصر عام 1861 م ثم درسها المؤرخ بريستد . طولها 68, 4 
مترا وعرضها 33 سم كتبت بالحبر الأسود والحبر الأحمرء وتتألف من 469 
سطراء وذكر فيها 48 حالة من الجروح والكسور والأورام والقرح وكيفيه 
معالجتها . وفيها تعويذة لتحويل الكهل إلى شاب وأدعية لإبعاد الرياح الموبوءة 
ويعود تاريخها إلى عام 1700 ق. م. 


3 - إعردية 1 (Ebers Papyrus) wı j‏ 
أشهر البرديات قاطبة اكتشفها العالم الألماني أيبرس في الأقصر وهي 
الآن في متحف ليبزج؛ وتحتوي على 8١١‏ وصفة طبية طولها 25 مترا وعرضها 

0 سم» وتتكون من 2289 سطرا . 

وفيها ١2‏ وصفة مخصصة للأناشيد والأدعية. وتشتمل كذلك على 
أسماء الأدوية الخاصة بكل عضو من أعضاء الجسم بالإضافة إلى وصف 
تشريحي دقيق لجسم الإنسان وتعود إلى عام 1550 ق. م. كما تدل هذه 
البردية على مهارة الفراعنة في تحنيط الموتى؛ وأنهم تعرفوا على وظيفة 
القلب والأوعية الدموية. 


4- بعر ديدة ® سات (Hearst Papyrus)‏ 
تعود إليها بردية ايبرس أي حوالي ۱550 ق. م. 


(London Papyrus) أضون‎ wi a یر‎ - 5 

توجد هذه البردية في متحف لندن منذ عام 1865 م» ويبلغ طولها 2,1 
مترا وتحتوي على 63 وصفة سحرية 

لمعالجة أمراض العيون والحروق وأمراض النساء. 


24 


الأدويه عبر التاريخ 


6- سر 2ة (Berlin Papyrus) jl jı‏ 
ثم الور عليها فى .شواحئ الشاهرة قرب اشوا سقارة وهی الآن 
بمتحف برلين منذ عام ۱886 م ويبالغ طولها 5,۱6 مترا وعرضها 20 سم 

وتحتوي على ١70‏ وصفة طبية. 
وهر البرديات أقدم موف يضم الوصفات الطية طرق تعصيرها: 
فهي لذلك تعد من أقدم دساتير الأدوية ضي تاريخ العالم والعلم. 


الدواء وام غروق 

كان لعلماء الإغريق باع طويل في حقلي الطب والصيدلةء ولهم فضل 
كبير في إنشاء المدارس التي كانت تهتم بهذين العلمين. وقد استفادوا من 
تراث قدماء المصريين والبابليين وغيرهم من شعوب الأرض الذين سبقوهم . 
كما أنهم ضريوا بسهم وافر في هذا السبيل إذ تقدموا بهما بخطوات 
كبيزة: 

وقد رفع الإغريق اسكولاب إلى مصاف الآلهة ودعوه «إله الشفاء» وبنوا 
الهياكل على شرفه على قمم الجبال وقرب ينابيع المياه المعدنية الشافية, 
وقدموا له القرابين ومعها كتابات على الطين المجفف فيها أسماء أمراضهم 
وآلامهم كي يشفيهم منها. وكثيرا ما يظهر اسكولاب في النحوت القديمة 
واقفا مرتديا ثوبا طويلا عاري الصدر مع ثعبان ملتف حول ساعده وما زال 
هذا يستعمل كرمز لمهنة الطب. ولم تبدأ الصيدلة كعلم ذي أصول إلا منذ 
ظهور أبقراط الإغريقي المولد الذي ولد في جزيرة قوس عام 460 ق. م. 


أبخراط “(460- 377 ق. م): أبو الطب 

أبقراط هو أبو الطب والأطباء. وكان يتحلى بصفات ممتازة. ومن أهم 
إنجازاته أنه فصل الطب عن الدين ووضع له دعائم وأسسا معينة. وقد 
الأمراض الحادة الأمراض الوافدة. أمراض النساءء والكسورء. كما يعود 
إليه الفضل في نقل طرق الشفاء من عهد السحر والشعوذة إلى عهد 
الملاحظة والتجرية واعتبر الأمراض ظواهر طبيعية: ولم يحيد استعمال 
الأدوية إلا فی الحالات القصوىء وكان يترك للطبيعة أمر استرداد المريض 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


لعافيته. كما أعتبر أبقراط أن ارتفاع درجة الحرارة دليل على مقاومة 
الجسم للأمراضء وقد أهتم بالعديد من الأمراض كالخناق والصرع وذات 
الجنب واضطرابات القلب والكبد والكلى ووصف تشنجات الكزازء كما كان 
من أوائل المهتمين بالحمل وعرف أن مدته 280 يوماء كما اهتم بالوضع 
والإجهاض والختان. ووصف أبقراط مرض السل لرئوي ووصف المريض ا 
لذي يشكو من التهاب الصفاق (الغشاء البريتوني). ومازال الأطباء حتى 
الآن يطلقوق على هذه الشالة ووجه ابقراط» كما كان له فل بير کن 
الجراحة وابتكر كثيرا من الآلات الجراحية. 

وكان أبقراط أيضا صيدليا فذاء فقد ذكر اكثر من 235 دواء وعشياء 
وكان يحضر أدويته بنفسه ويستعملها بنفسه» منها الأدوية الداخلية كالأمزجة 
والأقراص والحبوب وأدوية خارجية كالكمادات والأقماع والتحاميل والمراهم 
والقطرات. ولم تتجاوز وصفته 4- 5 أصناف. ولم يهتم بالربح المادي. وكان 
يلتزم بالأخلاق السامية والعطف والمعاملة الحسنة. فهو الذي وضع قسم 
أبقراط المشهور والذي يلتزم به الأطباء حتى يومنا هذا. 

توفى أبقراط عام 377 ق. م عن 85 عاما غير أن بعض المؤرخين يعتقدون 
أنه عاش أكثر من ذلك. وقد اعتبره مايكل هارث من أوائل المائة الأوائل 
ومنحه الترتيب الثامن بينهم. 


شيوفراستوس (أبو النبات) (387- 317) ق. م 

أشتهر ثيوفراستوس الإغريقي كعالم فذ وله مؤلفات في النبات تتحلى 
بأسلوب شيق وجذاب. ووصف جميع النباتات والأشجار والأعشاب التي 
كانت تنمو في اليونان كما وصف خواصها الطبيعية والطبية. وكان 
ثيوفراستوس من أوائل الذين ذكروا عصير الخشخاش كمسكن للآلام منذ 
القرن الثالث الميلادي. وقد ألف. ما ينوف عن 200 مجلد أشهرها كتاب 
تاريخ النبات. 


أرسطو (المعلم الأول) (384- 22 3) ق. م 
على الرغم من أن والده كان طبيبا إلا أنه لم يكن طبيبا أو صيدليا . ومع 


ذلك فإن تعاليمه قد أثرت تأثيرا كبيرا على البشرية وعلى العرب الذين 


20 


الأدويه عبر التاريخ 


دعوه «المعلم الأول». وقد بدأ أرسطو حياته كجامع للأعشاب والعقاقير. 
ووضع أرسطو مؤلفات في مواضيع شتى منها: الحيوان» والتشريح المقارن, 
الفيزيولوجياء وعالم الأجنة بالإضافة لمؤلفاته في الفلسفة:؛ والمنطق؛ والبيانء 
والسياسة:؛ والأخلاق؛ وعلم النفس. وقد ترجمت جميع مؤلفاته إلى العربية. 

كان صديقا ومرشدا للأسكندر المقدوني ورافقه في فتوحاته الآسيوية 
مما أتاح له الفرصة للاطلاع على نباتات تلك المناطق. وقد أعتبره مايكل 
هارث من أوائل المائة الأوائل إذ كان ترتيبه الرابع عشر. وقد توفي أرسطو 
عام 322 ق. م. 


الدواء والرومان 

استفاد الرومان من حضارات الإغريق وقدماء المصريين عن طريق 
مدرسة الإسكندرية التي كانت تضم 300 ألف مخطوطة مكتوبة على ورق 
البردى. ومن أشهر المشتغلين بالطب والصيدلة خلال عهدهم هم: 


آضدر وماك 

آندروماك طبيب الطاغية نيرون اشتهر بتحضيره للترياق المعروف باسمه 
حتى الآن الذي يدخل في تركيبه حوالي 64 مادة منها: الأفيون» والبخور, 
والزعفران. والفلفل: والقرفة وغير ذلك. وكان الترياق يستعمل لمعالجة 
حالات التسمم كسم الأفاعي وغيرهاء وامتاز بأنه أكثر الأدوية تعقيدا في 
التحضير وأطولها عمرا . وكانت تقام احتفالات سنوية لتحضير الترياق في 
بلدان كالبندقية وجنوا والقاهرة والقسطنطينية خلال ازدهار تجارة التوابل. 
ومن الغريب أن هذا الترياق بقي مستعملا في دستور الأدوية الفرنسي 
حتى عام 1837 م. ا ا ا 


ديو ستو ر يدس“ (50 م) 

عالم من أعلام الطب والصيدلة ولد في شمال سوريا ولكنه عاش في 
كلت إسبواظورية روما ولايد من أ الدماء العريية كانس جر :فى عروقه. 
وهو واضع كتاب «الماتيزيا مديكاء”6 (كتاب الحمشاكش) الذي يقى ثبراسنا 
لاطبا والضياكنة:طيلة 16 قرا مرج ملي تلات ارين رتشخيص 


27 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


العقاقير. وقد عاش ديوسقوريدس في نفس المدة التي عاش فيها السيد 
المسيح عليه السلامء وقد ألف ديوسقوريدس ستة كتب في الاقريازين. 
ويعتبر من أعظم شخصيات التاريخ فقد لمع اسمه ووضع 500 دواء نباتي 
في كتابه بالإضافة إلى أدوية حيوانية ومعدنية. وقد اشتهر بالدقة المتناهية 
في تحضير الأدوية وله الفضل في وضع أسس وصف عالم العقاقير 
(Pharmacognosy )‏ الذي يعتبر بدوره أساسا لعلوم الصيدلة جميعا. 

ويعتبره النقاد الرجل الأول في التاريخ الذي استعمل محلم النجات 
كأداة علمية وعملية في تطوير مهنة الصيدلة وإغنائها . وهو عالم طبيعي 
من الدرجة الأولى اعتمد على الملاحظة والتجربة. وديوسقوريدس من 
أوائل الذين وصفوا الأفيون وشجرة الخشخاش كما ذكر فوائده في السعال 
وتسكين الأبر. كما عرف كيفية تحضير لزقة الرصاصء وعرف طريقة 
النقع والتبخير. وحضر خلاصات نباتية من عرق السوس وغيره كما عرف 
أنواع الأصماغ كالصمغ العربي وتراجا كانت. وقد ترجم كتابه المشهور إلى 
الإنجليزية عام 1655 م وما زال يحتفظ به كأثر كلاسيكي يمثل حقبة هامة 
في مسار تاريخ الأدوية وتطوير علم الصيدلة والنبات. أما هذا الكتاب 
فكان العرب هم أول من ترجمه إلى لغتهم في عهد العباسيين بمدينة 
بغداد. كما خدم تعليمات وإرشادات هامة في كيفية جمع العقاقير النباتية 
وحفظها من التلف والفساد والتعفن والتفسخ:؛ وكان من نتيجة أبحاثه إحداث 
كرسي خاص لادة العقاقير في كليات الصيدلة أولها بجامعة بادوا الإيطالية 
عام 1533 م مما يدل على عمق الأثر التاريخي الذي غرزه هذا العالم الفذ. 
كان نابغة وعالما طبيعيا من الدرجة الأولى يعتمد على الملاحظة ولا يتقبل 
أي نظرية إلا إذا ثبتت صحتها بالتجربة. 


جالينوس (أبو الصيدلة) (130- 201) م 

ولد في بيرجاموم بشمالي آسيا الصغرى» وكانت بها جامعة تنافس 
جامعة الإسكندرية ثقافة وحضارة. ويعتبر جالينوس من أشهر المشتغلين 
بالمداواة والطبابة بعد أبقراط فقد تلقى علومه بكلية اسكوبيان: وكان طموحا 
راغبا في الاستزادة من العلوم» ولذلك سافر إلى عدة بلدان داخل اليونان 
وخارجها منها صقلية ولبنان وفلسطين وكريت وقبرص والإسكندرية. 


الأدويه عبر التاريخ 


مارس الطب ثم اختاره الامبراطور الروماني ماركوس اوريليوس طبيبه 
الخاص فى روما .و كان مؤّلفا مرموقا فقد ألف حوالى 500 كتاب وأطروحة 
منها 98 كتابا في الطب و الصيدلة واشغير تقاطه الد في التشريح و 
الفزيولوجي و الصيدلة . وأصبح إسمه مرتبطا بفئّة هامة من المستحضرات 
الصيدلية مازالت تحمل اسمه حتى الآن::وهن المستحضيرات «الحالينية» 
او« الجاليتوسية" وانظر لمؤلفاته الغديدة التي تناول بها العقاقيرو 
تحضيرها و صفاتها وأوصافها ومقاديرها فقد اطلق عليه لقب «أبي 
الصيدلة». وكانت كتبه تعتبر مرجعا خلال القرون الوسطى. وقد ترجم 
معظمها إلى اللغة اللاتينية و لغات أخرى منها العربية بالطبع و قد توفي 
عام 201 م إما في روما وإما في بيرجاموم. 


فضل العرب والسلمين علس الدواء والمداواة 
الطب والصيدلة عند العرب 

لم يمض أكثر من قرن واحد على وفاة الرسول الأعظم محمد صلى الله 
عليه وسلم حتى كان المسلمون قد احتلوا مساحات شاسعة تمتد من المحيط 
الأطلسي حتى الخليج العربي» بل وشمل ذلك الهند وتركستان ومشارف 
الصين شرفا وتخوم فرنسا غربا. كما دخل المسلمون صقلية وسيرالانكا 
وإندونيسيا. 

وقد ساعدهم ذلك على الحصول على جميع مصادر المعرفة والعلوم من 
شعوب الأراضي التي احتلت» ولذلك وفي مقتبل القرن التاسع الميلادي كان 
هناك المستشفيات العديدة بأجنحتها وأطبائها وصيادلتها. وانتهى بذلك 
عهد الخرافات والخزعبلات وابتدأت نهضة علمية بعد قرون عديدة من 
الجهل والظلام سادت في أورويا منذ وفاة جالينوس عام 201 م حتى ظهور 
الإسلام ونوره. 

تمتعت بغداد بالذات بالمجد والغنى والعلم الوفيرء وما لبثت أن امتدت 
هذه النهضة إلى العواصم الإسلامية الأخرى» تونس والقاهرة وقرطبة, 
فجلب المسلمون المخطوطات والكتب العلمية من جميع الأقطار وتمت 
ترجمتها إلى اللغة العربية بسرعة فائقة. ومن أوائل العلماء المترجمين 
الذين شهدتهم تلك الفترة يوحنا بن ماسويه (777- 857 م) وحنين بن إسحق 


290 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


(810- 873 م) وغيرهما. وقام التراجمة العرب بترجمة الكتب الإغريقية من 
مؤلفات جالينوس وديوسقوريدس حتى إن حنين بن إسحق كان يتقاضى من 
الخليفة وزن ترجماته ذهبا فكان أن استعمل الورق السميك من فرط جشعه . 
كما ترجم العرب المسلمون أعمال الهنود والفرس وهضموها وصنفوهاء 
ومن ثم أضافوا عليها من واقع تجربتهم وخبرتهم. وقد اعتبرت اللغة العربية 
في القرن التاسع الميلادي لغة العلم. وشملت فروعا عديدة منها: الطب 
والصيدلة والكيمياء والنبات والحيوان والفلك والرياضيات والفيزياء . وكان 
في كل عاصمة أو مدينة كبيرة مكتبة ضخمة غنية بالكتب والمخطوطات 
العديدة. كما ازدهرت القيروان بشمال إفريقية وقرطبة وغرناطة في 
الأندلسء؛ وكان لقرطبة بالذات تأثير كبير وعميق على مسيرة الحضارة لما 
احتوت من المكتبات الكبيرة والمستشفيات والمساجد والمدارس ودور العلم. 
فكانت مكتبة الخليفة المنتصر في منتصف القرن العاشر الميلادي تحتوي 
على ما يقرب من نصف مليون كتاب ومخطوطة ومجلد . ومن العجيب أن 
قلة من سكان أوروبا آنذاك كانوا بالكاد يعرفون القراءة والكتابة في حين لم 
يكن أي شخص أمي بين الأندلسيين. فأصبحت الأندلس قبلة للأوروبيين 
فوفدوا إليها كي ينهلوا من علومهاء والتحقوا بمدارسها ومعاهدها بحيث 
تعتبر الأندلس من أهم العوامل التي دفعت بأوروبا إلى النهوض والتطور 
فقد تسربت العلوم العربية عبر جبال البراس إلى فرنسا وبقية أوروبا. 

وكان الأطباء والصيادلة العرب والمسلمون يقفون على أرض صلبة لها 
دعائمها وأسسها بكل ثقة وعزة. ومن أشهرهم أبو بكر الرازي (865- 925 
م)«الذي خلف لنا كتابه المشهور «الحاوي» ويعتبر من أهم الكتب في التاريخ 
وأكثرها شمولا. فهو موسوعة طبية صيدلية كيميائية. 

وقد ترجم الحاوي إلى اللاتينية عام ١280‏ م» وأصبح بذلك أحد المراجع 
التسعة التي تعتمد عليها المكتبة الطبية بجامعة باريس حتى القرن الخامس 
عشر الميلادي. 

واشتهر الرازي بتجاربه التي أجراها على القرود . فأجرى عليها مفعول 
الزئبق وسجل ملاحظاته وصنفهاء كما أن أطروحته عن مرض الجدري قد 
طبعت أربعين مرة باللغة الإنجليزية. وله فضل كبير في تحرير علم الكيمياء 
من الرمزية والغموض. فوضع كتابه «سر الأسرار» وأشار فيه إلى الآلات 


الأدويه عبر التاريخ 


التي استخدمها في تحضير الأدوية من تذويب ومزج كالكور والميزان والمنفاخ 
والهاون والبوتقة والقمع والأتون وغير ذلك. 

ومن عمالقة العرب على بن عباس المجوسي (المتوفى عام 994 م) الذي 
ألف أحد أشهر كتب الطب «الكتاب الملكي» الذي ترجم إلى اللاتينية عام 
0 م وفيه تنبا المجوسي بوجود الشعيرات الدموية الصغيرة في الجسم. 

أما أعظم أطباء الإسلام قاطبة والذي تجلت أعماله خلال العصر 
الذهبي للطب والصيدلة فهو بلا منازع الشيخ الرئيس ابن سينا (037-980! 
م) الذي ترك أكثر من مائة كتاب منها ١5‏ كتابا في الطب والصيدلة؛ والباقي 
في الفلسفة:؛ والفيزياء وعلوم كثيرة أخرى. أما أهم مؤّلفات ابن سينا فهو 
بلا شك كتاب «القانون» الذي يعتبر أعظم مرجع وهو مكون من خمس 
مجلدات» واحتوى على مليون كلمة وقد ترجم إلى اللاتينية مرات عديدة 
واعتمدته جامعات أوروبا حتى القرن الخامس عشر باستثناء جامعة مونبلييه 
التي بقي مرجعا لطلبة الطب فيها حتى عام 1650 م. 

وابن سينا هو مكتشف «الزرقة» التي تعطى تحت الجلد وهو مبتكر 
«المرقد» آي الدواء الذي يخدر المريض قبل العملية الجراحيةء كما استوعب 
ابن سينا كل ما يتعلق بالعين والبؤْبؤ وحركته ووظيفته وتوسعه وتضيقه؛ كما 
وصف مرض السحايا والشلل والقرحة. وتحدث عن عدوى السل» ووصف 
مرض الجمرة الخبيثة وسماها النار المقدسة. كما اكتشف ابن سينا دودة 
الإنكلستوما قبل الإيطالي الدكتور روبيني بأكثر من ثمانمائة عام» وعرف 
ابن سينا اليرقان بأنواعه المختلفة ومسبباته وطبابته. 

أما كتابه «التصريف» الذي ألفه جراح العرب المشهور الزهراوي الأندلسي 
فيعتبر أهم مرجع جراحي في تاريخ النهضة الإسلاميةء واتخذه الأوروبيون 
مرجعا لهم؛ وتمت ترجمته إلى اللاتينية كفيره من الكنوز الإسلامية. 

وكان الزهراوي جراحا بارعا وهو أول من أعطى وصفا دقيقا لعمليات 
استتصال الثدي» ووصف كيفية تجبير الكسور وانزلاق الكتف وكسر الفك, 
وقام بعمليات البواسير وشق القصبة الهوائيةء وعمليات البتر. واستعمل 
الخيوط الجراحية المأخوذة من أمعاء الحيوانات: ووصف الناعور 
(الهيموفيليا) كما اكتشف وابتكر مالا يقل عن مائتي آلة جراحية منها 


الجفت والسكين والملقط والسنانير وغير ذلك. وهو أول من وصف خراج 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


الرحم وأمراض المهبل واستعمل الآلات في أمراض النساء والولادة. 

ويعتبر ابن الهيثم عالما فذا ألف كتابا عن العدسات والبصريات واكتشف 
أن الجسم المرئي هو الذي يصدر أشعة تراها العين وليس العكس. 

أما سيد النباتيين فهو ابن البيطار الذي سافر إلى بلدان عديدة باحثا 
ومفتشا عن الأعشاب الطبية ويعتبر «أبا النبات العربي». وكان كلما حصل 
على عينة من آي نبات يحتفظ به؛ ويطلب من رسامه الخاص المرافق له أن 
يرسمه. واشتهر ابن البيطار بقائمة الأدوية المفردة التي رتبها وصنفها في 
كتابه «الجامع» ووصل عددها إلى ۱45 دواء معدنياء و1800 دواء نباتياء و۱30 
دواء حيوانيا. 

وابن النفيس (1210- 1288 م) مكتشف الدورة الدموية الحقيقي الذي 
كان عالما في الطب والصيدلة والفلسفة والفقه. وقد شرح العديد من قلوب 
الحيوانات» واكتشف أن هناك دورة دموية صغرى تتم بين الرئتين والقلب؛ 
وجاء ذكر هذا الاكتشاف في كتابه «شرح القانون» وقد اعترف العالم الغربي 
لابن النفيس بأنه سبق هارفي بالكتابة عن الدورة الدموية الصغرى والتي- 
مع الأسف-نسبها سرفيتوس الإسباني لنفسه» وحرم ابن النفيس من ذلك. 
إلا أن الطبيب العربي الدكتور محي الدين التطاوي (المتوفى ۱945) صادف 
أن اطلع على مخطوطات عربية قديمة في متحف برلين أثناء دراسته 
للدكتوراه هناك وتبين له أن المكتشف الحقيقي للدورة الدموية الصغرى 
هو ابن النفيس فعلا. ومن سوء حظ ابن النفيس أن كتابه «شرح القانون» لم 
يترجم إلا عام 1547 م أي بعد وفاته بثلاثة قرون. 

وبالإضافة للمستشفيات ابتكر المسلمون العيادات المتنقلة التي كان بوسعها 
أن تصل إلى المناطق النائية التي لم يكن باستطاعة سكانها الوصول إلى 
المدينة. وكان المستشفى المركزي يحتوي على أجنحة مخصصة للنساءء 
وأجنحة للرجال» وأخرى للأطفال. كما كانت الأجنحة تختص بنوع معين 
من الأمراض كجناح الحميات» وجناح العيون وجناح الإسهال وجناح الولادة 
وغير ذلك. وكان في المستشفيات كل جديد وعجيب . كالنوافير المائية لتلطف 
حو اة التحديات الريك ومن الطبيعي أن الخدسات الطبيةواتصييلية 
كانت مجانية لكل المواطنين دون تمييزء كما كان المستشفى يزود المرضى 
بكميات كافية من الماء من أجل الشرب والاستحمام والغسيل. ويزود الأستاذ 


الأدويه عبر التاريخ 


الذي يعمل بالمستشفى بمنزل مجاني يسكن فيه هو وعائلته. واحتوت 
المستشفيات على صيدليات خاصة بها تصرف الأدوية للمرضى بأجنحتهم 
ولمرضى العيادة الخارجية بالإضافة إلى القاعات المخصصة للمحاضرات 
والاجتماعات والمكتبات. 

ومن القصص التي ترويها كتب التاريخ أنه صادف عام 930 م أن علم 
الخليفة المقتدر بالله عن وفاة أحد المرضى نتيجة خطأً ارتكبه أحد الأطباء 
فأمر الخليفة رئيس أطبائه سنان بن ثابت بن قرة أن يعقد امتحانا لجميع 
الأطباء والممارسين. ومن المدهش أنه في السنة الأولى أجرى الامتحان 
لآكثر من ثمانمائة طبيب في بغداد وحدها. وبالإمكان تصور مدى التطور 
الذي وصلت إليه الدولة الإسلامية في تلك الأزمنة. 


وأصبح النجاح في الامتحان شرطا أساسيا مسبقا لمن يرغب من الأطباء 
في ممارسة مهنة الطب وكان المحتسب يرأس مجلس التراخيص الذي كان 
أيضا يفتش على الصيدليات والموازين والمكاييل. فإذا ما نجح الطالب 
بالامتحان يقسم قسم أبقراط أمام المحتسب وعند ذلك فقط تصرف له 
إجازة المزاولة وهي طريقة لا تختلف عما هو متبع ومألوف حاليا. كما 
ابتكر المحتسب قسما لبعض التخصصات الطبية. وها هو نص شهادة 
حصل عليها طبيب عربي في العصر العباسي كان مختصا بالجراحات 
الصفيرة + ا ا 


بسم الله الرحمن الرحيم 
«بإذن الباري العظيم نسمح له بممارسة فن الجراحة لما يعلمه حق العلم 
ويتقنه حق الإتقان حتى يبقى ناجحا وموفقا في عمله» وبغاء على ذلك فإن 
بإمكانه معالجة جراحات حتى تشفىء وفتح الشرايينء واستئصال البواسير 
وخلع الأسنانء وتخييط الجروح وختان الأطفال.. . وعليه أيضا أن يتشاور 
دوما مع رؤساته ويأخذ النصح من معلميه الموثوق بهم وبخبرتهم.. ..*'' 
ومن أشهر علماء الكيمياء في تاريخ البشرية جابر بن حيان الذي يعود 
إليه الكل فى اعات اننيد من اواد الكيمياكية مكل تجضن الكبريتيك 
وحمض النيتريك والماء الملكي والمواد القلوية والسكر والكحول وغير ذلك. 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


وقد أطلق العرب على الكيمياء «صنعة جابر». 

ولذا استطاع العرب أن يكتشفوا أدوية جديدة عديدة أضافوها إلى 
الاقربازين من المسهلات كالرواند والسنامكي والسنط والمنشطات مثل الجوز 
المقيى وهم أول من استعمله وهو نبات سام يحتوي على مادة شديدة السمية 
هي ستركنين لم يتمكن العلماء من عزلها عن النبات إلا في أواخر القرن 
التاسع عشر: واستعمل العرب نباتات الاكونيت والحشيش والارغوت. وهم 
أول من استعمل الأفيون كمسكن للألم ولإيقاف السعال ومنع الإسهال 
وكمنوم. وكذلك الكافور والصندل والقرنفل والمر وجوزة الطيب والمسك 
والتمر الهندي والقرفة واليانسون والتوابل الأخرى. 

ومن الواضح أن العرب كانوا أكثر من مترجمين وناقلين للعلوم لأنهم 
أضافوا الكثير إلى علمي الطب والصيدلة. وقد أدى اهتمامهم بالصيدلة 
إلى زيادة عدد كبير من الأدوية التي يكتشفها الإنسان لأول مرةء كما اطلعوا 
على أدوية الهنود والفرس التي لم يكن الإغريق والرومان على معرفة بها . 

ومن دواعي الفخر أن ننوه بأن العرب هم أول من أرسى قواعد مهنة 
الصيدلة على أسس علمية راسخة. ويعترف الدكتور كينث ووكر ( ۲ء )K.۷‏ 
أحد كبار الجراحين الإنجليز في كتابه «تاريخ الطب»من أن الفتوحات 
الإسلامية كانت عبارة عن حدث سعيد للعالم لأن الإسلام اتخذ من العلم 
موقفا متفتحاء واستقبل علماء البلدان الآخرى استقبالا حافلا كله ترحيب 
وتكريم مهما كان أصلهم أو ديانتهم. وأضاف ووكر أن الطب العربي ضم 
أساتذة من العرب والعجم منهم الفرس واليهود والآتراك والإغريق والإسبان 
ولم يكونوا جميعا بالضرورة مسلمين بل بقى بعضهم على دينه لأن الدين 
الإسلامي دين سمح. 

وقد زاد اهتمام العشابين المسلمين بالصيدلة فلم يكتفوا بدراسة كتب 
الأقدمين بل قاموا بزيارات لمختلف المدائن والبلدان: وجمعوا الأعشاب 
وأجروا عليها التجارب وعثروا على أدوية كثيرة من بينها . 

كانت الصيدئة خلال عهد اليونان جزءا من الطبء ولم تكن علما مستقلا 
إذ كان الطبيب صيدليا في الوقت ذاته. وكان الطبيب يقوم بمهام كل من 
الطب والصيدلة. في آن واحد . غير أنه كان للطبيب من يساعده في جمع 
النباتات وحملها. ولكن كانت الأدوية في النهاية تنتقل من يد الطبيب إلى 


354 


الأدويه عبر التاريخ 


يد المريض مباشرة دون وسيط. فكان الطبيب هو الذي يحضر أدويته وهو 
الذي يصرفها. وبقيت ازدواجية الطب والصيدلة هكذا حتى قدوم أو 
الصيدلي الطبيب بحيث تفرعت المهنة إلى مهنتين لخصلتين ومستقلتين 
قائمتين بذاتهما. ولذلك يعتبر العرب أول من أوجد مهنة الصيدلي الذي 
ارتفع وضعه الاجتماعي إلى مركز مرموق بفضل علومه ومسؤولياته الخطرة 
العرب» ولم تستمر على هذا المنوال لآن العرب أرادوا تطوير مهنة الصيدلة 
فعملوا على تقسيم مسؤوليات الطبيب الصيدليء. 

فالعرب إذن هم المؤسسون الحقيقيون لعلم الصيدلة المستقل عن الطب 
وهم الذين ارتقوا بالصيدلة من مستوى مجرد تجارة العقاقير والتوابل إلى 
إنشاء مدارس للصيدلة وحوانيت للصيدلةء كما وضعوا الكتب الصيدلية 
الخاصة بالتراكيب أي الاقربازينات-وللدلالة على طول باعهم في هذا المجال 
هو تأليف دساتير الأدوية نذكر نخبة من أشهرها: 

الحاوي للرازي» قانون ابن سيناء تذكرة داود الانطاكي؛ الجامع لمفردات 
الأدوية والأغذية لابن البيطار. كتاب الصيدلة للبيرونيء الكتاب الملكي 
للمجوسيء وكتاب العقاقير للبيروني. 

وكان العرب أول من أدخل التقييم المهني للصيدلة فعينوا لكل مدينة 
عميدا للصيادلةء كما أدخلوا الوصفة الطبية وعلى الطبيب أن يحررها 
ويكتب الأدوية عليهاء كما أدخلوا نظام إجازة الممارسة أسوة بما هو معمول 
بالطب بحيث لا يسمح للصيدلي بممارسة المهنة إلا بعد اجتيازه الامتحان 
أمام المحتسبء وتقييد اسمه في جدول الصيادلة الخاص لذلك. 

وهم أول من منعوا تدخل الصيدلي بأمور الطبيب» ومنعوا الطبيب من 
امتلاك صيدلية أو التعاطي بالأدوية. وهم أول من وضع نظاما لمراقبة 
الأدوية والتفتيش عليها وعلى الصيدليات» وحددوا تراكيب خاصة من الأدوية 
وفرضوا تسعيرة للأدوية كما حذروا الصيادلة من بيع السموم الضارة. 
وكان يقوم بالتفتيش على الصيدليات المحتسب بشكل دوري» وربما أسبوعي 
وأحيانا برفقة أفراد الشرطة لمنع الغش والتدليس. 

ومن الأعمال التي قام بها الصيادلة العرب تحسين ذوبان وطعم الأدوية, 
وأدخلوا تحضيرات جديدة كالمربيات والأشربة الحلوة والمستحلبات. وهم 
أول من استعمل السوائل المعطرة بماء الورد والبرتقال والياسمين والليمون 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


واليانسون. وقد حسن العرب المراهم والآدهان والمعاجين واللدائن في معالجة 
الأمراض الجلدية؛ وكانوا أول من غلف الأقراص بالسكر والفضةء حتى 
يصير طعمها مقبولاء كما حضروا الأقماع والتحاميل. ومن أسباب تقدم 
الصيدلة العربية تقدم العرب بالكيمياء وابتكار مختلف الطرق كالتذويب 
والتبلور والتبخير والتصعيد والتكليس والترشيح والتقطير وغير ذلك. 
وقد تقدم علم الصيدلة ونما بشكل فريد دفع المسؤولين بضرورة حماية 
الجمهور من سوء استعمال الذواء»:ولذلك كرست الحكومة فصل الطب عن 
الصيدلة وأصبحت بالفعل مهنة مستقلة قائمة بذاتها. وظهرت فتّة من 
الصيادلة الممارسين فتحوا حوانيتهم «الصيدلية» على الطرق مباشرة يبيعون 
الدواء من خلالها للمرضى بناء على وصفات طبية. وبالتدريج تطورت 
مهنة الصيدلة وانفصلت عن العطار مثلما حدث بالنسبة لانفصالها عن 
الطب. وكان أول حانوت صيدلية قد افتتح في بغداد ولأول مرة في التاريخ, 
ولم تفتح الصيدليات في أوروبا على هذه الشاكلة إلا بعد خمسمائة سنة. 


نظام الحسبة وا لصيد لة 

وة اک م او ك وای فق 
المنكر التي يحض عليها الدين الإسلامي الحنيف. ولذلك كان رجال الحسبة 
ينتخبون من بين الأشخاص الذين يوثق بدينهم وأخلاقهم ويشهد باستقامتهم 
دون النظر إلى هلميى وكاق عمل لحي ضرا فلي إسداء اا 
فجن اجات اهن الجر« يورا عا وخم علن هده القن راكد 
ان هان الناس باسني .ولا ى اعت أن ينعن الناس ركن 
عليه أن يفطنهم وينذرهم بالعقوبةء وأن يخبر القاضي بالمخالفين لأوامر 
الدين لكي يعاقبهم. ولا ازداد عدد أصحاب المهن الطبيةء وشاع الغش 
والتدليس في معاملة الناس بعضهم لبعضء أصبح من الضروري وضع حد 
نلك حول نظام الحا من إا الننسم والأمر الوق إلى نظام 
تفتيش ومحاسبة وامتحان. 

وقد ظهرت خوائيت المظارين (بائمو المطربالآصاج الس تشمو اها 
إلى بيع العقاقير وتحضير الأدوية. وازداد عدد الأطباء والصيادلة الممارسين 
لصنعة الطب في البلاد الإسلامية وكان متهم المتعلم الماهر والدجال الجاهل. 


56 


الأدويه عبر التاريخ 


كما شاع عن الصيادلة كثرة غشهم للأدوية لذلك قام الخليفة المقتدر بالله 
(908- 932 م) بتعيين الطبيب سنان بن ثابت بن قرة رئيسا للمحتسبين. وكان 

سنان يمتحن الأطباء والجراحين والكحالين والصيادلة كل حسب 
اختصاصه بكتب ومقالات حنين بن إسحق وجالينوس كما نظم الرقابة على 
جميع أصحاب المهن والحرف وعين عليهم مأمورين كان يطلق عليهم اسم 
المحتسبة. وبلغ عدد المهن التي يطبق عليها نظام الحسبة حوالي ثلاثين 
مهنة من جملتها الطب والصيدلة. 

وكان المحتسب المختص بالصيادلة يمر عليهم للكشف على عقاقيرهم 
مرة في الأسبوع. ومن أشكال الغش التي كان يرتكبها الصيادلة غش الأفيون 
بعصارة ورق الخس البري وبالصمغ. وعلامة غشه أنه إذا أذيب في الماء 
ظهرت له رائحة كرائحة الزعفران: أما الراوند الصيني فكان يغش براوند 
شامي. وعلامة غشه أن الراوند الجيد هو الأحمر الذي لا رائحة له ويكون 
خفيفاء وإذا نقع في الماء كان له لون أصفر. وما خالف هذه الصفات كان 

وقد يغشون الطباشير بالعظام المحروقةء ومعرفة غشها أنها إذا طرحت 
في الماء رسب العظم وطفت الطباشير. وقد يغشون اللبان الذكر بالصمغ؛ 
ويغشون التمر الهندي بالإجاص. وقد يغشون المر بالصمغ المنقوع في الماى 
وصفة غشه أن الخالص يكون خفيفا ولونه واحدا. ومنهم من يغش قشر 
اللبان. بقشور شجر الصنوبرء وصفة غشه أن يلقى في النار فإن التهبت 
وفاحت له رائحة طيبة فهو خالص وإن كان كريها فهو مغشوش . وقد يغشون 
الشمع بشحم الماعز ومعرفة غشه أنك إذا أشعلت الشمع ظهر فيه ذلك. 
كما قد يرشون الماء على الخيار عند بيعه فيزيد وزن رطله نصف رطل. 

وأما جميع الأدهان الطبية وغيرها فإنهم كانوا يفشونها بدهن الخل 
بعد أن يغلى على النار ويطرح فيه جوز ولوز ليزيلا رائحته وطعمه. ثم 
يمزجونه بالأدهان. ومنهم من يأخذ نوى المشمش والسمسم ثم يعجنه بعد 
دقه ويعصره ويبيع دهنه على أنه دهن لوز. ومنهم من يفش دهن البيلسان 
بدهن السوسن. 

ولم يكتف البعض بالتدليس والغش بل ذهبت بهم الجرأة والاستهتار 
إلى أبعد من ذلك. فادعوا أن لديهم جميع أصناف الأدوية وقدموا لمن طلب 


37 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


منهم دواء أي دواء آخر معتمدين على عدم إلمام الطالب ومعرفته بالأدوية. 
أا مهال الداع الذي انماهم نظام اا كشرع تنكو ونيم على 
نميل اال باك :الميوب: الكبازين.القصاويق الط اي الكسالين: 
الان الطراعية: الصمازفة السافة الساطرة الأطباب رالا 


الخ. 


همفات ا لمحتسب 

يجب أن يكون المحتسب رجلا عفيفا خيرا ورعا عالما غنيا نبيلا عارفا 
ول كلد بل طن ذلك اا سي من لاور مق يريد اوا 
وال الاس بالباظل ركان لحمب خد الأعران ترافية ما يجن سن 
المنكرات وتعزيز الناس وتأديبهم, وحملهم على التمسك بأهداب الشريعة 
والدين» وتجنب كل ما من شأنه أن يضر بمصلحة الجمهور. 

ومع تطور المجتمع وتشعب المرافق وتعددها احتاج المحتسب للقيام 
بوظيفته إلى مراجع توضح له نطاق عمله وتحدد بدقة مقتضيات المهن 
والبضائع الخاصة للرقابة. فأخة بعض العلماء يدوثون هذه البيانات 
مرا کیا موا یک يكون کی ينانا ول ليها تر مع 
«الدستور» يستطيع الرجوع إليه. 


نخبة من علماء العرب والمسلمين فى الطب والصيدلة 
جابر بین حيان ت: 5 8١‏ 

هو كيميائي العرب الأول بل شيخ الكيميائيين العرب بلا منازع؛ لم تكن 
الكيمياء علما قبل جابر وإنما هو الذي ثبت دعائمها وهذب حواشيها وبين 
أهمية التجرية وأوصى بدقة الملاحظة. ترك أكثر من ثمانين كتابا أشهرها 
ما كتب في الكيمياء. 

وقد عرف العمليات الكيميائية-كالتبخرء التقطيرء الترشيح» التكليس» 
التصعيد, التبلور-وهو الذي حضر ماء الفضة وماء الذهب والزنجار والزنجفر 
ونترات الفضة وحمض النيتريك. 

وترجمت كتبه إلى اللاتينية وبقيت مرجعا يعتمد عليه في الكيمياء مدة 


الأدويه عبر التاريخ 
ألف سنة وتوفى عن 90 عاما. 


حنين بن إسحق (810- 873) م 

فخ اقم راان العرت عد تيج كقانا الى ال ا ةة 
كقابا إلى ا ا اة و2ک إلى السريائية ق ار د ون 
مجموع ما ترجمه 92 كتابا. كما آلف وشرح واختصرةا! كتابا منها لأبقراط 
وجالينوس. 

ومن أشهر مؤلفاتة حشر مقالات في العيق. كان والده صيدليا في 
الخيرةمشعط راس وقد الخدى بماريكة ديس ايور الشميرة وة الخليفة 
لامرن تا التراجية ف دان الك يناده ركان ينق علية ذهيا 
شعاريا لوزن التريمية 
الرازى (865- 925) م 

هو جا ق ال ك ملظي شيم الاد اا الى تحدقية 
ونباتية وحيوانيةء وكان بارعا في الكيمياء فحضر الكحول وحسب الكثافة 
النوعية للسوائل. وحضر حامض الكبريتيك؛ واستعمل الموسيقى الهادئة 
في معالجة المرض. وهو أول من ميز بين الحصبة والجدري» وتعمق بدراسة 
الكلى والمثانة والمجاري البوليةء وأول من وصف أمراض الحساسية الناجمة 
عن حبيبات اللقاح. ومن أروع اكتشافاته أثر الضوء على حدقة العين واتساعها 
4 تارك كما كان من أواكل نمق تمل الخيوط: الجر احا من 
أمعاء الحيوانات. من أهم كتبه «سر الأسرار» و «المنصوري» وقد لنا حوالي 
كان دومع الأقر ال ا شيو الات گان سدوا فا خاد خاي 
وكان الطب متفرقا فجمعه الرازي». أما أشهر كتبه قاطبة فهو كتاب «الحاوي» 
الذي بقى مرجعا هاما في أوروبا حتى القرن السادس عشر الميلادي. 


الزهراوى (1013-936)م 

هو جراح العرب وخبير الأدوية ولد وعاش وتوفي في الأندلس. أهم 
اف والنسويك لم معز عن الثاليف اال کل فى فرت اتسين 
اللحراحة وقد كر ماك كل كن هفة اللا خراحية واا صورها واشعالياء 
ومن أهم إبداعاته استئصال الزوائد الأنفية وابتكار آلة لتفتيت حصى 


5© 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


المثانة واستخراجهاء وهو الذي ابتكر الحقنة الشرجية؛ ومارس الشق والبتر 
والفصد والولادات العسرةء وعالج التصاق جفن العين وجراحات الأنف 
والأذن والعين والشفة والأجفان والكسور والخلوع. 


البييرونى (973- 1048) م 

هو أبو الريحان البيروني ولد في خوارزم ثم رحل إلى منطقة بحر 
قزوين. وبدأ اهتمامه بالطب والصيدلة والعلوم عن طريق اتصاله بابن 
سينا وتبادل معه الرسائل. وقد انضم إلى حاشية السلطان محمد الغزنوي 
وذهب معه في حملته وغزواته إلى الهند فأقام البيروني في الهند فترة من 
الزمن. ويعتبر البيروني من واضعي عالم الحساب والمثلثات وكان ضليعا 
بالهندسة والفلك وبحث في الخسوف والكسوف. ولا شك في أن البيروني 
يعد من أضخم العقول التي ظهرت في التاريخ وكان اعظم علماء عصره. 

وللبيروني باع طويل في الكيمياء. وقد بحث في المعادن والفلزات 
والأحجار الكريمة كما كان عالما في الفيزياء. وللبيروني أفضال عديدة في 
مجال الطب والصيدلة. وقد ألف في أواخر حياته كتابه في «الطب 
والصيدلة». وقد بلغت مؤلفاته رات 300 كتاب ورسالة من اهمها كتاب 
«الصيدلة». وقد توفي عام 1048 في غزنة وبقى حتى آخر حياته عاشقا 
للعلوم. 


ابن سينا (1537-985)م 

هو الشيخ الركيس ابن سينا لعظم اطباء العرب والمسلمين قاطية عاض 
في العصر الذهبي للمسلمين. فهو فخر الأطباء ومعجزة الشرق الإسلامي. 
كان يتمتع بذاكرة قوية ومعلومات غزيرة ويعتبر شخصية تاريخية فذة بل 
أعجوبة من أعاجيب الزمان في عقله وتفكيره ومهاراته. وكذلك بما ترك 
من أعمال رائعة. ومؤلفاته زادت عن المائة في جميع علوم زمانه بما في 
ذلك الطب والصيدلة والكيمياء. 

أما أشهر كتبه بلا شك فهو كتاب «القانون» ذلك التراث العلمي النفيس 
الذي كان للشرق والغرب قانونا وأصبح للطب والصيدلة دستورا. ويحتوي 
علي مليون كلمة وظل معتمدا في جامعة مونبلييه حتى عام 565ام. واحتوى 


A0 


الأدويه عبر التاريخ 


على معلومات كثيرة منها ما لم يعرفها الإغريق. وبحث في الحميات 
والأمراض الوافدة كالحصبة والجدري وتطرق إلى الجراحة والسموم. وهو 
أول من تنبا بوجود الجراثيم متناهية الصغر التي تنقل الأمراض. ويعتبر 
القانون موسوعة فى الطب والصيدلة وقد غطت شهرته كل المؤلفات السابقة 
واللاحكلة: ا 


ابن البيطار (197 1١‏ - 1248) م 

ولد في مالافا بالأندلس وكان والده بيطريا. درس في اشبيلية ثم سافر 
إلى المشرق ومر بالمغرب والجزائر وتونس وطرابلس وبرقة والحجاز وغزة 
والقدس وبيروت ولبنان وإنطاكية والموصل. 

وفى مصر عينه الملك العادل رئيسا للعشابين. آلف عدة كتب أهمها 
باجام تكردات الأدوية والأغذية» جمع فيه كل ما صنف قبله وأضاف إليه 
مئّتي صنف جديد نتيجة أبحاثه. وكتابه موسوعة ضخمة يعد أفضل ما 
عرف حتى الآن من الكتب العربية في هذا الموضوع؛ وترجم إلى اللاتينية 
عدة مرات وإلى الألمانية والفرنسيةء وظل هذا الكتاب يدرس في جامعات 
أوروبا حتى القرن الثامن عشر. 


داود الاخطاكى ت: ۱600| م 

يعتبر داود الانطاكي آخر ممثل للطب العربي. إذ كان العثمانيون قد 
بدأوا ببسط نفوذهم وسلطانهم. أي أن الطب العربي دام من خلافة معاوية 
بن أبي سفيان (661- 680 م) حتى وقاة الانطاكي أي حوالي ثمانية قرون 
تقريبا. 

ولد في إنطاكية وكان ضريرا وكسيحا. درس الطب وسافر إلى حلب 
ودمشق والقاهرة. كان بارعا بالمنطق والفلسفة والفلك. قصد مكة وتوفي 

له كتب عديدة منها «استقصاء الملل ومشافي الأمراض والعلل في الطب.» 
وكتاب «بهجة الناظر» وكتاب «رسالة في الحمام» ولكن أشهر وأفضل كتبه 
هو حتما كتاب «تذكرة أولي الألباب والجامع للعجب العجاب في الطب» 
يحتوي على مالا يقل عن ١712‏ صنفا من الأدوية المفردة بينما يحتوي 


Al 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 
«القانون» غلق أقل من 0 صتف . 


صالح السلوم (توفي عام 1675 م) 

ولد في حلب ونشأ فيها وأخذ الطب عن مشايخها وبرع فيه. واشتهر 
أمره فاستدعاه السلطان إلى الآستانة وصيره رئيسا للأطباء. وكان كمعظم 
مثقفي حلب محبا للحياة والموسيقى والغناء. كان حسن الصوت ويتقن عدة 
اخاته وترم في الآستانة. ترك ثلاثة كتب منها «غاية الإتقان في علم 
الأبدان»» و «الطب الكيميائي الجديد» وهو عبارة عن ترجمة واختصار 
ذكي وجيد لمؤلفات ونظريات باراسيلسوز الذي يعد أحد أهم أعلام النهضة 
الأوروبية. ولذلك يمكن القول إن بداية الترجمة عن الغرب في العلوم 
الطبية بدأت في حلب خلال القرن السابع عشر. 
الغافتى 

عالم عربي نباتي وطبيب وصيدلي أندلسي ولد في بداية القرن الثاني 
عشر الميلادي في بلدة غافق قرب قرطبة. كانت دراسته للطب والصيدلة 
عميقة ومتينة. وكان أعرف أهل زمانه بقوى الأدوية المفردة ومنافعها 
وخواصها وأسمائها. وامتاز ببعده عن أصحاب السلطة فلم يخدم بالطب 
ملكا وأميراء وكان يحيا حياة متواضعة خالية من الجاه والمال مبتعدا عن 
الناس. ولا يوجد ما يثبت أنه غادر الأندلس. وله كتاب اسمه «الأدوية 
المفردة» وقد توفي عام ١165‏ م. وقد تبين أنه ترك كتابين آخرين هما 
«رسالة في الحميات والأورام» و «رسالة في وضع المضار الكلية للأبدان 
الإنسانية.». 

وقد قسم كتابه «الأدوية المفردة» إلى قسمين: القسم الأول يشمل الأدوية 
المفردة وصفاتها العلمية وخصائصها الطبية والعلاجية. والثاني يشمل 
االميطاحاك اللغوية الواردة فى كني الطب والصنيدنة العربية وال اة 
السابقة. كما رتب المادة كلها حسب الحروف الأبجدية وسمى كل حرف 
بابا. والطريقة هذه التي اتبعها الغافقي طريقة لم يطرقها أحد قبله إلا 
معاصره الشريف الإدريسي الذي توفي بنفس السنة. وكان الإدريسي قد 
وضع كتابه في صقلية ولا أحد رف إن كانت احا افا آم لا 


A2 


الأدويه عبر التاريخ 


وقد مكنت هذه الطريقة الغافقي من جمع مادة غزيرة جدا في كتابه. 
فالآبواب السبعة الأولى من الكتاب (من حرف أ إلى حرف ز) تحتوي على 
8 مادة طبية. ويدل ذلك على سعة اطلاع الغافقي على المصادر الطبية 
والصيدلية المؤلفة والمترجمة. وقد اعتمد الغافقي في كتابه على حوالي 60 
مؤلفا من مختلف الآمم والأجناس يتقدمهم جميعا أربعة هم ديوسقوريدسم» 
وجالينوس الإغريقي والدينوري والرازي المسلمين. 

إن كثرة مصادر الغافقي وغزارة مادته تبوئان الكتاب منزلة رفيعة في 
تاريخ الطب والصيدلة العربيين. فهو كتاب جامع بالمعنى الدقيق لمختلف 
المعارف المتصلة بالأدوية المفردة منذ العصور القديمة حتى عصر المؤلف. 
ولم يكن مجرد ناقل بل كان مبتكرا أيضا وأثرى الكتاب بملاحظاته وتجاربه 
الشخصية. وقد نال الكتاب حظوة بالغة يدل عليها الإقبال على تلخيصه 
وترجمته. 

لقد اختصر الكتاب مرتين باللغة العربية وترجم إحداهما إلى اللغة 
الإنجليزية الطبيب المصري الدكتور جورج صبحي في أوائل الثلاثينات من 
هذا القرن. كما اهتم بها المستشرق الألماني مايرهوف. وقد ترجم الكتاب 
مركين الأولى إلى اللاتينية والفانية إلى السريانية: 

وقد اعتبر هذا الكتاب حتى أوائل القرن الحالي مفقودا مجهولا ولكن 
البحوث أبرزت وجود ثلاث مخطوطات على الأقل للجزء الأول من الكتاب 
إحداها في مونتريال بكندا والثانية في القاهرة والثالثة في الرباط. 

تتألف مخطوطة مونتريال من 284 ورقة غير مرقمة وكل صفحة فيها 
حوالي 23 سطراء والعناوين مكتوبة بالمداد الأحمر الغليظ. وقد تخللت 
المخطوطة رسوم كثيرة غاية في الدقة والجودة يبلغ عددها 367 رسما 
أغلبها نباتي وبعضها حيواني أو معدني. 

ويتضمن الكتاب أحد عشر بابا من حرف أ إلى حرف ك. ويحتوي على 
5 مادة أساسية. أما مخطوطة الرباط فتتألف من 200 ورقة مرقمة 
بعناية خطها جميلء ولكنها خالية من الرسوم. وكل صفحة فيها |2 سطرا. 
وقد همشت صفحات كثيرة بالتعليق خاصة المعلقة بالمستحضرات الطبية 
وتشمل هذه المخطوطة أبوابا من حرف أ إلى حرف ز أي سبعة حروف 
فقط. 


A3 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


الدواء وعصر النهضة 
رياج التغيير 


بدأت رياح التغيير تهب على أوروبا في القرن العاشر الميلادي إذ تجدد 
اهتمام الأوروبيين بالمعرفة نتيجة لوصول وتغلغل المعارف والعلوم العربية 
إلى أوروبا عن طريق إسبانيا وصقلية في الوقت الذي بقيت فيه الثقافة 
الغربية قوية منماشتكة. 

وي نهاية القرن الثاني عشر ساعدت التراجم اللاتينية علماء الغرب 
في الحصول على مؤلفات الإغريق العلمية التي كانت قد ترجمت إلى 
العربية أصلاء ومن ذلك مؤلفات أرسطو وأبقراط وجالينوس وديوسقوريدس 
واقليدس وغيرهم. كذلك اطلع الغربيون على علم الجبر للخوارزميء والقانون 
لابن سيناء والحاوي للرازي» والأعمال الفلكيةء والأرقام-العربية-وكتب 
الكيمياء والرناضيات وغير ذلك 

كان أشهر مترجم غربي هو جيرارد الكريموني الذي عاش فترة في 
طليطلة ينهل من علومها وآدابهاء وتعلم العربية وأتقنها تماما. وقيل إنه 
تمكن من ترجمة 2 كتايا عربیا إلى اللاتينية ففتحت هذه التراجم عالما 
جديدا بهر رجال الفكر الغربيين وأذكى من دهشتهم وحفزهم على المزيد 
من الاطلاعء ومن العوامل التي ساعدت على احتكاك الأوروبيين بالعرب 
والسلمية ايها الحروب لايك فو قل سم عاد مه يناما مخ الشرق 
إلى اشرب وة مخ الط اعات واخ اط وال اليو ايساد 
القرن الثالث عشر بظهور الجامعات في أوروبا بتطور بطيء. وبدأت هذه 
الظاهرة في إيطاليا. ومما يجدر ذكره أن علمي الطب والصيدلة كانا 
محصورين في أوروبا خلال العصور الوسطى في الأديرة ورجال الكهنوت 
وبقني الحال كذلك إلى أن وضع خد لتدخل القساوسة فى ههنة الطب 
توما تسوت إلى مين قاكية مستفلة يذاخها عام 1163 س 
إلى أوروبا مدينة سالرنو الإيطاليةء فقد عرفت أوروبا المستشفيات لأولى 
مرة في تلك المدينة منذ القرن التاسع الميلادي حيث أنشيٌ فيها مدرسة 
للطب عام 846 م. وبقي الحال كذلك حتى القرن الحادي عشرء وكان للعرب 
فضل كبير فى حقن الجامعة بالدماء الجديدة الشابة فانتشر إشعاعها عن 


A4 


الأدويه عبر التاريخ 


طريق تلامذتها الذين توزعوا هنا وهناك في أوروبا بما في ذلك مدينة 
مونبلييه التي ورثت مدرسة سالرنو. فاضمحلت بعد عام ۱400 م وبقيت 
كذلك إلى أن وجه لها نابليون ضربه قاضية عام ۱818 م وأقفلها. ولاشك 
في أن مدرسة سالرنو كانت الجسر الذي أوصل الشرق بالغرب» وساعد 
في بعث طب جديد مستقل عن الأديرة والقساوسة واللاهوت. ومن جامعات 
أورويا الشهيرة في تلك الحقبة جامعة بادوا الإيطالية التي يقال إنه كان بها 
حوالي (3000) طالب عام ۱238 م تعبات إلى کا ودا عام ۱405 م حين 
أصبحت تابعة لمدينة البندقية المشهورة بسياسة الانفتاح. وبقي الحال كذلك 
إلى أن سقطت هذه المدينة وزال عهدها. 

كان لاكتشاف الطباعة بفضل الألماني جوتنبرغ عام 1450 م أثر كبير في 
نشر العلوم القديمة من يونانية ورومانية وعربيةء ومن أوائل الكتب التي 
ترجمت وطبعت باللاتينية كتاب القانون في الطب لابن سينا الشيخ الرئيس. 
كما استفادت أوروبا من رحلات كولومبوس (492 -١‏ ۱498 م)إلى العابر 
الجديد» وفاسكو دا جاما الذي دار حول رأس الرجاء الصالح عام 1498 م» 
وماجلان الذي وصل إلى أميركا اللاتينية ومن هناك إلى الفلبين عام (525ا 
م). وكان ماجلان يعتمد على رئيس بحارته العربي الأصل أحمد بن ماجد 
الشهير. لقد عاد كل هؤلاء ومعهم عدد لا بأس به من النباتات الجديدة 
كالشاي والقهوة والتبغ والكاكاو والكينا وعرق الذهب. ومن ثم قام العالم 
السويدي «لينه» (1707- 1778) بدراسة هذه النباتات وتصنيفها ومعرفة 
خصائصها وتسجيل أوصافهاء وبالتالي إطلاق الأسماء اللاتينية العلمية 
التاية E‏ ا 

أما أشهر عباقرة إيطاليا بل البشرية جمعاء-فهو العلامة الفن ليوناردو 
دافنشي-الذي كان له باع طويل في كل عالم يخطر على البال من هندسة 
إلى تشريح إلى فنون عسكرية إلى بناء السفن والرسم والابتكارات الجديدة 
والمجاري والبناء والنحت وغير ذلك. وحيث إنه كان مهتما بحركة السوائل 
الطبيعية أيضا فقد تطرقت أفكاره إلى حركه الدم ذلك السائل العجيب في 
جسم الإنسان» وكذلك عمل القلب والأوعية الدموية؛ فاكتشف أن القلب 
عبارة عن عضلة تنقبض وتنبسط فتتحكم بدخول الدم إلى تجاويف القلب 
ومن ثم انتقالها عبر الشرايين والأوردة إلى جميع أطراف الجسم: وقد 


A5 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


قد درس بجامعة تولوز الفرنسية وعاش بمدينة ليون؛ واهتم بالطب واشتغل 
بقسم التشريح بجامعة باريس ثم انتقل إلى فيينا والبندقية. ولدى دخوله 
إلى جنيف قبض عليه وأعدم حرقا عام 1553 الأمر الذي يثير الشكوك 
حول شخصيته . ويكفي أن ادعى لنفسه اكتشاف الدورة الدموية الصغرى. 
وحرم ابن النفيس المكتشف الحقيقي لها من هذا الشرف ولو مؤقتا. 

ولاشك في أن وليم هارفي الطبيب الإنجليزي كان أول من وصف الدورة 
الدموية وصفا كاملا عام 628| مم ويعتبره الجميع صاحب الفضل في هذا 
الكشف العظيم. غير أنه مع الأسف لم ينبس ببنت شفة بالنسبة للسابقين 
من العلماء أمثال ابن النفيس الذين ساهموا باكتشاف الدورة الدموية 
محي الدين التطاوي في برلين عام ۱924 م كما ذكرنا سابقا. 

وكان الطبيب باراسلسيوز أول من حاول استخراج المواد الفعالة من 
النباتات إلا أن أول من عزل مركبا كيماويا بشكل نقي من التفاح كان 
الصيدلي السويدي شيلي (1786-1742): كما اكتشف الكلور والجلسرين وتنباً 
بل ساهم في اكتشاف الأكسجين عام 1773 ومن رواد العلم في القرن الثامن 
عشر القسيس الإنجليزي جوزيف بريستلي المكتشف الحقيقي للأكسجين 
عام (1774 م). 

وكان لاكتشاف غليكوسيدات الديجتالس وقلويدات النباتات الأخرى 
كالأفيون والكينا والجوز المقين!**') فتح كبير في عالم المداواة فبدأت أوروبا 
في التخلص من طرقها القديمةء وتخلت عن أدويتها المعقدة. 


سائر شو : 

وتعرف أيضا باسم سالرنوم وهي مدينة صغيرة تقع على شاطئ إيطاليا 
الجنوبي. ويقال إن سكانها هم أول من اخترع البوصلة البحرية. وتعود 
أهميتها التاريخية إلى أنها تتمركز حول مدرستها الطبية التي اشتغل فيها 
أطباء من العرب والمغاربة. وكانت أحد المداخل التي تسربت عن طريقها 
الحضارة الإسلامية والطب العربي إلى أوروبا بالإضافة إلى دخولها عن 
طريق الحروب الصليبيةء واختلاط الأوروبيين بالمسلمين بفلسطين وغيرها 


Ab 


الأدويه عبر التاريخ 


كالأندلس. 

ويعترف علماء الغرب أنه لو لم تنقل إليهم كنوز الحكمة اليونانية عن 
طريق العرب» ولولا إضافات العرب الهامة إليها لتوقفت مسيرة المدنية 
لديهم عدة قرون. فالميراث الذي تركه الإغريق في الطب لم يحسن الرومان 
الاستفادة منه. أما العرب فهم الذين أتقنوه وطوروه وحسنوه حتى سلموه 
إلى العصور الحديثة في أوروبا. ولذلك تعتبر سالرنو حاملة مشعل الفكر 
الطبي قرونا عديدة قبل أن تتلاشى وتضحمل. 

ومن أشهر الذين كان لهم تأثير كبير على انتقال العلوم من العرب إلى 
الغرب قسطنطين الإفريقي المولود في قرطاجة عام ۱020 م والذي كان له 
باع طويل في تطوير مدرسة الطب في سالرنو. وقد سافر إلى كثير من 
بلدان الشرق الأوسط كتاجر عقاقير. وفي عام(1060)م استقر في إيطاليا 
حيث عمل كمترجم للكتب العربيةء وفي عام ۱076 م وصل إلى مونت كاسيتي 
بإيطاليا وبقي فيها حتى توفي عام 1087ام. ولاشك في أن تعتبر أعماله 
الطبية حقبة هامة في تاريخ الطب اليوناني والعربي والبيزنطي. ومن 
أشهر أعماله ترجمته لأعمال علي بن عباس المجوسي الذي لم يذكر اسمه 
لأسباب سياسية كانت سائدة آنذاك. ويقال إن العرب كانوا يهاجمون 
باستمرار شواطى إيطاليا فلم يجرؤ قسطنطين هذا على الإشارة إلى المؤلف 
العربي. 
اختراع الطباعة: 

ولعل أعظم تطور صناعي حدث في العصور الوسطى من الوجهة العلمية 
هو اختراع الطباعة. فقبل عصر جوتنبرج كانت الكتب نادرة وغالية الثمن 
وكان معظمها ينسخ باليد على شكل مخطوطات بواسطة الرهبان. انتشرت 
الطباعة في أوروبا في القرن الخامس عشر بسرعة مذهلة وانتقلت من 
ألمانيا إلى إيطاليا وفرنسا وأسبانيا وإنجلترا وهولندا وغيرها. 

ومن أوائكل الكتب العربية التى طبعت كتاب «وسائل اللغة العربية 
ومعرفتها» بغرناطة عام 5 م. كما صادف أن ظهرت كلمة «فارماكوبيا» 
لأول مرة في تلك الحقبة عام ۱548 م عندما قام الدكتور جاك سيلفيوز 
بتأليف كتاب عن الأدوية وطبعه وأطلق عليه اسم «فارماكوبيا» وقد قال 


A7 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 
فرانسيس بيكون «إن البوصلة والبارود والطباعة غيرت من وجه التاريخ». 


نخبة من رجال العلم في أور وبا 
روجر بيكون )1292-١1214(‏ م 

يعتبر روجر بيكون من أعظم شخصيات القرون الوسطىء؛ وهو راهب 
إنجليزي اشتهر باكسفورد . وقد تلقى العلم فيها وفي فرنساء كما قام بتجارب 
علمية في الكيمياء والبصريات وأنفق أموالا طائلة على الآلات والكتب. 
وهو رائد من رواد الطريقة التجريبية. وقد شرح عدة مظاهر بصرية 
بوضوح نادر منها طبيعة قوس قزح. ووصف العدسات وكان من أوائل الذين 
استعملوا عدسات النظارة. وقد أذهلت تنبؤاته؛ التى بدت خياليةء رجال 
عصره. ومنها عربات بدون خيول (سيارات): ومراكب بدون أشرعة (سفن 
تجارية)ء وأجهزة تطير في ا لھواء)(الطائرات)ء وآلات ترفع أوزانا كبيرة 
(الونش). وجسور معلقة فوق الأنهر. لقد كان متقدما عن عصره بعدة 
قرون. 


ولیم هار في (۱657-1578) م 

اعتبره الكاتب مايكل هارث من المائة الأوائل. وخصص له المركز السابع 
والخمسين في كتابه المشهور. وهو طبيب إنجليزي تلقى العلم في إنجلترا 
وإيطالياء واشتهر باكتشافه للدورة الدمويةء فكان له الفضل فى التوصل 
إلى أسرار جريان الدم وتدفقه في الشرايينء واندفاعه بعيدا عن القلب 
الذي يضخه ثم يعود إليه. 

أدرك هارفي أن القلب ما هو إلا مضخة عضلية وظيفتها الأساسية 
في نظريته لعدم وجود مجهر لديه. ولذلك لم يستطع اكتشاف جريان الدم 
في الشعيرات الدموية الدقيقة. علما بأن ابن النفيس الذي عاش قبله 
بخمسة قرون كان قد تنباً بها وبوجودها . كما اشتهر هارفي بكتابه عن علم 
«الأجنة» الذي يعتبر البداية الحقيقية لعلم الأجنة الحديث. وتوفي هارفي 
عام 1657 م بعد تدهور صحته لتقدمه بالسن. 


48 


الأدويه عبر التاريخ 


سيد انهام (1689-1624) م 

طبيب إنجليزي قام بثورة في الطب السريري نظرا لاهتمامه بالملاحظة 
والفحص دون الاعتماد على نظريات الأقدمين. وقد درس في أكسفورد 
ومونبلييه. مارس الطب في مدينة وستمنستر ودرس بإسهاب أوبئة لندن؛ 
وألف كتابا عن الحميات عام 1966 م. ومن مآثره الصيدلية أنه أول من 
حضر صبغة الآفيون المعروفة باسم اللوداتوم والتي مازالت تستعمل حتى 
الآن. كما كان أول من استعمل مركبات الحديد لمعالجة فقر الدم (الأنيميا). 
كما ساهم في نشر استعمال الكينين لمعالجة الملاريا. أما أهم نجاحاته 
الطبية فهي معالجته لمرض الجدريء وكان أول من وصف الحمى القرمزية 
والنقرس والحصبة وذات الرئة والزحار والهراع. مات في لندن عام 1689 . 
ويلقبه الإنجليز «أبقراط الإنجليز» نظرا لخدماته الجليلة. 


أضتونى فان ليفون هوك (1723-1632) م 

اعشره مايكل هارت من الماكة الأواكل ومفحه المرية التاسيحة والكلافن: 
فإليه يعود الفضل في اكتشاف الجراثيم بواسطة المجهر فهو أول من رآها 
بعيني. وهو رجل هولندي لم يتلق أي قسط من التعليم ولم يعرف غير اللغة 
الهولندية. غير أنه كان متوقد الذهن والبصيرة صبورا محبا للاستطلاع 
شكوها بالعلم .ومن اكتتنافاته أنه أول من وصيف الحيوانات المنوية وكريات 
الدم الحمراء والدورة الشهرية الدموية. وقد بحث عن الجراثيم في كل 
مكان. ويعتبر اكتشافه للجراثيم من الاكتشافات العلمية القليلة التي تنسب 
لشخص واحد لا غير. 


انطوان ل#افوازييه (1743- 1794) م 

لقد اعتبره مايكل هارث من المائة الأوائل ووضعه في المركز الحادي 
والثلاقة. وهو عاتم سى شمين قرف رضماته على عل الكيبياء شكان 
أهم شخصية تاريخية علمية ساعدت على تطوير هذا العلم. وكان يتمتع 
نجرا دة كذه كامان عدم حةانظرية الفا رجسكين ركال إن الاحتواق 
يتم باتحاد المادة الملتهبة مع الأكسجين. ومن أهم مؤلفاته كتاب «عناصر 
الكيمياء». وكان لافوازييه شغوها بالعلم ضحى بحياته من أجله. فقد أعدمته 


AQ 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


الثورة الفرنسية بالمقصلة عام 1794 م. وقد قال أحد أصدقائه آنذاك: «لقد 
استغرق قطع هذا الرأس لحظة واحدة مع أن مئات السنين ريما لا تكفي 
للتعويض عنك». 


جوزيف بريستلي (1733- 1804) م 

قسيس إنجليزي اهتم بالكيمياء وأبحاثهاء ويعتبر المكتشف الحقيقي 
لغاز الأكسجين. كان حاصلا على درجة بالحقوق وقد أمضى آخر عشر 
سنين من حياته في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد تمكن من تحضير 
الأعسبيكين عام 1774 .وقد شجعه على ذلك لافوازييه الذي قابله في باريس 
لبحث الموضوع وقد اقتنع لافوازييه باكتشافه هذا. وقد سكن قريبا من 
مصنع للبيرة حيث كان يشاهد تصاعد فقاعات غاز ثاني أكسيد الكربون 
من عمليات التخمر. فكان أول من اكتشف أن هذا الغاز يحسن طعم الأشربة 
وبذلك بدأت صناعة المشرويات الغازية. 


بار اسيلسوز (541-1493 ! م) 

يعتبر باراسيلسوز صاحب الفضل الكبير في تنظيم مهنة الطب. وقد 
ولد عام ۱493 م بألمانيا وكان والده طبيبا. قام باراسيلسوز بزيارة العديد 
من الجامعات والبلدان بعد أن تخرج طبيبا من جامعة فيراراء وذهب عام 
6 م إلى مدينة بازل حيث تقلد هناك منصب المستشار الطبي لدار 
البلدية غير أنه سرعان ما اختلف مع السلطة فاضطر لمغادرة المدينة, 
وأصبح هائما على وجهه في ألمانيا وسويسرا والنمسا حتى استقر في 
النهاية بمدينة سالزبورغ حيث توفي فيها عام 1541 م. 

ومن أهم أعماله أنه سخر علم الكيمياء لخدمة الطب والصيدلة فقد 
قال إن من واجب الكيميائي أن ينتج أدوية تنفع الإنسان طا ما أن جميع 
وظائف الجسم هي عبارة عن تفاعلات كيميائية. 


كارل شیلی (۱786-1742 م) 
كاد يكون كارل شيلي من المائة الأوائل حسب تصنيف مايكل هارث في 


كتابه» غير أنه اعتبر من المائتين الأوائل. وهو صيدلي سويدي تنبا بقرب 


الأدويه عبر التاريخ 


اكتشاف الأكسجين عام 1773 قبل أن يكتشفه بريستلي فعلا بعام واحد. 
وقد تدرب على الصيدلة في صيدليات السويد في جوتنبرغ وستوكهلم 
وغيرهماء وكان مجتهدا وقديرا اعتاد أن ينشر مالا يقل عن ثلاثة أبحاث 
علمية؛ في السنة الواحدة. عن اكتشافات جديدة في كل مرة. ونظرا لأن 
مختبره المتواضع الملحق بالصيدلة كان سيئ التهوية وملوثا بصورة مستمرة 
بالأبخرة والغازات فد آصیب شيل هي وقت ميك ربالأمراض: ومات حشرا 
عام 1786 ولم يكن يتعدى الثالثة والأربعين من عمره. 

ولشيلى سجل حاقل بعدد من الاكتشافات بالرغم من فقره وسوء حالته 
الصحية وعدم ملائمة مختبره. وتتلخص أهم اكتشافاته العلمية بما يلي 
الستريك والماليك والاوكساليك والجاليك من الفواكه والنباتات. 

ومن أعماله الكيميائية الرائدة أنه أثبت أن النحاس والحديد والزئبق 
معادن قابلة للتأكسد . نشر أبحاثا عن الكوارتز والشبه والفخار وحلل حصى 
aS‏ اللرنياف كي كر يكنا عن كديا حصي 
الأثير وهو مكتشف الجلسرين أيضا. فقد درس صفاته ومزاياه وكان ذلك 
بداية اكتشاف الديناميت فيما بعد. 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


مراجع الفصل الأول 


المراجع العربية 

-١‏ د. شحاته القنواني-تاريخ الصيدلة والعقاقير-دار المعارف-مصر. 

2- د. محمد زهير البابا-تاريخ وتشريع آداب الصيدلة-الطبعة الثانية-دمشق 1979 م. 

3- د. مايكل هارت-دراسة في المائة الأوائل (مترجم)-دار قتيبة للطب والنشر والتوزيع-الطبعة 
الثانية-۱984 م. 

4- حسن أحمد سيد حماد-الحضارة العربية-دار الكتاب العربي-القاهرة 967ام. 

5- د . محمود الحاج قاسم-الموج ز لما أضافه العرب في الطب والعلوم المتعلقة به-مطبعة الإرشاد- 
بغداد 1974 م. 

6- د. بول غليونجي-ابن النفيس-التراث العربي-الكويت 

7- د . إبراهيم الدر-آفاق علمية-يونيو 1982 ف 

8- كمال شحادة-مجلة الصيدلاني العربي-شباط 1982 م. 

9- ابراهيم بن مراد-مجلة الصيدلاني العربي-نيسان 1983 م. 

0- د. محمد زهير البابا علم العقاقير-المقرر النظري-الجزء الأول-الطبعة الثانية-۱969 م-دمشق- 
مطبعة طربية. 

-١١‏ د. فوزي طه قطب حسين-النباتات الطبية وزراعتها ومكوناتها-دار المريخ للنشر-ا۱98 م. 
2- محمد المهدي السعودي-ابن سينا-ما يجب أن تعرف عنه-دار سراس للنشر-تونس-ا198 م. 
3- د. سامي الحمارنه-تاريخ الطب والصيدلة عند العرب-القاهرة-1967 م-مطبعة دار التجليد 
الفني. 

4- د. علي أحمد الشحات أبوالريحان البيروني دار المعارف-مصر-968ام. 

5- مانفريد أولمان-الطب الإسلامي (ترجمة د . يوسف الكيلاني) الكويت ا198. 

6- د. أحمد شكري سالم-رجال عاشوا للعلم-دار القلم-القاهرة 1972. 


المراجع الأجنبية 
|-H.N.Wasty-Muslim Contribution to Medicine-Sirajjudin. Sons, Pakistan1962.‏ 
Sonnedecker, G.-Kremer & Urdang‘s History of Pharmacy. 3rd Ed. J.B. Lippioncott. Co., Philadelphia‏ -2 
.1963 
Cleudening, L.-Source Book of Medical History-Dover. Publishing Inc. New York.1942.‏ -3 
Shahine, Y.-The Arab Contribution to Medicine-Longman. 1971 University of Essex, London.1971.‏ -4 
Anis Baraka-The Arab Journal of Medicine, Oct.1985.‏ -5 
Canning, J.-100 Great Lines-Souvenir Press 1957.‏ -6 
D. Abouna, G. Medicos, Jan. March 1981.‏ -7 


الأدويه عبر التاريخ 


8- Gohlman, W.-The life of Ibn Sina-State University of New. York Press 1974. 

9- The Editor-U.S. Arab Commerce-June 1984. 

10- Seyed, 1.-The Journal of IMA-January 1981. 

11- Abouna, G The Journal of Kuwait Medical Association, Vol. 14, No. 1, March 1980. 
12- Hakim Said, Al-Biruni-Hamdard Foundation. Pakistan 1981. 


الصيدلة غلم وض 


الصيدلة وتأهيل الصيد لى 

مقدمة: 

يزخر العالم بحوالي ثلاثة ملايين ونصف من 
العلماء منتشرين في جميع أرجاء المعمورة يصلون 
الليل بالنهار ويعملون على حل المشكلات والمعضلات 
العلمية القن دراه اعام ومن تى إلية. إن بحل 
أي مشكلة علمية في أي مجال يتطلب خطوات 
أربع كي يتم تسهيل حلها وهي: 

-١‏ الملاحظة الدقيقة: 

وتشمل جميع الحقائق وتحليلها وقهمها 
وتبويبها. 

2- النظرية: 

وهي الخلاصة العلمية التي يصل إليها الباحث. 

3 التنبؤ: ا 

وهو القدرة على تخيل ما قد يحصل مستقبلا 
بفضل عمق تفكير العالم وأفقه الواسع. 

4- الإثبات: 

المرحلة النيافية الث كشمل إثيات َة 
الفظرية الى وض إا الباحت ارياي 

هود الخطوات: الأريم فكل اجرد الأباسن 
من الأسلوب العلمي» والصيدلة علم قائم بذاته 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 
يعتمد إلى حد بعيد وعميق على الأسلوب العلمي. 


علم الصيد لة: 

الصيدلة هي علم الأدوية. وقد أتت هذه الكلمة من أصل هندي واللفظ 
«صيدلي» منقول إلى العربية من الهندية من لفظ «جندناني» والجندن هو 
الصندل» وكان الصندل الهندي من العطور المعروفة عند العرب واستعمله 
الهنود كدواء ردحا من الزمن. 

كما يعرف علم الصيدلة أيضا بعلم العقاقير (الاقربازين) وهي كلمة 
فارسية الأصل بينما البعض يعتبرها من أصل إغريقيء ويعتبر الإغريقي 
جالينوس «أبا للصيدلة» (200-131 م) فهو المؤسس الحقيقي لعلم الاقريازين 
وسميت المستحضرات الجالينوسية المشهورة بالصيدلة نسبة إليه. 

كان الطبيب في السابق يحضر الدواء بنفسه ويسلمه إلى المريض؛ 
ولكن لم تستمر هذه الازدواجية في الطب والصيدلة لأن العرب كانوا أول 
من عمل على إيجاد مهنة الصيدلي كمهنة قائمة بذاتها . ولذلك فهم المؤسسون 
الحقيقيون لعلم الصيدلة المستقل عن علم الطبء وهم الذين ارتقوا بالصيدلة 
عن مستوى تجارة العقاقيرء وهم أول من أنشاً مدارس الصيدلة وأول من 
أنشأ حوانيت الصيدلة؛ وأول من وضع دساتير الآدوية المركبة وأطلقوا 
عليها اسم (الاقربازين)ء ثم جاء الغربيون وطوروها وأسموها فيما بعد 
(بالفارماكوبيا). 

والصيدلة في الوقت الحاضر نتيجة لمجموعة من العلوم المختلفة 
كالكيمياء والنبات والحيوان والفيزياء والفارماكولوجي والرياضيات 
والصيدليات التخصيصية كتشخيص العقاقير وعلم الجراثيم وغير ذلك. 
وجميعها مرتبطة ببعضها البعض ارتباطا وثيقا. ولذلك بالإمكان تعريف 
الصيدلة أنها علم وفن تعالج أمور الأدوية والعقاقير والمستحضرات 
الصيدلية. 


الصيد لى: 


والصيدلي هو ذلك الجندي المجهول الذي يقوم كل يوم بما يريح البشرية 
هن الامهاء ويزيل هن الرضى كباتهم الرضية والامهم. فالدواء التي 


56 


الصيدله علم و فن 


يكتبه الطبيب في الوصفة سبقته مجهودات شاقة وطويلة قام بها العلماء 
من الصيادلة وغيرهم. 
وقد يعتقد البعض خطأ أن دور الصيدلي هو مجرد بائع الدواء. والحقيقة 
هي أن الصيدلي قد يكون مخترعا للدواء؛ ويقوم صيدلي آخر بتوصيل 
المعلومات عنه إلى الطبيب. والصيدلي يلهث وراء منع استعمال الأدوية التي 
تحمل آثارا ضارة للبشرية..والصيدلي هو الذي يعرف الكثير عن الدواء 
قبل آي شخص آخر وهو الذي يجني المريض سوء استعماله للدواء. فالدواء 
قبل أن يكن یاف يكين له أضرار لا يعرفها سوى ايلي والأطباء 
كل في مجال تخصصه. فالصيدلي هو صاحب الاختصاص بل هو المتخصص 
في الدواع الس باب الدون الآسافي والركيس فى حماية الجمهور: 
الى العنيد تى عات ااا دده تمس أو بنك ر قلقي عازن 
نكتلف اكان السيولية والكيميائية والاكرمازينية والجركرمية و ين 
المقاقير وتحليلاتها وغيرها من اللي الآساسية ااا بالسيدلة, كل 
ذلك يؤهله لأن يكون فعلا متخصصا في الدواء ومطلعا على أسراره. فهو 
ولم يفلم الوصظة الا يعن ا الريك اة بوي را 
فى شر محطة يمر عليها المريضن قبل مغادرة اللسعفقى أو السخوصطه. 
والضيدلى فر الاق هرف الرصيفة الطبية شرن با كوت ف 
أطلع عليها ودرسها وحللها ولاحظ أنواعها وكمياتها وجرعاتها وإمكانية 
تنافرهاء ويعطي في النهاية إرشاداته الصحيحة عن كيفية الاستعمال إن 
كانت فموية أو شرجية أو جلدية أو عن طريق العين أو الأنف أو غير ذلك. 
والصيذلي التمكن هو الذي بلاحط تاريخ مقهول الدواع ويكقشف إن 
كان ناذا أم مازال سارياء وهو الذي يحتفظ بالسجلات ومن خلالها يمكنه 
أ وای کی رکد من وكردد عليه کر ا وی کی خضل 
على مزيد من الأدوية بشتى المعاذير لكونه مدمنا أو مرتبطا بعلاج ما. 
وقد يحاول المريض الحصول على أكثر من وصفة طبية من أكثر من 
طبيب في آن واحد . لكن الصيدلي الواقف بالمرصاد هو الذي يكشف ذلك 
فضلا عن أنه يستطيع أن يكشف التزوير أو التلاعب بالوصفة الطبية 
وأرقامها وكمياتهاء وهو الذي يعرف فيما إذا كان المريض أو المراجع يلتهم 
الأدرية الةو اة لان ##رجيرة ايرد إلى االصديذليةبطالها اريه 


57 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


منها. 

فالصيدلي له دور أساسي في حماية الجمهور من سوء استعمال الدواء 
والسيطرة عليه. ولذلك تعتبر الصيدلة جزءا لا يتجزأ من الجهود التي 
تسعى إلى استمرارية الحياة والمحافظة عليها من خلال الصيدلي الذي 
يعمل جنبا إلى جنب مع الطبيب والممرضة وغيرهما من أفراد الهيئات 
الطبية. كما أنه مسؤول تجاه مختلف التخصصات المهنية الأخرى من حيث 
قيامه بالواجب على أكمل وجه بتحضير الأدوية بدقة ومهارة وتزويدها لمن 
يلزم بدون تأخير. 


تأهيل الصيد لى: 

من أجل ظهور جيل من الصيادلة الأكفاء يتطلب الأمر تأهيل الصيدلي 
وتدريبه تدريبا كافيا على العلوم المختلفة. 

فالكيمياء هي أساس الصيدلة نظرا لآن جميع الآدوية مشتقة أصلا من 
مواد كيميائية. ومن الواضح أنه لا يمكن استيعاب الصيدلة بدون عالم 
الكيمياء. فالكيمياء العضوية تمكن الطالب من معرفة أسس عالم الكيمياء 
وكيفية التعامل مع المواد الكيميائية في المختبرء وتفهم المعادلات الكيميائية 
وطبيعة تفاعلها وقوانين ونظريات وتطبيقات الكيمياء. 

وتمكن الكيمياء التحليلية الطالب من الاطلاع على بنية الدواء وكيفية 
بنائه وتركيبه؛ وتدله على أنواع العناصر والمركبات التي تدخل في تركيب 
الدواءء وبالتالي الكشف عن هويتها بالإضافة إلى معرفة كمياتها بدقة 

والكيمياء الحيوية تساعد الطالب على فهم عمليات استقلاب الدواء 
في الجسم وكيفية طرحه خارجيا والتخلص منه و بالتالي مقاومة سميته. 
وتعمل الكيمياء الفيزيائية على فهم الهيكل الجزيئي للدواء وذلك بالاستعانة 
بالأجهزة الدقيقة والرياضيات الحديثة. إذن فالكيمياء هي أول دعامة من 
دعائم العلوم الصيدلية ولولاها لما كانت الصيدلة فهي الدعامة الأولى. 

وعلم النبات هو الدعامة الثانية فهو يزود الصيدلي بالمعلومات اللازمة 
عن النباتات والأعشاب والفطريات والطحالب والكائنات الحية التي قد 
تكون مصدرا أساسيا للأدوية. كذلك يساعد علم النبات على كيفية اكتشاف 


الصيدله علم و فن 


الأدوية الطبيعية الأصل والعمل على فصل جواهرها الفعالة واستفرادها. 
ومن ثم تحليلها والتوصل إلى هويتها. 

ومن أهم العلوم التي تجمع علم النبات والكيمياء ذلك العلم العريق علم 
«تشخيص العقاقير» الذي يعالج الأدوية النباتية والحيوانية والمعدنية 
حتى إن المضادات الحيوية تعتبر جزءا من هذا العلم لكونها تستمد أصلا 
من الفطور والعفن. 

وتسهم علوم التشريح والفسيولوجيا في تفهم الصيدلي لجسم الإنسان 
فهما تاما مع توضيحها لوظائف أجهزة الجسم المختلفة وتكوينها . فالتحكم 
بهذين العلمين يعتبر مصدرا أساسيا لدراسة الاقربازين لآنه بدون هذه 
العلوم يتعذر الإمساك بناحية الاقربازين. 

ومن أكثر العلوم الصيدلية خطرا وأهمية علم الاقربازين فهو علم واسع 
ويعرف بأنه علم الأدوية والعقاقير ويقسم إلى علوم فرعية ثلاثة هي علم 
المواد الطبية وعلم تأثير الأدوية وعلم المعالجة. 

ويهتم علم المواد الطبية بأصل العقاقير وتكوينها وصفاتهاء بينما يعتني 
علم تأثير الأدوية بمفعول الأدوية على أعضاء الجسم المختلفة؛ أما علم 
المعالجة فيختص بكيفية استعمال الأدوية والعقاقير استعمالا صحيحا ودقيقا 
في معالجة الأمراض. ويشمل هذا العلم أيضا عالم «الجرعة» الطبية لما له 
من صلات وثيقة به لأن كميات الجرعة لها أهمية خصوصا إذا علمنا أن 
بعض الأدوية قد تكون سامة بالجرع الكبيرة. ومفيدة للغاية بالجرع الصغيرة. 

ويشمل علم الجراثيم العلوم المتعلقة بالكاتنات الحية الدقيقة كالجراثيم 
والفيروسات والركشيات 69 كما يشمل كيفية تصنيع الأمصال واللقاحات 
وكيفية استعمال المجهر. ومن اهتمامات علم الأمصال كيفية استعمال 
الأمصال الدموية بالوقاية والعلاج. وعلم المجهر يعطي الفرصة للاستفادة 
من هذه الآلة الفريدة التى بإمكانها الفوص فى أعماق الأنسجة والخلايا 
ف عن اشر ادها بوذا فالعلوم الات وله هي اللبنة الثانية 
في دعم بنية الصيدلي وتأهيله. 

أما اللبنة الثالثة فتشمل علوم الفيزياء والرياضيات لما لها من علاقة 
وثيقة بعلوم القياسات والأوزان والحجوم والمكاييل التي لا غنى عنها في 
قياس كميات الأدوية ومقاديرها سواء كانت صلبة أو سائلة أو غازية. 


5Q 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


فالصيدلة فن وعلم ومهنة لا يمكن ممارستها بدون أدوات قياس الكيل 
والحجوم. 

أما رابع اللبنات في إتمام بنية الصيدلي وتأهيله التأهيل الصحيح فهي 
ولا شك العلوم الصيدلية المتخصصة, وتتألف من عدة فروع ومهارات 
وتقنيات. وتهتم بالدرجة الأولى بالدواء نفسه من جميع الوجوه وتشمل 
علوم صرف الأدوية والوصفات الطبية وكيفية تطبيق الطالب لمختلف العلوم 
التابعة للبنات الثلاث السابقة من أجل القيام بعمله كصيدلي خير قيام من 
صرف الوصفات الطبية في الطرق الصحيحة والسليمة وتصنيعها والإلمام 
بمختلف أشكالها وأنواعها. 

ويشمل تآهيل الصيدلي بعض العلوم الإنسانية التي توسع مدارك 
الصيدلي وأفق تفكيره ونظرته للمجتمع لأنه جزء من هذا المجتمع لا يمكنه 
الانسلاخ عنه. ويساعده كل ذلك على القيام بواجبه خير قيام» وهذه العلوم 
هي علم النفس والفلسفة والتاريخ وإدارة الأعمال. 

ومهنة الصيدلي مهنة متطورة ومتغيرة فخلال الخمسين سنة الماضية 
كانت الثورة الدوائية عبارة عن منعطفين تاريخي وعلمي غاية في الأهمية 
بتأثيرها على مستقبل الإنسانية. ا 

لقد كانت الوصفات الطبية المحتوية على أكثر من خمسة أصناف هي 
السائدة في السنوات الماضية. أما الآن فهذا شيء نادر بل هو شيء من 
الماضي. فلقد ساهمت الأدوية الجديدة على الحلول محل الأدوية القديمة: 
وكذلك شفاء كثير من الأمراض التي كان متعذرا شفاؤها في الماضي» بل 
كانت عبارة عن حكم بالإعدام على صاحبها فأعادت البسمة إلى الوجوه 
وزادت من أعمار السكان. ومن هذه الأمراض داء البول السكري والقلب 
وشلل الأطفال والسل والجدري وغير ذلك. ويعود ذلك إلى اكتشاف اللقاحات 
والأمصال والمضادات الحيوية والأنسولين وأدوية المعالجة الكيميائية وأدوية 
السرطان وغير ذلك الكثير الكثير. ويكفي الإنسانية فخرا أنها تمكنت من 
القضاء على الجدري نهائيا قضاء لا رجعة فيه بعد أن كان يحصد الملايين 
من الناس على مدى قرون وقرون ويشوه وجوههم. 

وللصيدلة تخصصات عديدة ينتمى لكل تخصص مجموعة من الصيادلة 
أهمها الصيدلي الممارس وصيدلي المستشفيات. هذا بالإضافة إلى مجالات 


b0 


الصيدله علم و فن 


في الصيدلة الشرعية؛ لتعليم الصيدلي الأبحاث الصيدلية. الصيدلة 
الصناعية؛ الدعاية الدوائية» مركز المعلومات الدوائية. ومراكز مكافحة 


الوصفة الطبيية “١:‏ 

اتفق العلماء على أن الوصفة الطبية قديمة قدم الإنسان نفسه؛ فقد 
مارس كهنة مصر القدامى عملية تحرير الوصفات الطبية من خلال تعاطيهم 
مهنة المعالجة والطبابة بالإضافة إلى واجباتهم الدينية. هذه المخطوطات 
مازالت محفوظة حتى يومنا هذا في المتاحف على شكل أوراق البردى, أو 
مكتوبة على الحجارة الأثرية وقوالب الطين. وتشمل عدة أنواع من التركيبات 
الصيدلية؛ ومعظمها يعود إلى عام 3700 قمم. 

وتعتبر بردية ايبرس المكتوبة عام 1550 ق. م دليلا للأدوية أو كتابا 
خاصا لجمع الوصفات الطبية التي تشمل تعليمات واضحة بكيفية استعمال 
الأدوية. وكانت هذه التركيبات تتميز بكثرة المواد المكونة منهاء وقد بلغ 
عددها في بعض الوصفات حوالي 35 مادة. وفي كل وصفة تذكر أسماء 
المواد وكمياتها وطرق استعمالها وتحضيرها. كما وصلنا وصفات طبية من 
الآشوريين والبابليين على شكل قوالب طينية. 

وفي العصرين الإغريقي والروماني اعتاد بعض الأفراد على بيع العطور 
والبخور «ومشروب الحب» بصفتهم متخصصين بمزج الأدوية وتركيبها. 
كما تعاملوا مع الزيوت المنعشة ذات الرائحة الذكية؛ والمراهم اللخصصة 
للرياضيين والأبطال ومصارعي الأسود. كما اشتملت تلك الوصفات على 
التمائم يضعها الناس حول أعناقهم من أجل الفائدة التامة. 

وكانت مهنتا الطب والصيدلة في العصور الوسطى عبارة عن مهنة 
واحدة يسيطر عليها الرهبان والقساوسة في أديرتهم. ومن خلال نفوذ 
العرب تم فصل مهنة الصيدلة عن الطب في أوروبا خلال تلك الفترة 
وبذلك أصبحت مهنة مستقلة قائمة بذاتها. وقد نشا في جنوب فرنسا في 
الفترة الممتدة من عام ١162‏ إلى عام ١202‏ م قوانين 58 فلن الاد 
صرف الوصفات الطبية آخذين بعين الاعتبار الاشتراطات المهنية وأهمها 
منع الصيدلي من وصف الدواءء ومنع الطبيب من صرف الدواء والتزم كل 


اك 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


منهما بمهنته وعدم قفز الواحد منهما فوق حاجز مهنة الآخر. 

وفي عام 240ام قام ملك الصقليين فريدريك الثاني بسن قوانين يفصل 
بموجبها المهنتين بعضهما عن بعض بشكل رسمي . وهكذا ومنذ القرن الثالث 
عشر الميلادي كان على الصيادلة في بلدان أوروبا أن يقسموا اليمين على 
صرف الوصفات الطبية بدقة اا ومازال ذلك القسم معمولا به في 
بعض تلك المدن الأوروبية حتى الآن. ومع قدوم القرن الرابع عشر بدأت 
بوادر انفصال المهنتين بالظهور في إنجلترا . 

سنت مدينة بروجز البلجيكية عام 683ام قانونا جديدا يمنع الأطباء 
بموجبه أن يحضروا الآدوية أو يركبوها لآن ذلك من اختصاص الصيدلي. 
أما في الولايات المتحدة الأمريكية فقد تم فصل المهنتين عام 1765 م. 

كانت لغة العلم في أوروبا هي اللغة اللاتينية وحيث إنها لغة ميتة فقد 
كانت أقل تعرضا للتغييرات التى تطرأ عادة على غيرها من اللغات العصرية. 
فالتمابير اللانينية خابتة لا شير فيها وتفيد فى إخقاء أسرار الوصفة عن 
المريضء وكذلك عدم الكشف عن الأدوية التي أمر الطبيب بهاء وعدم 
التوصل إلى نوع المرض المصاب به المريض وذلك حرصا على نفسية المريض 
ومعنوياته. وقد أدى ذلك تدريجيا إلى عدم جواز الحصول على الدواء دون 
وصفة طبية. وكانت اللغة اللاتينية هي اللغة المستعملة في أسماء الأدوية 
الرسميةء وبقى الحال كذلك حتى صدور دستور الأدوية الأمريكى الثالث 
عشرء ودليل الأدوية الأمريكي الثامن عندما استبدلت باللفة الإنجليزية 
واحتلت الأسماء اللاتينية المركز الثاني بعد العنوان الإنجليزي للدواء. 

أما الوصفات الطبية في الوقت الحاضر فهي مزيج من اللغة الإنجليزية 
واللاتينية وأحيانا اللغة العربية ولاسيما في البلاد الناطقة بلغة الضاد. 

وهكذا نرى أن الوصفة الطبية ليست مجرد قصاصة جرداء من الورق 
تحمل كلمات غامضة جوفاء. بل هي تقليد طبي قديم متوارث منذ أكثر من 
بطمة الاق من السنين: ا ا 
اليد لءة لسر ادر (Clinical Pharmacy) : wl‏ 

مهنة الصيدلة من أقدم المهن في العالم فهي قديمة قدم البشرية نفسها . 
وقد تطورت هذه المهنة على مدى التاريخ الطويل. بدأت المعالجة بالشعوذة 


02 


الصيدله علم و فن 


والخزعبلات ثم تعلم الإنسان كيف يستفيد من الأعشاب وأخيرا عرف 
كيف يحضر المواد الكيميائية بواسطة التخليق فاكتشف أعدادا هائلة من 
الأدوية الفعالة والمفيدة. وكغيرها من المهن تفرعت الصيدلة إلى عدد من 
التخصصات الدفيقة فهناك صيدلة المجتمع. وصيدلة المستشفيات, 
والصيدلة الصناعية. والصيدلة التحليلية وغير ذلك. أما آخر التخصصات 
الصيدلية التى نشأت منن حوالى ثلاثين عاما فهى «الصيدلة السريرية» أو 
الإكلينيكية. ٠‏ / ۰ 

ويمكن القول إن الصيدلة السريرية قد نشأت كأداة تعليمية في كليات 
الصيدلة بفضل الدكتور الصيدلي رايزنغ-جامعة واشنطن-عام 1944 . غير 
أنه ووجه بمعارضة شديدة من الهيئات التدريسية والمهنية. بعد ذلك حاول 
الدكتور يونغ كن الخبير العالمي في علم تشخيص العقاقير أن يدلي بدلوه 
بنفس الاتجاه لكنة قابل المصير نفسه. 

وقد استعمل تعبير «الصيدلة السريرية»*”) رسميا أول مرة عام ۱953ء 
ولكنه لم ينتشر في الولايات المتحدة الأمريكية إلا عام 1960 . وظهور هذا 
التخصص يدل على اهتمام فئات الصيادلة بالمشاركة في إعطاء الرأي في 
معالجة المريض واضعين مصلحة المريض نصب أعينهم بالدرجة الأولى. 

ولم تنشاً الصيدلة السريرية من فراغ فهناك أسباب وعوامل أساسية 
أدت إلى ذلك أهمها: حدوث أخطاء كثيرة في صرف الأدوية للمرضى في 
المستشفيات بحيث يقدر أن المريض الواحد يأخذ دواء خطأً واحدا في 
اليوم الواحد وهو أمر يدعو إلى القلق. هذا مع العلم أنه يقدر أن المريض 
العادي في المستشفى يوصف له بحدود 5- 7 أدوية يوميا تكون نسبة ارتكاب 
الخطاً 5 تتراوح من 6- 15 وهي نسبة عالية بالطبع. 

ومن أهم الفوائد التي نجمت عن ظهور الصيدلة السريرية ما يلي- 

لقد قربت الصيدلة السريرية ما بين الصيادلة وغيرهم من أصحاب 
الفئات الفنية الأخرى كالأطباء والممرضات والمحللين في المستشفى مما 
يساعد على تبادل الرأي والاطلاع على وجهات نظر الغيرء ومناقشة المشاكل 
والأخطاءء والعمل على إيجاد الحلول لتلافيها وعدم تكرارها. 

- نتج عن ذلك طريقة توزيع الدواء بجرعات موحدة على المرضى بواسطة 
الصيادلةء أو تحت إشرافهم مما أدى إلى القضاء على ارتكاب الأخطاء 


05 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


بحيث يؤمن ذلك منع حدوث البلبلة في إيصال كل دواء لصاحبه في الوقت 
المناسب والكمية اللازمة. 

- بدأ الصيادلة يدركون أهمية الحاجة إلى التعاون مع الفئات الصحية 
الأخرى في المستشفى ومدى عمق ذلكء. والعمل معهم يدا واحدة من أجل 
مصلحة المريض بالدرجة الأولى. وبذلك بدأ الصيادلة بالتوجه نحو مبداً 
أن مصلحة المريض لها الأولوية من خلال ممارستهم لمهنتهم. 

لذلك أجمعت الآراء على أنه بالإمكان تعريف الصيدلة السريرية بأنها 
«ذلك التخصص الصيدلي الموجه نحو مصلحة المريض من حيث معالجته 
وإعطاؤه الدواء الصحيح». 

ولكي يصبح الصيدلي متخصصا بالصيدلة السريرية عليه أن يحصل 
على بعض التدريب في المستشفى حيث إنه المكان الأمثل لهذا الغرض وذلك 
للأسباب التالية» ٠‏ 

- تمتاز صيدلية المستشفى بأنها تفسح المجال للصيدلي أن يدرس عن 
كثب حالة المرض. ويلاحظ تطور مرضهم ومعالجتهم والاطلاع على الأمراض 
المصابين بها بشكل مباشر. 

- باستطاعة الصيدلي الذي يعمل في المستشفى أن يلاحظ مدى تأثير 
الدواء على المرضى بشكل يومي.-الاطلاع على تقارير المرضى من أجل 
الإلمام بالأدوية المقررة لهم؛ ومحاولة اكتشاف أي تنافر دوائي ممكن كي يتم 
تجنبه أو تخفيفه على الآقل. 

الاتصال المباشر بين الصيدلي والأطباء وأطباء الأسنان والممرضات 
وفني المختبر وكذلك المريض نفسه. 

- اكتشاف احتمالات وجود آثار سيئة للدواء على المريض مع الأخذ بعين 
الاعتبار عوامل السن والصحة والحمل وغير ذلك. 

- ولكي يقوم الصيدلي بواجباته في هذا الصدد بشكل كامل وفعال 
يعمل على الاستفادة من الطرق التالية:- 

- الاتصال المباشر:- إن أهم عامل يقرب وجهات النظر بين الصيدلي 
وزملائه من موظفي المستوصف أو المستشفى هو الاتصال المباشر والصريح 
والدائم بينهم. ولكي يباشر الصيدلي مختلف أعماله المهنية بدقة ومهارة 
عليه أن يكون ملما بما يدور حوله في المستشفى» وأن يهتم بالاطلاع على 


b61 


الصيدله علم و فن 


أوضاع المريض الصحية والاجتماعية والمعيشية وغير ذلك. كما يجب أن 
يتعلم الصيدلي كيف يستمع للآخرين. 

- الإرشاد:- نعني بالإرشاد قيام الصيدلي بشرح بعض التفاصيل للمريض 
بالنسبة للدواء الموصوف له من ناحية كيفية استعماله ومقدار الجرعة 
وعدد مرات تناولها وفوائد الدواءء وربما آثاره السيئة حتى لا يفاجاً المريض 
بما قد يحصل من الغثيان والقيء مثلا أو غير ذلك. 

- وبإمكان الصيدلي أن يلاحظ المريض عن كثب أكثر من مرة في اليوم 
الواحد في الوقت الذي يتعذر على بعض الأطباء أن يفعلوا ذلك. ومن 
الآمور المسلم بها أن الصيدلي هو آخر مهني مختص بالدواء يراه المريض أو 
يتكلم معه لدى خروجه من المستشفى. وهذا الأمر يترك آثارا مختلفة في 
نفس المريض. 

- ولذا يتوجب على الصيدلي أن يحتفظ بملف كامل ومفصل عن كل 
مريض يدخل المستشفى يحتوي على المعلومات الدوائية من أجل منع وتجنب 
حدوث ما لا تحمد عقباه من التنافر الدوائيء أو التداخل المحتمل بين 
بعضها البعضء والعمل على نصح الطبيب لما يلاحظه من أمور قد تكون 
ضارة للمريض. 

المناورة:- الصيدلي السريري هو خبير الدواء فهذا هو اختصاصه وعليه 
واجبات ضخمة نحو ضرورة الإلمام بكل الآدوية بالتفصيل من جميع الوجوه. 
إن الثورة الدوائية التي تفجرت منذ أوائل هذا القرن قد نجم عنها سيل 
جارف من الأدوية الجديدة بأشكالها المنوعة واستعمالاتها المختلفة تقوم 
بإنتاجها مئات من البلدان بالجرعات المختلفة وأشكالها المتباينة بحيث 
يعجز أي إنسان كائنا من كان أن يحفظ أو يذكر كل التفاصيل عن كل 
الأدوية دون الرجوع إلى المصادر العلمية والكتب التي كادت تنفجر منها 
ومن كثرتها وتعقيداتها وتفاصيلها. 

ولكن وجود الصيدلي قريب من الطبيب يجعل منه مصدرا متحركا 
ومتنقلا يحمل هذه المعلومات في رأسه وذاكرته كما يتحلى بالقدرة على 
إيجاد المعلومات المطلوبة بسرعة كبيرةء ويكون خير عون للطبيب في هذا 
المجال وقت ما يشاء. 

والصيدلي القدير المواظب يحاول أن يستفيد بقدر الإمكان بكل الإمكانات 


05 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


المتاحة المتوفرة في المستشفى من أجل تأدية واجبه على خير ما يرام؛ وأن 
يقوم بواجبه تجاه المريض-بالدرجة الأولى-مع التعاون مع الطبيب وغيره من 
الفنيين. 

توزيع الدواء:- كثير من الأخطاء تحصل نتيجة لعمليات توزيع الدواء 
التي قد تكون خاطئة أو صائبة. ويتطلب ذلك مهارة ومعرفة بشؤون الدواء 
واستعمال الدقة في التوزيع. ومن الحلول التي لاقت ترحيبا ونجاحا هي 
طريقة توزيع الدواء على شكل جرعات موحدة تحت إشراف الصيدلي 
تكون معلقة عليها بطاقتها والتعليمات الخاصة بها وتوزع بأوقات محددة 
لضمان تجنب الآخطاء. 

مركز المعلومات الدوائي:- إن المعلومات هي أساس العمل المتقن: ولذلك 
فهي أساس قيام الصيدلي السريري بواجبه وعمله خير قيام. وعليه أن 
يدرك أهمية متابعة المعلومات الجديدة التي تنشرها المجلات العلمية 
والتقارير الصيدلية وغير ذلك والتي تظهر بشكل دائم ومكثف. كما على 
الصيدلى أن يحاول الاستفادة من المعلومات المخزنة بمركز المعلومات الدوائى 
والاستعانة بالمختصين العاملين به والاطلاع عن 2 الحسول علس ها 
يريد من معلومات بأسرع وقت ممكن. 

استعمال الدواء:- على الصيدلي السريري أن يلاحظ ويراقب مسار 
الدواء وكيفية استعماله والاطمتنان على مصيره ولذا عليه أن يهتم بالأمور 
التالية:- 

- العمل على اكتشاف حوادث سوء استعمال الدواء.- 

- ملاحظة الخطأ باستعمال الجرع المتفاوتةء التي لا تنطبق على 
التعليمات.- 

- التحقق من الوصفات الطبية الغريبة أو التي تثير الشكوك. 

- تكرار الوصفات الطبية بدون مبرر وقد يحصل ذلك نتيجة للادمان أو 
التعود. 

- التأكد من حالات التنافر الدوائي مع الأدوية الأخرى ومع الأغذية 
والأطعمة والكحول والفحوص المخبرية وغير ذلك. 

- هل هناك آثار سيئة واضحة؟ 

- المحاليل الوريدية فة من الأدوية بغاية الأهمية والكفاءة غير أنه 


bb 


الصيدله علم و فن 


يتخللها أخطار جمة إذا لم يحسن التصرف باستعمالها. وحدوث التنافر 
الدوائي في المحاليل الوريدية تكون له آثار سيئة للغاية نظرا لوصول الأدوية 
إلى الس اة 

- مراقبة «تاريخ انتهاء مفعول الدواء»* للتخلص من الأدوية النافذة 
وعدم صرفها للمريض. 

ونظرا لما للصيدلة السريرية من أهمية بالغة وآثار جيدة بالنسبة لخدمة 
المرضى فمن المفروض بل المطلوب تطبيق الصيدلة السريرية حتى على 
المرضى الخارجيين الذين يراجعون العيادة الخارجية في المستشفى أو في 
المراكز الصحية اا و علدو ريا من ا 
أثناء خروجها من مبنى المستشفىء وبذلك يكون الصيدلي هو آخر من رأى 
المريض من أعضاء الفريق الطبي. والمرضى الخارجيون قد يكونون بحاجة 
أمين لخدمات الضيدلة السريرية أكثر من المرضى الموجوذين فى المستشفئ 
وذلك للأسباب والعوامل التالية:- ۰ 

- المريض الخارجي يستعمل الدواء في المنزل بعيدا عن عيني الطبيب 
أو مراقبة الصيدليء ولذا يكون بحاجة لإرشادات الصيدلي أثناء مغادرته 

- يكون المريض في المستشفى محاطا بمجموعة من الأطباء والصيادلة 
والممرضات وكلهم على أتم استعداد لإعطاء رأيهم الفني عن مجرى المعالجة 
بينما المريض الخارجي يكون في المنزل وحيدا لا اتصال مباشر له مع 
الآطباء والصيادلة وغيرهم. 

- ولذا بإمكان الصيدلي الممارس الذي يعمل بإحدى الصيدليات في 
بعض المناطق أن يمارس مبادئ الصيدلة السريرية من خلال خبرته ودرايته 
بمشاكل المرض والدواء. ويستطيع بالتالي أن يلعب دورا هاما وأساسيا من 
أجل مصلحة المريض الخارجي» ويجب ألا ننسى أن الصيدلي هو اكثر 
اكات اة سور لاال يه زعا عائفيا ا فخا 

- ولكى يتمكن الصيدلى فى منطقه من أداء خدمة ممتازة لأهالى المنطقة 
هليه أن ار الأو ا ةا ده الاجا من أجل مكركة كرفية 
استعمال الدواء بالطرق الصحيحة في حالة المرض يفترض أن يلقن الأصحاء 
أمور الدواء وشؤونه قبل إصابتهم بالمرض. ولذا على الصيدلي أن يشارك 


07 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


في النشاطات الاجتماعية بإلقاء المحاضرات للطلبة ولأفراد المجتمع في 
المدارس والنوادي والجمعيات, والمساهمة في برامج التلفزة والإذاعة ويشرح 
أمور الدواء المختلفة للمواطنين» ويبين لهم فوائده ويحدرهم من مشاكله. 

- 2- العناية الذاتية: كثير من المرضى يفضلون العناية بأنفسهم دون 
الحاجة لزيارة عيادة الطبيب والاكتفاء بالمرور على الصيدلية وانتقاء الأدوية 
المرصوصة على الرفوف والتي تباع بدون وصفات طبية. عند ذلك على 
الصيدلي أن يسدي لهم النصح ويقدم لهم المساعدة؛ وأن يكون على أتم 
الاستعداد للرد على تساؤلاتهم, وينصحهم ويرشدهم يما يتعلق بالأدوية 
المتوفرة لديه. 

كما بإمكانه أن يشير عليهم بما يناسب من الآراء والاقتراحات. والصيدلي 
الحر ذو الضمير الحي يستطيع أن يخفف وطأة المرض على المريض حتى 
دون الحاجة لأخذ أي دواء من صيدليته وذلك باتباع الأساليب النفسية 
المطمئنة. 

3- الوصفة الطبية:-لدى إبراز المريض الوصفة الطبية. على الصيدلى 
كان يتمعن بهاء ثم يشرح للمريض فحواها وكيفية تناول الدواء مع التقيد 
بالمواعيد والجرع وأن يوضح له الآثار السيئة المحتملة حتى يكون على بينة 
تھا 

كثير من المرضى ينسون تعليمات الطبيب بعد خروجهم من عيادة الطبيب 
أو قد لا يستوعبونها بادئ الأمر» ويخجلون من أن يكرروا عليه السؤال 
الاستعمال والرد على تساؤلاته مما يوفر على المريض والطبيب حدوث 
الاتصال بينهما مرة أخرى من أجل توضيح ما يعجز عن فهمه المريض. وإن 
الدور الذي يلعبه الصيدلي في هذا المجال لخدمة المجتمع يعود بالفوائد 
التالية:- 

- تنبيك المريض على تناول الدواء في مواعيده وجرعاته الصحيحة لأن 
إهمال التقيد بذلك أو نسيانه يكون له عواقب وخيمة ضارة خصوصا 
بالنسبة للمسنين والكهول. 

- تعديل جرعات الأطفال: لا شك في أن تفاعل جسم الطفل المريض مع 
الأدوية التي يتناولها تختلف عن تفاعلها لدى الرجل البالغ أو الشيخ العجوز. 


b8 


الصيدله علم و فن 


ولذا فإن احتمال حدوث التسمم لدى الأطفال أمر مفروغ منه ويتضمن 
خطورة بالغة. ولذا يعمل الصيدلي السريري على إيجاد الجرعة المناسبة 
للطفل التي تكون أقل من الجرع العادية طبقا لسنه ولوزنه وظروفه الصحية 
الأخرى. 

باختصار: إن الصيدلة السريرية تخصص صيدلي يعمل على الاهتمام 
بالدرجة الأولى بمعالجة المريضء والعمل على التغلب على مشاكل الدواء 
وأخطاره. ولذلك فهو - 

- يساعد على تخفيف التوتر العصبي لدى بعض المرضى. 

- يساعد على تخفيف كلفة الخدمات الصيدلية بشكل عام وذلك 
بالتخفيف من مخزونها. 

- يعطي الأولوية للمريض نفسه ولمصلحته. 

- العمل على منع حدوث الأخطاء الدوائية أو الإقلال من حدوثها على 
الأقل. 

- وهكذا نجد أن الصيدلة السريرية تضمن إعطاء المريض الاهتمام 
اللازم المباشر قبل كل شيء مع ضمان تزويده بالأدوية اللازمة مع توضيح 
استعمالها. ومن أهم إنجازات الصيدلة السريرية وتطبيقاتها العملية النظام 
الجديد المتبع في توزيع جرعات الأدوية على المرضى على شكل وحدات في 
أغلفة خاصة. 


نظام توزيع جر عات الدواء على شكل وحدات 
(Unit-Dose Drug Delivery System)‏ - 

- النظام التقليدي لصرف الدواء 

- يقوم الطبيب في المستشفى أو في المستوصف بتحرير وصفة طبية 
يسلمها للمريض الذي يذهب إلى شباك الصيدلية حيث يتسلمها منه 
الصيدلي فيقرأها ويستوعبها ثم يقوم بتحضير بنودها وإعدادهاء ومن ثم 
يسلم الآدوية للمريض بعد أن يشرح له كيفية استعمالها . أما إذا كان المريض 
مقيما في المستشفى فتقوم الممرضة المسؤولة عن الجناح بإعطائه الدواء. 
ولذا نجد أن هناك ثلاث مهن طبية ماهرة تتدخل في هذه العملية. 

- وهذا النظام التقليدي يعتمد على وجود كمية كافية من الأدوية مخزونة 


09 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


في الجناح بحيث تكون متوفرة عند الطلب. ويقوم الصيدلي بتخصيص 
الكمية المخزونة في كل جناح وأنواعها بناء على معدلات الاستخدام من 
ناحية. وعلى صعوبة الحصول بدلا من المستنفذ منها. وكذلك على بعد 
المسافة بين الجناح والصيدلية بالإضافة إلى عوامل أخرى. يضاف إلى 
ذلك ضرورة وجود مخزون كاف في الجناح لتغطية فترات الليل وعطلة 
نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية والإجازات. 

يترتب على ذلك وجود أخطاء في هذا النظام التقليدي. منها: احتمال 
التلاعب أو استيلاء المرضى والزوار على الأدوية من الجناح» كما تتعرض 
الأدوية المخزونة إلى التلف والفساد إذا لم تكن محفوظة بكفاءة. وأهم ما 
في الأمر عدم وجود دور للصيدلي في نشاطات الجناح المختلفة. وهذا 
ليس في مصلحة المريض أو الممرضة لأن إعطاء الدواء في هذه الحالة يقع 
على عاتق الممرضة بدلا من الصيدلي وهو الشخص المناسب لذلك وقد 
تكون الممرضة مشغولة بأمور تمريضية بحتة بما في ذلك ترتيب الأسرة 
وتغيير الضمادات والاهتمام بالطعام. ومصاحبة الطبيب لدى مروره على 
المرضى. ولذا يفضل عدم إرهاقها بتوزيع الدواء مثلما يحصل في النظام 
التقليدي خصوصا وآن إعطاء الدواء للمريض يستدعي اهتماما بالغا وتركيزا 
خاصا لكل مريض على حدة. ولذلك فإن حوادث أخطاء الأدوية قد تفع في 
أي مرحلة من المراحل الثلاث التالية:- 

١‏ - عند كتابة الوصفة الطبية. 

2- عند صرف الوصفة الطبية. 

3- عند إعطاء المريض الدواء. 

ولذا يتطلب الأمر وجود رقابة فعالة على كل مرحلة من هذه المراحل كي 
تنخفض نسبة الأخطاء التي قد تقع. أما العوامل التي تساعد على حدوث 
هذه الأخطاء فهي كما يلي:- 

-١‏ انشغال الممرضة في الجناح بما في ذلك استكمال توزيع الدواء على 
جميع المرضى بسرعة. 

2- اختلاف اسم الدواء على الوعاء عن الاسم الوارد في الوصفة الطبية 
أو ربما استعمال الاسم العلمي للدواء تارة. واستعمال اسمه التجاري تارة 
أخرى مما يحدث البلبلة. 


70 


الصيدله علم و فن 


3- عدم وضوح التعليمات المكتوبة على الوعاء من حيث كيفية استعمال 
الدواء. 

ولذلك فإن نظام تخزين وتوزيع الدواء حسب النظام التقليدي أمر 
يدعو إلى القلق لجميع العاملين من أطباء وصيادلة وممرضات خصوصا 
مع ازدياد تعقيد أنظمة المستشفيات وزيادة قوة مفعول الأدوية. ولذلك فإن 
فجن الأخظاء ومنت خد وها اسحا دوق آاهمية عظمن بالنسبة لاخدا 
الدواء حفاظا على سلامة المريض. وبالتالي يتطلب ذلك وجود نظام محكم 
قليل التكلفة يتحكم في توزيع الأدوية بالصورة الصحيحة السليمة تحت 
مراقبة مباشرة قوية. 

قبل حوالي ربع قرن حدثت زيادة ملحوظة في أخطاء استخدام الأدوية 
هزت السلطات الصحية والصيدلية في كثير من بلدن العالم مما دفع 
المسؤولين إلى التفكير في استنباط أسلوب جديد وطريقة حاسمة للتغلب 
على الأساليب التقليدية لتوزيع الدواءء ونتيجة لذلك أدخل النظام الجديد 
الذي نحن بصدده» والذي أطلق عليه اسم «توزيع الآدوية على شكل وحدات». 
وما كان لهذا الأمر أن يتحقق لولا الضغوط المباشرة التي مارسها الصيادلة 
من ذوي المهارة والمهتمين بمهنتهم الإنسانية. 

وقد كان لهذا النظام الجديد في مستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية 
أبلغ الأثر المدهش في تخفيض الأخطاء المفجعة الناجمة عن توزيع الدواء 
من خلال الحسابات الدقيقة المتعلقة بمخزون الدواء. بعد ذلك بدأ هذا 
النظام بالانتشار في بعض البلدان الأوروبية بصورة تدريجية. إن هذا النظام 
الجديد يدعو للتأكد من السلامة والاقتصاد وتحديد المسؤولية من خلال 
تحسين إجراءات الرقابة والتوزيع والدقة ومنع التبذير. 


نظام توزيع جر عات الد واء على شكل وحدات *) 

من الطبيعي أن مسؤولية وصف الدواء تقع على عاتق الطبيب بينما 
الصيدلي مسؤول عن اختيار الأدوية وتخزينها لأن ذلك من صميم عمل 
الصيدلى. وكلما استدعى الحال أمكن تحويل الدواء إلى جرعات صغيرة 
ی الاباك المريض لمدة 24 ساعة. في تلك الحال لا تتطلب 
الأجنحة أن تحتفظ بأي كمية من الدواء فيما عدا المسكنات وأمثالها. 


7 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


يجب تخصيص ملف لكل مريض على حدة يسجل فيه اسمه ورقمه 
ورقم غرفته والحالة التي يشكو منها واسم الطبيب المعالج. ولدى إرسال 
الطبيب الوصفة الطبية مباشرة إلى الصيدلية يقوم الصيدلي بفحص ملف 
المريض أولا ثم يقوم باختيار الدواء أو الآدوية المناسبة ويضعها في صندوق 
مسجل عليه اسم المريض ومغلق جيداء ويوضع على ترولي (عرية) تنقل 
جميع الصناديق المغلقة» والمخصص كل منها لمريض على حدة, إلى الأجنحة 
المختلفة وهناك تتلقاها الممرضة المسؤولة. ومن الجدير بالذكر أن هذه 
الصناديق التي يكون الصيدلي قد أغلقها بنفسه بعد أن وضع فيها الأدوية 
لا يمكن فتحها إلا من قبل الممرضة في الجناح بنفسها حيث إن لديها 
نسخة من المفتاح» أو مفتاح عمومي لجميع الصناديق. وبعد استعمال 
الجرعات الدوائية تعاد العبوات الفارغة بواسطة الترولي إلى الصيدلية 
حيث تتكرر الدورة طبقا لنظام محدد. 

ولدى تناول الممرضة الأدوية من الصندوق تعطي المريض الدواء وتسجل 
ذلك في السجل أو في بطاقة المريض. وهذه الطريقة تضمن عدم حدوث 
أخطاء بأخذ الدواء لأن هذا النظام يساعد على مراقبة تتبع الدواء في 
جميع مراحله من الوصفة إلى توزيعه إلى إعطائه المريض وهي ثلاث مهام 
يقوم بها ثلاثة مهنيون محترفون لهم خبراتهم. 


تغليف الجرعات فى وحدات 

يوجد في الصيدلية مخزون من الدواءء فيتم اختيار الجرعات وتعباً 
بواسطة الفنيين في الصيدليةء علما بأنه من السهل تعبئّة الأدوية الصلبة 
(كالأقراص) التي تؤخذ بالفم وكذلك السوائل داخل الصيدلية. ويتطلب 
الآمر تزويد الصيدلية بالمعدات اللازمة لتغليف الجرعات على شكل وحدات 
صغيرة بسيطة وهي غير معقدة وغير مكلفةء وتستخدم للسوائل مضخة 
وجهاز لختم الزجاجات» ويستخدم جهاز لعد الحبوب بالنسبة للأدوية 
الصلبة. ويستعين الصيدلي بجهاز كومبيوتر بسيط لتجهيز البطاقات يوضع 
عليها اسم الدواء وكميته. ومن ثم توزيع الجرعات في الترولي المغلق-حسبما 
سبق ذكره- على جميع الأجنحة. 

ومن الثابت أن تدخل الصيدلي في تجهيز الأدوية التي تحتاج جرعات 


12 


الصيدله علم و فن 


موحدة هي طريقة ذات فائدة كبرى من الناحية العلاجية نظرا لأن الصيدلي 
يشارك في تفاصيل كل وصفة طبية الأمر الذي يؤدي إلى اتصال وتفاعل 
أكبر بين الأطباء والصيادلةء كما يساعد الصيادلة على بذل مساهمة أكبر 
في العناية بالمرضى. 


صيد ليات فر ية 

كثير من المستشفيات العصرية تحتوي على أكثر من 25 جناحا فيها أكثر 
من ألف سريرء وتغطي مساحة شاسعة ومسافات كبيرة تشكل صعوبات 
جمة لمن يقوم بتوزيع الأدوية من قبل الصيادلة الذين يرغبون في ممارسة 
مهماتهم بحيث يكونون قريبين من أسرة المرضى كلما أمكن. 

ولذلك لا بد من إنشاء صيدليات فرعية صغيرة تتبع الصيدلية المركزية 
حيث يتاح للصيدلي فيها أن يصرف الأدوية للأجنحة؛ ومتابعة الأطباء 
والممرضات والاطلاع على مدى استجابة المريض للدواءء ومدى صلاحيته 
له بحيث يتكاتف القائمون على المهن الثلاث في مناقشة حالة المريض 
والوصول إلى أحسن النتائج والحلول. 

والصيدليات الفرعية هي ثابتة في العادة. ولكن قد تكون في بعض 
الآحيان من التو الكل لجرك سي اح اجات كل متي 

نستنتج من ذلك أن النظام التقليدي مشوب بالأخطاء والتكاليف مما 
يؤدي إلى عدم التوازن في المخزون الدوائي» كما أن تسرب وفقدان الأدوية 
قوية المفعول بشكل متزايد ومستمر يستدعيان العمل لاتخاذ نظام مثالي 
يكون قليل التكلفة وأكثر دقة وأمانا. 

وهذا التطور لابد من أن يؤدي إلى خفض الأخطاء الناجمة عن اتباع 
النظام التقليدي. ويضمن إعطاء الدواء للمريض في الوقت اللازم وتوفير 
محاسبة دقيقة للآدوية المكلفة. 

ويضع نظام توزيع جرعات الدواء على شكل وحدات مسؤولية الرقابة 
على عاتق الصيدلي كما يتيح للممرضة القيام بواجباتها التمريضية بدون 
عبء إضافي في اختيار الأدوية والمحافظة على مخزون دائم وإحلال كميات 
جديدة بدل المستهلكة. كما يضمن هذا النظام الجديد أن يحصل المريض 
على أدويته الصحيحة في الوقت الصحيح. 


73 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


الصيدلة الصناعية °١‏ 

تمهيد: 

إن الصناعة الصيدلية العالمية المدعمة بالأبحاث العلمية تتحلى بسيل 
حافل من التقنية والعلوم مقرونا ذلك بالنمو الاقتصادي المذهل منذ الخمسين 
عاما الماضية. 

ففي عام ۱940 لم يكن للصناعة الصيدلية وجود بالشكل المعروف حاليا. 
فحتى ذلك الوقت كان يسيطر على صناعة الأدوية ورثة الصيادلة الأوائل 
الذين كانوا يتداولون الأدوية بتجارة الجملةء وكان اهتمامهم منصبا على 
المستحضرات الجالينوسية يحضرونها من مصادرها الطبيعية وبالذات 
النباتية والحيوانية. مثال ذلك الصبر والمر والبلادونا والديجتالس وكسكارا 
والآرجوت وكانت هي المواد الخام التقليدية المستعملة في تصنيع الصبغات 
والأقراص وما شابهها. 

في الجزء الأكبر من الألفي سنة الماضية كانت علوم الفارماكولوجي 
والمعالجة مبنية على تعاليم جالينوس» ثم حدث تقدم ملموس لدى اكتشاف 
الديجتالس والكلوروفورم والقلويدات النباتيةء واكتشاف الجراثيم 
والميكروسكوب واللقاحات والأمصال وغير ذلك كما تم اكتشاف العديد 
من المواد النباتية قوية التأثير. وتم فصلها عن النبات وتحضيرها تخليقيا 
كالمورفين والكودئين والامتين وستركنين والكينين والايزرين وبلوكاربين. 
وأوشكت الصناعة أن تستغني عن تلك النباتات طال ما أنها قادرة على تخليق 
محتوياتها. 

ومن الأمثلة الرائدة في تطوير الصناعة الصيدلية هو ما حدث عام 
6 عندما قام الصيدلي «ميرك» بتأسيس صيدليته الخاصة في ألمانيا. 
وفي عام ۱827 أعلن أن باستطاعته تحضير بعض القلويدات النباتية على 
نطاق واسع لبيعها بالجملة لمن يشاءء وأهمها: المورفين والكينين والامتين 
وستركنين. وتعتبر الآن شركة ميرك من أكبر الشركات إن لم تكن أكبر 
شركة دوائية صناعية في العالم لها مصانع في عدد من البلدان منتشرة 
من أمريكا إلى أوروبا إلى أستراليا والى أمريكا الجنوبيةء ويقدر إنتاجها 
السنوي بالبلايين من الدولارات. 

وكثير من المصانع الدوائية العالمية الحالية ما زالت تستعمل اسم الرائد 


74 


الصيدله علم و فن 


الأول الذي أنشأها أصلا على شكل معمل صغير ملحق بصيدلية يقوم 
بتحضير بعض التركيبات كي يصرفها لمرضاه دون الحاجة للاعتماد على 
لكان الذين كانه كاك وض نت قك السات ودخايرها العف ة 
وتطورت وأصبح لها أمكنة امه ضبن لبثت أن اتسعت. وبالتدريج 
أصبحت من المشاريع التي تنتج الأدوية ببلايين الدولارات سنويا. وقد 
تزامن ذلك مع بدء ظهور المواد الكيميائية الجديدة كجيل جديد من الأدوية 
تدخل في تركيب أشكال منوعة للمستحضرات الصيدلية مدعمة بالأبحاث 
العلمية والدراسات المستفيضة وأساليب الدعاية العصرية والتسويق. وكان 
لذلك آثر كبير من الناحية العلمية والفنية والمهنية لمزاولة مهنة الصيدلة. 
وشكلت هذه المصانع قوى تسويقية مهنية هائلة تعمل على نطاق واسع 
وغانی؛ 

فانتهت بذلك تلك الآيام التي كان المواطن يحمل وصفته الطبية ويتجه 
إلى الصيدلية حيث يقابله الصيدلي أو ا بالترجيت و نطاب مته 
الجلوس وينتظر دوره على أحد المقاعد وينضم إلى غيره من المرضى 
المنتظرين يتصفح الجرائد ريثما يقوم الصيدلي بتحضير وصفته الطبية 
التي تحتاج مهارة صيدلية وفنا وعلما. ففي الوقت الحاضر نجد هذه 
المستحضرات جاهزة على الرفوف بأغلفتها الزاهية الجميلة وأحجامها 
المتفاوتة والإرشادات الصيدلية عليها بما في ذلك تاريخ نفاذ مفعولها وغير 
ذلك من التفاصيل. 

والصناعة الصيدلية والدوائية الحديثة عبارة عن مجموعة من مصانع 
الأدوية والكيماويات مرتبطة بموزعي الأدوية في شكلها النهائي جاهزة 
لاستعمال المريضن كالمراهم والكريمات والأقراض والكبسولات والحقن 
والشرابات ويتطلب ذلك اتباع الخطوات التالية: 

- إنتاج المواد الكيميائية العضوية المخلقة والأساسية بكميات كبيرة 
كالفيتامينات والهرمونات ومضادات الهيستامين ومدرات البول ومشتقات 
السلفا ومضادات الحيوية ويخصص لذلك مصانع خاصة لكل منها: 

- إنتاج المضادات الحيوية كالبنسلين وستربتوماسين بواسطة التخمر 
والتخليق الكيماوي أيهما أقل كلفة. 

- تحضير الأمصال واللقاحات بواسطة مزارع الكاثنات الحية المجهرية. 


75 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


- تحضير الأدوية من أصلها النباتي الحيواني كالأنسولين والهرمونات 
والمورفين والجلايكوسيدات القلبية وغير ذلك. 

- تحويل الأدوية والمواد الكيميائية من شكلها الحالي إلى أشكالها المصنعة 
النهاتية المتعددة كالأقراص والحقن والتحاميل الخ. ا 


نبذة تاريخية 

بدأت الصيدلة عندما بدأ الإنسان القديم باستعمال الأعشاب لتخفيف 
آلامه وتضميد جروحه بنفسه. وتبع ذلك خلط بعض الأعشاب مع بعضها 
البعض أو مع الكيماويات الأخرى كالزئبق والكبريت بهدف الحصول على 
أدوية أكثر فعالية. 

وكان العشابون فيما بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر يخرجون 
الآدوية مع البهارات والتوابل ومن ثم بيعها إلى البحارة والتجار والصليبيين. 
ولذلك كانت تجارة البقالة وتجارة التوابل متطابقتين مع بعضهما البعض. 

ثم زادت أنواع الأدوية الطبيعيةء واتسع استعمال المواد الكيماوية في 
المعالجة مما أدى إلى ظهور مهارات متخصصة لازمة لخلط الآدوية 
وتصنيعها. وقد وجد الصيادلة الأولون صعوبة في الجمع بين نشاطات 
البقالة والصيدلة ولذلك تم في عام 1617 شطر نقابة لندن» وتم تأسيس 
جمعية جديدة مستقلة للصيادلة. 

وفي عام ۱841 أنشئت الجمعية الصيدلية البريطانية وضمت إليها 
الصيادلة والكيميائيين والعطارين وجميع المهتمين بمهنة الصيدلة. وانقلب 
عدد من هؤلاء الصيادلة والعطارين إلى تجار جملة ومن ثم صناعيين. 
وبالتدريج ظهرت بعض المهارات الميكانيكية واليدوية كتحضير الحبيبات 
وتحضيز الأقراض بالضغط وتفظية الأقراض يطبقة من الذهب أو الفضة 
أو السكر أو حتى اللؤلؤ مما تطلب وجود كفاءات مناسبة وماهرة لهذه 
الصناعات التي بدأت تكون على نطاق واسع. 

أما أهم عامل أدى إلى اتساع النهضة الصناعية فهو قيام الثورة الكيميائية 
بظهور المعالجة الكيمائية التي كانت من سوء حظ الصيدليات العادية لأنها 
استولت على معظم فعاليات الصيادلة وبدأت بممارستها هي على نطاق 
عالمي واسع. 


70 


الصيدله علم و فن 


وهكذا نرى أت مصانع الأدوية هي التي تسيطر على الأدوية وبدونها لا 
يكن رة الصيدلة من انا 


الأشكال الصيد لية 

جسم الإنسان معقد للغاية. ولقد زودته الطبيعة بالقدرة على رفض 
المواد الغريبة. والأدوية هي بلا شك مواد غريبة عن الجسم. فالعين تلفظ 
أي مادة غريبة تسقط فيها كالغبار. فالجفون تطرف والدموع تنهمر محاولة 
غسل العين وطرد الغريب. 

معظم الأدوية التي تحضر بأشكال فموية هي أكثر الأشكال شيوعا 
وتقبلا من الناس» ولكن هناك أدوية تعطى خارجيا كالمراهم والكريمات. 
وأخرى تعطى عن طريق الحقن العضلي أو الوريدي. 

إن جميع فتحات الجسم كالأنف والشرج والفم والمهبل-تستعمل طرقا 
لإعطاء الدواء من أجل أهداف موضعية أو مجموعية. ولذا فتحضير أي 
دواء أمر غاية في الدقة والتقنية. ويحتاج ذلك مهارة فنية فذة ومعلومات 
علمية واسعة وخلفية صيدلية عريقة. 

فالأقراص سهلة البلع صغيرة الحجم يسهل نقلها وحفظهاء ومفعولها 
ثابت إلى حد بعيد وتصنيعها بحاجة لمهارة خاصة. ومنها النوع المغلف الذي 
يتمتع بالطعم الحسن واللون والمظهر الجميل وثبات المفعول لكونها بعيدة 
عن الرطوبة والهواء . وبالإمكان التحكم بالوقت الذي تستغرقه أثناء مرورها 
خلال الجهاز الهضمي قبل أن تتفتت. 

ويلي ذلك الكبسولات التي زاد انتشارها بشكل هائل ومنها النوع الصلب 
والنوع المطاطي. وهي مصنوعة من مادة جيلاتيةء منها أنواع تؤخذ عن 
طريق الفم وأنواع أخرى شرجية أو مهبلية. 

وهناك الأشربة المختلفة التي تؤخذ عن طريق الفم كالمعلقات والأمزجة 
والمستحلبات والالكسيراتء أما المستحضرات الجلدية والأنفية والعينية 
فكلها تعتبر من المستحضرات الخارجية بالإضافة للمروخات Limimintis‏ 
والكريمات والمراهم والرذاذات وغير ذلك. 

ومن أخطر الفئات الدوائية شأنا الحقن المعقمة نظرا لوصولها إلى 
مجرى الدم مباشرة أو شبه مباشرة ويكون أثرها فوريا وسريعا وقويا. فهي 


717 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


بذلك تتخطى الجهاز الهضميء وتتطلب أن تكون معقمة ونظيفة خالية من 
الملوثات والشواكب إذ أن بعضها يكون منقذا للحياة خلال ثوان. 

كما قد يعجز بعض المرضى عن تناول الأدوية الفموية بسبب الإغماء 
وفقدان الوعي» أو بسبب وجود أجسام غريبة في الحلق والمريء؛ أويتم 
تكسير الأدوية الفموية في المعدة بسبب عصارتها فضلا عن أن هناك أدوية 
يتعذر امتصاصها. وهنا تظهر الحقن على المسرح لأداء واجبها. وتتطلب 
الال اة كوا من لجرا ومو هاا لجراي انير دات 
فيستعمل في تحضيرها الماء المقطر المعقم ويتم ذلك تحت ظروف وشروط 
هة ایتا . 

خت إن الجاع اليل فى ص الأميولات والحقن والقايااك جب 
أن يكون من نوعية معينة محددة. تفحص بعناية ودقةء وكل ذلك حفاظا 
على الدواء في أحسن أحواله وصوره وحماية للمريض. (انظر الجدول 
الخاص بالأشكال الصيدلية). 
التغليف 

إن تغليف الأدوية بحد ذاته بمختلف الأشكال والأنواع أمر غاية في 
الأهمية لآن بعض الآدوية-حرصا عليها-بحاجة لنوعية خاصة من التغليف 
لأسباب فن اهمها" ا كغ ان موا رعا ها هة القررة. کي 
أن تكون محكمة الإغلاق يصعب التلاعب بها أو فتحها أو إضافة أي شيء 
لها . وبعض الأدوية قد يلزمه تفريغ الهواء تماما واستبداله بغاز من الغازات 
غير الفعالة ضمانا لعدم تفاعل الدواء مع الأكسجين, أو الغازات الموجودة 
في الهواء عادة. كما يجب أن تكون العبوات لا تخترقها أشعة الشمس أو 
الو جل واا م أو ا کے علي کر ورک رط أن 
تحفظة فى الترل بد عن الرظوية والهرارة الغالية. 

معن الأكتكال و نديد شواک ال رسن اک ا 
ات الاستعمال الوالج د كاتا لنم ريت ااتحاليل ويشاكيا هة ,تة 

ومن أنجح الأشكال الدوائية الرذاذات التي تحتوي على سوائل أو مواد 
ضلية) ابه صاية تيل تدالجة الجل هن الخارج: أو كن ظويق القم 
والأنف والأدوية المعطرة؛ ومعاجين الأسنان والمستتشقات» وهي في جميع 


78 


الصيدله علم و فن 


الأحوال تغمل بالاستقادة من الغاز المضغوط. 

وهناك المضخات الدوائية وكذلك الأدوية الموجهة والملصقات الدوائية 
والأدوية الأنفية المجموعية وغير ذلك من الأشكال الصيدلية المبتكرة أفردنا 
لها أبوابا خاصة بها. 

ولإعطاء القارئ الكريم فكرة توضيحية عن مدى تنويع الأشكال الصيدلية 
والمستحضرات الدوائية المتعارف عليها والمتوفرة حاليا نكتفي بتعدادها 
باختصار في الجدول التالي. ومع ذلك ما زال الإنسان يبحث عن المزيد من 
الأدوية ا لمتطورة:- 


اقتصاديات الصناعة الدوانضية: 

يسيطر على الصناعة الدوائية حاليا في العالم ثماني دول هي الولايات 
المتحدة الأمريكية: المملكة المتحدة, ألمانيا الغربية. فرنساء إيطالياء كنداء 
اليابان» وسويسرا. 

إن ثلاثة أرباع الإنتاج العالمي من المستحضرات الصيدلية تأتي من هذه 
الدول التي تصرف حوالي ثلاثة أرباع الأموال المخصصة للأبحاث الدوائية. 
فاليحث هو عصب حياة النهضة الصيدلية. وقد رصدت هذه الدول ما بين 
خمسة وستة بلايين دولار في العام لهذا الغرض. وتعتبر هذه الدول مسؤولة 
عن 90 من المواد الكيميائية الجديدة التي تطرح في السوق. 

غير أن هناك فروقا بين هذه الدول. فالإنتاج الألماني الغربي يقدر 
بضعفي الإنتاج الإيطالي. ولكنه نصف الإنتاج الياباني. ويقدر أنه في عام 
1 م كان المواطن البريطاني مثلا يستهلك ما قيمته 37 جنيها إسترلينيا 
ثمنا للمستحضرات الصيدلية أما في سويسرا فإن هذا الرقم يرتفع حتى 
۱ جنيها إسترلينيا. 

وقد حققت الدول الثماني مرابح مالية عالية لتصديرها الأدوية إلى 
الخارج. فالمملكة المتحدة صدرت ما قيمته ١222‏ مليون جنيه إسترليني عام 
4 ساعد ميزانها التجاري على الرجحان. كما استوعبت الصناعة 
الصيدلية في بريطانيا حوالي 70,000 موظف وعامل بالإضافة إلى عدد 
ممائل في الاعات المرتبطة بالصناعة الدوائية. 

وما زالت الحاجة الماسة للأدوية الجديدة قائمة وضرورية نظرا لازدياد 


70 





جو اج التصد حم 
تاد | 
Aff‏ د gE‏ 


ص مي ) کې د كيم 


لعي کے کے کے کے 
عو ی ا 
oof? Ameer‏ 


rere 


يد د 


رم (E‏ تسيو 





س عم سم + م € 
CD reng‏ وج صم بتر مم 6 O A RAN TF‏ 


الدواء من فجر التاريخ 


إلى اليوم 


الصيدله علم و فن 


عدد السكان» وارتفاع معدل الأعمارء وتفشي أمراض جديدة. ويترتب 
على ذلك أن تقوم الدول القيادية بما يلي:- 

-١‏ تصميم الحكومات على تمويل الأبحاث الصيدلية والطبية في 
الجامعات والمعاهد ودوائر الأبحاث. ا 

2- عليها تأمين الجو الاقتصادي والسياسي الذي يضمن تقوية الصناعة 
الدوائية لإنجاز الابتكارات والاختراقات الدوائية الجديدة. 

فالأبحاث الدوائية تحتاج لمصادر تمويلية أكيدة تضمن استثمارها 
استثمارا طويل الأجل والمجزي وإلا كانت الصناعة الدوائية مهددة. ولكن 
نظرا للمصاريف الباهظة التي تواجهها الدول الثماني فالأمر يدعوها إلى 
التخفيف من المبالغ المرصودة للأبحاث الدوائية مما يؤدي أيضا إلى تشجيع 
الصناعة الدوائية التي تطرح في الأسواق أدوية بأسمائها العلمية وإلغاء 
الأسماء التجارية مما يشكل منافسة شديدة بين الشركات الدوائيةء ويعمل 
على القضاء على أملها في جني الأرباح مستقبلا وبالتالي يؤثر بدوره على 
خطط الأبحاث. 

هذه المعوقات المالية وغيرها تشكل عقبات في سبيل تقدم فن المعالجة 
واكتشاف المزيد من الأدوية الأمر الذي يتطلب معالجة الوضع للحفاظ على 
التقدم الدوائي والصيدلي لمصلحة الإنسانية والبشر. 


تو افر الدواء الحيوى 

(Bioavailability of Drugs) 

مقدمة: 

يتتاول المرء قرصا من الدواء بناء على إشارة الطبيب الذي يحدد له 

الجرعة المناسبة من أجل معالجة عضو من أعضاء جسمه أصيب بمرض 

ماء أو لتخفيف أعراض معينة يشكو منها أحد أجهزة جسمه. ويعتقد المريض 

أن الدواء الذي يحتوي عليه القرص الذي تناوله سيصل بأكمله إلى موضع 
الألم أو المرض. 

غير أن الأيام والتجارب أثبتت أنه لا يوجد عقار يصل إلى هدفه كاملا 

سواء من الناحية النوعية أو الكمية؛ وبمعنى آخر فإن «توضر» الدواء نادرا 

ما يكون مطابقا لما هو مذكور على بطاقة الدواء. وفي الوقت ذاته يتناول 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


شخص آخر نفس الدواء ومن نفس العبوةء ولكن تكون نسبة توافر الدواء 
الواصلة إلى العضو المريض مختلفة عما سبق حدوثه مع شخص غيره. 
ولذا لابد من وجود عوامل معينة تلعب أدوارها في أمر توافر الدواء. 
وكيفية وصوله إلى أهدافه كما ونوعا. ولا بد من أن تكمن هذه العوامل 
والأسباب فى الدواء نفسه؛ وبكيفية صناعته بالإضافة إلى حالة المريض 
الا والحشدية 

وبالطبع يعتمد مفعول الدواء على الكمية «المتوافرة» منه بيولوجيا والتي 
تصل فعلا إلى موقع الداء. ويتعلق ذلك بعدد الجزئيات من هذا الدواء التي 
تلتحم مع مراكز الاستقبال الخلوية الموجودة على سطح خلايا العضو المريض 
المراد معالجته بالدواء المختار لذلك. ولذا يترتب على جرعة الدواء أن 
تصل إلى الموقع المنشود بكميات كافية لأحدات الآثر المطلوب. ولكن حيث 
أن الأدوية سلاح ذو حدين. إذ إن معظمها مواد سامة فلا يجوز إذن أن 
تكون الجرعة المتوفرة بنسبة أكثر مما يلزم خشية حدوث ما لا تحمد 
عقباه. ويناء عليه فإن الوضع الأمثل كما قلنا يتطلب التصاق الدواء بمراكز 
الاستقبال الخلوية مدة كافية لإحداث التأثير المنشود بحيث لا تكون تلك 
المدة أطول مما ينبغي حتى لا ينجم عن ذلك آثار غير مرغوب فيها . 


العوامل التى تتحكم بالتوازن الافر بازيني للدواء 

إن العوامل الأربعة التي تتحكم بالتوازن الاقربازيني أو الفارماكولوجي 
لأي دواء تتلخص بما يلي :- 

ا- امتصاص الدواء )4( 

2- توزيع الدواء (بما في ذلك التصاقه)(1) 

3- استقلاب الدواء (أي أيض الدواء) (51) 

4- طرح الدواء (أي التخلص من الدواء) (8) بمعنى تخلص الجسم من 
الدواء. 

- ويشير العلماء إلى هذه العوامل الأريعة الأساسية بتعبير علمى مختصر 
بطق عليه ك اة والح النائسة لوذه العؤافل الأزيعة فى الت 
تقرر مدى «التوفر الدوائي» لأي عقار يدخل الجسم ومدى إحداثه للمفعول 
الأقربازيني المنشود. 


الصيدله علم و فن 


وحيث إنه من المتعذر قياس كمية الدواء المتواجدة في موقع الألم-إلا 
باستعمال طرق قد تكون مؤلمة أو غير ملائمة-فإن البديل لذلك هو قياس 
الكمية المتواجدة من الدواء فعلا في بلازما الدم لأن ذلك يدل على تركيز 
الغالبية العظمى للأدوية. 

والقيمة السريرية لقياس تركيز الدواء في البلازما تساعد العلماء على 
التخطيط السليم نحو الوصول إلى الجرعة الملائمة التي يستوجب استعمالها 
لكي تحدث المفعول المطلوب. وهذا يقرر مقدار الجرعة الدوائية ومدى 
تكرارها اليومي بحيث تكون كافية للأهداف العلاجية المرجوة مع تجنب 
تراكمها في الجسم بحيث لا تؤذيه. 

والعوامل الأربعة هذه تختلف بالطبع من شخص إلى آخر إذ تتدخل 
فيها عوامل دوائية بالدرجة الأولىء ولذلك قد تكون الجرعة النافعة لشخص 
ما سامة بالنسبة لشخص آخر والعكس صحيح. 

بالإضافة إلى هذه العوامل الأساسية فهناك عوامل إضافية تتدخل في 
الموضوع تشمل العمر والجنس والحالة الصحية والمرضية للفرد بما في 
ذلك حالة الكبد-حيث يتم استقلاب الأدوية عادة-فيكون الكبد أبطأ مما 
يجب في حالة كبار السن والكهول بما في ذلك مرضى الكبد ذاته. ولذا 
يجب أن تكون الجرعات المعطاة لهذه الفئة من الناس أصغر كمية وأقل 
تكرارا. 

ويتآثر «التوفر الدوائي» إلى حد بعيد بالتركيب والشكل الصيد لي للعقار. 
وعلى العموم فإن الشكل الأمثل لامتصاص الدواء هو شكله السائل الذي 
يمتاز من هذه الناحية عن الأقراص والكبسولات. وفى الوقت نفسه تمتاز 
الأقراص والكبسولات عن غيرها من الأشكال اا السائلة- 
بدقة الجرعة وسهولة تناولها فهي أكثر ملاءمة من الجرع السائلة التي 
تفتقر إلى الدقة لاحتمال تناثرها واندلاقها غد التناول. وهكذا فلكل شكل 
صيدلي مزاياه وفوائده وعوائقه. 


ضبدة تار خية : 


لقد ظهرت نظرية التوافر الدوائى لأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية 
مباشرة في عام 1945. ويعود الفضل في ذلك إلى العالم الدكتور «اوزير» 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


الذي حاول هو وفريق من زملاته العلماء تقدير الكمية الفعلية التي يمتصها 
الجسم. وفي أواخر الستينات زاد الاهتمام في هذا الموضوع بشكل ملفت 
للنظر لأسباب عديدة أهمها: انتهاء حقوق الاكتشاف لكثير من الأدوية 
الأمر الذي دفع شركات دوائية أخرى من إنتاج هذه الأدويةء وأثر ذلك على 
مصالح الشركات التي اكتشفتها أصلا. ومن العوامل التي أدت إلى سخونة 
النقاش في هذا المجال هو فيما إذا كان يحق للصيدلي أن يستبدل النوع 
التجاري لدواء معين. يرغب فيه الطبيب» بنوع تجاري آخر يحتوي على 
نفس المواد الكيماوية الفعالة. 

وقد أدت هذه البلبلة إلى قيام أ صحاب الشركات الدوائية والعلماء 
والصيادلة بالتفكير الجدي بما يسمى الآن موضوع «التوافر الدوائي» الذي 
نحن بصدده والأخذ به بحجة أن هناك مستحضرات صيدلية تحتوي على 
نفس المواد الفعالة الموجودة في مستحضر آخر من إنتاج شركة أخرى غير 
أن تأثيرهما الفارماكولوجي يختلف عن بعضهما البعض لأسباب تتعلق 
بالتوافر الدوائي. 

ولكي نحكم على أي مستحضر أفضل علينا دراسته توافره الدوائي 
ومقارنة النتائج للوصول إلى الحقيقة. وقد أثارت هذه العوامل في نفوس 
المشتغلين بالعلوم الصيدلية المزيد من الرغبة في دراسة الأسباب والعوامل 
التى تلعب أدوارها فى ظاهرة «التوافر الدوائى» وقد بدأ العلماء فى الوصول 
إلى تعريق مضارك عليه لان لظاسرة القوامن الدواتى سلخدن يان اتراق 
الدوائي» هو قياس كمية الدواء التي تصل فعلا إلى مجرى الدم مع قياس 
سرعة حدوث ذلك. ونأخذ هذه العوامل واحدا تلو الآخر:- 


امقصاص الذواء (Absorption):‏ 

إن التاقير النواكي ن سقار وت إلى بيه جلى اة تزكر زه ني 
ناكزما ارم الواصطة إلى النهو ار و الخ كب يدور هل 
مدى وسرعة امتصاص الدواء من خلال الأغشية والأنسجة المختلفة. 

كما أن سرعة امتصاص الدواء تعتمد على عوامل عدة أهمها سرعة 
ومقدار ذوبان المواد الفعالة في السوائل. وهذا له علاقة بالطبع بالصفات 
القيزياقية والكيميافية والتسير تويسية کیا وتو اهم العوامل ا 


84 


الصيدله علم و فن 


تتحكم بسرعة امتصاص الدواء-بالإضافة إلى سرعة ذوبانه-هو ما يلي: 
ا- الصفات الدوائية . 
- الذوبان. 
- حجم الجسيمات. 
- شكل البلورات. 
- العوامل الكيميائية. 
- مدى تحلل الدواء. 
2- الجرعة الدوائية. 
3- التركيب الفني للمستحضر الصيدلي بما في ذلك أشكاله الصيدلية. 
4- العوامل الفسيولوجية والبيولوجية ومنها-: 
- سرعة تفريغ المعدة لمحتوياتها. 
- باهاء © موقع الامتصاص (۲۸) 
- حركة الأمعاء (التمعج). 
- تعطل الامتصاص من الأمعاء. 
- تكسر الدواء قبل مرحلة امتصاصه. 
- الدورة الكبدية-المعوية. 
- العمرء الجنسء الوراثةء الصفات الشخصية. 
5- حالة الفرد الصحية والأمراض المصاب بها. 
6- التنافرات الدواتية والغذاثية وغيرها من التداخلات. 


الفم: 

تعتبر الطريقة الفموية أكثر طرق تناول الدواء انتشارا بين مجموع 
السكان كبارا وصغارا رجالا ونساء. فهي أكثرها رغبة وسهولة. غير أن 
هناك عوامل متغيرة بين الأفراد تتحكم بمدى الامتصاص وسرعته. ولكي 
يتم امتصاص الدواء من خلال الأمعاء حتى يصل إلى مجرى الدم عليه أن 
يجتاز أولا أغشية وجدرانا تتكون من مواد بروتينية ودهنية. وتخترق الأدوية 
هذه الحواجز بإحدى الطرائق الثلات التالية: 

-١‏ إذا كان الدواء مذابا في المواد الدهنية يسهل اختراقه لأغشية الأمعاء 
ويدخل مجرى الدم بيسر وسهولة. 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


جدول يبين بعض الأدوية المختارة والأسباب التي تتحكم عدى 


امتصاص كل منها 


الاسباب التي تتحكم بالإمتصاص 
باهاء الوسط (10131) 


a 
2 


5 


س ون اشير عضي 
سو یر سے 


2- بعض الأدوية تد خل فى الفراغات الكائنة بين الخلايا متخطية بذلك 
الحواجز الدهنية والبروتينية خصوصا إذا كانت تلك الأدوية ذات جزئيات 
غاية في الصغر. 

3- فريق ثالث من الأدوية قد يتمكن من اجتياز هذه الحواجز بواسطة 
تفاعلات جسمية قادرة على مساعدة الأدوية ذاتيا بالذوبان في الماء 
والسوائل. غير أن ذلك يحتاج لبعض الجهد والطاقة. 





86 


الصيدله علم و فن 


والخلاصة أن امتصاص الأدوية من الجهاز الهضمي والأمعاء هو أمر 
غاية التعقيد لأسباب عدة منها اختلاف باهاء (۶۳8) أوساط الأنسجة في 
الجهاز الهضمي. فالأدوية الحامضية تمتص من خلال المعدة بينما تمتص 
الأدوية القلوية من خلال الأمعاء. 


الحقن 

إن إعطاء الدواء للمريض عن طريق الحقن له عدة فوائد أهمها: تحقيق 
سرعة توزيع الدواء في الجسم وبالتالي سرعة وصوله إلى الموقع المنشود 
والقيام بمفعوله. جدول يبين بعض الأدوية المختارة والأسباب التي تتحكم 
بمدى امتصاص كل منها والحقيقة أن الحقن الوريدي يلغي عامل الامتصاص 
صلا . يضاف إلى ذلك أن هذه الطريقة تساعد الدواء على تجنب مجابهة 
الخمائر والأنزيمات المستقبلة فتتجاوزها. علما بأنها هي التي تؤدي عادة 
إلى تخفيض مفعول الدواء والإقلال من شأنه. 

والحقن إما أن تكون عن طريق الوريد أو طريق العضل أو تحت الجلد. 
والحقن. العضلية أسرع امتصاصا من حقن تحت الجلد نظرا لوجود طبقة 
الدهن التي تفصل بين الأنسجة وبين مجرى الدم. أما أسرع هذه الطرائق 
فهي بلا شك الحقن الوريدية لأن الدواء يصل إلى الدم مباشرة فلا حواجز 

والجدير بالذكر أن امتصاص أدوية بالاستنشاق عن طريق الرئتين يتم 
بشكل أسرع حتى من طريقة الحقن العضلي. 


الشرج: 

يستعمل الشرج كطريقة لإعطاء الدواء إذ إن امتصاصه ووصوله إلى 
مجرى الدم عن هذه الطريقة ممكن وهي طريقة مرغوب فيها في كثير من 
بلدان أوروبا وخصوصا فرنسا . وتعطى الأدوية عادة عن هذه الطريقة على 
شكل تحاميل وأقماع أو تحاميل شرجية ويكون ذلك لأغراض موضعية أو 
لأهداف جسمية عامة. كما تستعمل هذه الطريقة فى معالجة الأطفال 
نظرا لملاءمتها لذلك. 

وقد يتعطل امتصاص الدواء المعطى عن طريق الشرج في بعض الحالات 


87 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


المرضية كوجود الانسدادات القولونية أو الأورام السرطانية أو الإسهال 
الشديد المتواصل. ولاشك في أن هذه العوامل تلغي مفعول التحاميل وأدويتها 
أو تقلل من أهميتها على الأقل. ولذلك يجب التأكد أولا من أن الطريق 
سالكا قبل استعماله. حتى إن المخلفات البرازية في المستقيم قد تعطل 
سرعة امتصاص الدواء وتؤثر على ذلك سلبيا. وهذه العوامل تؤثر بالطبع 
في أمر التوافر الدوائي للأدوية المستعملة عن هذا الطريق. 


الجلد: 

الجلد عضو من أعضاء الجسم المعقدةء فالبشرة مكونة من خمس 
طبقات تعمل كحاجز طبيعي يمنع دخول بعض المواد ويسمح بدخول غيرها 
تبعا لطبيعتها . ويدخل في تركيب البشرة نسبة كبيرة من مادة كبريتية 
تحتوي على (-11 5) وتلعب دورا هاما في هذا المجال. 

تحت البشرة مباشرة يوجد الجلد الحقيقي ويتكون بدوره من شبكة من 
المواد الكولاجينية (المغراءة)والألياف المطاطية وبعض الخلايا. وتجرى فى 
هته الطيقة شعيرات الدم الرفيعة والأجهزة الليمفاوية والشعيرات ويصيلاتها 
والغدد الدهنية والعضلات والألياف العصبية. والمنفن الأمثل لهذه الأدوية 
هو العبور عن طريق هذه الطبقة بواسطة الغدد العرقية والجريبات الشعرية 
(Hair Follicles)‏ 


السنخ الر نتان : (وعامء1اد) 

تزف الركان على دد هال ن المت والرتتان شكلان رة مات 
لانخشناس الدوام خصوهنا للمزاذ اة والحسيفات الصنفيرة :ولك 
لإحداث تأثيرات موضعية أو عامة في الجسم على حد سواء. 

ريق اتناس الغازات رالات عر الو اا عور 
الغلايا الركوية بواشيظة السرقة الأقيبية كما تنك الأهدات والشعيوات 
ak‏ السطعة LE ENES‏ ينضها بسكل 
ھوک لارا ري 

وق الأوعية الكتعرية البتخية الركوية مساحات ماكلة ادل حال 
وك 80 مقو مركاء هذه ات ااا تنيت لامكا اتسر 


الصيدله علم و فن 


وبالتالي للتأثير السريع بشكل يفوق الطريقة الفموية: وأحيانا الطريقة 
الوريدية. 

ويلعب حجم الجسيمات دورا هاما في عملية الامتصاص إذ كلما كبرت 
أحجام الجسيمات كلما قل الامتصاص. وإن تدخين السجائر ونفث مادة 
النيكوتين على شكل جسيمات صابة صشيرة جدا تساعد .على انتقالها 
بسرعة فائقة من السنخ الرئوية إلى مجرى الدم الرئوي باتجاه القلب نظرا 
لصغر حجمها المتناشي. 


توزيع الذواء (Distribution):‏ 

ويقصد بذلك التوزيع الدوائي. وهو يمثل العامل الثاني الذي يتحكم 
بمصير الدواء في الجسم فهو يلي عملية الامتصاص مباشرة. ولذلك يعرف 
التوزيع الدوائي على أنه «انتقال الدواء من مكان إعطاء الدواء عن طريق 
سريان الدم إلى بقية أجزاء الجسم». 

يتكون جسم الرجل البالغ من حوالي 75“ من الماء من وزنه وهذا يعادل 
حوالى 50 لترا منها 35 لترا موجودا داخل الخلايا والباقى ومقداره ١5‏ لترا 
يمكل فة السرا الك كم كن الفراغات افا ناحا عدف 
بلازما الدم وسائل النخاع الشوكي. 

ويحتوي دم الإنسان على كمية من البروتينات تنتقل بحرية تامة من 
البلازما إلى السوائل المحيطة بالخلايا وبالعكس. 

وفي نفس الوقت هناك أدوية تلتصق عادة بالمواد البروتينية البلازمية 
الأمر الذي يؤدي إلى فقدانها مفعولها. لأن المفعول الدوائي يعتمد على 
كمية الدواء الطليقة غير الملتصقة بالبروتينات» والتي تكون حرة التنقل مع 
مجرى الدم» وتؤثر بذلك على مختلف الأعضاء الجسمية التي تصادفها في 
طريقها نظرا لاستطاعة هذه الأدوية الدخول إلى الفراغات الموجودة بين 
الخلايا. 

إن عملية انتقال الدواء من داخل الخلية إلى خارجها وبالعكس تختلف 
من شخص إلى آخر نظرا لعوامل مختلفةء فبعض الأدوية تنتقل بسهولة 
تامةء وبعضها يتعذر انتقاله؛ أو لا يتم إلا بصعوبة كبيرة مما يتحكم بالطبع 
بمدى انتشار الدواء داخل الخليةء وبالتالي يحد من تأثيرها الفارماكولوجي. 


8۹ 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


الخصاق الذواء (Binding)‏ 

حول زات الدواء دال الحسيع مسعلة مرخ كان إلى اجر اة 
مجرى الدم» وبعضها يلتصق التصاقا شديدا بخلايا الجسم وسوائله 
بالإضافة إلى التصاقها ببلاتينات البلازما. وكي يحدث التصاق الدواء أي 
كاير طب عند التاق باس تاوت البخلوية الماشفرة على سطع الخلية: 
والتي يؤثر الدواء في الخلية عن طريقها. وعلى العموم إذا تم التصاق 
الذواء باق شعيع سن اتنحة الجسه بطل بشغوله وهی فذاك حى 
ينفصل ويتحرر ويعود إلى سابق عهده وإلى حرية انتقاله. 

إن النتائج التي تترتب على التصاق الأدوية ذات أهمية كبرى. فالجزء 
اا مخ الدواك يكل حون هذا الوا ونل كو عبد له كلم كات 
الاج ايدولك بتعرير كيم مق الج ات الاق هة اين الدوك 
الذي تم استقلابه أو طرحة خارح الجضه؛ 

ا قار اتل برا رون اد فإف وای بار ات ةه ور 
في الإنسان» ولذلك يستمر مفعوله لعدة أيام. أما في الكلاب فإنه يلتصق 
بدرجة أقل. ولذلك يختفي من بلازما دم الكلب خلال ساعة واحدة. يضاف 
إلى ذلك أن قوة الالتصاق تختلف من حالة إلى أخرى مما يؤدي إلى اختلاف 
هام في النتاقج. ويذكرنا ذلك بعقار سورامين الذي يلتصق بقوة هاكلة 
بحيث يكفي إعطاؤه للمريض مرة واحدة كل ثلاثة أشهر وكأنه عقار وقائي 
اال خرن ادناه 0197 ا 

ومن ناحية أخرى في هذا المجال أن الأدوية تتنافس مع بعضها البعض 
غلى الالتصاق اهيلات الخاصة بب روخ نات بلازما اندم واج عن ذلك 
آثار غاية في الخطورة أحيانا. فالأدوية المضادة للتجلط-كالكومارين-تترك 
نكانها عاذة سهولة فق ادل عقار أكرى اا ااال وون وغد 
ذلك تحدث زيادة فجائية بكمية المادة المضادة لتجلط الدم» فيؤدي ذلك إلى 
مزيد من سيولة الدح:والنزيف غير المتوقع والخطير. 

وللالتصاق آثار هامة أخرىء إذ قد يتوقع البعض أن تكون الحقنة العضلية 
أشرع مرل من الدواء الفموق. ولگ قل يعضل هكس ذلك تاها فى 
نض الأحيارة. هالقتيل بوقازون القدرى تاح ال سات اومان داك 
الاير الطارب بها تام اة ا فة هة إلى تنا بن #سباغات 


۹90 


الصيدله علم و فن 


لإحداث التأثير نفسه. والسبب في ذلك أن التصاق الدواء ببروتين البلازما 
يحدث في موقع الحقن الدهني. 

وهناك عوامل أخرى غير بروتين بلازما الدم يستدعي الأمر التطرق 
إليها. 

فيعض أغضاء الجسم قن تاكن غقارا ساريا کی مجرف الدم يشكل 
يفوق غيرهاء ولذا يزداد تركيزها في أعضاء معينة غير مقصود معالجتها 
فيحدث الشممم فن جراءاذلك» وهذا ما يسر عته حدوث السمم أحياتا 
في بعض الأعضاء نظرا لزيادة تركيز العقار فيها. ولتوضيح ذلك نذكر أن 
بعض الأدوية تلتصق بدهون الجسم بتعطيش وسهولة أكثر من غيرها. 
فعقار ثيوبنتون أحدها إن تراکم» وتركيزه يزيد من خطورته. ولتجنب تراكم 
بعض الأدوية في الجسم يتعين على بعض الأفراد إنقاص أوزانهم والتخلص 
من الدهون الزائدة المتراكمة تحت جلودهم والتي تتعطش الأدوية للالتصاق 
بها بقوة. 


(Metabolism ) لأدوية‎ ١ استفلاب‎ 

للاستقلاب ثلاثة أهداف في الجسم هي 

ا- تزويد الجسم بالطافة. 

2- استقلاب المواد التي يتناولها الإنسان ويشمل ذلك الابتناء!*'") 
والتقويض 129/. 

3- تحويل المواد الغذائية إلى النوع القطبي الذائب في الماء والذي يسهل 
التخلص منه بواسطة الطرح. 

ويطلق على الاستقلاب أحيانا تعبير«إزالة السمية» ويتم ذلك بالتخفيض 
من مفعولها الفارماكولوجي بالإضافة إلى زيادة طرحها خارج الجسم. ولكن 
تجدر الإشارة إلى أن بعض حالات الاستقلاب تؤدي إلى ظهور مواد أكثر 
سمية من ال مواد الأصلية لذلك لا ينطبق تعبير «إزالة السمية» “على 
جميع حالات الاستقلاب. ومن الأمثلة على ذلك أن الفيناستين والسلفاديازين 
والبيرميدين تنتج مواد أكثر سمية منها في الجسم. 

ومن الثابت أن عملية الاستقلاب هي عملية غاية في التعقيد والإبهام 
وتشتمل على عدة طرق وأساليب وتفاعلات منها الأكسدة والاختزال 


9 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


والأستلة“" والحلمأة "هذا وإن أهم أعضاء الجسم في مجال الاستقلاب 
هو الكبد ولا شك, تليه الكليتان والعضلات والأمعاء. كما أن بعض حالات 
الاستقلاب تحصل حتى في مجرى الدم نفسه بوجود بعض الخمائر. 
هذا وهناك فئة كبيرة من الآدوية يتم استقلابها حتى خلال مرورها في 
الأمعاء أو لدى وصولها إلى الكبد قبل أن تصل إلى مجرى الدم الأمر الذي 
يدي إلى الإقلال من سميتها وذلك بالإقلال من توافرها الحيوي في الدم. 


طر ج الأدوية (Excretion)‏ 

يقصد بذلك عمليات تخلص الجسم من الدواء وإخراجه من الجسم 
ويتم ذلك باستعمال عدة طرائق. ومعظم الأدوية على أي حال تتعرض أولا 
للاستقلاب قبل أن تصل مرحلة الطرح. وإذا لم يتم الاستقلاب يجد الجسم 
صعوبة في التخلص من هذه الأدوية لأن معظم الأدوية يذوب في الدهون. 
ولأن معظم طرح الأدوية يتم عادة عن طريق الكلى حيث تذوب الأدوية في 
الأغشية الدهنية لخلايا الكلى أيضا. 

ويتم الاستقلاب بصفة خاصة في الكبد حيث يحدث هناك تخليق 
لمشتتات الدواء الأكثر ذوبانا في الماء من ذوبانه في الدهون لو كان مازال 
في صورته الأصلية. وتكون هذه المشتقات في أغلب الأحيان غير فعالة أو 
أقل فعالية من الدواء الأصلي كذلك. 

نستنتج من ذلك أن للكبد أهمية كبرى في عملية استقلاب الأدوية. 
ولذا فهو يتبوأ مركز الصدارة في هذا المجال. وأي تغيير يحدث لعمل الكبد 
يؤثر على الاستقلاب وبالتالي على طرح الأدوية-وتنتج هذه التغييرات بسبب 
نشاط الخمائر والأنزيمات السلمية أو الإيجابية أو نتيجة لإصابة الكبد أو 
صاحبه بمرض ما. ولذلك إذا ما أحدث دواء ما زيادة في مفعول خمائر 
الكبد؛ فإن الاستقلاب يتم بصورة أسرع بالطبع. أما إذا تعطلت الخمائر 
الكبدية عن عملهاء أو تناقصت فعاليتها فإن استقلاب الدواء يتعثر ولذا 
فهو يضر الجسم وقد يسبب التسمم. 

ويتطلب طرح الأدوية عن طريق الكلى آلية معينة تشبه إلى حد ما 
يحدث من آلية الامتصاص في الأمعاء. فالآدوية قد تتنافس مع بعضها 
البعض في الوصول إلى هذه الآلية وهذا ما يفسر لماذا يسبب | البروبانسيد 


092 


الصيدله علم و فن 


إطالة مفعول البنسلين. قالبروباتسيد يناضن البنسلين أشاء غملية الطرح 
من الكلى ويتغلب عليه ويتمكن من الخروج قبله فتطول إقامة البنسلين في 
الجسم وبذلك يطول أثره ويزداد. 

ويتخلص الجسم من بعض الأدوية عن طريق طرحها بواسطة المسلك 
المراري الذي يصب محتوياته في الأمعاء الدقيقة. وفي هذه الحالة يعاد 
امتصاص جزء من الدواء الذي تم طرحه بهذه الطريقة يواسطة الأمعاء 
ويدخل مجرى الدم مرة أخرى مما يزيد في مفعوله بالطبع ويطلق على 
ذلك «الدورة الكبدية المعوية» وتستمر على هذه الشاكلة إلى أن يتم استقلاب 
البول اا 

وهناك طريقة أخرى لطرح الأدوية تتم بواسطة الرئتين مع هواء الزفير 
وخصوصا بالنسبة للغازات المنتجة والأدوية الطيارة هذا بالإضافة إلى 
طرح الأدوية عن طريق الجلد والعرق. وكذلك عن طريق حليب الأم. وهكذا 
فقد أتينا على العوامل التي تتحكم بالتوافر الدوائي. 

والخلاصة يمكن أن يقال إن توافر الدواء الحيوي قد أصبح ذا دلالة 
كبيرة وأهمية قصوى آكاديميا ومهنيا وعلاجياء فضلا عن أهميته السريرية 
من حيث حماية المريض من الأدوية التي تعطى له بدون مبررء وكذلك 
أهمية الاستفادة القصوى من الأدوية بصورة عامة. 


۹3 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


لوحة نمثل عملية التوافر الدوائي الحيوي* 
الامتصاص = 855017760011 - A‏ 
التوزيع = D - Distribution‏ 
الاستقلاب = M - Metabolis¬‏ 
الطرح = E - Excretion‏ 


ADME = المحصلة‎ 



































الجرعة الفموية 
| 
الانطراح 
عن طريق الشرج الجهاز الهضمي 
وا 
الانطراح سريان الدواء على الدورة توزيع الدواء إلى السوائل 
عن طريق المرارة الدموية والبلازما احيطة بالخلايا 
0 ا دخول الدواء داغخل الخلايا 
الاستقلاب الانطراح 
1 حليب الأم 





مستقلبات الدواء في البلازما 


1 / الكلى 7 


توزيع الدواء ووصوله إلى 
السوائل الحيطة بالخلايا / 
ومن ثم إلى داحل الخلايا البول 








الرئتان 


























۹41 



















































































الصيدله علم و فن 
ظهور مراكز المعلومات الدوائية 


نتيجة للزيادة المضطردة فى الأبحاث الدوائية التى حدثت خلال 
الفمسوينييقة الاخ والح آرت إلى ليور كات شاكلة من الأدوية 
الحديد#باتواغها واشغالها الصيذلية اكثبرة ركاتها اليل امجارف #السيل 
الجارف الدائم» فقد أصبح من الصعوبة بمكان التعرف على هذه الأدوية. 
وعلي هويتها إلا بالرضوع إلى الاد والكنت والتشرات كلاس اة بهاء 
وفي الوقت ذاته أدى هذا الوضع المستجد إلى ظهور العديد من الكتب 
والفهارس والمراجع والدساتير الدوائية من أجل تذليل الصعاب التي يواجهها 
أعضاء الأسرتين الطبية والصيدلانية في سبيل معرفة تفاصيل بعض الأدوية 
الجديدة والإلمام بها. 

زفقو القول إن تة المعلومات الدراتية متو قد كرد ضيية رة 
الدواقية. كنا تحت عن ذلك مهوياف وعقيات جبة في تقل الحلوسات 
الدواتية من حيث استعمالها وفوائدها ومضارها وغير ذلك من التفاصيل. 
ركان الحل الوحين يمن فى إنشاء ركز للعلومات الدوائية مزودة بصيادلة 
أكفاء مدربين ومختصين بالصيدلة السريرية وكأنهم مخازن متنقلة من 
المعلومات الصيدلانية ومصادر لبثها ونشرها. 

وعلى أي حال فقد اعتاد الصيادلة في المستشفيات على تزويد زملائهم 
الأطباء والممرضات بالمعلومات الدوائية بشكل ودي ومباشر لا رسميات 
فيه. أما الآن-والحالة هذه-فقد أصبح من الضروري تشكيل نشاطات خاصة 
وأنظمة محددة تعمل على تزويد أعضاء الأسرة الطبية بما يلزمها من 
معلومات دوائية وصيدلانية بشكل منظم ومتخصص مع الاستفادة من كفاءة 
الضيادلة السريريين المؤهلين لنشر المعلومات المطلوبة بدقة وسرعة: ولذا 
كان مركز المعلومات الدوائية هو الجواب. 

ويمكن تعريف مركز المعلومات الدوائية بأنه مركز مختص بجمع 
المعلومات الدوائية وحفظها وتزويد الأطباء والصيادلة والممرضات بها من 
قبل سا تتخصسين يعدمون معارمات ادي وقين ماعن الأدوية 
مع تنبيه ذوي العلاقة عن مشاكلها المتوقعة التي قد تنشأ إذا لزم الأمر». 

وتر الصا العاتليق هة المراكو أن كرا سن القن لكين 


۹5 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


من العلوم المختلفة كالاقربازين والكيمياء بأنواعها والباثولوجي وعلم الجراثيم 
وعلوم حرائك الدواء والتوافر الدوائي الحيوي والتنافرات الدوائية والمعالجة 
الكيميائية وبقية العلوم الصيدلية. فهده الخلفية المتمكنة تساعد الصيدلي 
المسؤول على القيام بواجباته خير قيام ويكون قادرا على تحليل المعلومات 
المتاحة وتوضيحها وشرحها وتعميمها بفعالية تصل لكل من يهمهم الأمر 
بسرعة. ولذلك فبالإمكان تلخيص واجبات الصيدلي السريري الذي يعمل 
بمركز المعلومات الدوائية بما يلي + 

-١‏ عليه إيجاد المصادر اللازمة للمعلومات الصيدلية كالمراجع العامة 
والخاصة من الكتب والمقررات والفهارس والدساتير والمجلات العلمية 
المتخصصة. 

2- عليه تبويب تلك المعلومات بشكل منظم بحيث يسهل عليه الحصول 
على مبتغاه بسرعة. 

3- عليه تفسير وتحليل المعلومات المتاحة بحياد ودقة. 

4- عليه أن يكون قادرا على تعميم المعلومات المتاحة باستعمال مختلف 
وسائل الاتصالات باهتمام-كتابة أو شفاهة أو مهاتفة-. 


الخدمة 

ومن أهم عوامل النجاح لأي مركز للمعلومات الدوائية الاستفادة من 
وسائل المواصلات السزيعة مع تضمينها الإجايات الصحيحة وا مفيدة على 
التساؤلات الواردة من أي جهة عن أي دواء من أجل صحة ومصاحة المريض؛ 
فيتطلب ذلك من الصيدلي المسؤول القيام بالبحث عن الإجابات والعثور 
عليهاء وتدوينها بعد التآكد منها على أن تكون موثقة بالمراجع والكتب المعتمدة 
وإبلاغ الجهة السائلة بهذه التفاصيل بالإضافة إلى المعلومات الخاصة عن 
الدواء من حيث الشكل والطبيعة والمحتويات والجرعات والفوائد والمحاذير 
والآثار الجانبية والتنافرات الدوائية والبدائل المتوفرة. 

ويتطلب الأمر من الصيدلي الرجوع إلى ملف المريض أو بطاقته الصحية 
ومراجعتها ودراستها والتشاور-إن لزم الأمر-. مع الطبيب المعالج بشأن 
الآدوية المقررة له. وإبداء ملاحظاته عليها . ويجب أن تكون خدمة المركز 
مسب ود اة على مدان الناعة واليود واا وة اهر وة ومن 


9 


الصيدله علم و فن 


المستحسن أن تكون هناك مراكز فرعية تابعة للمركز الرئيس ومرتبطة معه 
بالجهاز الآلي (الكومبيوتر)على أن يضع الصيدلي نصب عينيه-بالدرجة 
الأولى-مصاحة المريض مقرونا ذلك بإسداء النصح للطبيب المعالج وإرشاد 
المريض لما يناسبه. 

تشمل برامج مراكز المعلومات الدوائية عادة تدريب الموظفين من 
الصيادلةء وكذلك من الأطباء والممرضات الراغبين فى عقد الندوات وإلقاء 
التحاكتراك لجرا الناقفات افا ةن خلول جكب اماك هة رة 
مع تداول الآراء والمشاورات. 


التدر يب 

هذا ويستحسن تزويد المشاركين في برامج التدريب بالمعلومات التجارية 
والاقتصادية والتسويقية ع ن الأدوية حتى يكونوا على إلمام واضح عنها 
بحيث يحسنون اختيارها كلما لزم الأمر. 

وحبذا لو يستطيع مركز المعلومات الدوائية من توسيع نشاطه بحيث 
يشمل الجمهور من خلال المقابلات والعمل على إرشادهم ونصحهم في 
محاضرات تقام في المدارس والنوادي والجمعيات مع توزيع منشورات مبسطة 
توضح أمور الدواء من جميع نواحيه مع التركيز على منافعها وأضرارها 


الجانبية. 
طريفقة ا لمحت : 


وحيث إن الغرض الأساسي من إنشاء مركز للمعلومات الدواتيةبالدرجة 
الأولى-هو الرد السريع على التساؤلات الي ترد إلى المركز بمهارة ودقة 
فعلى الصيدلي المختص أن يقوم بالخطوات التالية+ 

-١‏ استلام الطلب على استمارة تشمل معلومات كاملة إما هاتفيا وإما 
شخصياء ومن ثم إيجاد الإجابات الصحيحة وتبويبها وتدوينها بحيث تشمل 
نبذة قصيرة عن الدواء وعن خلفياته بشمول ووضوح. 

2- تفسير التساؤل والتعرف على المجالات المتخصصة التى يجب عليها 
بحث ما يتعلق بالسؤال والإجابة عليه. ۰ 

3 استكمال البحت المتعلق بالطلب بشكل منظم ومرتب ومتعمق. 


۹7 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


4- إيصال المعلومات والإجابات إلى أصحاب السؤال بوضوح بالطريقة 
المناسية. ويفضل استعمال استمارة خاصة بذلك. 


النشرة الد ور سة: 

على مركز المعلومات الدوائية أن يتولى إصدار مجلة أو نشرة دورية 
تتعلق بالأدوية والمعالجة؛ وتشمل شتى المواضيع. ويتطلب ذلك إيجاد القنوات 
التي تساعد المركز على الاتصال بالنشرات والمجلات الأخرى-محليا وأجنبيا- 
والتعاون معها والعمل على نشر المقالات المفيدة فيهاء ويتطلب ذلك معالجة 
عدة مواضيع. منها . تقييم الأدوية. ملخصات عن الأدويةء تقارير عن الأدوية 
أهم آثار الأدوية الجانبية وأي مواد طريفة جديدة. 


مر كز مكافهة التسوم: Poison Control Center‏ 

ممحيع وی لجار نم اتدواكرة المي معطي ا کو 
جيدا لمراقبة السموم ومكافحة حوادث التسمم في ذات الوقت» والعكس 
صحيح: غير أن هناك بعض الاختلافات والفوارق بينهما لابد من الإشارة 
اا 

فالعمالة اللازمة لكلا المركزين متطابقة تقريياء وكلاهما يحتاج لخدمة 
متواصيلة ليلا هارا عا مى 4 افا كدة أمبوع كامل» رلزلان عب 
تزويدة بالعمالة المؤهلة العافية فة الأرقات كاملة: 

وبإمكان الصيدلي الجيد التدريب على أن يكون مسؤولا عن أي من 
المركزين أوكليهما في آن واحد بكفاءة وكفاية بشرط أن يكونا متجاورين 
على أن يكون دی کا رر کا هر دروا ای :رادت 
و ا ا عر ا قت ان ا اا 
التالية:- 

اد أكون لدية العناءة الثامة للوصول إلى العلوسات الدواقية السمية 
سو ال اا رال على كرا ورا روو واا 
ا كفا 

2- أن يكون لديه الخبرة السريرية اللازمة من حيث تزويد المريض 
بالعتاية الصيدلية المطلوبة: والمقدرة على الإجابة عن التساؤلات المرتقبة, 


98 


الصيدله علم و فن 


وتزويد السائل بالمعلومات بسرعة ودقة. 

3- أن يكون لديه القدرة الكافية على الاتصال بكفاءة إما شفويا وإما 
كتابيا وإما هاتفيا بالفئات الطبية والمهنية الأخرى من أطباء وصيادلة 
وممرضات بما في ذلك ذوي المريض متحليا بكل عناصر التعاون وسعة 
الصدر وأبعد. 

ولقد أنشيىّ أول مركز لمكافحة ومراقبة التسمم عام ۱953 في مستشفى 
سانت لوك بمدينة شيكاغوء ثم أخذت الفكرة بالانتشار-في مناطق وبلدان 
أخرى داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها-. ويوجد حاليا في الولايات 
المتحدة الأمريكية وحدها مالا يقل عن 70 مركزا موزعة على أرجاء البلاد. 
كما تم إنشاء مراكز مشابهة في كندا وإنجلترا وأستراليا والكويت وبلدان 


ع 


مسو و لیات المركز: 

من أهم مسؤوليات المركز أن يجهز قائمة كاملة من الفهارس اللازمة 
تساعد مختلف الفئات الطبية والصيدلية على الوصول إلى المعلومات 
الدوائية المتاحة من حيث أسماؤها وتركيباتها وميزاتها وأسعارها ومضارها 
وأشكالها الصيدلية بما في ذلك المستلزمات الصيدلية والمنزلية الأخرى 
كاشيزات السشرية افا ك ال اة الا عة و هرات الشعييل 
والعطور ومبيدات الآفات الزراعية إذ إن كل مادة من هذه المواد تشكل 
تهديدا للانسان. 

ويجب أن يحتوي هذا المعجم على سمية كل مادة والأعراض السمية 
والمرضية التى تظهر على الضحية المتسممةء وطريقة معالجة الحالة 
وأشانيب الركاية مع إعظاء الأوئرية تاو اكات الآونية اة فى الارن 
والمصانع والمكاتب من مواد متوفرة كالبيض النيىّ والحليب والخل والخبز 
المحروق ومعاجين الأسنان وغير ذلك. 

إن تحضير قائمة كاملة عمل جبار ومضن يحتاج لكفاءات متخصصة 
من ذوي الخبرة والعلمء كما يتطلب وجود بعض الأجهزة اللازمة في المركز. 
مثال ذلك ملفات تشخيص الأمراض وأجهزة قياس حالات الا والبول 
والتنفس وحالة القلب ونسبة ثاني أكسيد الكربون وكربونات البلازما والكهارل 


9۹ 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


والخمائر. كما يحتاج المركز إلى جهاز تخطيط للقلب» وجهاز لتنقية الدم 
ونقلهء وإعطاء السوائل الوريدية؛ وإعطاء الأكسجين وغيره من الغازات 
الضرورية والكلية الصناعية وترياقات الأدوية المختلفة. 

كذلك يتطلب من إدارة مركز مكافحة التسمم أن ترتب برامج لكيفية 
تجنب حدوث حالات التسمم» وإعطاء هذا الأمر. الأولوية لأن درهم وقاية 
خير من قنطار علاج. كما أن على مركز مكافحة التسمم أن يساهم 
بالإجراءات التي تعمل على تخفيض نسبة حالات التسمم خاصة تلك التي 
تحصل في المنازل والمساكن وذلك بالقيام بما يلي:- 

-١‏ طباعة ونشر وتوزيع أهم المعلومات التي لها علاقة بأخطار السموم 
التي يشيع استعمالها يوميا في المنازل مع توضيح الإجراءات التي يجب 
اتخاذها في حدوث أي من حالات التسمم الناجمة عن استعمال أي علاج. 

2- يجب على المركز أن يؤثر على الجمهور ويعمل على تشجيعهم نحو 
عقد اجتماعات في الحي يضم سكان المنطقة لمناقشة مشاكل التسمم في 
منطقتهم ومحاولة حل تلك المشاكل. ويا حبذا إذا كان ضمن مجموعة 
السكان صيدلي أو طبيب إذ يقع على عاتقهم الكثير. 

3- وأخيرا يجب على مركز مكافحة التسمم أن يزود السلطات الصحية 
بالتقارير المتعلقة بالتسمم بانتظام وبصفة دورية و وبالتفصيل لأن هذه 
المعلومات الوبائية قد تخدم المسؤولين كأساس للمؤشرات والخطة التي 
يجب وضعها من أجل الوقاية من التسمم. 


طرق جديدة 8 ستعمال الدواء 
مقدمة: 
بذاك اكا اسقايقية ندع اطريتها شالمامات كم تحضر 
أدوية كيميائية جديدة لم يسبق لها وجود منها: ألانتبرين واللومنال 
والبروكائين والأسبرين وغيرها. كان ذلك في أواخر القرن التاسع عشر. 
وف ذلك ثم الجمع بين كلمي الأكريازين والكيمياء بيدا عضي المعالجة 
الكيمياتية الذي افتتحه السالفرسان. 
وفي نهاية الحرب العالمية الأولى بدأت الأبحاث الصيدلية تتحرك إلى 
الما وعزم فانتقل ثقلها من الجامعات إلى المصانع الدوائية والشركات 


الصيدله علم و فن 


الصيدلية العملاقة. فكان الفضل لهذه المصانع في تحضير الجيرمانين 
والسلفانيلاميد لأول مرة في التاريخ. وخلال الفترة الممتدة بين عامي ۱940 
و ۱965 تم تحضير أعداد هائلة من الأدوية التخليقية غير أن كلفتها كانت 
باهظة فمن بين كل عشرة آلاف مادة كيميائية جديدة لم يتمكن العلماء من 
العثور إلا على مادة واحدة تصلح لأن تكون دواء من حيث المفعول والسلامة 
الدوائية يضاف إلى ذلك أن الفترة الممتدة من |196- ۱973 شهدت تخليق 
الصناعة الدوائية لحوالي ا۱57 دواء جديدا كيميائيا ذا أثر فعال وآثار 
جانبية مقبولة. 

وقد واكب ظهور هذا السيل من الأدوية الجديدة بزوغ فجر أشكال 
صيدلية منوعة هي الأشكال المعهودة حالياء والتي مازلنا نستعملها ومن 
أهمها : الأقراص والكبسولات الفموية والأقماع والتحاميل الشرجية والمهبلية 
وقطرات الأنف والعين والأذن والحقن المعقمة الوريدية منها والعضلية وغير 
ذلك» كما استعمل مستحضرات صيدلية سائلة فموية كالأشربة والالكسيرات 
والمستحلبات والمعلقات وأخرى خارجية كالمروخات والمحاليل والمطهرات 
الخارجية وكذلك المراهم والكريمات والهلاميات والرذاذات. 

ولكن مع مرور السنين واكتساب الخبرات الجديدة اكتشف الإنسان أن 
هناك بعض المحاذير والعقبات المتعلقة بالأدوية هذه وأشكالها الصيدلية 
المعهودة من حيث عدم تأثيرها بالدرجة المرجوة من ناحية ومن حيث سلامتها 
وأمانها من ناحية ثانية. وكذلك من حيث تقبل المرضى لها . 

والأشكال الصيدلية المعهودة تتميز بأن المريض يتناولها فمويا أو غير 
ذلك؛ ثم يمتصها الجسم وتتوزع على جميع أجزائه بدرجة معينة من التركيز 
في الدم ولكن لا يلبث هذا التركيز أن ينخفض وتستدعي الحاجة لجرعة 
تالية. 

ولذلك نشأ من ذلك حالة من التفاوت المتتابع في تركيز الدواء في الد 
فأحيانا هو مرتفع وأحيانا هو منخفض. ولا يحصل المريض على الجرعة 
المثالية المتصلة إلا نادرا ولفترات قصيرة ومحدودة. و حيث إنه من أخطر 
المشاكل التي يواجهها الأطباء والصيادلة عدم تقيد المرضى بنظام تناول 
جرعاتهم بدقة وترتيب» إذ قد يكون المريض شيخا عجوزا ينسى دواءه» أو 
طفلا صغيرا لا يعي ما هي مصلحته»ء أو يرفض تقبل الدواء فيعرض عنه 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


غير مبال. وقد لا يكون هناك أشخاص يساعدون هؤلاء وهؤّلاء كما قد 
تكون الجرعة أحيانا أكثر مما ينبغي فتضرء أو أقل مما يجب فلا تفيد. 

هذا وقد ادرت الین عادد كرود خاد طرق وسيل جديد 3 هون 
تناول الدواء في موعده وكمياته المحدودة مع القضاء على ظاهرة النسيان 
وعدم الاكتراث. كل ذلك وغيره أدى إلى تفكير العلماء بعدد من الطرائق 
الجديدة لإعطاء الدواء التي تقضي على هذه المعوقات من أجل مصلحة 
الك رومن اها ما يلى: 

-١‏ طريقة أوروس الفموية. (5وه:©) 

2- التحاميل والأقماع الشرجية (Rectal Oros)‏ 

3- طريقة إكيوسرت للعيون (۲٭usء0)‏ . 

4- الملصقات الجلدية المجموعية (1.1.5) 

5- الأدوية الأنفية المجموعية (1.21.2) 

6- المضخات الدوائية (ومصنط) . 

7 نظام التسريب التلقائي (Infusion System)‏ . 

8- أدوية طويلة المفعول .(Long-Acting Drugs)‏ 

9- الأدوية الموجهة (دعنم-ممط). 

وعلى أي حال تتسم الطرق الجديدة هذه بالميزات الأساسية التالية:- 

أ-إمكانية إعطاء المريض جرعات صغيرة تكون فعالة. 

ب العمل على الإقلال من الآفان الساتبية السلبية: 

ج-ضمان مزيد من الأمان والسلامة الدوائية. 


نظام أوروس الفمو ی (ء0۲) 

يبدو (اوروس) لأول وهلة وكأنه قرص عادي من الأقراص الدوائية» غير 
أنه عبارة عن مستحضر صيدلي يعتمد على الضغط التناضحي|”7' كمصدر 
للطاقة اللازمة لاستمرار تسريب الدواء منه. 

وقرص «أوروس» عبارة عن مضخة تناضحية تتكون مما يلي - 

ا- مخزن الدواء أو المادة الفعالة. 

2- غلاف شبه نفوذي يحيط به كاملا. 

3- فتحة صغيرة في الغلاف. 


الصيدله علم و فن 


وتعمل المادة الفعالة الكامنة في المخزن على تخليق ضغط تناضحي 
عكسي فيتم تسريبها خارج الاوروس من خلال الفتحة حسب الخطوات 
التالية:-أ-ينفذ الماء الموجود في الجهاز الهضمي إلى داخل الأوروس عن 
طريق الفتحات الصغيرة النفوذية للغلاف المحيط بها وهو شبه نفوذي. 

ب-تذوب المادة الفعالة أو الدواء في هذا الماء فيتكون هناك محلول ذو 
ضغط تناضحي يتزايد بتسارع وتدريج تبعا لنسبة تركيز الدواء في المحلول 

ج-إن نفوذ الماء داخل الأوروس يؤدي بالطبع إلى ارتفاع الضغط المائي- 
الميكانيكي فيدفع ذلك كميات من المحلول المشبع من خلال الفتحة المخصصة 
لذلك في الغلاف بكميات متساوية وبصورة متواصلة. 

د-ولدى نفاد كمية الدواء الذائبة فى المحلول أو استهلاكها يتوقف تدفق 
المحلول من الفتحة لانعدام الضغط الماكي. 

ه-عند ذلك يمتص الجسم المادة الفعالة ويبداً مفعولها بانتظام 
واستمرارية. ونرى من ذلك أن الأوروس يختلف عن الأقراص العادية بالنقاط 
التالية:- 

-١|‏ إن المادة الفعالة تذوب داخل الأوروس في الماء. 

2- يحافظ الأوروس على شكله ومظهره الخارجي ويخرج مع البراز 
وكأن لم يحدث له شيء ولكنه بدون المادة الفعالة. 

وحيث أن تسريب المادة الفعالة من الأوروس لا تعتمد على حركة الأمعاء 
ولا تتآثر بها فإنه يبقى متواصلا وبجرعات متساوية. ومن الأمثلة على 
مستحضرات الاوروس ما يلي:- 

أ-أوروس_أندوميثاسين: 

الأندوميثاسين (أو الأندوسيد) دواء حديث نسبيا يستعمل لمعالجة 
الأمراض الروماتيزمية. والروماتيزم مرض قديم كان الصينيون منذ عام 
0 ق. م يعالجونه بوخز الإير. كما تحدث عنه كل من أبقراط وجالينوس. 
أما في القرن السابع عشر فكان الأطباء يعالجون هذا المرض باستعمال 
مستحضرات الفضة والذهب والزتيق وغيرها من المعادن الثقيلة السامة. 

وفي السنوات القليلة الماضية ظهر على المسرح دواء جديد هو 
اندوميثاسين الذي يستعمل لمعالجة الأعراض الالتهابية للروماتيزم حيث 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


إنها مادة مسكنة للألم» وتستعمل هذه المادة بنجاح في معالجة حالات 
روماتيزم العظام (الفصال العظمي) والنقرس واللمباجو وعرق النساء 
(النسيء) وآلام الطمث «والتهاب الفقار الرثياني»!”*'' ويعود مفعول هذا 
الدواء إلى تدخله في تخليق الجسم لمواد البروستجلاندين. غير أن هذه 
المادة الفعالة لها آثار جانبية شديدة خصوصا على الجهازين الهضمي 
والعصبي. وقد تسبب حدوث القرحة المعدية. ويزداد تأثيرها السيى كلما 
كانت جرعتها غير دقيقة أو زادت بشكل مبالغ فيه نظرا لعدم ملاءمة 
الشكل الصيدلي الذي-تدخل في تركيبه. ولذلك كان من اللازم تصنيع هذا 
الدواء على شكل «أوروس» من أجل السيطرة على نسبة تركيزه بالدم بحيث 
تكون ثابتة ومتصلة ومناسبةء وذلك منعا لآثارها الجانبية القاسية. وإذا 
تمعنا بتفاصيل أوروس اندوميثاسين نجد أنها على النحو التالي:- 

كمية المادة الفعالة المخزونة في الأوروس- 85 ملغم. ا 

التوافر الحيوي للدواء الفعال = 72 ملغم (79/) 

درجة التسرب الدوائي - 7 ملغم / كل ساعة 

طول حياة الأوروس فى الجسم = 10- ١2‏ ساعة 

مدة بقاء الأوروس في الأمعاء = 10- 20 ساعة 

ولذلك فإن إنتاج هذا النوع من الأوروس يتيح لنا الفرصة للمعالجة 
بدواء فعال وقوي بشكل منظم وجرعات ثابتة مع أدنى درجة من الآثار 
الجانبية السيئة. 

ب-اوروس اسيتوز ولاميد: 

اسيتوزولاميد مادة دوائية مدرة للبول تعرف تجاريا باسم دياموكس 
ولذلك تنفع في تخفيض الضغط داخل العين وتستعمل في حالات مرض 
الجلوكوما من أجل منع تجمع السوائل داخل العيون. ويمتاز عن قرص 
دياموكس الاعتيادي بأنه يحقق نفس المفعول ولكن بجرعات أقل بكثير, 
وبذلك يكون خاليا تقريبا من الآثار الجانبية. 

وهناك نوعان من هذا الأوروس: الأول من عياردا / ١25‏ أي أنه يحتوي 
على كمية ۱25 ملغم من اسيتوزولاميد في مخزنها يتسرب منه ۱5 ملغم كل 
ساعة. والنوع الثاني من عيار 20 / 250 أي أن سعة خزانه 250 ملغم يتسرب 
منه 20 ملغم كل ساعة. 


104 


الصيدله علم و فن 


محلول الدواء 





غشاء نصف نفوذي 


مخزون الدواء 








الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


أوروس فموي 0105 


فتحة تسرب الدواء 


مخزون الدواء 





Osmotle Pump - مضخة جوزموسية‎ 


Hans Hess - Phamaceutical Dosage Forms and Their Use - Ciba - Geigy - Basle 1983. 


الأقماع والتحاميل الشرجية: 

لقد تبين أنه يمكن تطبيق نظرية الأوروس على التحاميل والأقماع 
الشرجية أيضا. ويتخذ القمع في هذه الحالة نفس شكله المعهود دون تبديل 
أو تغير ظاهر. والقمع صلب في درجة الحرارة العاديةء ويذوب في درجة 
حرارة الإنسان. ويستفاد من الأقماع أصلا في حالة عدم صلاحية تناوله 
عن طريق الفم» ولذلك يشيع استعمال هذا الشكل الصيدلي مع الأطفال 
والعجز ومرضى الطب النفسي ومن هم مصابون بالإغماء أو تعذرهم للبلع. 

يبالغ طول تحميلة الاوروس حوالي 5, 4 سم أما نصف قطرها فهو 23 
| سم» ويتم تسرب الدواء من القمع تحت تأثير الضغط التتاضحي دون أن 
يتأثر ذلك بتفاوت الباهاء السائدة في الموضع. أو لمحتويات السوائل المحيطة 
بالمكان. كما أن حركة الشرج وتقلصاته لا تتدخل في مدى تسرب الدواء 
منها لأن ذلك أصلا يعتمد على الضغط التناضحي كما سبق ذكرهء ولذلك 
تمتاز هذه الأقماع عن الأقماع الاعتيادية بكل ما ذكر من نقاط. والتحاميل 
بصفة عامة لها فوائد فريدة فالأوردة الدموية الشرجية تساعد على إيصال 
الدواء مباشرة إلى مجرى الدم متخطيا بذلك-وإلى حد بعيد-المرور بالكبد 
وما يخبئه له من عمليات الاستقلاب. 


106 


الصيدله علم و فن 


يضاف إلى ذلك أن المريض قادر على نزع القمع وقت ما يشاء وبذلك 
يتوقف المفعول الدوائى فورا مثلما يحدث مع الملصقات الجلدية المجموعية. 
والأقماع تضمن تسرب الدواء بشكل متواصل وبدرجة تركيز ثابتة ومتساوية. 


أوكيوسيرت. (Ocusert)‏ 
اوكيوسيرت شكل صيدلي حديث يقصد منه المعالجة الخارجية للعين 
فهو عبارة عن «وحدة انتشار» تستعمل لمعالجة الجلوكوما في العين بالإضافة 
لمعالجة الالتهابات الجرثومية والفيروسية ومرض التراخوما . وأهم ما يتألف 

منه الاوكيوسيرت المخزن الذي يحتوي على الدواء والمنصة. 

ويقع المخزن الدوائي في وسط أغشية بولمرية تستطيع السيطرة على 
مدى التسرب الدوائي. فكلما كان هناك كمية فائقة من الدواء داخل المخزن 
عمل المحلول المشبع على دفع الدواء إلى الخارج-بنسبة معينة-من خلال 
الأغشية النفوذية باتجاه السوائل الدمعية مستعينا بقوة الانتشار. 

والعين جهاز جسمي يسهل ملاحظته ومراقبته وقياس محتوياته. فهو 
مفتوح للعيان ولذلك تظهر أي أثار جانبية تحدث فيها بوضوح وجلا 
وبإمكان الطبيب أن يكتشف ذلك بيسر وسهولة. 

يحتوي اوكيوسيرت على مادة البيلوكاربين-وهي معروفة منذ أكثر من 
مائة عام-وتعتبر هذه المادة أفضل دواء لمعالجة الجلوكوما خصوصا وأن 
آثارة الجانبية متدنية: 

فدواء بيلوكاربين المعتاد يعمل على تضييق بِؤَبِوٌ العين خلال (10- 15) 
دقيقةء ويستمر ذلك مدة تتراوح من 4- 8 ساعات. ومن الأمثلة على أدوية 
الاوكيوسيرات ما يلي:- 


أوكيوسيرت- سيلو - 20 / سيلو - 40 (Pilo-20/and Pi1o)‏ 

يتم تسرب دواء البيلوكاربين من الأوكيوسيرت بيلو20 بمعدل 20 
ميكروغرام كل ساعة مدة سبعة أيام متواصلة (المجموع 44, 3 ملغرام). 
بينما يتم تسرب البيلوكاربين من أوكيوسيرت بيلو-40 بحدود 40 ميكروغراما 
كل ساعة مدة سبعة آيام متواصلة (المجموع 7, 6 ملغم). ولكن من أجل 
ضمان تسرب الدواء بشكل متواصل وبالكميات المرسومة يتم وضع كمية 


107 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


غشاء تسرب الدواء CCD‏ 





أوكيوسيرت عينى - ٤8ا0‏ 


Klaus Heilman - Therapeutic Systems - Thieme Verlag 1984. 


زائدة من البيلوكاربين في المخزن بحيث إن بيلو / 20 يحتوي على 5 
ملغم (والمطلوب 4, 3 ملغم)ء وبيلو/45 يحتوي على ١١‏ ملغم (والمطلوب 7, 6 
ملغم). هذا ويتطلب أن تكون باهاء الشكل الصيدلي معدنية بحدود (2, 4- 
8. 4) (حامضية) من أجل منع تفكك أو انشطار قلويد البيلوكاربين الموجود 


على شكل ملح متعادل. 
كما يضاف إلى المحلول مادة مطهرة هي بنزالكونيوم لمنع الالتهاب أو 
التلوث الجرثومي. 


ومن مزايا هذا الشكل الصيدلى ليونته المفرطة وشفافيته وإمكانية 


الصيدله علم و فن 


السيظرة على تفر الدواح بخلول الأغشية, والنمية كرون من هوامش 
ببضاء اللون وا اكبيد ا اللو ين ادل بساهوة ا 
أو المريض على رؤية الاوكيوسيرت داخل العين. ومن الجدير بالذكر أن 
الا ورك بيد اى الكتكل يقني شكل لحن طول حرا م :13 باه 
وعرضه حوالي 5, 7 ملم بحيث تتناسب مع مساحة العين وشكلها. 


الملصفات الجلد سة المجمو عة (1.1.5) 

يتطلب تصنيع أقراص منع الحمل أن تحتوى على هرمونات جنسية 
أنثوية مختلفة .وقد لوحظ أن بعض العاملين بقسم أمراض منع الحمل في 
إحدى الشركات الدوائية قد أصيبوا بأعراض غربية بل محرجة أهمها: 
تضخم أثداء الرجال؛ وسرعان ما اكتشف أن السبب في ذلك هو امتصاص 
أجسامهم ذرات الهرمونات الطائرة والمعلقة في الهواء من خلال مسا مات 
جلودهم . 

وجلد الإنسان هو أكبر أعضاء جسمه الحيوية. وبإمكان مواد كثيرة أن 
تخترقه وتصل إلى مجرى الدم . 

ولذلك قام المسؤولين»حماية لعمالهم» بتزويدهم بملابس تغطي معظم 
أجسادهم منعا لأي احتمال لامتصاص تلك المواد . 

وقد أثارت هذه الحادثة مخيلة الدكتور زافاروني فأخذ يفكر ويتأمل 
فخطرات بباله فكرة مبتكرة صمم على تطبيقها لعله يجني من ورائها 
الفائدتين العلمية والمادية في آن واحد. 

وتساءل لماذا لا نستعمل جسم الإنسان كطريق لإعطاء الدواء كأي من 
الطرق المستعملة الأخرى خصوصاً وإنه أكبرها وأكثرها مساحة . 

فإذا تم لنا إعطاء الدواء عن طريق امتصاص جسم الإنسان له عن 
طريق الجلد فإن ذلك أفضل من تعريض المريض للحقنة المؤلة أو للأقراص 
التي قد تنسى السيدة تناولها في الموعد المحدد فيحصل الحمل رغما 
عنهاء أو ربما أن الأدوية تتلف في المعدة بسبب هضم العصارة الهضمية لها 

وهكذا كانت فكرة الدكتور زافاروني هي السبب المباشر الذي أدى إلى 
نشؤٌ صناعة دوائية قيمتها بحوالي500مليون دولار سنويا وأطلق عليها اسم 
الملصقات الجلدية: Transdermal Therapeutic System‏ ورمز إليه بتعبير (1.1.5) 


109 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


الملصق الجلد ى المجمو عى 

تبلغ مساحة الملصق الجلدي حوالي 0اسم” وتتكون من عدة طبقات 
أهمها مخزن توجد فيه كمية من الدواء الذي يفترض أن يتسرب منه خلال 
تقوب صغيرة ويصب في مجرى الدم مباشرة عن طريق امتصاص الجلد له 
بواسطة الأوعية الشعرية الصغيرة . 

كان أول هذه الملصقات التي أصبحت متوفرة في الصيدليات يحتوي 
على مادة نيتروجلسيرين المستعملة عادة في معالجة حالات الذبحة الصدرية 
أو الوقاية منها. 

كما أن هذه المادة تعمل على تخفيض ضغط الدم المرتفع. 

أما آخر ابتكارات الملصقات الجلدية فهو ظهور ملصق جلدي لمعالجة 
أعراض سن اليأس التي تصيب السيدات وذلك خلال الأسبوع الأخير من 
شهر يونيو من عام 1986. 

ويحتوي مخزن هذا الملصق الجلدي على هرمون الاستروجين الأنثوي. 
ومن الملصقات الجلدية الأخرى التي نزلت إلى الأسواق ما بين الابتكارين 
المذكورين آنفا ملصق جلدي يحتوي مخزنه على مادة سكوبولإلين التي 
تحمي المسافر من الشعور بأعراض داء الحركة أو داء السفر, 

والذي يعاني عدد كبير من الناس منه إذا استقلوا باخرة أو طائرة أو 
حتى سيارة» وما يصاحب ذلك من الدوار والصداع. 

وتعتبر هذه الطريقة الجديدة من الطرق البسيطة والسهلة إذا ما قورنت 
بغيرها من المستحضرات والأشكال الصيدلية الأخرى. 

ويتكون الملصق الجلدي من أربع طبقات على النحو التالي- 

-١‏ الطبقة السفلي وهي الطبقة اللاصقة والتي تلتصق بالجلد مباشرة. 

2- يليها طبقة بلاستيكية تخترقها ثقوب صغيرة وكثيرة تسمح لجزئيات 
الدواء بالمرور من خلالها بموجب سرعة ونسبة محدودتين. 

3- أما الطبقة الثالثة فهي عبارة عن المخزن الذي يحتوي على مادة 
هلامية أو سائلة مذاب فيها كمية محددة من الدواء الفعال. 

4- أما الطبقة الرابعة والأخيرة فهي الطبقة العليا والمكونة من مواد 
مضادة للماء بحيث تحمى الملصق من الماء أو العرق وغيرهما من المؤثرات 
الخارجية. ا 


الصيدله علم و فن 


ملصفة فيتروة إدرم: 1.1.5 Nitroderm‏ 

تأتي هذه الملصقة الجلدية على عدة أشكال هي 5 س ”و ١0‏ سم ˆ و20 
سم ” و30 سم ”. أما أكثرها شيوعا فهما الشكلان الأولان. ويحتوي مخزن 
الملصق الجلدي من فة 5 سم * على 25 ملغراما من مادة نيتروجلسيرين.؛ 
أما الملصق من فنة ١5‏ سم * فيحتوي على 50 ملغراما من المادة نفسها. 
تلصق الملصقة بمكان ما في أعلى الصدر خال من الشعر إن أمكن؛ ويستنفذ 
خالل 4 ساعد ره خلاليا رت5 مر امات عن شرن الامخاصن الاش 
عبر الجلد فتصل إلى مجرى الدم مباشرة دون المرور على الأمعاء أو المعدة 
أو الكبد» وبذلك يتجنب المريض إمكانية استقلاب المادة أو تفككها. 

وتتميز هذه الطريقة بسهولة استعمالها وطول مدة مفعولهاء وكذلك 
توقف هذا المفعول فور نزع الملصقة من مكانها . وهي تغني المريض عن أخذ 
أقراص المص تحت اللسان عدة مرات في اليوم: أو كلما شعر المريض 
بحاجة لذلك. وهي توفر على المريض إمكانية نسيانه أخذ الدواء إذا كان 
يؤخن لأسباب وقائية. 

أما الخزان فهو مغطى بغشاء نفوذي يؤمن خروج كميات النيتروجلسرين 
ببطء واستمرار تنفذ من خلال الغشاء الذي بإمكانه أن يتحكم بكميات 
الدواء بدقة ومساواة بحيث تؤمن وجود مادة النيتروجلسرين بدم المريض 
بصورة متواصلة وكافية مدة 24 ساعة دون التفكير فيها . وبإمكان المريض 
أن ينزع الملصقة ويلصق ملصقا أخر جديدا بدلا منه إذا احتاج الأمر. 

ويفيد هذا الدواء في الوقاية من نوبات الذبحة الصدرية إذ يلصقها 
المريض كلما شعر بحاجته إليهاء وبإمكانه أن يستعمل ملصقتين في آن 
واحد إذا سمح له الطبيب بذلك. وتجب الإشارة إلى أن هذا الدواء لا يفيد 
في الحالات الحادة. ومن ميزات هذا الابتكار الدوائي الجديد أنه يمنع 
تراكم الدواء في الدم. 

وكأي دواء من الأدوية فلهذا الملصق الجلدي محاذيره التي يجب الانتباه 
لها وأهمها ما يلي: 

-١‏ عدم استعمال الملصق من قبل المريض الذي لديه حساسية لهذا 
الدواء. 

2- عدم استعمال الملصق في حالات الصدمة العصبية. 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


3- عدم استعمال الملصق في حالات الإغماء وانخفاض ضغط الدم. 

أما بالنسبة لآثاره الجانبية غير المرغوب فيها فآهمها ما يلي: 

-١‏ الصداع وانخفاض ضغط الدم والغثيان والقيء. 

2- حساسية وحكة في الجلد نتيجة للمادة اللاصقة ولو أن ذلك نادر 
الحدوث. 

ويعتبر الآن كثير من البحاثة أن الملصق الجلدي «نيتروديوم» هو الدواء 
الأمثل لتوسيع الأوعية التاجية للقلب» والذي يعمل على إجهاض نوبات 
الذبحة الصدرية. ويقدر الآن أن حوالي 800,000 شخص في الولايات 
المتحدة الأمريكية يستعملون هذا الملصق الجلدي. 


ملصفة قر | سد يرم - سكوب ( (Transderm-Scop.‏ 

ملصق جلدي مساحته 2/۱ سم ويحتوي مخزنه على ملغرام ونصف 
فقط من مادة سكوبولاين» ويستعمل للوقاية من آعراض داء الحركة. وعلى 
الماك إن لفقي على جاده ك ينافاك مو اکر فی اله سيب 
احتواء الملصق على مادة سكويولاين يستدعي الأمر استعمالها بحذر بالغ 
راو هخ لذو ادسيكن دن کک من لجاز كوم بشن مها کک 
في البروستاتةء أو انسداد في المجاري البولية. كما أن هذه المادة تحدث 
جفافا عابرا في الفم وتتناضر مع الكحول وهي مخدشة للعين إذا لامستها 
کارا إن کا ھا نامع الكجول گل ر خطيرا نط أن 
معطم السات ن رلو الشرويات اة اغنام اشن وعلى كل يحب 
ألا نستغرب إذا ما وجد أحد الركاب معنا في الطائرة وخلف أذنه ملصق 

وتأمل شركات الأدوية أن تتمكن يوما ما من تصنيع ملصقات جلدية 
يتس بت الحم أو معالجة عرض البول نكري وماد تمر اة 
العاقق الهاد هوك اة جرى» الآنسولتن بيت بتر ممه الحفراقه الجن 
ولابد من إيجاد طريقة فنية للتغلب على ذلك. 

فار هذا الللميق كانه يدم سناحيه هة 72ساعة يكون كد سار 
ووصل إلى هدفه. ذلك أن الكمية التي تتسرب منه لا تتعدى 5 ميكروغرامات 
كل ساعة (أي 5 آجزاء عن المليون من الغرام). 


الصيدله علم و فن 


الملصفات الجلدية الهر مو نية: 

لازالت إحدى الشركات الدواتية تنتظر الحصول على موافقة إدارة 
الأغذية والأدوية الأمريكية من أجل تسويق ملصقات جديدة تحتوي على 
هرمونات جنسية أنثوية لمعالجة أعراض سن اليأس لدى بعض السيدات 
أو من أجل منع الحمل لدى البعض الآخر. 

والملصق الجلدي يتفوق على الطريق الفموي لهذه الهرمونات لتمتعه 
بالفوائد التالية:- 

-١‏ الهرمون الأنثوي الذي تتناوله المريضة عن طريق قرص منع الحمل 
الفموي ينتقل من الجهاز الهضمي إلى الكبد حيث يتم استقلابه. ولا بد من 
أن ينتج عن ذلك بعض المستقلبات البروتينية الضارةء وما يتبعها من آثار 
جانبية غير مرغوب فيها أهمها: الصداع والتجشؤ والغثيان وارتفاع ضغط 
الدم. أما إذا حصلت السيدة على هذا الهرمون عن طريق الملصق الجلدي 
فإنها تتجنب بذلك دوره بالكبد حيث مركز الاستقلاب في الجسم. يضاف 
إلى ذلك اوی مرکا اا ایک وبذلك يكون بمأمن 
من تأثيرات الأنزيمات والعصارات الهضمية عليه والتى تسبب عادة 
نكوهن2”9 الأدوية الفموية .:وتذلك تكون نة الفراس انت لهذا الدواء 
نسبة مرتفعة بحيث يصبح بوسع الطبيب المعالج استعمال جرعات أصغرء 
ويذلك يتجنب حدوث المؤثرات الجانبية المتوقعة عادة. 


ملصتات جلد ية مجمو عية علس اللسان : 

طالعتنا أخبار مؤتمر الصيدلة الدولى (۴1.۳) المنعقد فى مدينة هلسنكى 
فلات | فى سيتمير 1986 هخ التظورات الرائمة للماصهات الجلرية الحموهيد 
قاميا أسعاذ يكلية الصَيدلة بجامعة سوفن كن البابان: 

فلقد قام الدكتور «ثاجاي» بعدة محاولات مختلفة في هذا الصدد وحقق 
نجاحا مرموفا وتتلخص جهوده بما يلي: 

-١‏ ملصقة جلدية مجموعية تلصق باللسان تعطي مفعولا دوائياء وقد 
استغل الباحث مادة هيدروكسي بروبيل سيليلوز في تحضيره هذه الملصقات 
الجلدية. ويوجد حاليا في أسواق اليابان مستحضر صيدلي جديد اسمه 
«افتاك»(اءها/ه) يستعمل لمعالجة حالات التهاب الفم القلاعى 2929© وذلك 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


بواسطة لصق الملصقات الجلدية باللسان؛ ومن ثم تمتص السوائل الجسمية 
فتنتفخ وتلتصق وتؤدي مفعولها المجموعي المطلوب منها. 
الأنسولين وتبين أن توافر الأنسولين الحيوي في هذه الحالة هو حوالي /١‏ 
2 بالنسبة للحقن العضلية. وهذا يدل على نجاح امتصاص الأنسولين عن 
طريق الأغشية المخاطية للفم. 
صيدلي آخر يحتوي على المضاد الحيوي بليوميسن فأدت إلى شفاء بعض 
البؤر الكارسينومية الغروانية على أثر إلصاق الملصق الجديد بالمكان المحدد 
في المهبل. 

وقد تم ذلك بالتعاون مع أخصائي أمراض الولادة والنساء وقد تبين أن 
الملصق يمتص السوائل الجسمية المتاحة وينتفخ ويزداد التصاقا ومفعولا. 


مالڪ كتاسر Catapers 1.1.5 . ml‏ 
ملصق جلدي تبلغ مساحته 2/١‏ سم ويحتوي على 2/١‏ 2 ملغرام من 
مادة كلونيدين: ويستعمل هذا الملصق لمعالجة ضغط الدم المرتفع فيتسرب 
منه حوالي 10/١‏ ملغرام يوميا فيخدم المريض مدة سبعة أيام متوصلة 
يجنبه خلالها تعاطي الأدوية وجرعاتها مرات عديدة يوميا ويتعرض أحيانا 

اف ْ 
وما زال هذا الملصق تحت التجربة بعد وهو من إنتاج شركة بوهرنجر 
الآلمانية. 


ملصفة د يسو (Deponit) i‏ 
مساحتها ۱6 سم * وتحتوي على 16 ملغراما من النتروجلسيرين وتفرز 5 
ملغرام منه كل 24 ساعة. وهي من إنتاج شركة سانول. 


منصفة فيضر وة يسك (Nitro-Disc)‏ 
مساحة هذا الملصق 25 سم * منها 8 سم ” مخصصة للدواء الذي تبلغ 


كميته 16 ملغراما. وهي من إنتاج شوكة سيرل الأمريكية. 


114 


الصيدله علم و فن 


حاجز لاتخترقه المياه 





)١(‏ غلاف واقي 
(0) حون الدواء 
(3) طبقة لاصقة 
(4) طريق التسرب 
(5) غشاء التحكم 


(6) فتحة ديتروديرم 115 
(7) طبقة المونيوم 


)8( جزيئات الدواء 


Klaus Heilman - Therapeutic Systems - Thieme Verlag 1984. 


16 


Te ZL" 


ل € خی 


1-2 
TIT? 


gi O IYI |e gay |r 


firi! (G1) 
oe CO) 
لے ب کیت‎ 2 


(G'7)‏ كمس مو 


زيح مستي — ميم 
cm (912‏ — € 
OT‏ مت e‏ 


eFC (G])‏ — 6 كيم 


€ — e COT) 


f€ — eFC (G) 





الدواء من فجر التاريخ 


إلى اليوم 


الصيدله علم و فن 


متلصقفة فيتر وديور (Nitro-Dur)‏ 

تحتوي هذه الملصقة على ا5 ملغراما من البتروجلسيرين وتحتل مساحة 
0 سم ” لمنها ١5 -١2‏ سم * مخصصة للمادة الفعالة. 

أهم فوائد الملصقات الجلدية المجموعة 

-١‏ تجنب المرور بالكبد وبالتالي الإقلال من الاستقلاب بدرجة كبيرة. 

2- تساعد على الاستفادة من الأدوية التى لها هامش علاجى ضيق. 

3- تساعد على الأستفادة من الأدوية ذات العمر النصفي ا 

4- تجنب حالات الجرع الكبيرة غير المقصودة. 

5- تتوقف المعالجة بمجرد نزع الملصق الجلدي. 

6- لا يحدث أي ألم بالنسبة للأطفال خاصة. 

7- تساعد المريض على التقيد بتناول الدواء في مواعيده وعدم نسيان 
جرعاته. 

8- تساعد على الاستفادة من الأدوية التي لا تصلح عن طريق الفم. 

9- تؤمن دقته بالجرع. 


الأدوية الأضفية ١‏ لمجمو عة" 1N..5(‏ 

معظم الناس استعملوا فى وقت من الأوقات نقط الأنف أو الرذاذات 
الأنفية في حالات الزكام استاس واحتقان الأنف وسيلانه. 

وتعتبر هذه الفئة من الأدوية ذات استعمال خارجي لأن فائدتها لا 
تتعدى جدار الأنف وأغشيته المخاطية والمناطق المحيطة به. فضلا عن أنها 
تحتوى غلى آدرية لا يكن للأغشية الحاطية امتصاضها وبالتالى يتمذر 
وصولها إلى مجرى الدم. وهي تصنع بحيث يقتصر مفعولها على هذا 
القدر لأن هذا هو المقصود منها. وتشمل هذه الأدوية القطرات والرذاذات 
والمراهم وغير ذلك. أما أجدادنا فكانوا يستعملون بالإضافة إلى ذلك شكلا 
صيدليا اندثر وانتهى أمره الآن وهو التحاميل الأنفية على شكل أقلام 
رشيعة ببلغظولها من 4- 5 سم يدخليا الكريض فى فة الآنف من أجل 
تاره 'الواصهن: 

اادد ييا الباب هو البحث في المستحضرات الصيدلية الجديدة 
التي تستعمل عن طريق الأنف من أجل مفعولها المجموعي على جميع 


117 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


أجزاء الجسم بدلا من استعمال طريقة الفم أو الحقن أو الشرج وغير ذلك. 
ويعني ذلك أنها أدوية تعطى عن طريق الأنف بقصد وصولها إلى مجرى 
الدم من خلال امتصاصها عبر الأغشية المخاطية؛ وبالتالي تتوزع على 
جميع أجزاء الجسم لتقوم بالمفعول اللازم وكأنها أدوية «داخلية» فموية. 

ومن الثابت أن طريقة المداواة الأنفية كانت مهملة تماما من قبل الأوساط 
الطبية والصيدلية بالرغم من وجود الدراسات والبراهين والتجارب التي 
تدل على أنها طريق سليم ومفيد خصوصا بالنسبة للأدوية التي تعطى عن 
طريق الحقن. ومن أجل ضمان سلامة استعمال هذه الطريقة الأنفية يتطلب 
الأمر التغلب أولا على بعض العقبات والمعوقات» وتشمل كيفية التنقيط 
ومكان التنقيطء والأخذ بعين الاعتبار تجنب ما قد يحدث من التنافرات 
الدوائية فى منطقة الأنف. 

وفن السدير بالك كران الحعاء ا خاش اة الات دة مفاوت 
سماكته من جزء إلى آخر. فإنه أكثر سماكة تكون في الجزء العلوي حيث 
تكثر الأوعية الدموية الواصلة إليه؛ بينما تكون السماكة أقل بكثير في 
الأجراء اة م فلك اة وبااي تاوت وظاقت الأجزاء اة 
بحيث يحتوي الجزء العلوي على منطقة الشم بينما يحتوي الجزء السفلي 
على منطقة التنفس وهي أكبر مساحة. وقد ثبت أن المنطقة السفلي هي 
التي تحصل فيها نسبة أكبر من امتصاص الدواء. فالغشاء المخاطي لها 
مكون من عدة طبقات وأهداب وزغيبات بحيث يزيد ذلك من المساحة 
المتاحة لخضول الامتضاض بما يشبه ما يدث من امتصاض الغذاء والدواء 
خلال زغيبات الأمعاء الرفيعة. كما أن الأوعية الدموية الأنفية تؤمن سرعة 
دخول الأدوية ضمن السوائل وغيرها من المواد المذابة فيهاء وتنتقل إلى 
مجرى الدم ومنه إلى الأنسجة المختلفة في جميع أنحاء الجسم. 


المفعول المو ضعي 

مضت سنون طويلة استعملت خلالها أدوية متعددة عن طريق الأنف من 
أجل مفعولها الموضعي على الأغشية المخاطية المبطنة للأنف من الداخل. 
ومن الأدوية التي شاع استعمالها فئّة المضادات الحيوية عن طريق الرذاذات 
أو المراهم (نيوميسيسن). والمواد القابضة (فينيل افرين) والمواد المضادة 


الصيدله علم و فن 


للستهامين (أنتازولين). ولا تشمل هذه الطريقة أي امتصاص لهذه الأدوية 
مع أنه قد يحدث بعض المضاعفات غير المقصودة من جراء تناول الأدوية 
القابضة أو المضادة للهستامين. وقد ينشأ عن ذلك بعض الآثار الجانبية 
السلبية غير المرغوب فيهاء من ذلك الدوخة وهي عارض شائع تسبيه 
الأدوية المضادة للهيستامين نظرا لامتصاص الدم لها بكثرة. ومن الأدوية 
التي قد تسبب كثيرا من المشاكل هي فة (1401)ء والتي تتنافر مع مادة 
الفنيل افرين التي قد يتعاطاها المريض دون درايته بالأخطار الكامنة له. 


المفعول المجصو (Systemic Action) yas‏ 
يقصد بذلك الأدوية التي تعطى عن طريق الأنف من أجل امتصاص 
الجسم لها ووصولها إلى مجرى الدم» وتسري معه إلى جميع أجزاء الجسم 
انوع بالعول:[تطلوب متها .وقد شرت نوات ديد مثلا استعيل خا 
خلاصة الفص الخلفي للغدة النخامية لمعالجة مرض «البوالة التفهة» على 

شكل سوط أنفية. 

ومن المواد التي اكتشف أنها تستطيع اختراق الأغشية المخاطية باتجاه 
متخري الد شرمون الأنسولية,:واكغرزوف أن الأشيبوليق لا مضل لة. إذا ينا 
أخذ عن طريق الفم. فالعصارة الهضمية تعمل على انشطاره وبالتالي يصبح 
غا م أى د کی وتيقى طريعة ا ی الأ ومن الطريقة ای 

والثلى والجدية للممالجة بالأنسولين: 
اكتشف العالم الياباني الدكتور هيراي عام ۱978 أن تنقيط الأنسولين 
بأنوف الكلاب أدى إلى ارتفاع نسبة تركيز الأنسولين في الدم مقرونا ذلك 
بانخفاض نسبة السكر في الوقت ذاته. وهذا يدل على حدوث الامتصاص 
فعلا لدى تنقيط الأنسولين في فتحة الأنف ووصوله إلى مجرى الدم بحالة 
حيدة ومؤخرة اكريازينيا وتجري الأبحات الآن على تطبيق هذه التريعة 

على دواء الانتروفيرون. فهو أيضا هرمون طبيعي في جسم الإنسان. 

وقد أجريت تجارب وأبحاث متعددة على بعض الهرمونات المانعة للحمل 
للكشف عن مدى صلاحية استعمال هذه الطريقة من أجل منع الحمل 
وتنظيمه. وخلال 89 شهرا أحدثت الهرمونات الجنسية المعطاة بتلك الطريقة 
توقف الإباضة في 27 سيدة مما دل على سهولة امتصاص المادة الفعالة من 


11۹9 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


خلال الأغشية المخاطية. كما لاحظ العلماء أن إعطاء هرمون (18-۸8) عن 
طريق الأنف أدى إلى ارتفاع نسبة تركيز الهرمونات اللوتينية!*22 في الد 
ومع ذلك فقد وجد أن مدى تأثير الأدوية المعطاة عن طريق الأنف لا يتجاوز 
ا“ من الجرعة التي تعطى عن طريق الحقن. ولذا يجب أن يؤخذ ذلك بعين 
الاعتبار لدى تقدير الجرعة اللازمة من هذه الهرمونات كي تكون فعالة 
ومفيدة لدى استعمالها عن طريق الأنف. 

كما تم إجراء تجارب مخبرية مشابهة على دواء البروبرانولول (الانديرال) 
عام 1980 . وقد ثبت أن إعطاء هذا الدواء عن طريق الأنف للكلاب والفئران 
يؤدي إلى تأثير فعال نظرا لوصوله إلى مجرى الدم مباشرة وتجنبه المرور 
بالكبد حيث يتم هناك استقلاب الأدوية عادة. 

من المدهش حقا أن نسبة تركيز الدواء في الدم توازي تقريبا نفس 
نسبته في حالة إعطائه عن طريق الحقن الوريدي فضلا عن امتصاصه 
السريع. 

وقد بذلت جهود حثيثة في الأبحاث المتعلقة بالهرمونات الجنسية الأنثوية 
والذكرية المستعملة عادة في منع الحمل الفموي. وقد تبين أن هذه الأدوية 
تمتص عن طريق أنف الفار بسرعة وتصل إلى ذروة التركيز خلال ست 
دفائق. 

ولكي تقوم الأدوية بالمفعول المطلوب منها في حالة إعطائها للمريض 
عن طريق الآنف يجب بالدرجة الأولى أن توضع بطريقة فنية بحيث تبقى 
مدة كافية للسماح لحدوت الامتصاص كاملا . ومن المعتقد أنه ينتظر طريقة 
الأدوية الأنفية المجموعية مستقبل باهر خصوصا بالنسبة للأدوية التي 
يصعب امتصاصها عن طريق الأمعاء لأي سبب من الأسباب والفكات 
الدوائية التى قد ينطبق عليها ذلك هى: 

ا البروكتات ومشتعاتها والبرلي بييكايدات: 

2- الأدوية التي تتعرض للاستقلاب قبل وصولها إلى الجزء المطلوب 
علاجه. 

3- الأدوية التي ينقصها الثبات لدى مرورها في الجهاز الهضمي. 

هذا وقد ل فف الأدوية الأنقية االحموهية بالسرغة التى نتأملها ولكنها 
آتية-بلا شك-يوما ما. ا 


الصيدله علم و فن 


المضخات الد وانية 
تكلمنا في فصل سابق عن مضخة الأنسولين غير أن هناك أنواعا 
أخرى من المضخات الدوائية منها ما يلي: 


مضخة المور فين (Murphine Pump)‏ 

هي مضخة إلكترونية صغيرة الحجم تزرع في جسم المريض تحت 
الأتسجة الدهنية فى متطقة ليطن أو الصدر ويخرج متها قسظرة قصل 
إلى منطقة النخاع الشوكي حيث تصب هناك جرعات ضثيلة ومتواصلة من 
ل مو ی هو أجل تشكين اه وليه اا ا هي اجکی 
خاضة بالسية ارت السرظان الذين لا آمل فى شعاتيم والذين يعانون 
من الآلام المبرحة في المرحلة التي تسبق وفاتهم. 

ولمتادهة م الشخة يان ارات الى تامو تردن ا 
بحيث لا تتجاوز أجزاء من المائة من جرعة المورفين المعتادة التي تؤخذ عن 
طريق الحقن العضلي للغرض نفسه. ولذلك تتيح هذه المضخة الجديدة 
للف ين بعل على الل الان انرا عا ا 
خالية من الآثار السيئة الجانبية التي تصاحب عادة الجرع الكبيرة المعتادة. 
وتشمل هذه الآثار الجانبية حالات الاكتكاب وهبوط فى التنفس وتخليظ 
عق 239. 

وأهم شائق رقت قى ظريق تجاح ورن هذه ا غا وركاليقها الناحظة 
إل درن الاو بدراك الع ران المريكن اا 
الذي يعاني من آلام حادة مبرحة لا بد وأن يجد في هذه المضخة ضالته 
EN NN‏ 


مضخة iad ١‏ لب ) (Infusion System‏ 
طروكة سريكة وها ما ميل لافظاد ابرا من تفر دلي 
بحيث يتم ذلك بشكل متواصل وطبقا لبرنامج مرسوم بطريقة مصممة 

ولمدد محدودة وأهداف معينة . 
رقا ا ا و اهاط جمار تی س اللدواء وام 
لالز ااا الا وك توالا زم من رو ل نة 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


سعته 60 سم 3 ومزود بصمام وأنابيب خاصة. ويعتمد هذا الجهاز على 
الطاقة الناجمة عن ضغط السائل الذي يتحول إلى ضغط ميكانيكي يعمل 
على دفع الدواء وحقنه داخل الوريد. 

ويخزن الدواء في المخزن ضمن محلول سائل تحت ضغط مناسب . ويتم 
تسريبه بصورة متواصلة على مدى 24 ساعة؛ والجهاز مزود بمرشح جرثومي 
لمنع التلوث والإصابة بالالتهابات: كما تتم برمجة تدفق المحلول بالطريقة 
المناسبة. فلو كان المحلول اللازم حقنه هو 5 > من الدكستروز (على درجة 
حرارة 28 م) فان 48 سم * منه تعطى خلال 24 ساعة. ولدى نفاذ المحلول من 
المخزن يقوم صيدلي المستشفى بتعبئته مرة ثانية. 

ويمتاز هذا الجهاز بخفة وزنه وصغر حجمه بحيث يمكن حمله والتنقل 
به بسهولة دون أن يضطر المريض للاضطجاع أثناء عملية تركيبه. 

وقد نجحت تجربته لمعالجة المرضى المحتاجين لدواء الهيبارينء كما 
تمكن الأطباء من حقن مادة سيتوسين ارايبنوسايد بآمان وسلام بواسطته 
بصورة فعالة ومتواصلة لأيام متعددة بيسر وسهولة. ويتم ذلك دون إزعاج 
المريض أو تغيير نظام المستشفى المطبق عليه . ويصلح هذا الجهاز-بالإضافة 
لما سبق-لإعطاء أدوية أخرى مضادة للتخثر والبروتامين وستربتوكينازء 
والمضادات الحيوية المستعملة لمعالجة التهابات المجاري البولية وحالات 
السرطانات. ويبشر هذا الجهاز بفوائد في مجالات معددة كالتخدير والعناية 
المركزة وأمراض القلب وتغذية الأطفال عن طريق الوريد كبديل للسوائل 
المفقودة نتيجة للإصابة بالجروح والحر وق. 

وقد أتاح هذا الجهاز الفرصة لتقديم أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا 
في أجهزة تصوير الأوعية الدموية بالأشعة السينية مع حقن الصبغات 
والألوان في مجرى الدم لتشخيص الأمراض. كما أدت هذه الطريقة لإعطاء 
الدواء بمزيد من الدقة والأداء الصحيح. 


الأدوية طويلة المفعول 

مقدمة: 
الأدوية طويلة المفعول هي تلك الأدوية التي يمتد تأثيرها الدوائي مدة 
أطول من المعتاد . ويتم ذلك بتسرب المادة الفعالة ببطء متعمد ويعتبر ذلك 


الصيدله علم و فن 


ميزة مقصودة. وهناك أنواع متعددة من هذه الفئة الدوائية تتخذ أسماء 
مختلفة غير أن هدفها جميعا هو إطالة مدة مفعول الدواء. 

ولهذه الفئة الدوائية فوائد جمة أهمها ضمان وجود التأثير الدوائي 
مدة أطول من المعتاد حسب ما يقرره مصم الدواء أصلا. وتمتاز هذه 
الأدويةء بالإضافة إلى ذلك؛ بالفوائد التالية:- 

-١‏ تؤخذ الجرعة من الدواء طويل المفعول مرة واحدة في اليوم إذ لا 
داعي لتكرارها. 

2- تؤمن هذه الأدوية مفعولا طويلا ومستمرا في الدم طيلة الفترة 
المقصودة. 

3- تساعد هذه الأدوية المريض على التمتع بأوفر قسط من النوم» فتجنبه 
أخن الجرعات فى الآوقات غير المناسبة كمنتصف الليل مثلا. 

4- تعمل هذه الفكة الدواقية على الأقلال من حديك الأكار الجائبية الت 
تنجم عادة عن تكرار الجرع الدوائية. 

5- تجنب هذه الفثئة الدوائية المريض الاعتماد على أعضاء الهيئة 
التمريضية أو أحد أفراد العائلة في تناوله الدواء في مواعيده المقررة. 

6- وأهم ما في الأمر أن هذه الفئة الدوائية تساعد المريض على أخذ 
جرعاته الدوائية في مواعيدهاء فلا يتعرض لاحتمال نسيان جرعة من 
جرعاته خلال اليوم الطويل. 

في الوقت نفسه هناك بعض المساوئ لهذه الفثّة من المستحضرات 
الدوائية يجب أخذها بعين الاعتبار وأهمها على النحو التالى:- 

-١‏ هناك احتمال لعدم ان الف الكافية لكمية الدواء اتشر تحيويا 
إذ إن ذلك يعتمد على سرعة تفريغ المعدة لمحتوياتها. 

2- قد يحصل عطل فني في المستحضر يؤدي إلى عدم تسرب الدواء 
الفعال كما هو مفروض فيتعثر امتصاصه ويحرم المريض من المفعول المنشود . 

3- لا يصلح تطبيق هذه الطريقة على تصنيع الآدوية التي تتمتع بعمر 
نصفي طويل. 

4- هذه الفئّة الدوائية غالبا ما تكون باهظة التكاليف لما تتطلبه من 
تقنية رفيعة معقدة. 

5- قد يحدث أحيانا تراكم للدواء الفعال في الجسم إذا ما تناول المريض 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


جرعات منه على مدى عدة أيام متتالية نظرا لبطء انتشاره وتوزيعه في 
الجسم فيؤدي ذلك إلى أضرار بليغة. 

6 فى حالات التسمم الذواكي تكوق أضتران الدواء أكثر عنما من حالة 
التسمم بالدواء العادي نظرا لبقاء المادة أطول في الجهاز الهضمي. 

تير السلطات الضرعية أن هده اللتحضراث الدواكية وكانها أنواغ 
دوا جد تالت اکر اكات خا یا ا والآمان قعل كذ 
ندا مما يك هن أعياء الشركة دة واا 

ولذا وركم كاكنة هذه الآدوية وميزاقيا كلا بز اتلج إلى اهايا 
إلا إذ ا كانت الفواكد سدق ذلك مقارنة بالآدوية المعكادة: مكال ذلك أنه لا 
ضرورة لتصنيع مادة الريبوفلافين بهذه الطريقة إذ لا داعي لذلك. 


امتصاص الدواء: 

يقوم الجهاز الهضمي بجميع أجزائه-المعدة والأمعاءء القولون-بامتصاص 
الأدوية ولكن بدرجات متفاوتة وسرعات مختلفة. وتقدر المساحة المتاحة 
للامتصاص في الأمعاء لوحدها بحوالي 4500 متر مربع وهذا يوازي مساحة 
ملعب كبير لكرة القدم. أما الامتصاص المعدي فيتأثر ببعض العوامل التي 
تتدخل في مداه ونسبته وأهم تلك العوامل الخصائص الكيميائية والفيزيائية 
ذا هه 

كما يلعب الشكل الصيدلي للمستحضر دورا أساسيا من حيث امتصاص 
الدواء وتوافره الحيوي ولذلك فإن العوامل التي تؤثر على نسبة الامتصاص 
في التي ترتكز عليها خطة تصنيع وتصميم الدواء طويل المفعول. 

فالآدوية التي تعطى عن طريق الحقن يتم إطالة مدة مفعولها باللجوء 
إلى أملاح المادة نفسها بحيث تكون قليلة الذوبان في الماء أو استعمال سائل 
مذيب آخر تكون نسبة ذوبان المادة الفعالة فيه منخفضة الأمر الذي يؤدي 
في الحالتين إلى بطء تسرب الدواء وامتصاصه أي إطالة مدة مفعوله. 

خن مثلا تركيبات «المداخر»(:همء6) للبنسلين فهي تعتبر مثالا حيا للفائدة 
المستوحاة من الأدوية طويلة الأمد. والأنسولين مثل آخر لمثل هذه الفثئّة 
الدوائيةء فهناك أنواع من الأنسولين يمتصها الجسم فور حقنهاء بينهما 
يوجد أنواع منها يمتصها الجسم على مدى فترات أطول تتفاوت تبعا لحاجة 


124 


الصيدله علم و فن 


المريض وطبقا لما يقرره الطبيب. وعلى هذا الأساس هناك نوع من الأنسولين 
يعطى مرة واحدة في اليوم» ونوع يعطى أكثر من مرة يوميا. لذلك فقد 
سهلت الأدوية طويلة المفعول استعمال الأنسولين في المعالجة وعلى نفس 
الأسس. وبالإامكان تطبيق هذه التقنية على فئّات هامة أخرى من الأدوية 
كالكورتيزونات والهرومونات وغير ذلك. 


طرع الدواء: 

يطرح الجسم الدواء إلى الخارج بعدة طرق منها الكلى (البول) 
والرتتين(التنفس) والجلد (العرق)0 هذا وفي الحقيقة تبدأ عملية طرح 
الدواء من الجسم بمجرد امتصاصه ولكل دواء عمر نصفي خاص له علاقة 
وثيقة بمدة بقائه في الجسم. وبالتالي يؤثر ذلك على سرعة طرحه. قد 
يكون العمر النصفي قصيرا للغاية بحيث لا يتعدى أحيانا 23 ثانية (كما هي 
الحال مع دواء الابنفرين)ء أو طويلا جدا يمتد سنتين (كما هي الحال مع 
أدوية الأشعة اليودية). هذا ويتطلب الطرح استقلاب الدواء وتحويله داخل 
الجسم من مادة فعالة إلى مادة أخرى شبه فعالة أو عديمة المفعول. 


الأقراص المعوية: 

الأقراص والكبسولات المعوية كانت وما زالت أشكالا دوائية يقصد بها 
أن تمر بالمعدة مر الكرام دون أن يحدث لها هناك أي تفكك» ولدى وصولها 
إلى الأمعاء يتم تفككها هناك فتذوب ويتم امتصاصها. 

تصنع هذه الأشكال الصيدلية المعوية بتغليفها بطبقات متعددة من مادة 
الفنيل ساليسلات. أو من مزيج من مواد شمعية فوق بعضها البعض. وحيث 
أن الوسط المعدي هو وسط حامضي لذلك تمر الآدوية من خلاله بأمان 
وسلام وتتجه نحو الأمعاء قلوية الوسط حيث تتفكك هناك. 

وحيث إن انتقال الطعام-بعد عملية الهضم-من المعدة إلى الأمعاء أمر 
يتسم بالبطء عادة (من 4- 6 ساعات) فان الأقراص أو الكبسولات المعوية 
تقدم لنا أدوية ممتدة المفعول كأمر مقصود . 

كما تستعمل هذه الطريقة لتغليف الأقراص في بعض الأحيان في حالة 
احتواء القرص أو الكبسولة على مواد دوائية قابلة للتلف أو التفسخ في 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


المعدة بسبب وسطها الحامضيء فضلا عن أن التغليف يخفف من حالات 
الغثيان أو القيء الناجمة عن بعض الأدوية. 

من الطبيعي أيضا أن الأغلفة تمنع تلامس الأدوية التي يتكون منها 
القرص مع بعضها البعض. الأمر الذي يجنب حدوت التنافر الدوائي بأنواعه 
كالتنافرات الدوائية أو التنافرات الدوائية الغذائية بسبب وجود الأطعمة 
في المعدةء وغير ذلك. ويندرج تحت هذا الشكل الصيدلي «الأقراص متعددة 
المفعول» وهي أقراص طويلة المفعول يحتوي القرص الواحد منها على عدة 
طبقات متتابعة؛ وكل طبقة تحتوي على دواء مختلف أو جرعة مختلفة من 
الدواء ذاته. فتتسرب هذه الجرع والأدوية المتباينة تباعا لدى ذوبان الأغلفة 
واحدا بعد الآخر. 


سبانسول: 

سبانسول» شكل صيدلي جديد نوعا ما يختص بصناعته بعض الشركات 
الدوائيةء ويعود ذلك إلى عام 1972 م» كما أنه شكل صيدلي ممتد المفعول. 
وقد لاقى نجاحا كبيرا بحيث يتم تحضيره في الوقت الحاضر بالبلايين من 
الأعداد. 

وسبانسول عبارة عن كبسولة جيلاتينية تحتوي بداخلها على مئات من 
الحبيبات متناهية الصغرء والمغلفة يدورها بطيقات متعددة» وقد يصل عدد 
الحبيبات حوالي 605 حبيبة في الكبسولة الواحدة؛ وتؤخذ عن طريق الفم. 

وبعض الحبيبات تصنع بطريقة تسمح لها بالذوبان أثناء مرورها خلال 
الجهاز الهضميء ولكن بسرعات متفاوتة تبعا للجزء الذي تمر فيه» أو تبعا 
لعدد الأغلفة التي تغلف الحبيبات. فبعضها يذوب بسرعة أكبر من سرعة 
ذوبان البعض الآخر من الحبيبات: وبعض الحبيبات يذوب ببطء كبير قد 
يمتد على مدى -١0‏ 12 ساعة جاعلا من تلك الحبيبات دواء طويل المفعول. 


هيد ر وجیل: 
فة دوائية جديدة من المستحضرات الصيدلية طويلة المفعول» والتى 
منها على حق براءة تصنيعها. 


126 


الصيدله علم و فن 


وهيدروجيل يتكون من مواد مبلمرة (2012026155) طويلة السالاسلء تتداخل 
مع بعضها البعض بحيث تشكل طبقة شبكية كالمنخل ثابتة ولا تذوب في 
الماءء ويحجز الهيدروجيل المادة الفعالة داخل فتحات الشبك التي تحاط من 
جميع الاتجاهات ميكانيكيا (وليس كيميائيا)ء فلا تتسرب من مكانها إلا 
بموجب خطة مرسومة مقدما تعتمد إلى حد كامل على هيكل الشبك 
وتصميمه. 

كما أن بالإمكان تحويل الهيدروجيل الصلب إلى أقراص أو مساحيق أو 
ألواح تؤخذ فمويا أو شرجيا أو مهبليا أو كمعلقات خارجية جلدية مجموعية 
أو حقنا وريدية. وقد استطاعت الصناعة الدوائية تحضير هيدروجيل 
يتسرب منه الدواء ببطء كبير بحيث يبقى مفعول المادة الدوائية لعدة ساعات 
اواد أو اسان زرا شورف قصل ال الكاملة, 

ولذلك فالأمل معقود عليها لتطبيق هذه الطريقة على المستحضرات 
المضادة للملاريا (بيريثامين الخ) بحيث تعطى مرة كل شهر بدلا من مرتين 
في الأسبوع. كما تشتمل الأبحاث العلمية على استخدام هيدروجيل في 
معالجة الأمراض التي تسببها الديدان. 

ويبدو هيدروجيل كأنه لوزنجةء فهو إسفنجية بلاستيكية يحتوي بداخله 
المادة الفعالة لمعالجة مختلف أمراض الإنسان والحيوان. ولا بد من أنه 
سيكون له-بالإضافة إلى ما سبق-فوائد في تحضير الأدوية مانعة الحملء 
ولمعالجة أمراض السرطان طويلة الآجل. 


حفن طويلة المفعول: 

تبكاو ان الورودية بوصو الدواه اة إلى مجر الد اة 
بذلك الكبد والأمعاء حيث يتم. بينهما معظم عمليات الاستقلاب الدوائي. 
ويعني ذلك امتصاص كامل أو شبه كامل للدواء يتم بسهولة وسرعة فيصل 
الدواء إلى هوف اشرق رقب هوه الطويقة كذلك اما ا هدو قاقرات 
دوائية. قد تحدث في الجهاز الهضمي فيما لو أخذ الدواء فمويا. 

ومع أن الحقن العضلي والحقن تحت الجلد أبطأ من الحقن الوريدي 
إلا أنهما يؤديان مفغولهما الدواكى بسرغة أيضنا خصوضا إذا كانت الحةنة 
مائية المحلول. ا 


127 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


وتمتاز هذه الحقن عن الأدوية الفموية أيضا من حيث سرعة المفعول 
وتجنب الاستقلاب. 

غير أن-مع الأسف-سرعة امتصاص الدواء الوريدي أو العضلي تكون 
مقرونة عادة بسرعة زوال الدواء من مجرى الدم أو انخفاض مستواه 
وبالتالي تدني مفعوله تدريجيا. فمن أجل تحقيق الفائدة المرجوة يتطلب 
من الدواء أن يحافظ على مستوى تركيزه في الدم بالنسبة المطلوية لأطول 
مدة ممكنة. ولكن يكون هذا 58 لهذه الأسباب وغيرها حدث تطور في مجال 
تصنيع الحقن الدوائية. 

يضاف إلى ذلك أنه بالرغم من الفوائد الجمة للحقن الوريدية فإنها لا 
شك تتسم ببعض الأخطار والمعوقات. منها مثلا: ضرورة وجود المريض في 
المستشفى لوضعه تحت الرقابة الطبية الدائمة. ولكن من أجل التغلب على 
مثل هذه العقبات ابتكر بعض العلماء طريقة حقن «بالمدخر» الدوائي (:0م»2) 
طويل المفعول وقد ظهرت عدة مستحضرات دوائية على هذه الشاكلة تفيد 
في تآمين مفعول طويل للدواء ودائم. 


(Depot): ضر‎ ak 

هو طريقة لحقن الدواء في العضل أو تحت الجلد بحيث يكون «مدخرا». 
قى وضع الحقن بكرن مضيدرا تقر الات الفدالة تدريجيا ويشكل ماعل 
ریات معي کن إلى ام ای كد کال ا دما ا التمرطى 
لعمليات الاستقلاب. وقد يتكون المدخر من مذيب مائي أو زيتي حسب ما 
اه اا ر عر ارب ودای حب وود ان عا 
مها الحجائل الا مح جرف > اة ا ا ق 
زيتا أو ماء أو أي مذيب آخر. 

ساعد ظريقة تحن «ا لد خره على القضاء على تكراز:السفن العادي» 
وتأمين الدواء مدة طويلة ومفعولا متواصلا. وبعبارة أخرى يعمل «المدخر» 
وكأنه جهاز حقن وريدي دائم ملتصق بالجسم. كما تفيد هذه الطريقة 
يتخفيض كميّة السرغ الدوائية مم تخفيكن آخان الدواء الجانبية المحتملة. 

وتضبتعبحقن «المدجريطويلة المقعول على غدة أشكال اعتمادا على غوامل 
عدة منها: 


الصيدله علم و فن 


- استعمال مذيب لزج القوام يذوب في الماء كالهلاميات والجيلاتين. 

- استعمال زيوت نباتية لا تذوب في الماء كزيت السمسم وزيت الفستق 
مع إضافة مواد حادة للماء كالالمونيوم مونوستيرات. 

- تحضير مشتقات للمادة الفعالة تكون غير ذوابة في المذيبات كالأملاح 
الات و ا ا ا 

- استعمال حبيبات أو ميكروكبسولات مصنوعة من مواد مبلمرة. 

كبن شيع ا مادا مادق رة مضيقة الأرهية 
الدموية في نفس الوقت الذي يؤخذ فيه الدواء فيعمل ذلك على بطء 
e‏ 


ف يسو — (Depot-Provera) Î yl g jul‏ 
کین فی على گل وکن ضيه شرقة ابجزن اا 
كدواء لتم الحمل بيت قطي اراد حف واحدة فى العضل قرت تاثيرها 
مدة ثلاثة أشهر. ويتكون هذا الدواء من مادة فعالة هرمونية تسمى 

ميدروكسي-بروجسترون-. 

وبعد سنوات عديدة تمكنت الشركة أخيرا من الحصول على موافقة 
السلطات البريطانية في أبريل من عام 1984 على استعمال هذا الدواء في 
مريظانها كنانم لحمل طول اول واااو اع أن هذا اندرا 
ند تاستى ا مةد عاد 1972 العامة الات رطان (كازينهوما) اة 
الوه 

ويتحتم على الأطباء أن ينصحوا أفراد الجمهور ويرشدوهم إلى أهم 
اقم اكان هنذا الدواء وإ أكارم الحاقية اللححيلة: وك سن راقع 
(النشرات)العلمية التي توزعها الشركة عليهم-المتوفرة بثماني لغات مختلفة- 
فشن الطويف أن الشركة قن كام ايها هده مراك طظيم اة 
بأشرطة مسجلة تحمل المعلومات التي تهم السيدات؛ وذلك من أجل من لا 
يحسن القراءة منهن. 

والقصد من كل ذلك هو تثقيف السيدات عن فوائد ومعوقات هذا 
لدبا والصيول على متهن الكائلة على اانه يمن قافة كاملة: 

إن حقنة واحدة من هذا الدواء تؤمن منع الحمل مدة ثلاثة أشهرء ولكن 


120 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


تعترف الشركة بأن من معوقات هذا الدواء أنه بمجرد حقنه يصبح من 
المستحيل التراجع عنه خصوصا وأن آثاره تشمل خللا بالطمث إضافة إلى 
أن استعادة الخصوبة أمر قد يطول بعد التوقف عن الدواء مدة قد تصل 
إلى سنة وربما سنة ونصف. ويعتقد أن الخلل الذي يحدثه الدواء في 
الطمث هو العامل الرئيس الذي يسبب عزوف الكثير من المريضات عن 
الاستمران باستعمال الذواء: 

ولهذا الدواء فوائد جمة أهمها: 

- مفعوله أكيد» ويماثل مفعول أقراص منع الحمل الفموية المختلطة. 

- مفعوله طويل. وقد يمتد فترة لا تقل عن ثلاثة أشهر (بينما الأقراص 
يجب أن تؤخذ يوميا). 

- تناوله بسيط. فهو عبارة عن حقنة عضلية عادية. 

- -خال من الأعراض والآثار الجانبية الهرمونية التي تصاحب تناول 
الأقراص الفموية. ا 

- عدم تأثير هذا الدواء على إدرار الحليب. 

- ومع ذلك فالشركة تنصح بعدم استعماله إلا بعد مرور ستة أسابيع 
على الأقل بعد الولادة. 

- وعلى أي حال فمن المفروض أن لا يلجأ الأطباء إلى هذا الدواء إلا بعد 
أن يقطعوا الأمل من الأدوية أو الوسائل الأخرى أو في حالة أن الأدوية 
الأخرى تسبب آثارا سيئة شديدة أو غير مرغوب فيها. 

وتتجلى فائدة هذا الدواء بالنسبة للسيدات في فئة سن الخامسة 
والثلاثين فيتعرضن أكثر من غيرهن للإصابة بأمراض الجهاز الدمويء 
والتي تصاحب عادة استعمال الأقراص الفموية المانعة للحمل. كما أن هؤلاء 
النسوة لا يتأثرن أصلا بتأخر استرجاعهن للخصوبة. 

وتشير التقارير الأولية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية لعام 984| 
أنه قد يكون هناك زيادة في احتمال الإصابة بسرطان عنق الرحم لدى 
النساء اللائى يستعملن الدواء مدة تزيد عن ض سنواتء وذلك بالرغم من 
عدم توفر دراسات توثق ذلك. 

وتؤكد الشركة بأن هذا الدواء لا يسبب سرطان الثدي أو عنق سرطان 
الرحم أو بطانته. ومع ذلك فهي تخطط لتابعة التجارب على الدواء مدة 


الصيدله علم و فن 


عشر سنوات أخرى للتأكد من سلامته. 

لقد استنفذت الشركة أبحاثا وجهودا امتدت ثمانى سنوات قبل أن 
تكن هن الحصول على مراك السملظاف السصحية الما وما ذال 
هذا الدواء ممنوعا من الاستعمال والمداولة في الولايات المتحدة الأمريكية. 

حقن البنسلين طويلة المفعول: 

يعطى البنسلين عادة عن طريق الحقن العضلي أو تحت الجلد. ويكون 
على شكل أملاح الصوديوم أو البوتاسيوم مذابة في محلول مائي فيتم 
امتصاص المادة الفعالة بعد الحقن مباشرة بسرعة فائقة. 

وحالما يتم امتصاصه يصل إلى مجرى الدم ويبالغ ذروته بسرعةء ثم لا 
يلبث أن ينحدر خلال ساعات قليلة بسبب طرحه خارج الجسم بواسطة 
البول فيتوقف مفعوله. ويحدث كل ذلك بسرعة أكثر مما يلزم. وقد تبين أن 
بالإمكان التغلب على هذه العقبة بإعطاء أدوية أخرى بنفس وقت إعطاء 
البنسلينء فتعمل على إطالة مفعوله في الجسم وارتفاع نسبة تركيزه في 
الدم لأسباب مازالت مجهولة؛ ومن هذه الأدوية الأسبرين والاندوسيد والفينل 
بوثازون. كما تتم إطالة مفعول البنسلين بتحضيره على شكل أملاح معينة 
قليلة الذوبان. ومن الأمثلة على ذلك بنسلين (ج) بروكائين المعلق بزيت 
نباتي. فلدى حقن مثل هذه الأشكال الصيدلية في العضل يتكون في موضع 
الحقن «مدخرا» يعمل على تسرب الدواء بشكل متواصل مدة تتراوح من 
48-4 ساعة. 


سيكلو جو اضيل (1تمددعمكء 0 ) 

هي مادة فعالة مضادة للملاريا تفرزها مادة أخرى مضادة للملاريا هي 
«كلوروجوانيد». ومفعول هذه المادة قصير للغاية نظرا لسرعة طرحها في 
البول. وقد دفع هذا الأمر بعض العلماء لتحضير مستحضر أطول مفعولا 
بالاستفادة من فن الصيدلة. 

كان الهدف بالدرجة الأولى هو إنتاج دواء جديد مضاد للملاريا ذي 
رل قري بان مار اة مت تعمل جرسته جره واجدة هن 
طريق الحقن. ولدى حقتها تشكل في موضع الحقن «مدخراء في الجسم 
بت يؤمن لفو دواة ا مرل ظويل هيه من الأضاية ياوا بده 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


کات ا ا اف سير عدن رسيا ريدو انوا وانوات کی عن 
طروي القن الى تجوهة 5 ملف لكل كيلو شرام من وزن جس الان 
والغرض منها وقاية الإنسان وحمايته ضد أنواع من مرض الملاريا مدة 
أشهر معدودة. ومن أسماء هذا المستحضر التجارية «كامولار» (تدامصدحه) 
و 

يضاف إلى ذلك أنه تبين أن مما يزيد من مفعول هذا الدواء خلطه مع 
كمية متساوية من دواء آخر مضاد للملاريا من فة السلفونات وهو 
«اسيدابسون» )(Acedapsone)‏ . وقد نتج عن ذلك مستحضر جديد اسمه 
التجاري «دابولار» (Dapolar)‏ 


«هيسينار » طو سل المشفعول (2۲ہpi‌De(‏ 

«حقن عضلية فيتامين ب ١2‏ طويلة المفعول». 

هو مستحضر صيدلي من إنتاج شركة ارمور يحتوي على مادة فعالة 
واحدة هي فيتامين ب ۱2 المعروفة كيميائيا باسم سيانوكوبولامين. ويعطى 
هذا الدواء عن طريق الحقن العضلي» فهي الطريقة المثلى لمعالجة حالات 
فقر الدم الخبيث. 

إن تناول فيتامين ب ١2‏ فمويا لا يؤدي إلى الفائدة المرجوة نظرا لتدخل 
عصارات الجهاز الهضمي التي تتدخل بعملية امتصاصه وتؤخرها . كما أن 
الطريقة الفموية تعرض الدواء للاستقلاب ونتائجه في الأمعاء والكبد 
فيؤثر ذلك على مفعوله تأثيرا سلبيا. فلا بد إذن من حقنه. 

ولدى حقنه يتم امتصاص فيتامين ب ١2‏ بسرعة سواء كان ذلك بواسطة 
الحقن العضلى أو تحت الجلد» كما يصل تركيز الدواء إلى ذروته خلال 
ساعة يعد حقنه: ومع أن الجرعة تتراوح من ۱000-300 ميكروغرام إلا أنه 
لسوء الحظ يذهب جزء كبير من الجرعة هباء عن طريق الكلى فينخفض 
مفعوله الطبى. ولذلك لا مناص من اللجوء إلى طريقة الحقن طويلة المفعول. 

فتلت المحاوكة الأولى على استمال مادة جبالاتيقية هلامية يذات 
فيها الدواء ولكنها فشلت. واشتملت المحاولة الثانية على تعليق الدواء في 
زيت السمسم مع إضافة مادة للماء هي المونيوم مونوستيرات. وقد فشلت 


الصيدله علم و فن 


هذه الطريقة أيضا بعد أن خيل للعلماء نجاحها في بادئ الأمرء وذلك أنهم 
اكتشفوا أن الكمية المهدرة عن طريق الكلى ما زالت مرتفعة. 

أما المحاولة الأخيرة والناجحة فكانت تنطوي على تحضير مشتقات 
لمادة سيانوكوبولامين مقترنة مع الزنك (الخارصين) والعفص (حمض 
التانيك) وعلقت هذه المادة الجديدة في زيت السمسم الثابت مع إضافة 2/ 
من محلول ألمونيوم مونوستيرات الحاد للماء. وبذلك حصل العلماء على 
مستحضرهم المنشود والمثالي الذي يمن مفعولا طويلا أكيدا بسبب انخفاض 
عملية طرحه في البول. ويؤدي هذا المستحضر مفعوله مدة طويلة تتراوح 
من 8- ١2‏ أسبوعا من حقنة واحدة فقط. 


«أكثار» هلامى طويل المفعول (H.P.Acthar Ge1)‏ 

وقد طبقت نفس النظرية على تحضير مستحضر صيدلي يحتوي على 
مادة أس. ت-ش. التي يتعذر أخذها فمويا بسبب إتلاف العصارة الهضمية 
إياها . ولو أخذ هذا الدواء عن طريق الحقن الوريدي لكان عمره النصفى °50 
لا يتجاوز ١5‏ دقيقة. أما الحقن العضلية فلا يدوم مفعولها أكثر من 8 
ساعات» ولكن تمت إطالة مفعول هذا الدواء إلى حوالي 24 ساعة بإضافة 
الزنك والعفص إلى المحلول الجيلاتيني خصوصا وأنه ثبت أن الجيلاتين 
يمنع التحام هذه المادة مع بروتينات الدم فتبقى حرة طليقة وفعالة. 


« بسر و لیکسین » طو سل المفعول (ہ×iاہ۴)‏ 

قر وا ف ان و اها من افر ا ةة شيرها 
واستعمالا. وتفيد في معالجة حالات انفصام الشخصية: وكمهدئة للهيجان 
والتشنج. ومن آهم مشتقاتها مادة ظلوفيتازين لأنها آقواها مفعولا وأقلها 
آثار] جانية, فا ف ااا يفك الى ولا ما مومع معظم الأدوية 
المشبطة للجهاز العصبي. 

ومن الأمور الشائعة في معالجة المرضى النفسانيين عدم تقيدهم تماما 
بمواعيد جرعاتهم الطبية. ولذلك كان من الضروري التغلب على هذا الأمر 
بواسطة مستحضرات صيدلية تعطى عن طريق الحقن ويفضل أن تكون 
طويلة | لتمول: 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


وتتم إطالة مفعول مادة فلوميثازين بواسطة أسترتها وتحضيرها على 
شكل أملاح «فلوميثازين اينانثات» التي تعرف باسم «بروليكسين» والتي 
تنتجها شركة سكويب. 

تعلق المادة الفعالة بزيت السمسم وتعطى عن طريق الحقن العضلي أو 
تحت الجلد. فيستمر مفعولها مدة لا تقل عن أسبوعين. أما فرع الشركة 
في لندن فيحضر مستحضرا مشابها تحت اسم «مودتين» يحتوي على 25 
ملغم في كل سنتمتر مكعب من زيت السمسم. 


(شالكسون) - طويل المفعول (0م20100) 

هو مستحضر صيدلي مدهش مضاد للمخدرات» ويستعمل في معالجة 
المدمنين عليها. والمدمنون على المخدرات هم فتة بائسة من المتعلقين 
بالمخدرات بشدة بالغة يصعب عليهم التخلص من تلك العادة. وتلذلك تتطلب 
معالجتهم استعمال أدوية مخصصة لذلك. ومن هذه الأدوية مادة نالكسون. 
(المعروفة تجاريا باسم ناركان ههعانه8)والميثارون وغيرها. 

وينطوي الميثارون مع الأسف على محاذير وأضرار بالغة؛ أما النالكسون 
فهو الدواء الأمثل لمعالجة مثل هذه الحالات فهو خلو من الأضرار التي 
يحملها الميثارون. ولكن نالكسون قصير المفعول للغاية ذو نسب متدنية من 
التوافر الحيوي الفموي بسبب تدخل الكبد في استقلابه. وعلى هذا الأساس 
يتطلب الأمر استعمال جرع كبيرة منها قد تصل إلى 3 غرامات يوميا . وهو 
أمر-بحد ذاته-قد يكون ضارا أيضا. 

ولذلك وجد أن من الضروري استحداث مستحضرات صيدلية لمادة 
نالكسون تكون طويلة المفعول بحيث يمكن تخفيض جرعتها والإقلال من 
آثارها الجانبية. 

ويتم امتصاص مادة نالكسون عن طريق الفم بسرعة فائقةء ويصل إلى 
ذروة تركيزه في الدم خلال خمس دقائق؛ ويكتمل امتصاصه تماما خلال 90 
دقيقة على الأكثر كما يتم استقلابه بسرعة هائلة. ومن معوقاته أن عمره 
النصفي قصير للغاية لا يتجاوز 72, 0 من الدقيقة. 

بدأت جهود العلماء بتحضير مستحضر طويل المفعول من مادة النالكسون 
منذ أوائل السبعينات من هذا القرن. وقد نجح العلماء بذلك فقاموا بتحضير 


134 


الصيدله علم و فن 


مشتقات كيميائية منه غير ذوابة في الماءء وتعلق في الزيوت النباتية (كزيت 
الفستق أو السمسم) مع إضافة 2/ من محلول المونيوم مونوستيرات الحاد 
للماء. وبذلك يمتد مفعوله فترة لا تقل عن 24 ساعة بعد أن كان ذلك لا 
يتجاوز ١5‏ دقيقة فقط. 

والحقيقة أن نالكسون دواء مدهش تم اكتشافه عام 197١‏ . ويتحتم وجوده 
في آي عيادة طبية أو سيارة إسعاف أو مركز طوارئ أو غرفة عمليات 
جراحية نظرا لأنه يتمتع بمزايا فذة تعمل على إنقاذ الحياة في كثير من 
الأحيان. فهو الترياق المثالي للتسمم من الهيروين ذلك المخدر اللعين. وتدل 
الإحصائيات على أن لون ينقذ من 50- 200 مدمن شهريا في مدينة 
شيكاغو وحدهاء إذ إن حقنة واحدة منه تكفي لأن يستعيد المدمن وعيه 
خلال دقيقة واحدة. ويصحو ويستعيد أنفاسه المتقطعة وكأنه لم يحدث له 
أي شيء؛ فينجو وتكتب له الحياة. 

ويستعمل هذا الدواء المثير كمادة مضادة لبعض الأدوية المهدئة والمنومة 
والتخديرية ومنها مشتقات الباربتورات والفاليوم وصحابته وغير ذلك. كما 
يكثر استعمال هذا الدواء في غرف العمليات الجراحية كترياق مثالي لحقن 
المورفين والبيثدين وما شابههما والتي تعطى عادة للمريض قبيل العملية 
الجراحية أو خلالهاء فإذا ما لاحظ طبيب التخدير المختص أن المريض يمر 
بأزمة ويعاني من صعوبة أو بطء في التنفس فإن نالكسون هو الحل الوحيد 
والملاذ المضمون السريع الذي يعيد المريض إلى وعيه. وبعبارة أخرى إنه 
دواء عجيب قلب الموازين في تصديه للأدوية المخدرة كالمورفين والهيرويين 
والبثدين وغيرها. 


حفن ١‏ یکر و كمسو لات ) (Microcapsules‏ 

من العررف أن الأدوية اه اقثر الأدرية ي ا 
الأعظم مخ الاس قوي أك الأشكال اليد فرعا وام تمالا وبالةات 
أنواع الأقراص والكبسولات. وبصفة عامة يفضل المريض أن يتناول أقراصه 
أو کات الوا عا أن سل عقا مو إو تة شرج مرج 
كما أن هناك فريقا من المرضى يستنكفون أن يساعدهم آي أحد في تناول 
الدؤاء لا الزوعة وله المرضة: 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


ويبحث العلماء دائما عن الأفضل. ولذلك تم اكتشاف طريقة جديدة 
مبتكرة لإعطاء الدواء ونحن الآن بصدده. والقصد من وصولهم إلى هذه 
الطريقة هو العمل على تخفيض عدد المرات التي يتناول فيها المريض 
أدويته فى مدة زمنية محددة وبالتالى العمل على إطالة مدة مفعولها. 

والطريقة القصودة عبار عن جات صقيرة جا يزيد رها شن 
0 ميكروميتر أو غالبا ۱25 ميكروميترا بحيث يخيل للانسان أنها مسحوق 
ناعم سهل الانسياب. ويحتوي هذا المسحوق على حبيبات صغيرة معلقة 
فيه بسائل لزج مناسب» ويحقن هذا المزيج المعلق للمريض باستعمال 
السيرنجات العادية من عيار ١8‏ , 20: أو بسرنجات خاصة تتناسب مع 
لزوجة المعلق. 

وتتميز هذه النوعية من الآدوية بالمفعول طويل المدى الذي قد يمتد 
أياما عديدة أو أسابيع وربما شهورا. ولذلك قد ينقلب الوضع رأسا على 
عقب ويصبح هذا الشكل الصيدلي الجديد مستقبلا هو المفضل والأكثر 
شيوعا حتى من الأقراص والكبسولات. 

ومن أهم فوائد الأدوية الميكروكبسولية-بالإضافة لمفعولها طويل الأمد- 
أنها تتميز عن غيرها من الأشكال الصيدلية بالصفات التالية: 

-١‏ تضمن الميكروكبسولات دفة تعاطي المريض دواءه بانتظام. 

2- تجنب هذه الطريقة الدواء من استقلاب الجسم إياه بعكس ما يحصل 
مع الأدوية الفموية. 

3- الميكروكبسولات قادرة على إصابة الهدف المرضى بدقة. 

4- إمكانية الاستفادة من هذه الطريقة لحقن او المنتمية لفئات 
البروتينات والببتيدات التي يصعب حقنها بالطريقة المعهودةء والتي لا تصلح 
بالوقت نفسه للاستعمال الفموي. 

وتتكون كل حبيبة صغيرة ميكروكبسولية من نواة في الوسط فيها 
«المخزن» وتحتوي على الدواء الفعال. وتحاط النواة بطبقات متعددة من 
مواد مبلمرة (کمصراه۴) التي يتطلب فيها بعض الاشتراطات والصفات من 
أجل تحضير هذا الشكل الصيدلي الفريد . منها صفات فيزيائية وأخرى 
كيميائية من حيث قابليتها للتفكك والانشطار في الوقت المناسب على أن 
تلائم أيضا أنسجة الجسم فلا تؤذيها مع عدم تنافرها مع الأدوية الأخرى, 


136 


الصيدله علم و فن 


ويكون باستطاعتها النفوذ من خلال الأنسجة النفوذيةء بالإضافة إلى سهولة 
صتعها واستكوامها: 

ومن المواك اللبلمرة شائعة الاستعمال في مصان الآدوية العنالية تيذا 
الغرض هي مشتقات البولي استرز شديدة الليونة (دعتاكة[ممصتعط1) منها 
بوني أكتايد یری جاايكلايد : وهی قات كاف هاقية وقادرة على فتكي 
طيقة تكارجية تقلت الحبييات الميكروكيسولية ويذلك تمل على التحكم 
بنسبة تسرب المادة الفعالة ببطء خلال مدة مطولة. ولدى تواجد هذه 
الميكروكبسولات في أنسجة الجسم على أثر حقنها تمتص السوائل الجسدية 
التي تذيب ا مادة الفعالةء ومن ثم تنطلق من خلال الثقوب الصغيرة إلى 
الخارج بنظام ودقة لتصل إلى مجرى الدم فتتوزع على جميع أرجاء الجسم. 
وتتميز المواد المبلمرة بسهولة ذوبانها عادة في المذيبات العضوية. الأمر 
الذي يساعد على الاستفادة متها فى تحضير الميكروكبسولات المرغوب 
فيها. 

ومن أهم ميزات هذا الشكل الصيدلي الجديد هو أن تسرب المادة 
اه بن انكو عات إلى مرن الح هو ري اورف رجه 
امدق وكلما حشر ج المبكروكسولات زادت فة اليرت الإتكمائية ا 
و کرد من ازوياد شي الساحة التاحة. 

وإذا كان سكن الدواد فى الها اكب انرق اليتكروكبسوكة عة من 
الدواء أكثر لأن المسافة التى سبيقطعها الدواء تسبح اتسر وبالإضافة 
لحجم اليكرو كريات اللضاهي في الصفر وتسحة الخ حوجن عون 
أخرى تتحكم بدرجة التسرب الدوائي من الميكروكبسولات من أهمها الصفات 
العيمياكية والفيرياكية للدوا م وكواة السواغ على جد سوا 

وق كيت أن بالإمكان ا اة من الشكل الضيدلى الي لاستعيال 
السيترويدات» وتحضير ميكروكبسولات تحتوي على هرمونات سيترويدية 
طبيعية واصطناعية تحقن مرة واحدة ليستمر مفعولها مدة تتراوح بين 
هرواح وس اشن وبالامكان زياد متعول ذه اموا إلى جزالى 30 
ضعفاء ولذا فلها فوائد جمة في تصنيع أدوية منع الحمل. 

وحيت ا اعرا ى الى بعد يديد فى اللقدول ائ اك عانقا 
لعوامل الصفات الكيميائية والفيزيائية وطول العمر النصفي للمادة فقد 


137 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


أصبح بالإمكان تصميم أشكال صيدلية عديدة بأدق نسبة من الآثار الجانبية 
السامة؛ أو غير المرغوب فيها بالرغم من أن هذه الطريقة تنطوي على 
مفعول دوائي أكثر حدة. 

كما أنه بالإمكان تطبيق هذه الطريقة على تصنيع أشكال صيدلية من 
الببتيدات-البروتينات قصيرة السلاسل-ولذلك من المتوقع أن تكون لها آثار 
دواتية بعيدة المدى على الصحة والطبابة وعلى الصناعة الدوائية مستقبلا. 
خصوصا وأنه يستحيل استعمال الببتيدات عن طريق الفم لكونها تتحلل 
وتتفكك داخل الجهاز الهضمي مما يجعلها عديمة الفائدة. ولذلك فإن 
طريقة الحقن العادية هي أفضل من الطريق الفموي في هذه الحالةء أما 
الطريفة ااك كنسولية ذو الطريعة اللقالية: ا 

ومن أوائل الببتيدات التي تم تصنيعها بنجاح بطريقة الميكروكبسولات 
هرمون (111-811) اللوتيني. فالعمر النصفي لهذه المادة قصير للغاية لا 
يتعدى بضع دقائق فيما لو حقنت بالطريقة المعتادة. وقد تم إنجاز ذلك 
بواسطة استعمال مادة بولي لاكتايد وبولي كلايكولايد كسواغ بحيث تؤدي 
هذه الميكروكبسولات عملين أساسيين. أولهما حماية مادة )18-R8(‏ من 
تأثير العصارات الهضمية. وثانيهما أنها تتحكم بنسبة تسرب المادة الفعالة 
للمدة المرغوب فيها بكميات محددة لعدة شهور مستقبلية. ومن المثير أن 
الميكروكبسولات قد تزيد من درجة التوافر الحيوي للدواء بنسب مذهلة قد 
تصل إلى ۱0,000 أو000, 30 أو ريما ۱00,000 ضعف. وقد صممت بعض 
الأشكال الصيدلية لميكروكبسولات (1.11-811) بحيث تتسرب منها المادة الفعالة 
لمدة تصل من 6- ١2‏ شهرا متواصلا. ومن الجدير بالذكر أن هذه الطريقة 
تؤمن مفعولا دوائيا يفوق مفعول الحقن الاعتيادية اليومية. وهذا يجنب 
المريض احتمال نسيانه تناول دوائه في مواعيده. 

كما بالإمكان الاستفادة من الميكروكبسولات في تحضير بعض المضادات 
الحيوية لتأمين مفعول مضاد للالتهابات أقوى من المعتاد لنفس الأسباب 
وانسب المذكورة آنفا فتحقن ميكروكبسولات المضادات الحيوية إما من أجل 
مفعولها المجموعي أو مباشرة في الجراح كإجراء موضعي. 

وقد أثبتت دراسات أجريت على الفئران أنه أمكن تسرب الأمبسلين 
بهذه الطريقة بجرعات كبيرة في البداية تلتها جرعات متواصلة لأسبوعين 


الصيدله علم و فن 


كاملين. ولذلك لا عجب بأن تعتبر طريقة حقن الميكروكبسولات ابتكارا 
جديدا وثوريا في مجال الحقن المجموعي لعدد من المواد الطبية تتطلب 
تقنية جديدة؛ ولا بد من أن يكون لذلك أثر بعيد في مجرى الصناعة 
الدوائية المستقبلية. ا 


حبيبات طوطة المفعول: (5اء1اء2) 

يدود الفضل اد ير ادوية اة وو اصملة اعدو ان إلى اکر اع 
الذي قام عام ۱861 بتحضير حبيبات (5611615) تزرع في طيات الجسم . غير 
أن هذا الابتكار كان نصيبه الإهمال حتى عام ۱936 عندما أعيد اكتشافه 
برو اة بعل هود ا کو دينسلي وؤميله اتور ا ری الاديق اما 
بتحضير هرمونات مبلورة على شكل حبيبات صغيرة؛ ومن ثم زرعوها تحت 
ال سريت الور اه يشكال متواصل وروا تمان ورهن 
عادية من غدد الجسم. ومن الآمثلة على ذلك المستحضرات الصيدلية 
التالية: 


حبيجات اوريقون: (Oreton Pellet)‏ 
مستحضر صيدلي من إنتاج شركة شيرنج تحتوي الحبيبة الواحدة على 
75 ملغراما من هرمون الذكر «تستوسترون» وتتخد شكلا أسطوانياء طولها 
8 ملم وقطرها 302 ملم. وتستعمل لتنشيط القوى الجنسية لدى الذكور 
مدة 3- 4 أشهر وبالإمكان زرع أكثر من حبيبة في ذات الوقت إذا تطلب 

الأمر. 
حبيبات سير کو رقين: (Percorten Pe11et)‏ 

مستحضر صيدلي من إنتاج شركة سيبا السويسرية وتحتوي الحبيبة 
الواحدة على ١25‏ ملغم من أحد مشتقات الكورتيزون: وتستعمل لمعالجة 
أعراض مرض أديسون وحالات نقص هذا الهرمون الطبيعي في الجسم 
ويمتد طول مفعول الحبيبة حوالي 8- ١2‏ شهرا. 


حبيبات بر و جضون : (Progynon Pe11et)‏ 
مستحضر صيدلي من إنتاج شركة شيرنج. وتحتوي الحبيبة الواحدة 


36 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


على 25 ملغم من مادة الاستراديول: وتتخد الحبيبة شكلا أسطوانيا. طولها 
5 ملم وقطرها 3,2 ملم وتستعمل فى معالجة حالات سرطان البروستاتة 
طن الرجال: وكزوع الحا فى قات جسم الالسان ركا الدكلافة 


اشهر. 


الحلقات المهبلية طوية المفعول (Vaginal Rings)‏ 

لقد ثبتت الفائدة العلاجية لإعطاء الدواء عن طريق المهبل منذ قرون 
عديدة. ويعود ذلك إلى سهولة وسرعة امتصاص المادة الفعالة بشكل يقترب 
من الكمال عبر الأغشية المخاطية المهبلية. 

وتتجلى أهمية الطريق المهبلي في إعطاء الدواء عندما يعجز الطبيب 
عن إعطاء الأدوية عن الطريق الفمويء. وعدم إحداثها التأثير الدوائي 
المطلوب بسبب إتلاف العصارة الهضمية إياها أو لأسباب أخرى. وتتميز 
الحلقات المهبلية بإمكانية المرأة من نزعها في أي وقت شاءت-دون مساعدة- 
من أجل الإيقاف الفوري لمفعول الدواءء وهذه فائدة يستحيل توفرها في 
الأدوية الفموية. ا 

وتؤمن الحلقات المهبلية جرعات دوائية تصل إلى الدم مباشرة بشكل 
متواصل ومحدد من المادة مع تركيز كاف لها. الأمر الذي يساعد على 
التغلب على ظاهرة الإهمال والنسيان بأخذ الدواء في مواعيده وجرعاته 
اللازمة خصوصا بين كبار السن. ولذلك تصنع الحلقات المهبلية من مواد 
سلكونية لينة تضمن تسرب الدواء على هذه الشاكلة لأسابيع عديدة متتالية. 

وقد ابتكرت بعض الشركات الدوائية حلقات مهبلية دوائية تحتوي على 
هرمونات لمنع الحمل ثبتت صلاحيتها . وفي الوقت نفسه هناك حلقات 
مهبلية تختص بمنع الحمل بمعنى أن الغرض منها هو إحداث الإجهاض 
بشرط أن يتم ذلك خلال الأيام الخمسين الأولى من الحمل. ومثل هذه 
الحلقات تحتوي على أحد مشتقات البروستجلاندين شديدة المفعول التي 
تعمل على تقلص الرحم وانقباضه بشدة فتحدث الإجهاض. 

وتأتي الحلقات المهبلية على شكل دائري يبلغ نصف قطرها حوالي 55 
ملم وسمكها حوالي 9 ملم. وتحتوي على كمية تتراوح من 50- ۱00 ملغم من 
المواد الفعالة أو الهرمونات. ومن المدهش أن الجرعة اللازمة المستعملة 


140 


الصيدله علم و فن 


بواسطة هذه الطريقة لا تتجاوز بالعادة 6/10 أو ١/6‏ الجرعة الفموية. 

ومع أن الحلقات المهبلية أحيانا تحدث آثارا جانبية كالإسهال إلا أنها لا 
تترك آثارا سيئكة موضعية داخل المهبل. وتعتبر هذه أفضل طريقة لإحداث 
الإجهاض إذ تجنب المرأة الحامل التدخل الجراحي. 


الأدوية الموههة. (Pro-Drugs)‏ 

الأدوية الوجهة فة دواكية ميتكرة بل وثورية يؤمل متها إيصبال الدواء 
إلى موضع الألم بدقة مع إحداث مفعوله الأمثل بأدق درجة ممكنة من 
الآثار الجانبية المحتملة. وهي في الحقيقة جزء أساسي من الإنجازات 
العلبية السدؤكة الى ودف إلى الاب لى العقيات والتمرقاك الت راجا 
لاا ا 

وتتلخص فكرة تصنيع الدواء الموجه بأن لا يحدث مفعوله الفارماكولوجي 
الاين وصوقه إلى الوضغ ارسج له اكل العم حرك حشر هناك 
قحل الأتزيمات التي تكون بانتظاره فور الم الفعال مته ويسعفق 
نالف النائير الرغوي فيه 

وفي معظم الأحيان يتكون الدواء الموجه من أحد مشتقات الدواء الأصيل 
على شكل أملاح أو مرکبات لا تأثير لها-إلا بعد انشطارها بالطيع-آما أهم 
فوائد تطبيق نظرية الأدوية الموجهة فهي كما يلي:- 

-١‏ زياد التوافر الدوائي الحيوي. 

2- إطالة مدة مفعول الدواء الفارماكولوجى. 

3- تخفيض حدة السمية والآثار الجانبية افوا 

4- تحسين ثبات الدواء. 

5- الدقة في إصابة الهدف داخل الجسم. 

كيرا سا بكرن الدواء الفموي :هيت الامتسنامن لصهوية دراه في 
الماء أو في الدهون إضافة لإمكانية تعرضه لعمليات الإستقلاب في الكبد 
والأمعاء. ولنأخذ الأمبسلين كمثل حي على هذا. فالأمبسلين لا يذوب في 
الذهون إلا بالتزر البسين وكا قفر امخصاصه إذا الخن كموي تة 
ضئيلة لا تتجاوز 30- 40/. وتعتمد نسبة ذوبانه أيضا على تفاوت الباهاء 
(۶۴) السائدة في مختلف قطاعات الجهاز الهضمي. 


141 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


ولذلك فإن «أسترة» الأمبسلين تعمل فيه دواء موجها فتحدث تغييرا في 
قطبيه يتمثل بازدياد امتصاصه بشكل كبير. وخلال عملية الامتصاصء أو 
ربما بعدها مباشرة ينشطر الدواء الموجه بسرعة بواسطة الأنزيمات فينطلق 
الأمبسلين الأصيل متحررا ويقوم بأداء مفعوله المرغوب فيه بكفاءة وكمال 


ضمن الهدف المقصود. 


ھی سيفيضر إن (Depivefri1)‏ 

من الأمثلة الواضحة على تطبيق نظرية الأسترة هو استعمالها مع مادة 
الابنفرين (الادرنالين) بتحضير دواء موجه منها هو «دي بيفيفرين» الذي 
يستعمل في معالجة حالات الجلوكوما في العين؛ وقد تمكنت شركة الليرغان 
المختصة بمستحضرات العيون من تصنيعه. ويتم ذلك بأسترة ألابنفرين 
لينتج عن ذلك مادة (ستتعطمعمامظ yاDipiva)‏ ويرمز إليها ب (1282) . 

ويمتاز الدواء الموجه «دي بيفيفرين» عن الادرنالين العادي بأنه أكثر منه 
ذوبانا في الدهون. ولذلك ولدى تنقيطه في العين يتم امتصاصه بنسبة 
أكبر داخلهاء ويتحول هناك إلى ابنفرين بانشطاره بواسطة الأنزيمات. 
وتضمن هذه الطريقة المبتكرة وصول مادة الابنفرين الفعالة إلى الهدف 
المطلوب بمفعول أقوى مع آثار جانبية أقل» بمعنى أنه يمكن الحصول على 
المفعول المرغوب فيه بجرعة أقل من المعتاد. 

يكون هذا الدواء على شكل محلول بنسبة ا./ ويعطى مرتين يوميا 
لمعالجة الجلوكوما . وهذه الجرعة توازي جرعة من قطرة البيلوكاربين المركزة 
بنسبة 2⁄ تؤخذ مرتين يوميا. ويلاحظ من هذا الفرق الشاسع بين كميات 
تلك الجرع بسبب كفاءة الدواء المبتكر المصنع على شكل دواء موجه. 

وهناك أمثلة أخرى على الأدوية الموجهة منها تطبيق نظريتها على دواء 
الأنديرال الفموي الذي أدت هذه الطريقة إلى زيادة توافره الحيوي بنسبة 
تبلغ ثمانية أضعاف وذلك بأسترته بمادة هيمي سوكسنات. 

أما دواء الثيوفللين فقد تمكنت الصناعة من الحد من سرعة انطراحه 
من الجسم بواسطة اقترانه ببعض المواد الأخرى وتحويله إلى دواء موجه 
بطيء الطرح وبالتالي إطالة بقائه في الجسم وزيادة تأثيره. ومن الأمثلة 


الجيدة على تحضير دواء موجه طويل المفعول مادة «ميتوميسين» المضادة 


142 


الصيدله علم و فن 


للأورام السرطانية. فهي مادة سريعة الاختفاء عادة في الجسم» وتطرح 
خارجه بسرعة فائقة تاركة وراءها آثارا جانبية مدمرة. ولتجنب ذلك يتم 
اقترانها بمادة ديكستران (وزنها الجزيئي 70,000) فيجعل منها دواء بطيئا 
يمكث مدة طويلةء في الجسم ويتسرب ببطء فيزيد ذلك من تأثيره الكيميائي 
على الورم السرطاني مع انخفاض ملحوظ بآثاره السمية على الخلايا 
السليمة المجاورة. 

كذلك إن بعض الأدوية المذابة بمحلول مائي مع مادة بروبلين جلايكول 
لتعطى عن طريق الحقن قد تحدث تسمما وتخريشا موضعيا للأنسجة 
المجاورة لموضع الحقن. إذ إنها لا تذوب بالماء تماما إلا بحضور مادة بروبولين 
الجلايكول المخرشة. وينتج عن ذلك تدخل في امتصاص الجرعة الدوائية. 
ومن الأمثلة على ذلك حقن ديجوكسين: ليبراكسء فاليوم وفينوتوين. ولكن 
بالإمكان التغلب على هذه المشكلة بتحويل هذه الأدوية إلى أدوية موجهة 
ذوابة في الماء. ويتم الاستغناء عن مادة بروبولين جلايكول؛ وتنشطر هذه 
الأدوية بعد حقنها فتؤدي مفعولها على أكمل وجه ولكن بدون تخريش أو 
أذى. ولذلك يتطلب تحضير مشتقات مناسبة لهذه الأدوية قابلة للذوبان 
في الماء بسهولة. 

وصفوة القول إن الأدوية الموجهة تمثل نظرية مبتكرة وفريدة يقصد 
منها تحسين طريقة إعطاء الدواء مع تحسين أدائه لمفعوله. وبنفس الوقت 
العمل على تخفيض آثاره الجانبية. وتعتمد هذه الأبحاث إلى حد بعيد على 
علمين صيدليين حديثين نوعا ما وهما «حرائك الدواء* و«الصيدئيات 
الحيوية»” كمجال جديد من مجالات الصيدلة والمداواة. 


143 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


مراجح الخفصل الثاني 


1. Weisberg, E. Clinical reproduction and Fertility, Vol. 1985. 3, Sept, 3. 
1961177 

. Nelson, F.-J Am. Ass 

. Ree Kie, W.-Profits, Politics, and Drugs, Macmillan. 1979 Press 


. Merthington, C.-The Pharmaceutical Journal-September. 1984 


2 

3 

4 

5. Sullivan, T.-Medicine Digest, Vol. 2, No. 7, Nov.1976. 

6. Flynn, G.-Pharm. Tech. Nov.1984. 

7. Shihabbudin, M.-The Pharmacist(Kuwait)October. 1980 

8. BBundgaard, H. Pharm. International, June.1981 

9. Hussar, D.-American Pharmacy-March.1981 

10. Stella, V.-American Clinical Society, Washington, D.C. 1975 

11. Kanafani, U.-The Lebanese Pharmaceutical Journal. 1966. 

.12. Bremier, D.-F.I.P.-Bulletin, 1982 Denmark 

13. Jenkin, G.-Clinical Pharmacy-Mc Graw Hill Book co. 1966, New York 

14. Blissitt, C.-Clinical Pharmacy Practice, Lea & Febiger. 1972 Philadelphia 

15. Ridddle, J. The Pharmaceutical Journal, August. 1984 

16. Kruger-Thiemn, E-European Journal of Pharmacology . 1968- 317: 4 

17. Nowell, J. New Scientist, Jan.1985. 

18. Al-Khars, A.-The Pharmacist(Kuwait)July 1984. 

19. Tice, T.-Pharm. Tech. Nov 1984. 

20. Ciba-Geigy-Pharmaceutical Dosage Forms and Their Use. Hans Hess(Ed.)Switzerland 
21. W.H.O.-Bioavailability of Drugs: Principals, and Probe. 1974, Tech. Rep. Ser. WId. Hlth, rg 536. 
lems, 

22. Sporwls-Prescription Pharmacy-2nd Ed. J. B. Lippincott. 1970 

23. Heilmann, H.-Therapeutic Systems, Verlog.1984 

24. Hassan, Hospital Pharmacy, 2nd Ed, Lea & Febiger, Phil. 1976 

25. AMA-AMA Drug Evaluation, 2nd Ed. Publishing Sciences. Group Inc. Acton, U.S.A 1973. 
26. Anon, N.-Am. J. Hosp. Pharm 25. (1960) 

27. Burkholder, D.-Am. J. Hosp. Pharm 20. (1963) 

28. Francke, D.-Am. J. Hosp. Pharm 23.(1966) 

29. Lant A.-Medicine Magazine(Middle East)-Sept.1978. 

30. Clark, M.-Newsweek. June 30th .1986. 


144 


الصيدله علم و فن 


31. Roche E.-Design of Biopharmaceutical Properties , through Prodrugs and Analogs-Am. Pharm. 
Ass. Washington. 1977. D.C 

32. Sharp, J. Aid to Good Pharmaceutical Practice, London. 1983 

33. Ciba Pharm. Co. Nitroderm TTS-January .1985 . 

34. Salter, A.-European J. of Clinical Pharmacology. 211:15, 1979 . 

35. Fitz Gerald, J.-British Journal of Clinical Pharmacology. 1968- 447:18 

36. Nicolis, F.-Industrial Aspects of Drugs Evaluation and Usage. Churchill Livingston, Edinburgh 
and London 1970. 

37. Maclead A. A. et al-British Journal of Clinical Pharmacology. 3:12 1981. 

38. W. H. O.-The Use of Essential Drugs-Technical Report.- Series 685- Geneva 1983. 

39. Melrose, D.-Bitter Pills: Medicines and the Third World. Poor, Oxfam, Oxford. 

40. Americal Society of Hospital Pharmacists-Source Book on. Unit. Dose Drug Systems-Washington 
D.C1980. 

41. Chien, .لا‎ Novel Drug Delivery System-Marcel Dekker, N. Y 1982. 


145 


الدواء من الب والبحر 


الأدوية النباتية / لمحة عامة: 

قصة الأدوية النباتية مثيرة تأخذ بالألباب حقا. 
فالمملكة النباتية عبارة عن خزينة ملأى بكنوز من 
الأدوية المختلفة. فالكينين كان لوقت قريب هو 
الدواء الفعال والوحيد لمعالجة الملاريا. والمورفين 
ذلك المسكن الجبارء والديجتالس منقذ القلوب 
والراولفيا (aن؟اهسسهR)‏ والبلادونا كلها أدوية نباتية 
الأصل كانت معروفة منذ قرون عديدة حتى قبل 
أن تصبح جزءا أساسيا من ترسانة الصيدلة 
الحديثة. ناهيك عن الكوراري والبنسلين واللحاح 
وعين القط فكلها أدوية نباتية لها مكانتها . 

فالمملكة النباتية التى هى مصدر الغذاء 
الأساسي الذي ناكله امي ا جف الذي 
نتنفسه هي أيضا المصدر الرئيس للأدوية التي 
نتعالج بها . ولا شك في أنه حدث في الآونة الأخيرة 
عودة إلى الأدوية النباتية بعد أن أهملت ردحا من 
الزمن على أمل استخلاص المواد الفعالة منها. 

ومن الثابت أن الشعوب القديمة قد استعملت 
العديد من الأعشاب الطبية في المداواة والمعالجة 
في أوروبا وآسيا وبلدان حوض البحر المتوسط 
والهند والصين وغيرها. فكانت النباتات تشكل 


147 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


العمود الفقري للأدوية التقليدية لبني البشرء فاستعملوها كأدوية مسكنة 
أو منشطة أو مجهضة أو مانعة للحمل أو مدرة للبول أو للحليب أو مقوية 
للجنس أو منظمة للعادة الشهرية؛ ولتنظيم الإكثار والأنسال. 

ولكن اتصفت هذه الأدوية النباتية بتفاوت غريب وعجيب من حيث 
نسبة تركيز المواد الفعالة فيها بحيث إنها كانت ومازالت تختلف من الصباح 
حتى المساء في اليوم ذاته اعتمادا على عدة عوامل تختص بالمرحلة التي 
يمر بها نمو النبات كالأحوال الجوية ونوعية التربة وغير ذلك من الظروف. 

وقد وصلتنا أخبار الشعوب القديمة من خلال أوراق البردي وألواح 
الطين المجففة وكتب الهنود السنسكرينية بالإضافة إلى تواتر الأخبار نقلا 
عن صيادلة الإغريق والرومان والعرب جيلا بعد جيل. 

وقد مرت البشرية بحقبة من الزمن ساد فيها الاضمحلال والتقاعس» 
فتميزت بالخمول وعدم الاكتراث على مدى ألف سنة تقريباء وقد انتشرت 
الأعشاب الطبية طيلة تلك القرون واستعملها الناس على مختلف أجناسهم 
وألوانهم وأديانهم. غير أنه كان لانفصال الصيدلة عن الطب كمهنة مستقلة 
أثر كبير في تطورها وانطلاقها . عند ذلك بدأت أوروبا تصحو من غفوتها 
الطويلةء وبدآت تتلمس طريق المستقبل وتتطلع إليهء وكان للعرب في ذلك 
فضل كبير عليها لا يمكنها نكرانه. 

وقد عرف الناس مئات من الأعشاب والنباتات السامة والمؤذية كان 
بعضها قاتلا وبعضها الآخر يحدث أعراضا شديدة مميزة. حتى الوقت 
الحاضر هناك من يحتفظ ببيوتهم نباتات للزينة لا يدركون أن بعضها سام . 
وينجذب إليها الأطفال نظرا لجمال أزهارها وألوانها الزاهية ولا يدرون 
أنها تخب في ثناياها سما شديدا. 

قليل من الناس حقا يدركون أن بذور التفاح تحتوي على مادة السيانايد 
شديدة السمية؛ أو أن قلويد «التاكسين» الموجود في نبات الفقوس الإنجليزي 
يمتص بسرعة ويسبب موتا فجائيا سريعاء أو أن أوراق خشب البقسء نبات 
السياج المعروف. يحتوي على قلويد «بوكسين» الذي يسبب هبوطا في التنفس 
وربما الموت. كما أن براعم البطاطس-ذلك الغذاء اليومي المحبب-هي براعم 
خضراء تحتوي على السم» كما لا تخلو بعض البيوتات من نبات ورد 
الحمير(اولياندر) أو نبات الكلودم الأمريكي بأوراقه الجميلة الجذابة وهي 


148 


الدواء من البر و البحر 


نباتات إذا مضغت أوراقها بطريق الخطأ تسبب القيء الشديد وخلل في 
ضربات القلب مع اضطراب وشلل في التنفس يؤدي إلى الموت. 

إن حمى القش الربيعية (حمى الكلا) والتهابات الجلد وظهور الطفح 
والحكة كلها أعراض تنتج عن إطلاق الحشائش والأعشاب والفطور حبيبات 
اللقاح التي تتطاير في الجو وتنتشر وتهدد الصحة وتسبب المرض» فهي 
تنتمي إلى المملكة النباتية. 

وفي الوقت نفسه هناك نباتات تبين أنها تحتوي على مواد تصلح لمعالجة 
السرطانات والآورام أدت خدمات جليلة للبشريةء فأنقذت الكثيرين من 
براثن الموت وسكنت آلامهم: وعملت على إطالة أعمارهم. من هذه النباتات 
«عين القط» (الونكه) التي تشتهر باسم جذاب هو «الفينكاروزا» والتي تنبت 
في كثير من الحدائق المنزلية ولا يعرف أصحابها ما لها من فوائد. إن 
المفعول الدرامي الذي أظهره هذا النبات وقلويداته أدى إلى شفاء الآلاف 
من المرضى الذين كان محكوم عليهم بالإعدام من أمراض الهودجكن 
واللوكيميا وورم «ويلم» وليمفوما «بيركت» وغير ذلك. وما هذا إلا جزء 
بسيط من القفزة الجبارة التي حققتها فئة الأدوية الجديدة خلال ربع 
القرن الأخير. ناهيك عن الأعشاب التي تؤثر في الجهاز العصبي والتي 
استعملها جدودنا لاحتوائها على مواد تشبه الأسبرين فتعمل على تسكين 
الألم» وتخفيض درجة الحرارة المرتفعةء وتنتمي إلى نباتات كالصفصاف 
والحور. 

وقد علم الإنسان تدريجيا بفوائد نبات الخشخاش (أبو النوم) واستعمالاته 
كمسكن للألم؛ فآصبح المورفين أهم وأشهر مسكن في تاريخ الطب والصيدلة 
وصار الساعد الأيمن للجراح ولمبضعه» الذي لا غنى عنه في غرفة العمليات 
الجراحية: بالتعاون مع نبات الكوراري الذي يسبب ارتخاء العضلات فتتيح 
للجراح الفرصة للقيام بواجبه بيسر وسهولة دون أن يشعر المريض بالألم. 
وقلة من الناس تعلم أن الكوراري نبات تستعمله قبائل أمريكا الجنوبية 
الأصليين في تحضير سهامهم المسمومة ليصطادوا الفرائس والحيوانات 
والأعداء. 

وتدل الإحصائيات الحديثة على أن أخطر الأمراض البشرية التي تحصد 
الملايين من الناس-خصوصا في البلدان المتقدمة-هو مرض القلب وأمراض 


149 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم. وكان الإنسان قد عثر منذ قرون على 
نبات الديجتالس (القمعية الارجوانية) المختص مفعوله بمعالجة هبوط 
القلب الاحتشائي فيزيد من قوة عضلة القلب ويساعدها على الانقباض 
بشدة وبطء. وقد أنقذ هذا الدواء الملايين من المهددين بالموت فأمد في 
أعمارهم وأعاد البسمة إلى وجوههم. 

ولم يعرف الإنسان سر هذا الدواء إلا بعد أن شمر الكيميائيون عن 
سواعدهم واستفردوا جواهره الفعالة من الجلايكوسيدات» ويقدر أن ثلاثة 
ملايين مواطن أمريكي يتناولون في الوقت الحاضر وبشكل يومي أحد 
مستخلصات هذا النبات العجيب من أجل بقائهم على قيد الحياة. فإنه 
بدون الديجتالس والديجوكسين قد يقضي مرض القلب على أعداد هائلة 

ويعتبر ضغط الدم المرتفع من أقسى القتلة وأعتاهم على الإطلاق, 
فيأخذ الإنسان على حين غرة ويقضي عليه؛ ولولا اكتشاف عدد من الأدوية 
النافعة والمؤثرة لكان عدد ضحاياه أكثر بكثير من الأعداد الحالية. ومن 
هذه الأدوية التي نحصل عليها من نبات الراوليثيا الثعبانية كقلويد الريزربين 
القابع بثناياه. ` 

بالإضافة إلى النباتات التي نقتات عليها يوجد نباتات مفيدة لتخفيف 
الألم وأعراض أمراض الاستقلاب وفي مقدمتها مرض النقرس أي داء 
الملوك الذي يعالج بنبات اللحلاح» كما لا يفوتنا أن ننوه بأن معالجة العيون 
المصابة بالجلوكوما تتم باستعمال دواء يستخرج من نبات ينمو في نيجيريا 
والبرازيل يعرف باسم لوبياكلابار لاحتوائه على مادة بيلوكاربين الفعالة إذ 
بإمكانه أن يحمي المريض من الإصابة بالعمى. 

ومن الطريف أنه لوحظ أن السكان الأصليين في غرب إفريقية وبعض 
مناطق جنوب آسيا لا يصابون بتسوس الأسنان أو بتورم اللثة بل لا يعرفون 
شيئًا من تلك الأمراضء وقد أثبتت الأبحاث الطبية أن ذلك يعود إلى 
تنظيف أسنانهم بفرشاة طبيعية نباتية-السواك-الذي يحتوي على بعض 
المواد المضادة للسرطان. والنوع الهندي من السواك يحتوي على زيت يضاف 
عادة إلى معاجين الأسنان فيشفي اللثة الملتهبة. 

ربما كان أكثر الأدوية غرابة هو المادة النباتية داي ميثيل هيدروكينون 


الدواء من البر و البحر 


التي استخلصت أول مرة عام 1952 من البازيلاء وثبت أن لها مفعولا ينظم 
الأنسال في الإنسان. وتشكل البازيلا الغذاء الرئيس لأهالي التبت حيث 
حافظت هذه البلاد على عدد سكانها ثابتا خلال القرنين الماضيين دون 
زيادة أو نقصان بسبب تلك المادة النباتية. 

كما أثارت مادة الجوسيبول المشتقة من زيت القطن دهشة الأطباء 
وترحيبهم بسبب مفعولها المعقم التي تحدثه في الرجال مؤقتا. فهي تثبط 
حركة الحيوانات المنوية وبالتالي تقلل من مفعولهاء ويستمر ذلك مدة من 3- 
4 أسابيع يزول بزوال الدواء. 

والجهاز الهضمي هو أكثر أجهزة الجسم تعرضا للأمراض نظرا للكميات 
الهائلة والمنوعة التى تدخله من الأطعمة والأغذية كل ساعة من ساعات 
القيانواتليل طيلة حياة اله 

ولقد حبتنا الطبيعة بنباتات طبية مدهشة تعمل على تخفيف أعراض 
وأمراض الجهاز الهضمي. عديدة هي النباتات التي تستعمل ضد التخمة 
وضد الخمخمة وسوء الهضم., أو التي تنشط الهضم وتخفف التقلصات 
المعوية المؤلمة وكذلك الأدوية المضادة للحموضة: فمنها ما يمنع القيء ويخفف 
الغثيان» ومنها ما يسبب القيء إذا كان لازماء ومنها ما يعمل على التخلص 
من الفضلات وتطرد الديدان والاميبا والطفيليات والأرياح وتشفي الكبد 
واليرقان. 

وقد عثر فريق من العلماء على مادة في جذور عرق السوس تصلح 
لمعالجة القرحة المعدية» غير أن العامة لا يعلمون من هذه الحقيقة سوى أنه 
يصنع منه شراب منعش صيفا يقبل عليه الناس في بعض العواصم الإسلامية 
في شهر رمضان المبارك. 

أما أمراض الجهاز التنفسي فحدث ولا حرج. فهي تشمل حالات ضيق 
النفس والربو والتهابات القصبات الهوائية وذات الجني والنفاخ؛ وقد وجد 
الإنسان في نباتات المملكة النباتية ما يفيد في معالجة مثل هذه الأمراض 
منها: نبات الأفدرا الصيني الأصل (ماهوانغ) لاحتوائه على قلويد الافدرين 
الذي يدخل في بعض المستحضرات الطبية والصيدلية. وهناك مادة ثيوفللين 
الموجودة في أوراق الشاي-ذلك المشروب المنعش الذي لا تستغني عنه البشرية 
فهو يفيد في معالجة الربو. 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


ومن أجل تنظيف الرئتين والقصبات الهوائية من البلغم يستعمل الإنسان 
نباتا مقشعا يقال له عرق الذهب (الابيكاك)ء كما تعج المملكة النباتية 
بالنباتات المقشعة التي تلطف الحلق وتزيل الاحتقان وتمنع السعال والكحة 
وتشفي الزكام. 

أما أقوى النباتات تأثيرا فهى تلك التى تسير فى موكب الهرمونات 
الجنسية والمتوفرة حاليا بيسر وة ويكلفة رة فتستعمل بالدرجة 
الأولى لمنع الحمل ولتنظيم أمور الأسرة فلا تستغني عنها السيدات خاصة 
وأنها تستعمل أيضا في حالات اضطراب العادة الشهرية وآلامها وتقطعها 
والتوتر النفسي الناجم عنها. 

والهرمونات الجنسية مواد تعمل على تقوية الرجل جنسيا وتساعده 
على تحسين نفسيته. لقد خدم نبات «اليام» (9]831) البشرية إلى حد بعيد 
من الصعب تصوره لاحتوائه على مادة ديوسجنين التي يسهل تحويلها كيميائيا 
إلى هرمونات جنسية ساعدت بني البشر على تنظيم أمور تناسلهم وتكاثرهم. 
كما توجد هذه المادة في فول الصويا الذي يزرع بشكل رئيس في الصين 
وآسيا وأفريقية. 

ومن الطريف ظهور دواء جديد على مسرح الأحداث نباتي الأصل يستعمل 
لمنع الحمل» ولكن الذي يتناوله هو الرجل وليس المرأة. وسنرى ماهية نبات 
كنغهاسو الصيني في باب قادم. 

وللأدوية النباتية مجال واسع في الطب الشعبي لمعالجة أمراض الجهاز 
البولي والجهاز التناسلي والرغبة الجنسيةء فمئات من المواد المقوية جنسيا 
والنبادية الأصل يلجا إليها الاس رمت أن تصلهم الخبارها بالتوائره يغطنها 
متوفر في الأسواق لدى العطارين. ومن أشهر النباتات المقوية للرغبة الجنسية 
لحاء اليوهمبي الذي يكثر نموه في الكاميرون بإفريقية. 

ويعتبر جلد الإنسان أكبر أعضائه. فهو يفطي الجسم بأكمله من قمة 
رأسه الآ شمف كه حداف كاك مو الأدوية هة اماج اراش 
الجلدية ولتحسين ملمسه وتطريته كالزيوت النباتية بأنواعها الطيارة والثابتة 
والعطرة وتدخل في صناعة العطور والمعاجين والمراهم والصابون والشامبو. 

ومن حسن حظ البشرية أيضا أن الإنسان تمكن من اكتشاف الأدوية 
المضادة للحيوية والمواد المبيدة للحشرات والآفات والقوارض والطفيليات 


الدواء من البر و البحر 


وبالذات الفئران» والتي تستعمل من أجل القضاء على كل ما يؤذي الإنسان 
محافظة على صحة بدنه وإنقاذ حياته. لقد قطعت البشرية أشواطا واسعة 
في مجال الزراعة لإنتاج الأسمدة والأدوية القاتلة لكل ما سبق من أعداء 
الإنسان سواء بمهاجمته مباشرة أو مهاجمة محاصيله ومصدر قوته. 

ومن قاتلات الحشرات نباتية الأصل نبات مشهور اسمه بايريثروم الذي 
يدخل في كثير من المستحضرات الحشرية والدوائية والمستحضرات المنزلية. 
ومن عجائب الطبيعة أن هذا النبات غير سام للإنسان بينما هو شديد 
السمية للحشرات والآفات. 

ومن النباتات التي اعتاد الإنسان على استعمالها بشكل عفوي ودائم 
هي الأدوية الخفية. فقد أصبح معتادا عليها ولا يستطيع الاستغناء عنها 
نظرا لمفعولها الموجه نحو الجهاز العصبي. فالإنسان لا يعترف بأنها أدوية 
تشمل الشاي والقهوة والكاكاو والشوكولاته والتبغ وغيرها. جميعها تضفي 
على الإنسان شعورا بالسعادة والانشراح والثقة بالنفس ولكن نهايتها وخيمة. 

وصفوة القول إن الطلب على الأدوية النباتية آخذ في الازدياد. ويقدر 
أن الولايات المتحدة الأمريكية وحدها تصرف حوالي 6 بلايين دولار سنويا 
للحصول على النباتات الطبية من جميع أنحاء العالم. وقد قام معهد 
السرطان الأمريكي مثلا بجمع ما لا يقل عن 700 نبات. وأخذ يفحصها 
ويدرسها ويبحث فيها من أجل الحصول على مواد تصلح لمعالجة السرطان. 
وقد تم ذلك خلال العقدين الأخيرين فتم العثور على قلويدات الفينكاروزاء 
كما اكتشف فوائد الكولشيسن واللحلاح. 

أما العقبة الكأداء الرئيسة التي تحول دون استعمال بعض الأدوية النباتية 
فهي عدم وجود دساتير دوائية منظمة في معظم بلدان العالم المنتجة لهذه 
النباتات الطبية ويستثنى من ذلك الصين والهند. 

ويمكن القول بأن النباتات الطبية تعتبر كنزا ثمينا وثروة لأي دولة من 
الدول سواء للاستهلاك المحلي أو للتصدير من أجل الحصول على العملة 
الصعبة. فالأدوية الكيميائية لا تفي بالحاجة بالإضافة إلى أنها ذات تأثيرات 
جانبية سلبية عديدة. فضلا عن أنها باهظة التكاليف» فمن أجل العثور 
على دواء كيميائي واحد يحتاج الأمرإلى الكشف عن مالا يقل عن 4000 
مادة كيميائية مختلفة تخليقا وتحليلا وفحصا وتجربة. وقد تصل التكلفة 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


إلى ملايين الدولارات للدواء الواحد للعديد من السنوات. 

كما ثبت أن لبعض المواد الكيميائية المفيدة أضرارا سامة. مثال ذلك 
الأصباغ ومضادات الحشرات وغيرهاء بينما النباتات الطبية المستعملة 
منذ قرون عديدة كانت خالية من السمية والضرر. وهكذا ستبقى النباتات 
الطبية مصدرا أساسيا وهاما للآدوية اللازمة للانسان علاجيا ووقائياء 
وكثير من بلدان العالم الثالث بالذات تعتبر أهم مصادر الأدوية النباتية. 
والهند في مقدمتها تليها كوريا الجنوبية والصين وكينيا ويوغسلافيا وغيرها. 
كما أن البلاد العربية غنية بثروة نباتية طبية لا تضاهى خصوصا في مصر 
والسودان والجزائر وغيرها. وتدل احصائيات عام 1978 على أن الهند 
وحدها انتجت نباتات طبية بما قيمته 6 ١26‏ مليون روبيةء وبالذات من نبات 
الأفيون والسنامكا والسنكونا والحنا والبايرثروم وديوسجينن وست الحسن 
وغير ذلك. 

ومن الجدير بالذكر أنه بينما توجد معظم النباتات الطبية الخام في 
بلدان العالم الثالث فإن 85/. من مصانع الأدوية التي تنتج هذه الأدوية 
تمتلكها البلدان المتقدمة. وتصرف هذه الشركات ما لا يتعدى!“ ثمنا لتلك 
النباتات الطبية الخام بينما تدفع ماقيمته 99⁄. من الكلفة مقابل الأبحاث 
والتصنيع والتسويق. وبعد تصنيعها تعاد وتباع في البلدان المنتجة لها أصلا 
بة ثمان خيالية. 

ومن الأدوية التي تبشر بمستقبل اقتصادي باهر نذكر الداتورة. عين 
القطء الفاليريان» ديوسجنين» عرق السوسء السنامكاء النعناع والمنثول؛ 
بيرثروم» الكراوياء والكمون؛ الكزبرةء والكرفى وغير ذلك. 

ويبين الفصل التالي قصة نخبة من أهم النباتات الطبية من حيث 
تاريخها وفوائدها ومضارها واستعمالاتها وتأثيراتها على الإنسانية والمجتمع 
وفضلها على شفاء الملايين من الناس وإنقاذهم من موت محقق وآلام مبرحة. 
وأنها هبة من الخالق سبحانه وتعالى. 


(Active Principales) الضباتية الشعالءة‎ a1 او‎ 


يعتبر علم تشخيص العقاقير من العلوم الصيدلية الأساسية التي تعتمد 
عليها دراسة الصيدلة اعتمادا كبيرا نظرا لجمعه بين علمى النبات والكيمياء. 


154 


الدواء من البر و البحر 


وكان أول من أطلق عليه تعبير ((8205معةصعقط5) عام ا۱85 م هو الصيدلي 
الإنجليزي سيرلار وكان ذلك في وقت كانت الكيمياء العضوية لاتزال تحبو, 
كما كان معظم الأدوية المستعملة آنذاك من أصل طبيعي إما نباتي وإما 
حيواني وإما معدني. 

عرف الصيدلي فلوكيفر هذا العلم بأنه عالم تطبيق العلوم الأخرى من 
أجل التوصل إلى معلومات عن العقاقير من كل الوجوه ولذلك يلاحظ أنه 
يقصد بهذا العلم بأن يكون ملما بكثير من العلوم ومعتمدا عليهاء من ذلك 
النبات والحيوان والكيمياء والفسيولوجيا وغير ذلك . ثم جاء من قدم تعبيرا 
جديدا هو «الكيمياء النباتية» ليوضح العلاقة بين النباتات والعقاقير. 

والنباتات تشكل أهمية كبرى بالنسبة للصيدلي لأسباب ثلاثة هي - 

-١‏ لأنها انوي على عقاقير. 

2- لأآنها تنتج عقافير. 

3- لأنها تتأثر بالعقاقير. 

إن الفرق الأساسي بين الحيوان والنبات هو أن النبات قادر على العيش 
على المواد غير العضوية؛ وأنه عاجز عن الحركة والتنقل فهو ثابت في 
مكانه. وينتمي إلى المملكة النباتية كثير من الأصناف والأنواع والأجناس 
منها النباتات المزهرةء الطحالبء. الفطورء الجراثيم السرخسيات؛ 
والفيروسات الخ. 

ويعود نظام تسمية النباتات إلى ما قبل التاريخ عندما أراد الإنسان أن 
يميز بين النباتات واستعمالاتها كوقود أو غذاء أو مأوى؛ وفي نفس الوقت 
عرف الإنسان القديم النباتات التي يتحتم عليه تجنبها والابتعاد عنها. 

أما علم تصنيف النباتات فيعود الفضل في تطوره وتثبيت أركانه إلى 
العالم السويسري المعروف «لينه» (1707- 8) الذي قسم الثيانات المزهرة 
إلى 23 قسما بناء على تكوين أزهارها التشريحي» كما قسم هذه الأقسام 
إلى أجزاء وعائلات وفصائل وأنواع وأجناس وغير ذلك وأعطى لكل نبات 
اسما مزدوجا يدل على جنسه ونوعه. 

وقد يعتقد الفرد العادي أن النباتات تستعمل فقط للزينةء ولكن من 
الناحية الصيدلية فإن أهمية النباتات تعود إلى احتوائها على بعض المواد 
العضوية الفعالةء والتي يمكن استعمالها في الصيدلة وصناعة الأدوية. 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


وهذه المواد الموجودة فى النيات عديدة ومتعددة. وتختلف عن بعضها 
البعض من عدة نواح كيميائية وفيزيائية واقربازينية, فلكل مادة صفات 
وأوصاف. ومن أهم المحتويات الدوائية التي لوجد في النبات الفئات التالية :+ 


ا لقو يد (Alkaloids )ةı Î‏ 

قد تكون القلويدات أهم ما يحتويه النبات من المواد الطبيعية الفعالة 
المستعملة طبيا وصيدلياء وذلك نظرا لمفعولها العنيف والقوي والسام في 
بعض الأحيان: والتي لها أيضا فوائد طبية جمة بشرط أن تستعمل بحكمة 
وتعقل. والقلويدات مواد كيماوية معقدة لابد من أن تحتوي على عنصر 
النيتروجين. جميعها مر الطعم أبيض اللون شديد المفعول قلوي ويتفاعل 
مع الأحماض ويكون الأملاح الكيماوية. ومعظم القلويدات مواد صلبة 
باستثناء قلويدين اثنين هما النيكوتين والكونين السائلين وهما شديدا 
السمجة. ومن المواد النباتية التي تحتوي على النيتروجين» ولكن ليست 
قلويدات» تذكر الكلوروفيل الأخضر والأحماض الأمينية والببتيدات. 


جلا يكو سابد الت: (Glycosides)‏ 

هي مركبات كيماوية نباتية تحتوي على أجزاء سكرية وتتميز بمفعولها 
القوي وتنتمي إليها المواد التالية أو مشتقاتها: 

- الانثراكينون وهي مسهلة مثل محتويات الصبر. 

- محتويات الخردل التى تتميز باحتوائها على مادة الكبريت. 

- مشتقات السايانيد كالتي توجد في بذور اللوز. 

- الصابونين وهي مواد سامة أيضا تنتج رغوة. 

- الجلايكوسيدات القلبية ومن أشهر الأمثلة عليها نبات الديجتالس 
ومحتوياته من الديجوكسين والديجتوكين. 

ويوجد فى النباتات مواد كيماوية أخرى أهمها: النشويات والسكريات 
مثل الزايلوز والجلوكوزء والفركتوزء والنشاء والسليلوزء الأصماغء وكذلك 
الدهنيات؛ الزيوت النباتية الثابتة (زيت الزيتون: زيت الخروع» زيت القطن)ء 
كما توجد فى النبات مواد العفص** (التنين) وهى مواد قابضة. وأخيرا 
وليس آخرا هناك الزيوت الطيارة العطرية 09 التى لها راثحة مميزة طيبة 


156 


الدواء من البر و البحر 


وعطرية في أغلب الأحيان منها اليانسون وحب الهال والدارسين والنعناع 
وغير ذلك. 


الد يجتالس وقصة قفاز الشعلب 7 (ءزامازعDi)‏ 

عرف الغرب نبات الديجتالس منذ مائتي عام فقط وكان ذلك عندما 
نشر الدكتور وليم وثرنغ أطروحته التي شرح بها استعمالات نبات الديجتالس 
الطبية وأشار إلى فوائده في معالجة هبوط القلب المحتقن. 

وتنتمي شجرة الديجتالس إلى العائلة بالخنزيريةء وتنمو في إنجلترا 
وفي بلدان أوروبية أخرى باستثناء منطقة البحر الأبيض المتوسطء كما 
تنمو في أميركا الشمالية. ويمتاز هذا النبات بزهوره الجميلة ولذلك يطلق 
عليه أيضا اسم «القمعية الارجوائية» أما الجزء المستعمل طبيا فهو الأوراق 
وهي خضراء غامقة اللون رائحتها غير مقبولة أما طعمها فمر حامض. 


Dr. Wiliam Withering لد كتور و أ وشر شخ‎ ١ 

ولد الدكتور ولیم وثرنغ عام ۱741م وكان أبوه صيدليا ناجحا بينما كان 
له عمان يمارسان مهنة الطب. دخل كلية الطب بمدينة أدنبرة عام 762ام 
وتخرج منها حاملا إجازة الطب عام 1766 م. وكانت أولى أعماله أطروحته 
عن الحمى القرمزية باللغة اللاتينية ثم ترجمت إلى الألمانية. 

وبدأ يمارس عمله في عيادته الجديدة بمدينة صغيرة أسمها ستافورد 
نظرا لقربها من منزله. وكان له اهتمام خاص بالنباتات الطبية وقد صادف 
أن إحدى مريضاته كان لها اهتمام بالنباتات الطبية أيضا ولكن من الناحية 
الفنية إذ كانت شغوفة بالرسم والتصوير. فأحبها وتزوجها عام 1772 وزاد 
إقباله على جمع النباتات ودراستها وتصنيفها. ونتج عن ذلك صدور أول 
كتاب له عن النباتات الطبية عام 1776 م» ويعتبر هذا الكتاب أول مرجع 
للنباتات البريطانية. من حيث تصنيفها وتبويبها على غرار طريقة العالم 
«لينه» وقد اشتمل الكتاب على معلومات عديدة عن النباتات من حيث 
مصدرها ومكان نموها ووقت إزهارها وفوائدها الاقتصادية كطعام أو 
كدواءء وكذلك آثارها السمية إن وجدت. ونظرا لأهمية هذا الكتاب فقد 
طبع ربع مرات في حياته؛ أما بعد وفاته فقد قام ابنه بطباعته أريع مرات 


157 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


أخرى ما بين عامي ۱805 و 830ام. 

كان الدكتور وثرنغ قد فكر عام 1772 بالبحث عن مصدر إضافي للرزق 
ففتح عيادة جديدة بمدينة برمنجهام ونجح نجاحا مرموقاء ونما عمله 
واشتهر وذاع صيته. ويقدر مدخوله السنوي بما لا يقل عن ألف جنيه 
إسترليني ثم تضاعف حتى أصبح ألفي جنيه وكان ذلك يعتبر مبلغا باهظاء 
فكان أكثر الأطباء نجاحا في منطقته مهنيا وماديا. وكان يتمتع بنزعة حب 
الخير والعطف على الفقراء فكان يعالج حوالي 2500 مريض فقير سنويا 
دون مقابل. كما يقال إنه قطع أكثر من 6000 ميل بعربته التي يجرها 
الحصان لزيارة مرضاه والاطمئنان عليهم ولتلبية دعوة أي منهم فاشتهر 
بتفانيه في مهنته كطبيب وتمتعه بضمير حي. 

وبالرغم من كثرة انشغاله في شؤون العيادة إلا أن شغفه بالنباتات 
الطبية دفعه لتكريس كل أوقات فراغه للنباتات الطبية بالإضافة للأدوية 
المعدنية والكيميائية. ومما زاد في إقباله على هذه الهواية هو توثيق علاقته 
مع العالم جوزيف بريستلي (1733- 804ام) مكتشف الأكسجين فكان كلاهما 
عضوا في الجمعية العالمية لمدينة برمنجهام التي كانت تقتصر عضويتها 
على ۱4 عالما فقط. منهم داروين الأب وجيمس واط مخترع الآلة البخارية. 

وترجم الدكتور وثرنغ عام ۱783 كتابا هاما عنوانه «كتاب التعدين» 
وأضاف إليه الكثير من ملاحظاتهء كما اهتم بتحليل المياه الطبيعية والمياه 
المعدنية في إنجلترا وفي البرتغال. غير أنه أصيب بمرض السل الذي لم 
يكن يعرف له الأطباء دواء فقضى عليه وتوفي عام 1799 م. ولكن سيبقى 
الدكتور وثرنغ مخلدا في كتب التاريخ والطب لفضله في وضع نبات 
الديجتالس في وضعه الصحيح كدواء للقلب. 

لقد ذكر وثرنغ الديجتالس أول مرة في كتابه الأول عن النباتات» غير 
أنه قام بتأليف كتاب آخر خاص بهذا النبات عام 1785 م وترجم هو الآخر 
إلى الآلمانية. ولذلك ذاع صيته في أوروبا واستقبله أطباؤها بالترحيب 
الحار لدى زيارته لها. 

وقد جرب الدكتور وثرنغ نبات الديجتالس كطبيب معالج مدة عشر 
سنوات متتالية. وأكسبه ذلك خبرة كبيرة وطويلة في هذا المجالء ثم نشر 
نتائجه فعمت الفائدة من حيث استعمالاته وكذلك نبه الأذهان إلى آثاره 


الدواء من البر و البحر 


الجاشية السيعة: 

وقد بحث هذا الكتاب حالة 158 مريضا بالقلب عالجهم بالديجتالس 
كان متهم 103 فرك يشكون من حبوط العلب الجن غير أثهم استفادوا 
كثيرا من هذا العلاج الذي كان يحضره لهم بيديه. 


اله يجتالس 

مضت قرون عديدة قبل دراسة الدكتور وثرنغ لنبات الديجتالس كان 
الصينيون خلالها يستعملون مواد أخرى لمعالجة أمراض القلب كمسحوق 
جلد الضفدع المجفف. 

أما الاسم اللاتيني العلمي لهذا النبات فقد أطلقه عليه الطبيب الألماني 
ليونارد فوكس (1501- 1566 م) من ولاية بافاريا الآلمانية. 

وقد أدخل الديجتالس ضمن دستور لندن للأدوية عام ١66ام.‏ غير أنه 
لم يلاق نجاحا بسبب سميته المفرطة فألغي من طبعة عام 1740 م. وقد 
استعمله أطباء ذلك العصر لأغراض كثيرة منها الصرع والصداع والأمراض 
الجلدية والدوار والقروح والانتفاخ. وكان الدكتور وثرنغ يستعمل الديجتالس 
مقرونا بالأفيون لمنع الغثيان والقيء كما تمكن من تخفيف درجة سميته 
بوصوله إلى الجرعة المثالية بالتجربة والمران. 

كان وثرنغ يعتقد بادىء الأمر أن فائدة الديجتالس إنما تعود إلى مفعوله 
المدر للبول بالإضافة إلى مفعوله على حركة القلب. وفي عام ۱779 كتب 
زميله الدكتور ستوكس رسالة إلى جمعية أدنبره الطبية ينبئهم عن الاكتشاف 
الجديد الذي حققه زميله الدكتور وثرنغء ولم يمض وقت قصير حتى كان 
الديجتالس ضمن الأدوية المستعملة في مستشفى أدنبره وكان الفضل يعود 
إلى وثرنغ. 

كذلك كان الديجتالس معروفا ومستعملا في فرنسا وألمانيا كما اكتشف 
أطباء تلك البلاد آثاره السمية. الأمر الذي من شأنه حدد استعماله. وفي 
الولايات المتحدة الأمريكية كان أول طبيب استعمل الديجتالس هو الدكتور 
جاكسون (779 -١‏ ۱857 م)بولاية نيوهامشير. وقد استفاد من كتابات وثرنغ 
وتمكن من تحديد الجرعة المناسبة الخالية من السمية. 

وأعلن الدكتور كرايسغ عام ۱914 أن للديجتالس مفعولا مباشرا على 


159 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


القلب والشرايين التاجيةء وأن مفعوله يؤدي إلى الإقلال من ضربات القلب. 
وعزا ذلك إلى علاقته بالدماغ. أما الوحيد الذي لم يعترف بهذا الدواء فهو 
طبيب نابليون الخاص. 

قامت الجمعية الصيدلية الباريسية عام ١835‏ بحملة علمية لإجراء 
مزيد من الأبحاث على هذا النبات» وأعلنت عن جائزة قيمتها 5000 فرنك 
فرنسي لمن يجد تفسيرا وتوضيحا لمفعول الديجتالس. وبعد خمس سنوات 
ضاعفت الجمعية قيمة المكافأة لعدم تقدم أي أحد للمكافأة الآصلية. 

وفي عام 1841 فاز كل من الدكاترة هوميل وكوفين بالجائزة لدى 
تحضيرهما مادة بيولوجية استخلصاها من أوراق نبات ديجتالس بوربوريا . 

وقد اكتشف العالم الألماني فرانك طبيعة هذا الدواء المهدئة من خلال 
تأثيره على القلب عن طريق العصب العاشر «المبهم» ولخص الدكتور فرانك 
الموضوع عام ۱850 قائلا: إن الجرع المناسبة من الديجتالس تعمل على 
تنظيم حركة القلب وعضلته فتنقبض بقوة وبطء وتقل عدد ضرباته وترفع 
من ضغط الدم. 

وفي عام 1897 م لاحظ الدكتور ماكنزي ولآول مرة تحسن حالة القلب 
المريض بصفة عامة لدى استعماله الديجتالس. واستمر الأطباء يستعملون 
الديجتالس في حالات هبوط القلب حتى عام ۱938 عندما تأكد لهم أنه 
علاج مثالي لحالات هبوط القلب المحتقن. 

ومن المدهش أنه بعد مرور أكثر من مائة عام على أول عزل للجواهر 
الفعالة لهذا النبات (وأهمها ديجوكسين): فمازالت شركات الأدوية العالمية 
ومصانعها تجد أن المصادر النباتية هي المعول عليها لأن ذلك أقل كلفة من 

هذا ومازال نبات الديجتالس دواء له سميته التي تعود أصلاء وفي أكثر 
الأحيانء إلى استعمال جرع كبيرة أكبر من اللازم إما إهمالا وإما جهلا لأن 
ذلك يؤدي إلى تراكم هذه المواد الفعالة في عضلة القلب مع انخفاض نسبة 
توزيعها في الجسم وبطء طرحها خارجه. 

إن استعمال الديجتالس وجواهره الفعالة يحقق نجاحات كبيرة في 
معالجة أمراض القلب» الأمر الذي يعزز مكانته في مجال الدواء. ومن 
المفيد أن يقرن استعماله مع بعض الأدوية الكيميائية الجديدة من محصرات 


160 


الدواء من البر و البحر 
البيتا (انديرال)-البيتابلوكرز ومحصرات الكالسيوم (ادالات) وغير ذلك. 


اللراولغيا الشعماضية (Rauwolfia)‏ 

لقد دخل هذا النبات في الطب الشعبي الهندي منذ أقدم العصور, 
واستعمل مسحوق جذوره ومطبوخها في علاج الإسهالات والحميات. وضد 
التسمم الناتج عن لدغ الأفعى والعقارب والحشرات» وفي معالجة الصرع 
والأرق والجنون. 

قام الطبيب والعالم النباتي ليونارد راولف 1620012 310دمع.1) برحلة 
إلى الشرق الأوسط عام 1579 سعيا وراء النباتات الطبية. وعندما عاد إلى 
ألمانيا (عام 1582) نشر كتابا وصف فيه ما يزيد عن ثلاثين نوعا من النباتات 
التي اكتشفها. ولكن لم يكن من بينها هذا النبات. ومع ذلك فقد أطلق 
العالم الفرنسي تشارلز بلميير على هذا النباتي عام 1073 اسم راولفيا 
(250152) تخليدا لذكرى صديقه. 

والراولفيا جنس نباتي واسع الانتشار ويشاهد في مناطق متباعدة من 
العالم وينحصر وجوده بين خطي العرض 30 شرقا و30 جنوبا ويترعرع في 
المناطق الحارة كثيرة الرطوبة. وأكثر ما يصادف في أمريكا الاستوائية 
وإفريقية وآسيا وبعض جزر المحيط الهندي. وتشتهر به الهند وتايلاند 
وبورما وسيرالانكا وماليزيا والفليبين. 

يضم جنس الراولفيا أنواعا كثيرة من النباتات» بعضها أشجار وبعضها 
شجيرات أو أعشاب. وكلها تفرز عند جرحها أو قطفها مادة لزجة. أما 
أشهر هذه الأنواع وأكثرها استعمالا في المداواة فهو الراولفيا الثعبانية. 
وهو نبات متسلق يبلغ ارتفاعه 50 سم وقد يصل إلى متر واحد» وينمو على 
سفوح جبال الهمالايا وفي السهول المجاورة وجزر الملايو وجاوا. 

لقد تمكن العالمان الهنديان الدكتور سليم الزمان الصديقي» والدكتور 
رفعت حسن (عام 1931) من استخلاص وبلورة خمس قلويدات من جدور 
أنواع مختلفة من الراولفيا. ولكن رجال الطب خارج آسيا لم يلتفتوا لهذا 
العقار ولا للجواهر الفعالة المستخرجة منه. حتى كان عام ١1952‏ حين تمكن 
بعض العلماء في سويسرا من استخلاص جسم بلوري أطلق عليه اسم 
«ريزربين» (١«امإموه‌R)‏ . وقد ثبت أن هذه المادة أقوى تأثيرا بآألف مرة من 


6١‏ ا 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


العقار الخام (النبات). وقد أدرجت الراولفيا الثعبانية في دستور الأدوية 
الهندي عام 1953 وفي دستور الأدوية الإنجليزي عام 1954 . 

يتكون الريزربين من بلورات بيضاء أو صفراء قليلا تذوب في الكلوروفورم. 
وتكاد لا تذوب في الأآثير والماء. ويستخلص من جذور نبات الراولفيا كما 
بالإمكان تحضيره عن طريق التخليق. 


قصة السنكونا العجيية 5 

الكينين قلويد يستخرج من شجرة السنكونا وموطنها الأصلي أمريكا 
المجنوبية. وتعود شهرة هذا الدواء إلى أنه أول علاج ناجع في تاريخ الأدوية 
لمعالجة الملاريا. والملاريا مرض مرعب كان ومازال يحصد الملايين منذ 
فجر التاريخء وينتقل من المريض إلى السليم بواسطة أنثى البعوضة 
الانوفوليس. 

عرفت أوروبا الكينين عام 1640 م وبقي حتى سنوات قليلة ماضية الدواء 
الوحيد الفعال في مكافحة الملاريا . ويعود الفضل إلى الدكتور رونالد روس 
عام ۱897 م باكتشافه أن أنثى البعوضة هي المسؤولة عن نقل المرض بعد أن 
ظل قترة طويلة عبارة عن مرض مجهول غريب يلفه الغموض. 

قوبل هذا الاكتشاف بترحيب كبير وعمت الفرحة في جميع الأرجاء 
غير أنه حدث أمر غير متوقع وهو نشوء سلالات جديدة من طفيليات 
الملاريا تتمتع بمقاومة ومناعة ضد الكينين. 

وقد انتشرت الملاريا في الحرب العالمية الثانية. وشكلت تهديدا مباشرا 
للقوات المسلحة المتحاربة بحيث كان يخشى أن يؤثر ذلك على مجرى الحرب. 
ومازال هذا التهديد قائما حتى الآن حيث إن منظمة الصحة العالمية تقدر 
أن حوالي ثلث سكان العالم مهددون بصورة دائمة بالوقوع فريسة لهذا 
المرض. ويقدر أن عدد الوفيات التي تحدث بسببه حوالي مليوني نسمة 
سنويا خلاقا لمائتي مليون من البشر يحملون هذا المرض بشكل مزمن 
ويعتبرون أنصاف أحياء. 

تبدأ أعراض المرض بآلام في العضلات والمفاصل والظهرء ثم يشعر 
المريض بالبرودة في عموده الفقري فتصطك أسنانه وترتعد أطرافه ولا 
يقدر على التحكم بهاء ثم يبدأ القيء الشديد والهذيان والصداع الأليم 


162 


الدواء من البر و البحر 


والعطش وارتفاع في درجة الحرارة التي ما تلبث أن تهبط مع نزول العرق 
الغزير. ويشعر المريض بالإنهاك والاستهلاك مقرونا ذلك بالكآبة واليأس. 
إنه فعلا عذاب عظيم. ثم تعود النوبة مرة ثانية وتمر بنفس المراحل وتتوالى 
مرة تلو المرة بناء على دورة حياة الطفيلى المسبب لكل ذلك. 

وقد وصف أبقراط هذا لتر عشت 0 عام وصفا لا يختلف عن 
الأوصاف الحالية. إذ تتوالى حالات النافض والحمى والحرارة والعرق 
ويتضخم الطحال ويبدو على المريض وكأنه أصيب بمس من الجنون والهلوسة 
حتى يفارق الحياة بصورة مفاجئة. 

ويؤثر الرزربين تأثرا مهدئا مركزي المفعول كما أن له تأثيرا محيطا 
خافضا للضغط ويصحبه إبطاء القلب. ولذا فهو يستعمل في علاج ضغط 
الدم الشرياني المرتفع المصحوب بتسارع القلب كما يستعمل الرزربين أيضا 
مهدئًا فى معالجة حالات القلب والتوتر البسيط وحالات الذهاب (وءومء7و2) 
المزمنة إلا أن الأدوية الأخرى أفضل منه لهذا الغرض. 

إن مفعول الرزربين بطيء إذا أخذ عن طريق الفم, ولا يظهر تأثيره إلا 
بعد مرور 3- 6 أيام. ويستمر حتى 4 أسابيع بعد قطع العلاج. فهو علاج 
متراكم (06نامة[ناد0) بطيء الطرح إلا أنه لا يؤدي إلى الاحتمال (Tolerance)‏ 

يعطي الرزربين عن طريق الفم لتخفيض الضغط بمقدار ١‏ 5-0: ملغم. 
أما كعلاج نفسي فيعطى بمقدار -١‏ 5 ملغم يومياء ويمكن إعطاؤه بالحقن 
الوريدي حيث يبدو تأثيره بعد ساعة, أو بالحقن العضلي حيث يبدو تأثيره 
بعد 4 ساعات. 

يحتمل المرضى الرزربين لقلة سميته. إلا أنه قد يسبب لدى البعض 
احتقان مخاطية الأنف. والنعاسء والدوار والأحلام المزعجة والكوابيس. 
هذا بالإضافة إلى الاضطرابات الهضمية كالإسهال وتنشيط القرحة المعدية 
والإثتني عشرية وعسر التنفس والطفح الجلدي. وقد يسبب عند البعض 
اكتئايا (دهزووء:مء2) يقود إلى الانتحار. الآمر الذي يستدعي وقف العلاج 
فورا. 

ولذلك تعتبر الاضطرابات العصبية والنفسية والقرحة المعدية والإثني 
عشرية والحمل من مضادات الاستطباب. يتوفر الرزربين تجاريا تحت عدة 
أسماء أهمها سيرباسيل. وتجدر الإشارة إلى أن الريزربين ينتقل من الأم 


163 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


الحامل إلى جنينها عن طريق المشيمة كما أنه يظهر في حليب الأم المرضعة. 

وقد انخفضت نسبة استعماله نظرا لظهور أدوية كثيرة جديدة أقوى 
مفعولا وأقل أضرارا . ومع ذلك فمازالت العشرات من الشركات الدوائية 
في العالم تنتجهء ومازال الملايين من الناس والمرضى يستعملونه. 

لقد مضت سنوات عديدة تخبط العلماء أثناءها لمعرفة أسباب مرض 
الملاريا لكن بدون جدوى. وكان الإنسان القديم-حسب الصور التي تركها 
في الكهوف-يلجاً إلى عملية التربنة (فتح الرأس) لكي يطرد الشيطان الذي 
يسكنه والذي يسبب كل تلك الآلام والأعراض المخيفة. وكان البعض يقطعون 
أطراف أصابعهم كدليل على التضحية لعل الآلهة ترضى عنهم وتشفيهم. 
وفضلا عن ذلك كان طبيب القبيلة يستعمل الفضة في معالجة هذا المرض 
وبقي الحال كذلك حتى القرن التاسع عشر الميلادي. 

أما قدماء الصينيين فكانوا يلومون ثلاثة شياطين مسؤولة عن هذا 
المرض الأول يحمل مطرقة والثاني يحمل وعاء ماءء أما الثالث فيحمل 
قرنا. وحوالي عام 700 ق. م قام إمبراطور الصين «شين-نافغ» بوصف نبات 
طبي لمعالجة هذا الداءء ولكن ثبت أن الكينين هو الدواء المثالي الذي حبانا 
الله إياه لمعالجة هذا الداء الوبيل حتى وقت قريب. 

والملاريا كلمة إيطالية تعني الهواء الفاسد (51:13 81312) وقد حدثت قصة 
مشهورة عن الكونتيسة «سنكون» زوجة رئيس دولة بيرو التي أصيبت بحمى 
غريبة عجز الأطباء عن معالجتها وتخفيف آلامها. غير أن أنباء مرضها 
هذا وصلت إلى حاكم ولاية لوجا فأرسل إليها قليلا من لحاء شجرة السنكونا 
فشفيت في الحال. ولدى عودتها إلى إسبانيا وزعت الكونتيسة ما تبقى 
لديها على معارفها وأقاربها وعرف الدواء آنذاك باسم «مسحوق الكونتيسة». 

أطلق العالم النباتي السويدي «ليه» على النبات اسم سنكونا نسبة 
للكونتيسةء غير أن هذه القصة يلفها بعض الغموض ولا أحد يدري ما هي 
الحقيقة. ا 

وفي عام 625ام عولج الأرشيدوق ليوبولد النمساوي بلحاء السنكونا 
ومن الله عليه بالشفاءء غير أنه أصيب بنوبة مرضية أخرى بعد شهر من 
الزمن مما أثار ثائرته وأحرج طبيبه الذي كان أصلا أوصى باستعمال هذا 
الدواء. فلم يخطر بباله ضرورة إعطاء الأرشيدوق جرعة أخرى فيما بعد. 


1 4 


الدواء من البر و البحر 


وقد توفي الأرشيدوق متأثرا بهذا المرض. دخل الدواء إلى بريطانيا عام 
4 م في عهد كرومويل الذي أصيب بحمى الملاريا غير أنه رفض الانصياع 
لنصيحة الأطباءء ولم يوافق على استعمال لحاء السنكونا وكانت النتيجة 
أنه توفي بسبب الملاريا عام 1678 م. 

وظهر صيدلي شاب عام ۱670 م يدعى روبرت تالبوت باشر معالجة 
الملاريا فقط في شبه عيادة فتحها بنفسه. واقتصر علاجه على لحاء 
السنكونا فأصاب نجاحا كبيرا وأنقذ الكثيرين من موت محقق» كما ربح 
أموالا طائلة وسمعة طيبة أثارت ضغينة كلية الأطباء الملكية التي حاولت 
النيل من سمعته. ولكن جهودها باءت بالفشلء بل إن تالبوت استدعي 
لمعالجة الملك شارل الثامن ونجح في ذلك فمنحه لقب لورد وأصبح فارسا 
في بلاط الملك الإنجليزي عام 1678 م وأصبح طبيبه الخاص. 

وعندما علم هذا الملك أن الابن الوحيد لملك فرنسا لويس الرابع عشر 
كان على وشك الموت من الحمى أرسل له طبيبه الخاص فوراء ونجح السير 
تالبوت في معالجة الغلام الملكي الذي شفي تماما. ولقد دفع الملك له 3000 
قطعة ذهبية مقابل الحصول على قليل من ذلك الدواء الغامض واعدا إياه 
بعدم الإفصاح عن سره طال ما كان تالبوت على قيد الحياة. ولما توفي تالبوت 
عام ۱681 م في سن التاسعة والثلاثين نشرت التركيبة الدوائية في الصحف 
وكانت مؤلفة من 6 دراخمات من أوراق الورد مع أوقيتين من عصير الليمون 
مضافا إليها منقوع لحاء السنكونا . وكان الدواء يعطى للمريض مخلوطا مع 
النبين . ويعتبر المؤرخون أن الفضل يعود إلى تالبوت الذي ساعد على انتشار 
هذا الدواء ولولاه لتأخر ذلك قرونا. 

وقد صرح الطبيب الإنجليزي الدكتور «سيدانهم» أن الدواء فعال ولا 
ضرر منه وادخله في دستور الآدوية البريطاني طبعة عام ۱696 م» ثم دخل 
هذا الدواء بعد ذلك إلى دستور الأدوية الألماني. 

ولما مات تالبوت ترك الناس محتارين في أمرهم فلم يعرفوا هوية الدواء 
الجديد. أو كيف يحصلون عليه. فأرسلت الحكومة الفرنسية عام 735ام 
بعثة إلى أمريكا الجنوبية للبحث عن الدواء العجيب. وكانت هذه أول بعثة 
غير إسبانية يسمح لها بالتجول في العالم الجديد خلال 250 عاما من 
الحملات الاستكشافية. وقد واجهت البعثة مصاعب جمة أدت إلى إصابة 


165 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


بعض أفرادها بالجنون أما البعض الآخر فقد مات واستراح. لقد عانت 
البعثة كثيرا أثناء وجودها فى الغابات لتعرضها للحشرات والحيوانات 
الان والنمكان الأسليين بالاضاقة رامل السقرافية ‏ واحيرا كك 
من الدخول إلى غابات كثيفة في مرتفعات البيرو مغطاة بأعداد من أشجار 
السنكونا وقد مكث بعض أفراد هذه البعثة مدة ثلاثين سنة في تلك الأدغال. 

زاد اهتمام إسبانيا عام 1893 م بهذا الدواءء وكانت قد أسست معهدا 
خاصا لدراسة النباتات في مدينة غرناطة كان يعمل فيه نخبة من العلماء. 
وقد زار هذا المعهد العالم الألماني الشهير البارون فون همبولت وصرح عام 
2 م أن مكتبة المعهد من أغنى مكتبات العالم بالنسبة للتاريخ الطبيعي. 
وقد تعاون مع عالم فرنسي اسمه بونيلان وتمكنا بعد أبحاث طويلة ومريرة 
من نشر نتائج دراستهما في كتاب ضخم. 

اکر كمكن سيان کیان ها ا یر کر مو ا راا 
الكينين من لحاء السنكونا لأول مرة في التاريخ. واعتبر حينئذ أنه أول دواء 
حقيقي وفعال لمرض الملاريا. وقد بدأت القصة هذه عندما تمكن طبيب 
برتغالي يعمل على ظهر إحدى السفن عام 1816 م من تهريب كمية من لحاء 
السنكوناء وبعد تجارب وأبحاث طيلة أربع سنوات وصل الصيدليان إلى 
هدفهما. بعد ذلك تمكن علماء آخرون من عزل حوالي 30 قلويدا آخر من 
النيات نفسه. ا 

وقرر الصيدليان عدم الاحتفاظ بملكية الاختراع رغبة منهم في تعميم 
الدواء من أجل معالجة الملايينء ولذا بدأت المختبرات الكيماوية بتصنيع 
مادة كينين سلفات فورا. وكانت جائزة الصيدليين الوحيدة منحة قدرها 
0 شرتك قرفسى كدمها لهما معهد باریس للعلوم: 

وبالإضافة إلى فوائد الكينين على مستوى الإنسانية فقد كان للأبحاث 
الكيميائية التي أدت إلى عزله تأثيرا بعيد المدى نحو ترسية أعمدة التخليق 
الكيماوي كأسلوب علمي حديث في البحث عن الأدوية الجديدة وبذلك 
مهد إلى يدم راا ا اا 

وبعد عزل الكينين أصبح لدى الأطباء دواء فعال لأول مرة-يبعث على 
الثقة-لمكافحة الملاريا. كما أن القلويد نفسه كان خلوا من الآثار المخرشة 
التي كان يسببها لحاء السنكونا على الجهاز الهضمي. وحصل منعطف هام 


| 6 


الدواء من البر و البحر 


بعد ذلك عندما تمكن عالم فرنسي من تهريب بذور السنكونا من مدينة 
لاباز بأمريكا الجنوبية وزراعتها في الحديقة النباتية بمدينة باريس؛ ثم 
أرسلت شجيراتها الصغيرة بعد ذلك إلى هولندا وإنجلترا . وفي عام ۱849 م 
نشر العالم ويدل كتابه المشهور عن تاريخ السنكونا معددا تسعة عشر نوعا 
نباتيا مختلفا من السبعين نوعا المعروفة حاليا. 

وانتشرت أخبار إمكانية نجاح زراعة هذا النبات خارج أمريكا الجنوبية 
انتشار النار بالهشيم. وكان معنى ذلك القضاء على الاحتكار الذي فرضته 
بلدان أمريكا الجنوبية وهي بوليفياء بيرو. كولومبياء والإكوادور بعد أن 
تمتعت بذلك سنين طويلة. وكانت هذه البلدان تمنع منعا باتا تصدير أي 
جزء من نبات السنكونا إلى خارج بلادها وشمل ذلك اللحاء والبذور 
والشجيرات الكاملة. 

وكانت جاوا مستعمرة هولنديةء مناخها مناسب جدا لزراعة شجرة 
السنكونا. وتمكن عالم هولندي من تهريب بذور السنكونا عام 1852 بعد أن 
دفع كمية من الذهب يساوي وزنها وزن البذور رشوة إلى أحد كبار الموظفين 
بأمريكا الجنوبية. وقد كوفيّ هذا الهولندي على ذلك بمنحه وسام أسد 
هونرا كما عين مسؤولا عن مزرعة السنكونا في جاوا . وقد صرفت الحكومة 
الهولندية مبالغ طائلة على إعداد مزرعة السنكونا هذه وتمكنت من زرع 
ملايين من الأشجار وكان ذلك عام ۱860 م. 

ثم زاد اهتمام بريطانيا بهذا النبات خصوصا وأن الهند التي كانت 
إحدى مستعمراتها التي كانت تفقد حوالي مليون نسمة سنويا بسبب مرض 
الملاريا. وعملت على نقل بذور السنكونا وشجيراتها إلى الهند وسيرالانكا 
وأقامت المزارع الخاصة بها . ولكن كان الهولنديون هم المحتكرين الأساسيين 
للكينين على مستوى العالم إذ كانوا ينتجون حوالي تسعة أعشار الإنتاج 
العالمي سنويا. 

ولعب الكينين كما لعبت أشجار السنكونا دورا غاية في الأهمية خلال 
الحرب العالمية الثانية لأن الملاريا كانت طيلة تاريخ البشرية عبارة عن 
مشكلة عسكرية. فالملاريا هى التى قتلت الإسكندر المقدونى. كما أن الملاريا 
انتشرت فى أمريكا خلال الحرب الأهلية وقتلت الآلاف. أما فى الحرب 
الأمريكية الابسيافية فق كان يتوت ا من امود نبي اا5 قار 


107 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


كل جندي جريح في المعارك. وكانت قوات الحلفاء قد عانت الكثير من 
مرض الملاريا خلال حملتها العسكرية على اليونان ومقدونيا في الحرب 
العالمية الأولى. 

وقد أصيب في الحرب العالمية الثانية حوالي 000, 600 جندي أمريكي 
بالملاريا خصوصا في الحملة الإفريقية وحملة جنوب المحيط الهادي في 
وقت كانت السنكونا وكان الكينين العلاج الوحيد لهذا المرض تحت تصرف 
القوات المسلحة. 

وقد نزلت ضربة قاسمة بقوات الحلفاء عام ۱941 م عندما استسلمت 
الحامية الأمريكية في جزيرة باتان مما أدى إلى انخفاض كبير في كمية 
الع الو فة لف اد الأمريكية. كان الأمل الرديه ويد شاط امرك 
يدعى فيشر لديه خبرة سابقة مع السنكونا عندما كان يعمل في الفليبين 
عام .191١‏ فقد تمكن من نقل بعض بذور السنكونا من جاوا إلى الفليبين 
بالرغم من قبضة الهولنديون الحديدية على الجزيرة. وفي عام 1927 كان 
فيشر يملك مزرعة كبيرة لأشجار السنكونا تقع في الفليبين. وفي عام ۱936 
وصلت أول شحنة من اللحاء الفليبيني من مزرعة فيشر إلى مصنع في 
مانيلا. وتستمر الحرب ويقع هذا المصنع أيضا في أيدي القوات اليابانية 
لدى احتلالها الفليبين عام 1942 م» كما استولى اليابانيون على جزيرة جاوا 
واحتلتها واقتلعت أشجار السنكونا من 38000 فدان كانت تمثل المصدر 
الآساسي وريما الوحيد لقوات الحلفاء من لحاء السنكونا. 

كما كانت القوات الألمانية قد استولت على أمستردام في هولندا قبل 
ذلك بسنتين وصادرت المخزون من هذا الدواء أيضا. وبذلك أصبح أكثر من 
0 من الكينين في العالم في أيدي قوات المحورء ولم تستطع قوات الحلفاء 
أن تنال شيئًا منها. 

وفي الوقت نفسه لاحظ الحلفاء الزيادة المضطردة في حالات الملاريا 
وضحاياها من جيوشها بشكل يدعو إلى القلق حتى إن النسبة وصلت إلى 
0 في منطقة لوزون: و50 في مناطق أخرى من الجنود المصابين بالملاريا . 
كانت التخالات التي تستقبلها المستشفيات العسكرية بحدود 700-500 حالة 
يوميا. ولم يكن لدى الحلفاء سوى كمية قليلة تكفي لمعالجة ١0,000‏ مريض 
فقط ولمدة 3- 4 أسابيع. وكانت تصل نسبة الوفيات إلى 10 طالما أنه كان 


168 


الدواء من البر و البحر 


من المتعذر معالجتهم بالكينين. حاولت القوات الأمريكية طلب المساعدة من 
أستراليا ولكن دون جدوى. 

وأثناء هذه المحنة ظهر فيشر على مسرح الأحداث وتقدم إلى القائد 
الأمريكي وأخبره بوجود مزرعته المخصصة للسنكونا في مكان ناء في 
الفليبينء وعن استعداده للتعاون معه بالرغم من قواه المنهكة بسبب الملاريا 
أيضا. واتخذت الإجراءات المناسبة وتمكن فيشر من تحميل طائرة بكمية لا 
بأس بها من اللحاء غير أن الطائرة هذه أسقطت. ومما زاد الطين بلة 
سقوط باتان نفسها بأيدي القوات اليابانية مما شكل ضربة قاسمة لها. 
وبذلك ذهبت جهود إنقاذ المرضى المحتضرين أدراج الرياح. 

غير أن فيشر تمكن بعد ذلك بطريقة ما من تهريب بضعة بذور من 
شجرة السنكونا إلى استراليا ومنها إلى أمريكا الجنوبية وأنشاً هناك مزرعة 
كبيرة في كوستاريكا مساحتها ۱0,000 فدان غير أن ذلك كان قرب انتهاء 
الحرب العالمية الثانية. وقد منح فيشر بعض الأوسمة مقابل خدماته الجليلة. 

هكذا بدأ عصر تخليق الأدوية المضادة للملاريا خلال الأربعينيات من 
هذا القرن. وأحدث ذلك تغيرا هاما بالنسبة لشجرة السنكونا. وقد أولت 
الحكومة الأمريكية عناية خاصة للبحث عن أدوية مضادة للملاريا بحيث 
إن العلماء حضروا ما لا يقل عن 14,000 مادة كيميائية جديدة على أمل 
العثور على دواء جديد للملاريا . وتمكن عالمان أمريكيان من جامعتي كولومبيا 
وهارفاد عام ۱944 م؛ من وضع الأسس اللازمة لعملية تخليق الكينين كيميائيا . 
ولكن ذلك لم يحل مشكلة القوات المسلحة المحاربة التي كانت لا تزال تعاني 
من الملاريا على مختلف الجبهات. 

ومن حسن الصدف أن شركة باير الألمانية كانت منذ عام 1928 م قد 
حضرت مادة كيميائية جديدة اسمها أتبرين تم تسويقها عام ۱932 م» وما 
حل عام ۱944 حتى كانت الشركات المصنعة قد أنتجت مالا يقل عن بليون 
حبة من هذه المادة سنويا في المتوسط . وبرغم وجود آثار جانبية سيئة لهذا 
الدواء لكنه كان الدواء المنقذ لحياة الكثيرين. أما أهم آثاره السيئة فهي 
الغثيان والإسهال واصفرار الوجه والجلد. 

ثم توالت الأبحاث الصيدلية من أجل البحث عن علاج للملارياء وصادف 
خلال الحملة العسكرية التي شنتها قوات الحلفاء على القوات الأمريكية 


10۹9 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


المتمركزة في منطقة أنزوا الإيطالية أن اكتشفت قيادتها أن الألمان كانوا 
يستعملون دواء جديدا اسمه كلوروكوين في معالجة الملاريا . كان الأمريكان 
يعرفون هذه المادة من قبل لكن لم يكونوا قد اكتشفوا أهميتها الدوائية 
لمعالجة الملاريا. 

وكان كلوروكوين الدواء المثالي لمكافحة الملاريا خلال الحرب الكورية في 
الخمسينيات من هذا القرن. أما دواء بريماكوين فقد تم تحضيره عام 
5م بجامعة كولومبيا. فقد كان دواء فعالا لكنه بحاجة لمراقبة الطبيب 
المعالج نظرا لآثاره السمية. وفي عام ۱961 تم دمج المادتين في قرص واحد 
يؤخذ مرة أسبوعيا لأجل الوقاية من المرض خصوصا إذا تواجد المرء في 
تحاف مودي 

ومن ميزات هذا القرص أن الغلاف الخارجي يساعد على القضاء على 
طعمه المر. ولكن المرارة وحدها لا تشكل عقبة كأداء كظهور حالات فى 
التعسماسية الفرملة كاد ر ان ركذا كان لاحن رة الكففات الح 
أن تستمر. 

ويحتوى لحاء السنكونا على قلويد آخر هو الكينيدين يفيد في معالجة 
أمراض القلب وتنظيم الخلل في ضربات القلب وحالات تسارعه لدرجة أن 
حقنة واحدة من هذا الدواء تعتبر منقذة للحياة في بعض الحالات القصوى. 

وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه بالرغم من برامج مكافحة بعوضة 
الانوفوليس العديدة منذ عام ۱950 م فما زال 250 مليون من البشر يعيشون 
في مناطق موبوءة مهددين بالإصابة بالملاريا بأي وقت. ومع أن أكثر المناطق 
التي ينتشر فيها مرض الملاريا هي المناطق الاستوائية, إلا أنه ثبت أن 
الملاريا تستطيع أن تنتشر حتى في القطبين الشمالي والجنوبي» وفي أعلى 
قمم جبال الآلب والأنديز حيث تصل درجة الحرارة إلى مستوى منخفض 
للغايةء وكذلك ينتشر مرض الملاريا بمنطقة منخفضة للغاية مثل البحر 

وقد أصيب بالملاريا في منتصف الخمسينيات في الولايات المتحدة 
وحدها حوالي مليون نسمة مات منهم بمعدل خمسة آلاف شخص سنويا. 
ومازالت شجرة السنكونا تنمو بغزارة وكثافة في سفوح جبال الانديز الممتدة 
لمسافة ۱500 كيلومتر حيث هناك موطنها الأصليء وذلك بالرغم من أن 





170 


الدواء من البر و البحر 


الحاجة إليها قد انخفضت. ومازالت شجرة السنكونا تعتبر من أجمل أشجار 


العالم. 


(Qinghaosu) كنفهاسو‎ 

كنغهاسو مادة نباتية فعالة ومضادة لمرض الملاريا تستخرج من نبات 
صيني اسمه كنغهاو. وتسمى هذه المادة أيضا «اريتزيمين». 

وبالرغم من أن هذه المادة العشبية كانت تستعمل ومازالت في الصين 
ضد الملاريا منذ حوالي 2000 عاما إلا أن الجوهر الفعال القابع بداخلها لم 
يكشف عن هويته إلا عام ۱972 م حيث تم استفراده؛ وقد تبين لعلماء الصين 
أن هذه المادة الطبيعية قريبة الشبه في تركيبها من فئة التربينات المنتشرة 
في كثير من أغراد المملكة النباتية. وقد قام علماء الصين بدراسة هذه المادة 
كيميائيا وأقربازينيا من ناحية المفعول الطبي والآثار الجانبية. 

والحقيقة أن كنغهاسو يمثل سلسلة من المواد الكيميائية التي تتمتع بقوة 
خارقة ضد طفيليات الملاريا خصوصا تلك الطفيليات التي اكتسبت مقاومة 
لدواء الكلوروكوين؛ وهي مادة قليلة الذوبان في الماء والزيت ولذلك اضطر 
العلماء إلى تخليق مشتقات ذوابة منها مادة «أرتي ميثير» وكذلك «أرتي 
سونات». وقد أجرى عليهما تجارب اقربازينية وسمية مكثفة. وهاتان المادتان 
أكثر ذوبانا وبالتالي أكثر فعالية من المادة الأم. وبينما تذوب الأولى في 
الدهون تذوب الثانية في الماء. 

ودلت الدراسات السريرية على أن هاتين المادتين تستطيعان الدخول 
إلى معظم أجزاء الجسم وأنسجته؛ غير أن الجسم يستطيع في الوقت 
نفسه أن يتخلص منهما بسرعة ويطرحهما خارجا فورا. 

ولذلك قام علماء الصين بالمزيد من الأبحاث على هاتين المادتين خصوصا 
في ولايتي يونان وهايتان الصينيتين منذ عام 1973 حتى عام 1980 م. وأجريت 
التجارب على 2000 مريض بال ملاريا وكانت النتيجة تبشر بالخير. وقد وجد 
أن جرعة كنغهاسو الفعالة 900 ملغرام مذابة في الزيت تؤخذ لمدة ثلاثة أيام 
متتالية. ووجد في الوقت نفسه أن 600 ملغرام من مادة «أرتي ميثير» المذابة 
في الزيت تعطي نفس المفعول. أما مادة «ارتي سونات» فبالإمكان إعطاؤها 
عن طريق الوريد نظرا لذوبانها في الماء. 


17 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


وقد دلت دراسات مقارنة بين كنغهاسو وارتي ميثير من ناحية؛ ومادة 
كلوروكولن من ناحية أخرىء وتبين أن مفعولهما أقوى منهء ولكن من الناحية 
السمية ظهز أن ها اماد تزكر علي أا كران التجارب ولالك لا بر 
إعطاء هاتين المادتين أو مشتقاتهما للنساء الحوامل حتى ينجلي الأمر. 

وينطبق الأمر نفسه على مادة «آرتي سونات» أيضا علما أنها تعتبر مادة 
منقذة للحياة نظرا لكونها مادة أكثر فعالية لقابليتها الذوبان في الماء. 
ويعتقد أنها أقوى مفعولا حتى من الحقن الوريدية لمادتي الكينين والكلوروكوين 
في معالجة الملاريا الدماغية بالذات. 

ويعتقد أنه ينتظر هذا الأدوية مستقبل باهر في معالجة أمراض الملاريا 
ذلك الوياه الذي يجه الان بخصوصا في يعض رجاء اسا وإشريعية 
ولذلك وجب العمل على تطويرها صيدليا. 


قصة الكورارى (ع۲إC٤)‏ 

نبات طبي غريب الشأن لا يوجد نبات غيره يماثله في مجال الدواء 
والصيدلة وله أسماء مختلفة منها «اوراري» و«وورالي». 

والكوراري اسم يطلق على عدة نباتات من سموم السهام التي يستعملها 
السكان الأصليون في أمريكا الجنوبية. ولهذا النبات تاريخ حافل ورومانسي. 
فقد استعمله-ومازال-الهنود الحمر على شواطى الأمازون من أجل صيد 
الحيوانات والفرائس. فكانوا يصوبون السهم المسموم إليها ولدى إصابتها 
يبدأ السم بالتسرب من السهم إلى جسم الحيوان»ء وبمنع عضلات الجهاز 
التنفسي من العمل ويقضي عليها. وبذلك يحصلون على طعامهم. 

وفي الوقت نفسه استعمل هؤلاء الهنود هذه السهام المسمومة في الدفاع 
غن أنفسهم ولمجايهة أعدائهم وقتلهم إذا لزم الأمر. وقد ارتبطت طريقة 
تحضير سموم الكوراري بالخزعبلات والخرافات وأعمال السحر يقوم بها 

وبعد اكتشاف قارة أمريكا الجنوبية صادف أن قام السير والتر رالي 
بزيارتها. فأظهر هو وغيره من المغامرين والنباتيين اهتماما بالغا بنبات 
الكوراري وسمه. وفي نهاية القرن السادس عشر الميلادي حمل المكتشفون 
الأوروبيون مستحضرات الكوراري والتي قام الهنود الحمر بتحضيرهاء 


172 


الدواء من البر و البحر 


معهم إلى أوروبا. وهناك أجريت عليها الأبحاث والدراسات الكيميائية 
ومن العلماء الذين اهتموا بذلك الدكتور هبمولت (عام ١805‏ م)ء ولذلك 
باتت المصادر النباتية للكوراري هدفا لكثير من الأبحاث الميدانية. 

ونبات الكوراري الذي ينبت في شرق أمازونيا يضم عدة أنواع نباتية 
تنتمي إلى نفس العائلة النباتية وتحتوي على قلويدات محصرة للأنسجة 
العصبية العضلية. أما أهم هذه الأنواع فهو نبات كوندو ديندروم توفتوزم 
والذي يستحضر منه قلويد د. تيوباكورارين. 

وقد تقدمت أبحاث الكوراري بفضل العالم «جيل» منذ عام 1940 الذي 
حصل على عينة من النبات وأحضرها إلى الولايات المتحدة الأمريكية 
بكميات كافية لإجراء أبحاث كيميائية وفارماكولوجية عليها. 

أما استعمال الكوراري سريريا فيعود إلى عام ۱932 م عندما استعمله 
لأول مرة الدكتور ويست في معالجة مرض الكزاز (تيتانوس) والتشنج. أما 
أول محاولة للاستفادة منه في إرخاء العضلات أثناء العمليات الجراحية 
مع البنج العام فقد بدأت عام 1942 من قبل الدكتور جريفش والدكتور 
جوستون. وبعد ذلك توسع هذا الاستعمال بشكل ملحوظ. 

أما قلويد د-تيوباكورارين فقد تم تحضيره بفضل الدكتور داتشر كمية 
منه عام 1943. وأصبح بالتدريج مادة متوفرة بكميات كافية. ومن جملة 
الآطباء الذين تجرءوا على استعماله كان الدكتور بريسكوت الذي استعمل 
د-ثيوباكورارين بكميات متفاوتة من ۱١‏ إلى 20 إلى 30 ملغرام عن طريق 
الوريد لمريض تجرى عليه جراحة. وقد تبين أن أصغر هذه الجرعات سببت 
له ازدواجا في النظر وضعفا عاما. أما الجرعة المتوسطة (20 ملغرام) فقد 
بدأت الأعراض بعد دقيقتين مصحوبة بشلل في عضلات الوجه والرقبة 
ثم انتشر الشلل نحو المريء والبطن. كما فقد المريض القدرة على النطق. 
غير أنه بقى قادرا على البلع والسعالء واستمر ذلك مدة 4 ساعات. أما 
استعمال الجرعة الأكبر (30) ملغرام فقد أحدثت شللا فوريا شملت عضلات 
الوجه والرقبة والبطن مع تعذر المريض فتح عينيه أو تحريك جسمه أو 
التكلم أو البلع. وخلال دقائق ثلاثة زادت سرعة التنفس وأصبح ضحلا 
وصعبا. واحتاج المريض لإجراء الإسعافات الآولية والتنفس الاصطناعي 
له. ومع ذلك فقد وعيه. فبادر الطبيب عندئذ بحقنه بدواء نيوستجمين 


173 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


فاسترجع المريض فواه خلال 35 دقيقة وشفى تماما بعد ست ساعات. 
ولذا فان د-تيوكورارين يصنف كدواء من المثبطات العصبية العضلية 
ويعطى بالحقن بجرعة مقدارها ۱0- ١5‏ ملغرام وبحد أقصى مقداره 45 
ملغرام. 
إن أعراضه الجانبية نادرة غير أنه يسبب هبوطا مؤقتا فى التنفس 
الناجم عن شلل عضلات التنفس وشلل الحجاب الحاجز. أما ترياقه دين لا 
شك قلويد النيوستجمين . 


جو سيبول 00551001 معقم الذكور 
دواء نباتي يتناوله الرجل لمنع المرأة من الحمل !! 

يحكى أن قرية صغيرة في الصين تدعى وانج اقتصر طعام أهلها على 
الطبخ بزيت بذور القطن نظرا لرخص ثمنه. ومرت الأيام ولم ترزق أي من 
نساء القرية بالأطفال مما أقلق رجالها. فاستبدلوهن بنساء أخريات من 
قرية أخرى فأخفقن أيضا في الإنجاب. ولكن سرعان ما حملن بعد عودتهن 
إلى قريتهن الأصلية وتزوجن رجالا آخرين. ظن الناس أن السبب هو الأرواح 
الشريرة التي تقطن القرية. ولكن في الواقع كان السبب هو زيت بدور 
القطن ومادة الجوسيبول الموجودة فيه. ونهاية القصة أنه في إحدى السنين 
عندما انخفض ثمن زيت فول الصويا إلى أقل من ثمن زيت القطن أخذت 
نساء القرية يستعملنه في الطبخ بدلا من زيت القطن المعتاد . واشتد عجبهن 
وعجب أزواجهن عندما من الله عليهن جميعا بالأطفال. هذه قصة. أما 
القصة الأخرى فتتلخص في أن أطفال الصين اعتادوا مضغ بذور القطن 
واعتبروه غذاء طيباء ولم تكتشف حقيقة أمره إلا عام 1965 عندما ساورت 
الشكوك بعض العلماء في أن له علاقة بمنع الحمل فكيف حدث ذلك؟ 

لوحظ في تلك السنة أن بعض القرويين الصينيين بدأوا يعانون من قلة 
اة رك الأتجابه وكاتوا قد ادرا على امال وت النطن فى 
إعدادهم أطعمتهم. 

وكان هؤلاء القرويون يستخرجون زيت القطن سابقا من بذوره بواسطة 
التسخين والغلي. وحدث أنهم غيروا طريقتهم في الفترة التي حدثت فيها 
قصتناء فصاروا يستعملون طريقة جديدة لاستخراج الزيت تعتمد على 


174 


الدواء من البر و البحر 


الضغط البارد. وبذلك توقفوا عن استعمال الحرارة. وقد ثبت فيما بعد أن 
الحرارة تفقد الجوسيبول مفعوله المانع للحمل بينما النوع المحضر بواسطة 
الضغط البارد يحتفظ بهذه الخاصية. 

قام أحد أطباء الأعشاب الصينيين بزيارة قرية وانج؛ وقام بتسجيل 
تاريخها العجيب في إحدى المجلات الطبية لتكون مرجعا لبحاثة المستقبل. 
ومع ذلك لم يزدد الاهتمام بزيت القطن كمانع للحمل إلا في نهاية الستينات 
بطريق الصدفة أثناء دراسة انتشار بعض الأعراض المريبة منها: الإعياء 
والحرقة والعقم. وقد تبين أنها متأتية من الإكثار من استهلاك زيت القطن 
الخام. 

بعد ذلك كرس علماء الصين وغيرهم الكثير من جهودهم وأبحاثهم 
العلمية على مركب الجوسيبول للتأكد من مدى صلاحيته كمادة مانعة 
للحمل وأثرها على الرجال وليس على النساء. 

وبعد مدة طويلة من البحث والتجربة على تسعة آلاف رجل لمدة أربع 
سنوات ما زال الأسلوب الذي يعمل به الجوسيبول مجهولا . ولكن لهذه المادة 
عددا من التأثيرات قد يكون أي منها السبب في العقم. فهو يقلل من حركة 
الحيواناث المنونة: أو يوقفها تماما حسيه ها أشتته التجارب على الحيوان 
والإنسان. كذلك فالجوسيبول يكبح من نشاط الخلايا التي تفرز الحيوانات 
المنوية عادة مما يؤدي في النهاية إلى تلفها . كما يتدخل في فعاليات الأنزيمات 
الموجودة في الحيوانات اللثورة والخلايا التي رو 

والجوسيبول سائل فينولي أصفر اللون ذو رائحة مميزة لم يتم الكشف 
عن تكوينه الكيميائي تماما بعد. وهو مادة موجودة بشكل طبيعي في بدور 
شجرة القطن وأوراقها وجذورها. غير أن البذور هي المصدر الأساسي له. 
وشجرة القطن تنتمي إلى الفصيلة النباتية جوسيبوم المنتشرة في كثير من 
البلدان-مصر وأميركا والصين وسوريا وغيرها الكثير. 

والصين كما هو معروف بلاد شاسعة بلغ عدد سكانها ألف مليون نسمة, 
ويزداد بشكل يشغل فكر المسؤولين هناك إذ تبلغ الزيادة السنوية حوالي 50 
مليون نسمة ويأمل العلماء أن تتمكن الصين من استعمال الجوسيبول كسلاح 
لتنظيم التناسل بل والحد منه إذا أمكن. 

وظهرت في عام ۱978 أول بوادر نجاح الأبحاث العلمية عندما أعلن 


175 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


فريق من البحاثة الصينيين أن الجوسيبول النقي وال ستخرج بدون استعمال 
الحرارة مؤثر للغاية ويبشر بمستقبل باهر. 

فقد اشترك 400 متطوع صيني في هذا البحث تناول كل منهم 25 
ملغراما يوميا من مادة الجوسيبول لمدة شهرين» وكانت النتيجة أنهم جميعا 
أصيبوا فعلا بالعقم. ولدى إجراء الفحوصات الحيوية والكيميائية على 
حيواناتهم المنوية تبين أنها منخفضة إذ بلغت بحدود 4 ملايين في الملميتر 
المكعب الواحد بل وأقل من ذلك. إنها نسبة ضئيلة ولاشك ويتعذر حصول 
الحمل في هذه الحائة. وقد استمرت حالة العقم عندهم طالما أنهم كانوا 
يتناولون الكميات اللازمة من الجوسيبول مقسمة بالطبع على عدة جرعات. 
ردهن تم امتردو] تخصويقية كدي ركفم عو قاول الذوام خلال دة 
أقصاها ثلاثة شهور. هذا الأمر شجع المعاهد الأخرى ومختبرات الأبحاث 
على متابعة الث عن أسران هذا الدواء العجيب: 

ولذا تبقى هناك تساؤلات عديدة عنه. هل هو فعلا مفيد مثلما أعلن 
العلماء الصينيون؟ وهل هو يتمتع بالسلامة والأمان نتيجة لإجراء تجارب 
ودراسات عن السمية على المدى الطويل عليه؟ لقد صرح فريق العمل 
الصيني أن لا خوف من الجوسيبول إذ إنه خال من الأضرار السامة والمؤذية. 
ولكن العالم بحاسة لإثباقات داهعة كى خطيكن القلوب: 

فالشيء الوحيد الذي اشتكى مته المتطوعون لدى استعمالهم الجوسيبول 
هو شعورهم بتعب بسيط. كما دلت التحاليل على أن نسبة الكالسيوم في 
دماكهم قد اتحفضت يشكل قت ركن هل هنا الاتخفاض يرجح إلى 
الدواع التعدود ام سبي يموع اله إنه آم مجر بجا ا ا 

غير أن الفريق الصيني اعترف بأن الجرعات الكبيرة من الجوسيبول 
تؤدي إلى آثار سيئّة من جملتها الإسهال وفقدان الشهية وبالتالي الهزال 
والآديما قى الركتين مغ صعوية في التتفس. ولكن اهم ما قى هذا الكبران 
الجرعة السامة من الحوسييول قرينة جدا هن الجرهة السلكحية: وهذا 
أمر بغاية الخطورة وبحاجة للحسم لأن أي تجاوز بسيط في الجرعة الدوائية 
العلاجية قد يؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوب فيها دون قصد. ولذا 
فالعلماء عاكفون على حل هذا الإشكال عن طريق تحضير مشتقات كيميائية 
للجوسيبول يكون لها نفس المفعول المعقم» وتكون خالية من الآثار السميةء 


176 


الدواء من البر و البحر 


ويكون الهامش بين الجرعة العلاجية والجرعة السمية واسعا. 

وقد أشار الدكتور «لي» إلى أن العمر النصفي للمحلول المائي لهذا 
الدواء هو فقط ١8‏ ساعة. بعدها ينشطر إلى حوالي 20 مادة مستقلبة 
بعضها فعال. وله علاقة بموضوع العقم وبعضها لا فائدة منه. 

أما الدكتورة «هوفر» من جامعة هارفرد فتعتقد أن مادة الجوسيبول 
مادة تبشر بالخير وينتظرها مستقبل باهر كمادة مانعة للحمل لدى استعمال 
الرجال إياها. وقد تآكدت من ذلك من نتائج أبحاثها التي أجرتها على 
فثرانها في المختبرء واستنتجت أنها لا تحدث أي تغييرات فسيولوجية تذكر 
في الجسم. وأما تأثيراتها على الخصية فهي بسيطة جدا ولا تؤثر على 
القوى الجنسية, ولا تؤثر على نسبة تركيز الهرمونات الذكرية في الدم 
وهي فعالة بإحداث عقم مؤقت. 

وتعتقد الدكتورة هوفر أنها عثرت أيضا على موقع تأثير الجوسيبول إذ 
يتم ذلك على الحيوانات المنوية للرجل عندما تمر في البربخ6”7)-وطوله 
سبعة أمتار-حيث يتم نضجها هناك عادة وتصبح قادرة على الإخصاب. 

ومن الأخبار المشجعة التي جاء ذكرها في تقرير فريق طبي صيني أن 
مستوى هرمون تستوسترون واطرمون اللوتيني في دم الرجل لا يتأثران 
بالجوسيبول ويبقيان طبيعيين مما يدل على أن الدواء هو دواء آمن يتمتع 
بقسط وافر من السلامة وليس له مفعول سيىّ. 

وما زالت الأبحاث في الصين قائمة على قدم وساق من قبل العديد من 
الهيئات العلمية ومعاهد الأبحاث حتى إن مؤسسة روكفلر الأمريكية قد 
أظهرت اهتماما بالغا بهذه الأبحاث. بحيث قامت بتمويل بعضها بمبالغ 
كافية سواء الجاري منها في الصين أو في الولايات المتحدة الأمريكية. 

ويحاول البحاثة في الوقت الحاضر أن يتأكدوا من خلو هذه المادة من 
أي مفعول مسرطن. أو آي تأثير دائم على قوة الإخصابب» وكذلك مدى 
تأثيره على كريات الدم الحمراء حتى تطمكن النفوس. 

إن مستقبل الجوسيبول مازال في كفة القدر. ولكن إذا ما ثبت أنه دواء 
متوفر فيه سبيل السلامة والأمان فلابد من أن ينتظره مستقبل عظيم بل 
ومذهل ليس في الولايات المتحدة الأمريكية فقط بل في جميع أنحاء العالم 
خصوصا وأن الولايات المتحدة الآمريكية تنتج حوالي 50.000 طن من 


177 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


الجوسيبول سنويا من مصانع القطن فيها كمادة فرعية لصناعة ألياف 
القطن. فبدلا من إهدارها يكون الأمل في الوصول إلى طريقة للاستفادة 
منها. كما أن بذور القطن موجودة في أمريكا بكميات هائلة تبلغ ملايين 
الآطنان وتقدر بملايين الدولارات. 

وتعتقد منظمة الصحة العالمية أن الجوسيبول قد يكون الطريق الوحيد 
إلى تحديد النسل في الرجال في المستقبل القريب خصوصا وأن أعراضه 
الجانبية ليست بذات أهمية. وعلى كل فهناك حاجة لمزيد من الدراسات 
قبل تطبيق التجارب على البشر على نطاق واسع. ولن يسمح للجوسيبول 
بالوصول إلى الآسواق إلا بعد التأكد من خلوه من الآضرار الجانبية ومن أن 
تأثيره في التعقيم شيء مؤقت. 


الكو ر تيز و نات من (Corticosteroids) ةı liad!‏ 

نبذة تاريخية: 

لقد بدأ الاهتمام بالغدة الكظرية ووظائفها الفسيولوجية نتيجة للتقرير 
الذي نشره الدكتور أديسون عام ۱855 م؛ ووصف فيه الأعراض السريرية 
الناجمة عن أثر إصابة هذه الغدد بمرض عطلها عن العمل. 

أثار هذا التقرير اهتمام الدكتور براون سكوارد الذي قام بتجربة رائدة 
في العام التالي باستتصال الغدد الكظرية من حيوانات التجارب» وملاحظة 
النتائج المترتبة على ذلك وثبت لديه بما لا يدعو إلى الشك في أن هذه 
الغدد ضرورية لاستمرار الحياة. 

وتمر عقود جديدة حتى الثلاثينيات من هذا القرن عندما أدرك الأطباء 
أهمية قشرة الغدة الكظرية فدفعتهم الأعراض الغريبة والمعقدة الناجمة 
عن نقص الإفرازات الهرمونية لهذه الغدة إلى دراسة حالة تخلخل 
الكهارل“واعتلال استقلاب النشويات بما في ذلك خسارة الجسم لمادة 
الصوديوم عن طريق الكلى بشكل محير. وقد قام الدكتور كوري بمجهود 
كبير في هذا الاتجاه. 

ودلت الدراسات على أنه يوجد نوعان من الهرمونات لهذه الغدة أحدها 
من القشرة وله علاقة وثيقة ومباشرة بالكهارل وكيفية التحكم بمستواهاء 
أما الهرمون الآخر الذي تفرزه الغدة الكظرية فيختص باستقلاب النشويات. 


178 


الدواء من البر و البحر 


وبعبارة أخرى فهما نوعان من الهرمونات أحدهما «مالح» والآخر «حلو». 

في عام 1932 م قام جراح الأعصاب الشهير الدكتور كوشنج بوصف 
الأعراض التي تصيب الإنسان الذي تزيد في جسمه كمية هذه الهرمونات 
ولذلك تحمل هذه الأعراض اسمه حتى الآن. أما أول من حضر خلاصة 
قضرة القن القطرية فيما انكو سوتهيل والدتكوز اروها 

كما قام علماء الكيمياء العضوية عام 1942 مم بعزل حوالي 28 مركيا من 
مشتقات السيترويدات وتمكنوا من معرفة هويتها وتركيبها. وكانت خمسة 
فزب هذه لركياف كفيو و قري تيف وه و کد 
كورتيكوستيرون: هيد روكورتيكوستيرون. وديزوكسي كورتيكوستيرون. وبعد 
ذلك بحوالي عشر سنوات تم اكشتاف الهرمون المختص بالكهارل وأطلق 
بالأديماء وتبين أن هذه المادة تساعد على احتفاظ الجسم بالصوديوم 

وبعد ذلك يفترة وجيزة تمكن العلماء من تقدير الكميات التي تفرزها 
قشرة الغدة الكظرية وتشمل ثلاثة هرمونات هي كورتيزول» وكورتيكوستيرون؛ 
والدوسترون. 

ومن الجدير بالذكر أن الدكتور فوستر كان قد قام بإزالة الغدة النخامية 
منذ عام 1926 م» فالاحظ ضمور الغدة الكظرية على أثر ذلك مما يثبت أن 
هناك علاقة بين الغدتين. بعد ذلك ثبت أن خلاصة الفص الأمامي للغدة 
النخامية تعمل على تنشيط الغدة الكظرية. كما أدى ذلك إلى عزل هرمون 
|. س. ت. ش (4.0.1.11) ولكن لم يتمكن العلماء من الوصول إلى تركيبه 
ومعادلته إلا عام ۱956 م بفضل الدكتور بيل. وفي عام |196 م تمكن الدكتور 
هوفمان من تخليق هذا الهرمون في المختبر كيميائيا ووجد أنه مؤلف من 
قشرة الغدة الكظرية وحالة «الكرب» (ووعن5) عام 6 . وفی عام 1949 مم 
أعلن الدكتور هيثر عن المفعول الدرامي للكورتيزون ولهرمون | . س. ت. ش. 
على بعض الحالات المرضية وخصوصا الأمراض الروماتزمية الحادة. ومن 
العلماء الذين ساهموا بسهم وافر في هذا المجال الدكتور كيندال الذي كان 
المسؤول الفعلي عن الأبحات التي أدت فعلا إلى تخليق الستيرويدات. ولذلك 


179 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


منح جائزة نوبل مكافأة له على ذلك. 

أما النجاح الكبير الذي حققه الكورتيزون فقد شجع على إنجاز المزيد 
من الأبحاث. وفي عام ۱950 تم اكتشاف مسار هرمونا. س. ت. ش 
SS‏ إلى تخليق مواد مشابهة 
ومشتقةء ومن ثم كيفية معايرة الكورتيزون عام 1959 م. 

أما الاستعمال افع للكورتيزونات ومشتقاتها فقد أصبح ممكنا 
بعد عزلهاء والكشف عن هويتها وتركيبهاء وإمكانية تخليقها بالرغم من 
ارتفاع كلفة ذلك في تلك الأزمنة. بعد ذلك استطاع العلماء تخليق هرمونات 
أخرى كالكورتيزون والكورتيزول والالدوسترون. وبدأت هذه الفئّة من 
الهرمونات تتبوأ مركزا مرموقا في عالم الدواء والطبابة. ومع ذلك بقي 
على الإنسان اكتشاف آتارها الجانبية للتغلب عليها. وقد أدى اكتشاف 
الكورتيزونات إلى فتح أبواب جديدة في المعالجة أهمها : الروماتيزم» أمراض 
الكلى a‏ الحساسية:؛ الربوء أمراض العيون؛ أمراض 
الجلدء تقرح الأمعاء والمعدةء أمراض الكبدء الصدمة؛ الكربء أديما الدماغ 
وغير ذلك. 


المصادر النباتية 

يعتبر الدكتور راسل ماركر الأمريكى أنه مكتشف السيترويدات النباتية. 
وكان لهذا الاكتشاف أثر كبير في الإنجازات الصناعية لهذه المواد. كان 
ماركر يعمل في معهد روكفلر ثم في جامعة بنسلفانياء وبدأ هناك أبحاثه 
عن مواد الستيرول ونشر 47 بحثا علميا عنهاء وسجل 75 براءة اختراع 
تتعلق بهاء وأصبح واثقا من أنه لا داعي للحيوانات كمصدر لهذه الهرمونات 
سواء كانت الكورتيزونات أوا.س. ت. ش أو الهرمونات الجنسية. وذلك 
لأنه اكتشف أنه بالإمكان الحصول عليها من النبات وبكلفة أقلء فقد وجد 
ضالته في نبات «يام» (۲۸۷) المكسيكي. 

ينتمي نبات (يام) إلى الجنس النباتي «ديوسكوريا» (1210500:12) وله جذور 
منتفخة تحتوي على مواد نشوية كان وما زال يستعملها السكان الأصليون 
في المكسيك كغذاء طيلة آلاف السنين. ومن الجدير بالذكر أن وزن بعض 
هذه الجذور المنتفخة قد يصل أحيانا إلى مائة رطل. 


الدواء من البر و البحر 


ويحتوي جنس ديوسكوريا على 90-80 نوعا مختلفا في المكسيك وحدهاء 
بعضها قابل للأكل والبعض الآخر سام بحيث كان السكان يستعملون المواد 
السامة لصيد الأسماك عن طريق تسميمها . وقد أمضى ماركر سنين طويلة 
في المكسيك من أجل حل ألغاز وأسرار هذه النباتات كيميائيا وغير ذلك 
من الأمور. 

وكان لنجاح ماركر الكبير أثر فعال على جميع مصانع الدواء في جميع 
أنحاء العالم فقد تبين أن خمسة نباتات من هذا الجنس النباتي تحتوي 
على مادة سابوجنين («نمءوهم52) وتحتاج شجرة اليام مدة عشرين سنة من 
أجل إنتاج جذر غني بهذه المادة بكميات معقولة. ولكن تمكن ماركر من 
العثور على بعض النباتات المنتمية لنبات «يام» تحتاج فقط ثلاث سنوات 
لكي تنضج جذورها وتنتج مادة سابوجنين اللازمة لتخليق الهرمونات كمادة 
طليعية. وقد أطلق على هذه المادة اسم «ديوسجنين» (مندهءوءوه01) واعتبر 
ذلك كشيفا غطيها حن 

على أثر ذلك بدا الدكتور ماركر أبحاثه المكثفة بشكل سري في مختبر 
صغير متواضع بمدينة مكسيكوسيتي» وتمكن من إنتاج عدة كيلو غرامات 
من هرمون جنسي عام 1942 قدرت قيمتها بحوالي 80.000 دولار للكيلو 
الواحد» وتمكن ماركر من تحقيق ذلك نظرا لتفانيه في العمل واجتهاده 
ومثابرته. بل وتهالكه. فقد أمضى وقتا طويلا لا يفارق مختبره يعيش فيه 
ويأكل فيه وينام ويستحم ولا يغادره أبدا خشية أن يتمكن أحدهم من التلصص 
والاستيلاء على أسراره وأسرار المعادلة الكيميائية التى أوصلته إلى ما 
وصال بعد ذككف أل ها كر هام 1943م بشركة وهرموكاء الكسيفية واتقق 
معها على تأسيس شركة جديدة أطلق عليها اسم سينتكس (2هام89) التي 
طبقت فيما بعد شهرتها الآفاق. غير أن ماركر تقاعد بصورة فجائية وغامضة 
عام 1952 م» وانقطعت صلته بالشركة تماما. وقد بيعت الشركة فيما بعد 
إلى بعض الفعاليات الاقتصادية الأمريكية. 

بدأت شركة سينتكس بحملة علمية قوية وموسعة من أجل زراعة نباتات 
«ديو سكوريا» في جنوب المكسيك. وبالإمكان تخيل مدى المساحات الشاسعة 
التى استثمرتها الشركة خلال سنة واحدة إذ تمكنت من الحصول على 
0 ا طن من جحت وى الات وكات هلاه اة لاو تن لااد الطاب 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


على السيترويدات الجديدة بشكل هائل إذ كانت ديوسكوريا هي المصدر 
الرئيس والوحيد للمادة الأساسية والطليعية لتخليق الكورتيزونات 0 

وفي عام ۱960 انتقلت شركة سينتكس بمختبراتها وبحاثيها وعلمائهاء 
إلى كاليفورنياء وأصبحت من أضخم الشركات الدوائية في العالم مزودة 
بمختبرات ضخمة للأبحاث المتخصصة في السيترويدات ومشتقاتها . كما 
أصبحت قاعدة لمن يرغب في الحصول على المادة الأساسية وتلبية طلبات 
كثير من مختلف مصانع الأدوية وشركاتها في مختلف أنحاء العالم. 

وقد شجعت الأخبار هذه شركة شرنج الألمانية على تأسيس مزرعة 
خاصة لنبات «اليام» في غواتيمالا من أجل الحصول على حاجتها من المادة 
المطلوية دون الاعتماد على الغير. وهكذا أصبحت مادة ديوسجنين مصدرا 
لتخليق العديد من الهرمونات الجنسية أنثوية وذكرية بالإضافة إلى 
الكورتيزونات ومشتقاتها . 


أدوية مانعة للحمل من السيتر ويدات النباقية : 

وافقت إدارة الأدوية والأغذية الأمريكية عام 1965 على استعمال أقراص 
منع الحمل السيترويدية من أجل تنظيم النسلء؛ ومنذ ذلك الحين زاد 
الاستهلاك العالمى على هذه الأقراص بشكل يدعو إلى الاستغراب والدهشة 
لذلك باتت الاه إلى المواد الخام الخاصة بتلك الصناعة في غاية الأهمية. 
واعتبرت هيئة الأمم المتحدة أن أقراص منع الحمل هي إحدى الوساثل 
الفعالة والمقبولة لتنظيم النسل والحد من التكاثر. 

من الثابت أن سكان العالم يزيدون بنسبة تبالغ 2/ سنويا بحيث إنه 
يتوقع أن يصل عددهم عام 2010 ضعف العدد الحاليء ولذلك لا بد من أن 
يزيد الطلب على السيترويدات الطبية وأقراص منع الحمل الفموية بشكل 
كبير. وفي بداية الأمر كانت جرعة هذه المواد حوالي ملغرام واحد أي أن 
الكيلو غرام يزودنا بحوالي مليون جرعة. وفي عام 1973 استهلكت الصناعة 
الدوائية مليون كيلو غرام من هذه المواد (أي ۱000 طن) وهذا يوازي ضعف 
الكمية المستهلكة عام ۱963 م (500 طن). وقد حصلت الصناعة الدوائية 
على تلك المادة من المصادر التالية:- 

-١‏ المصدر النباتي ويشكل 77“ من ديوسجنين المكسيكي بالإضافة 


الدواء من البر و البحر 


للصيني والهندي وكذلك من مادة هيكونجين من إفريقية. 
2- المصدر الحيواني ويشكل ١0‏ من الكوليسترول وأحماض المرارة. 
3- تخليق كيميائي وبشكل ١3‏ -من المصانع الدوائية بأمريكا وألمانيا 
وفرنسا. 
ومن المتفق عليه أن المصدر المفضل لتصنيع أقراص منع الحمل هو مادة 


ديوسجنين النباتية. 


صناعة السيتر ويدالت: (Steroids)‏ 

أقراص منع الحمل الفموية عبارة عن تطوير صناعي للهرمونات الجنسية 
الطبيعية في جسم الإنسان. وتتكون الهرمونات الجنسية من 27 ذرة كربون 
هي الكوليسترول» ويقوم النبات بصنع مادة الكوليسترول بنفس الطريقة 
البيولوجية التي يصنعها جسم الإنسان. كما أن النبات كالإنسان قادر على 
تحويل الكولسترول إلى بروجسترون ولكنه لا يتراكم. وإن عدم تراكم 
الهرمونات في النبات يجعله بلا قيمة اقتصادية. 

ولكن من حسن الحظ تبين أن النبات يستطيع أن يحول الكوليسترول 
إلى ديوسجنين. وكان لذلك أهمية صناعية وصيدلية كبرى. 

ويمتاز ديوسجنين بأنه يتراكم في النبات ويتم تخزينه في الجذور بصفة 
رئيسة بحيث يشكل 5“ من وزن الجذور لدى بلوغه السن الخامسة من 
عمره. وحفاظا على هذه الثروة التي يعود الفضل فيها إلى الدكتور ماركر, 
قامت حكومة المكسيك بمنع تصدير جذور الديسكوريا أو أي جزء منها من 
أجل الانفراد باحتكار هذا المنجم. 

وأدركت الحكومة الأمريكية الصعوبة البالغة في تخليق السيترويدات 
تخليقا كاملا تجاريا واقتصاديا مع عدم كفاية المصادر الحيوانية (أحماض 
المرارةء الكوليسترول الحيوانيء شحم الصوف, الدماغ والعمود الفقري). 
ولذلك شنت دائرة الزراعة الأمريكية عام 1953 م حملة عارمة وعالمية 
للبحث عن النباتات التي تحتوي على نسبة عالية من السيترويدات في 
جميع أنحاء العالم على أمل استعمالها كنقطة انطلاق لتخليق الهرمونات 
الجنسية اللازمة لأقراص منع الحمل. وقد تمكنت بعثاتها المختلفة من 
جمع أكثر من 6000 نبات تنتمي إلى حوالي 1397 جنسا نباتيا تنتمي بدورها 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


إلى 208 عائلة نباتية. 


ديو سكو ريا: (Dioscorea)‏ 

هونبات متسلق والذكر منه يختلف عن الأنثى. للأنثى كبسولات مجنحة 
تحتوي على بذور مجنحة قادرة على الطيران وأرواقها تشبه القلب. يقوم 
فقن كج اا و ركاه و و 
ليتمكنوا من الوصيول إلى الأماكن البديدة الوهرةوالغايات الكتيفة بسنا من 
هذ اياك فى ا والطبيعية و اهال إلى خر 
عميقة للوضنول إلى التجذوونوالدرتات في يآاظن الأرض.ويتكاقر هذا الات 
براسيظة البذور المحتحة الطاكرة ` 

أما في الهند فيجمع السكان جذور النبات من سفوح جبال الهملاياء 
غير االو الوا متحت وره إلى ا اع وات لكين الات 
التي دفعت الحكومة المكسيكية للتصرف نفسه. وضي الصين تحتفظ الحكومة 
بمحصولها من هذه النباتات من أجل صناعتها الدوائية. فالصين بأمس 
الجالحة لهذا التتواء عد نزام عند كانه على البليون شيفة وشنو هن 
مواليدها بخمسين مليون طفل سنويا. تنمو هذه الأشجار في بولندا والمجر 
أيضا وتصدرها إلى الاتحاد السوفياتي. 

ومع ذلك تبين أن المصدر النباتي لا يكفي لمتطلبات العالم المتزايدة. ومع 
الأسخكبت أن زراغة هذا الات ليست أقل من الأمتماد على التباقات 
الةو ا 


أدوية من تحت الأمواج 

كئوزالبحر: 

حاول الإنسان منذ فجر التاريخ أن يعثر على أدوية من البحر. وتدل 
المخطوطات الصينية القديمة على أن بعض النباتات البحرية كانت تستعمل 
لمعالجة عدد من الأمراض منها هبوط القلب والخراجات والأورام السرطانية. 

أما السكان البدائيون فى البحار الجنوبية لأمريكا فقد استعملوا 
مستخلصات من الطحالب والأعشاب البحرية لمعالجة أمراض الجلد وآلام 
المغص والالتهابات. وقد كان استعمال أعشاب البحر لمعالجة أمراض الغدة 


184 


الدواء من البر و البحر 


الدرقية شائعا لدى الهنود الحمر وسكان بيرو في أمريكا الجنوبيةء والذين 
كانوا يعيشون على سطوح جبال الأنديزء كما كانوا يمضغون تلك الأعشاب 
لاعتقادهم أنها مفيدةء وكان شعب الانكا من هنود أمريكا الجنوبية-وما 
زال-يستعمل ألياف الطحالب البحرية لمعالجة آلام الأذن. وكان الايرلنديون 
والصينيون واليابانيون وما زالوا-يستعملون الطحالب الغنية بالمعادن في 
طعامهم. ولا عجب في أنهم لا يعرفون أمراض الغدة الدرقية بتاتا. وبالطبع 
يعود مفعول هذه الطحالب لمادة اليود الموجودة فيها. 

وتجدر الإشارة إلى أن مصدر اليود الاقتصادي في الوقت الحاضر 
ليس من طحالب البحر بل هو من مناجم النيترات في شيلي» ومن محاليل 
البحر الملحية في الولايات المتحدة الأمريكية واليابان لأن ذلك أقل كلفة من 
الحصول عليها من الطحالب. 

وقد حاول العلماء خلال الحريين العالميتين الأولى والثانية الاستفادة 
من آشنة (11055)طحالب البحر المعروفة باسم (سفاجنوم) بتعقيمها بواسطة 
البخار, ثم تحول إلى ما يشبه الشاش المعقم لاستعمالها في تضميد الجروح. 
ومن الغريب أن الجروح كانت تنمل بسرعة أكثر مما لو استعمل لذلك 
الشاشء القطني لأن الاشنة لابد من أن تحتوي على مواد كيميائية قاتلة 
للجراثيم. 

وقد ذكرت دساتير الأدوية القديمة أن الاشنة الايرلندية وطحالب 
الكراجين كانت تستعمل لمعالجة أمراض الرئتين. 

وقد تم إحياء هذه الطريقة القديمة في معالجة جنود الحلفاء خلال 
الحرب العالمية الأولى الذين كانوا يصابون وا الحلق وانسداد المسالك 
الهوائية والتنفسية نتيجة لاستنشاقهم الغازات السامة. 

كما حاول بعض البحاثة استعمال هذه الطحالب فى معالجة القرحة 
اأعندة, 

وبالإمكان استخراج الآجار أو الهلام من بعض طحالب البحر. تلك 
المادة التي لا يستغني عنها أي مختبر طبي أو جرثومي. فهي الوسيط 
الأمثل المستعمل لتربية مزارع الجراثيم. وما زالت مادة «الجين» تستعمل 
حتى الآن في صناعة الأدوية طويلة المفعول لأنها مادة لا تمتص في المعدة. 
كما أنها تستعمل كمادة مسهلة للسبب نفسة . 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


أدوية البجار : 

تحتل المحيطات حوالي (7 “ من مساحة الكرة الأرضية حيث يعيش 
أ اكماس الكاقتات اة التابعة للملكة الحيوانية بالإضافة بالطبع 
لكميات مذهلة من الكائنات النباتية. 

وتنمو النباتات في البحار بمعدل أسطوري يصل حوالي 4000 طن لكل 
ميل مربع؛ وهي التي تزود الهواء الجوي بمعظم غاز الأكسجين الذي لا 
يمكن وجود حياة على الأرض بدونه. 

يتفرع عن عالم الفارماكولوجي علم آخر يقال له الفارماكولوجي البحري 
أي أنه يبحث في الآدوية التي أصلها نبات بحري-وقد لاقى هذا الفرع 
العلمي في الولايات المتحدة الأمريكية اهتمامات زائدة خلال الثلاثين سنة 
الأخيرة. كما نال دعما حكوميا ماديا ومعنوياء ورصدت له الأموال بالبلايين. 
وبالإمكان تعداد بعض الاكتشافات المدهشة التى حققها الإنسان من مياه 
البحار: ۰ 

- في عام ۱901 أثبتت الدراسات والتجارب التي أجريت على السمك 
الهلامي البرتغالي والذي يعض من يقترب منه سر غموض الصدمة المعروفة 
باسم «ٹاق»* وقد كان ذلك أساس معلوماتنا الحاضرة عن أمراض 
الحساسية (الأرجية). 

- إن دراسة أوضاع صغار قنافذ البحر ساعدت على فهم كيفية حماية 
كريات الدم البيضاء في جسم الإنسان من الجراثيم المغيرة. 

- إن التجارب التي أجريت على حيوان البحر المعروف باسم الانكديس 
الكهربائي قد ساعدت على فهم كيفية تخليق مادة (7831) المستعملة كترياق 
في معالجة الإصابات بالغازات السامة التي تؤثر على الأعصاب. 

- يعتبر كبد الحوت وأكباد بعض الأسماك الأخرى أهم مصدر طبيعي 
لفيتامين (د) المستعمل في معالجة أمراض الكساح ولين العظام خصوصا 
عند الأطفال. 

- واليود المتوفر في مياه البحر لوجوده في بعض الطحالب البحرية قد 
فتح الباب على مصراعيه للكشف عن أسرار عمل الغدة الدرقية ومرض 
الدراق. 

والطحالب عبارة عن نباتات بحرية تنمو في أعماق لا تتعدى ۱50 قدما 


186 


الدواء من البر و البحر 


لأن الأعماق التي تبلغ 5000 قدم تكون محرومة من أشعة الشمس أو حتى 
أشعة أي ضوء باستثناء ضوء الكائنات البحرية الضوئية التي تعيش في 
أعماق سحيقة. كثير من هذه الطحالب يعيش على اليابسة حتى أنه ينمو 
في المناطق الجليدية في القطبين الشمالي والجنوبي. هذا خلافا للطحالب 
التي تدمج مع الفطور وتصبح حزازا متعلقة بالأشجار والصخور تتعايش 
سويا. 

وخلال المائة عام الماضية تمكن بعض العلماء من التحقق من هوية 
حوالي 17000 نوع من الطحالب البحرية وتمكنوا من وصفها وتصنيفها 
وتسميتها. فهناك أنواع تسلب الألباب لكثرتها وتنوعها وأشكالها وألوانها 
وجمالها. فهي تتفاوت حجما فمنها ما هو مكون من خلية واحدة فقطء 
ومنها ما حجمه مجهري بغاية الصغر لا يمكن رؤيته بالعين المجردة فضلا 
عن أن الطحالب الماردة التي تنمو بمعدل 50 قدما في السنة الواحدة قد 
يصل طولها الإجمالي حوالي 600 قدم. 

والطحالب مقسمة إلى أنواع أساسية تبعا لألوانها فمنها: الأصفرء 
البني» الأحمرء والأزرق المخضر. جميع هذه الأنواع تشترك بميزة واحدة 
وهي قدرتها على إتمام عملية التمثيل الكلورفيلي عن طريق استغلالها 
أشعة الشمس فتحول بخار الماء والنيتروجين وثاني أكسيد الكربون إلى 
بروتينات ونشويات ومواد أخرى ضرورية لحياتها. 

وقد اكتشف الدكتور برات من كاليفورنيا طحالب تفرز مواد مضادة 
للحياة. كما تفرز بعض الفيتامينات والمعادن الضرورية. وبرغم كثرة العناصر 
والمواد الحيوية الموجودة في هذه الطحالب فإن الإنسان لم يطرق إمكانات 
البحار كمصدر للدواء إلا في النادر. إن تقاعس الإنسان عن الاستفادة من 
الطحالب البحرية لم يكن سببه عدم الرغبة في ذلك. بل بسبب صعوبة 
عمليات الغطس فى الأعماق والخوف من الصمت والمجهولء وكذلك الجهل 
بأسرار الأعماق. ا 

إن الغطس بحد ذاته يشكل خطورة بالغة على الغطاسين بسبب ضغط 
الماء الهائل الذي يمكن أن يحطم أضلاعهم وعظامهم ويقضي عليهم إذا لم 
تتخن إجراءات مشددة لحمايتهم. فمن المعروف أن الإنسان على اليابسة 
يتحمل ضغطا يبلغ ١5‏ رطلا على البوصة المربعة الواحدة. أما الأسماك في 


187 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


الأعماق فتتحمل ضغطا عليها قد يصل إلى ستة أطنان على البوصة المربعة 
الواحدة. 

هذا وإن أكثر أعداء الغطاس شراسة هو التفاوت الكبير في درجات 
الحرارة التي يتعرض لها جسمه في مختلف مستويات أعماق المحيط بحيث 
قد يقتله ذلك. 

وقد حاول الدكتور ألبرت زينت جورجي-المجرى الأصلء والحائز على 
جائزة نوبل تقديرا له لاكتشافه فيتامين ح قبل حوالي 40 عاما-دراسة 
الحيوانات الهلامية البحريةء على أمل إيجاد حل لأمراض ضعف العضلات. 

وقد حقق علماء البحار نجاحا كبيرا في معركة الإنسانية ضد المرض. 
ويكفي أن ثنوه بالعوالق (البلانكتون) البحرية: تلك الحيوانات البحرية 
اهر الف قبا تان مكار ر كك الجا على امل اجا قات 
حية مير يفير للمضادات الحيوية. 

ومن أشهر الأبحاث العلمية التي أجريت على مياه البحر وطحالبه بحثا 
عن الأدوية هو ما قام به العالم النباتي المشهور الدكتور بيركهولدر والذي 
يعود إليه الفضل باكتشاف المضاد الحيوي الهام الكلورمنفكول والمستعمل 
لعالجة التيفوكيد والتيفوس.وقد حقق بيركهولدر ذلك عندما اكتشف وجود 
بعض الكائنات الحية الموجودة في عينة من تراب فنزويلي فاستعملها وتمكن 
من الحصول منها على أول مضاد حيوي يتم تخليقه كيماويا. 

أشار العالم الإيطالي الدكتور كابريوني إلى أن الحزاز (مءطءن) كانت 
تستعمل في طب المصريين القدماء واعتبروها علاجا ناجعا لمرض السل 
الرئوي خلال مدة طويلة امتدت من عام 1600 حتى 1800 م. وقد عثر على 
هذه المعلومات على آنية خزفية وجدت ضمن الآثار الفرعونية. 

وهناك جراثيم بحرية من أكثر الكائنات الحية فائدة للإنسانية إذ إنها 
تعمل ليل نهار على التهام الفضلات العضوية التي تتساقط باستمرار في 
مياه البحر من الإنسان والحيوان والأسماك والنباتات وغير ذلك. إن مياه 
البحر الصافية تحتوي على مائة جرثومة في الملعقة الصغيرة الواحدة من 
الماء. أما قطرة واحدة من الماء البحري الملوث فتحتوي على ملايين من هذه 
الكائنات المجهرية خصوصا إذا أخذت العينة من قرب الشاطئ أو قرب 
الموانئ حيت تتراكم جثث الكائنات الحية من حيوانية ونباتية . وتعتبر الجراثيم 


الدواء من البر و البحر 


من ضمن المملكة النباتية. فهي تمت بصلة للفطور من جهة وللطحالب من 
جهة أخرى وتتحلى بصفات مشتركة بينهما . فهي لا تحتوي على الكلوروفيل 
(يخضور) ولذا لا يمكنها تصنيع غذائها بنفسهاء ولذا تحصل على غذائها 
بشكل طفيلي من تلك الكائنات الحية الصغيرة التي فقدت حياتها ومازالت 
موجودة في البحر. 

وحيث إن البحار هي التي ظهرت على وجه البسيطة أولا فقد كانت 
تستقبل باستمرار مختلف المواد العضوية وغير العضوية والكيماوية المتدفقة 
عليها من اليابسة. هذا بالإضافة إلى نتائج تفكك وانشطار وطرح الكائنات 
الحية الأخرى. ومما يزيد الأمر تعقيدا هو تلك المواد التى تتساقط فى 
المياه نتيجة الانفجارات والبراكين التي تثورء والغبار الكوني الأتى من القضاء 
الخارجي. ويقدر خبراء الكيمياء أن كل ميل مكعب من مياه البحر يحتوي 
على 200 مليون طن من المواد الكيماوية المختلفة بما في ذلك عناصر الذهب 
والفضة والكبريت والألمنيوم والراديوم. 

في عام 1674 م تمكن العالم المجهري لووين هوك من اكتشاف نوع من 
الطحالب سماه «يوجلينا» وهو المسؤول عن اخضرار مياه البحر. وتحتاج 
اليوجلينا إلى فيتامين ب ١2‏ حتى تنمو وهو بالطبع فيتامين ينتمي إلى أسرة 
الفيتامين ب المركب وهو ضروري لتغذية اليوجلينا مع أنها لا تحتوي على 
هذا الفيتامين. وقد تم عزل هذا الفيتامين عام 1948 م. وتبين أنه هو 
الفيتامين الفعال الموجود في الكبد والذي يمنع حدوث فقر الدم. 

قد يختلف العلماء على تقسيم الكائنات البحرية من حيث انتماؤها 
فبعضها ينتمي للمملكة الحيوانية والبعض الآخر ينتمي للمملكة النباتية. 
ولكق كيف يمك القنييز بيتهماة إن الكاضنات سريحة السركة والتى تسبح 
بسرعتها ولونها أخضر غامق وتحتوي على كلوروفيل هي كائنات عجيبة 
غريبة. فهي نباتات نظرا لوجود الكلوروفيل فيهاء بل هي حيوانات لأنها 
تحضر طعامها بنفسها فهي إذن تقع على الخط الفاصل. 

بعض السوطيات ذات الخلية الواحدة تحتوي على مادة شديدة السمية 
تهدد معظم الحيوانات البحرية؛ ومن أعمالها المدهشة هو قيامها بتلوين 
مساحات شاسعة من البحر في مواسم خاصة. وتوجد السوطيات بكميات 
هائلة. قد تبلغ 400-300 مليون في كل لتر واحد من مياه البحر. ولذا فهي 


18۹ 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


تعمل على امتصاص الأكسجين من الماء وتفرز بدلا منه السموم. وهذا 
السم لا يؤذي الحيوانات البحرية الرخوية والهلامية والتي تتغذى عليها. 
ولكن هذه الهلاميات الصوتية نفسها تصبح بدورها سامة لو أكلها الإنسان 
بسبب وجود سم الحيوانات السوطية فيها. 

هذا التسمم يشبه التسمم الوشيقي فإذا حقن فأر بجزء من المليون من 
الغرام من هذا السم قتل. ومن أغرب السموم البحرية تلك التي يتسمم بها 
الإنسان بعد تناوله طعام معين من السمك. 

والسمك النهاش الأحمر وسمك الباراكودا وسمك ذثب البحر جميعها 
لا تتغذى على الطحالب» فهي تفضل الأسماك الأخرى فقط. والأسماك 
الأخرى هي التي تعيش على الطحالب. والكمية التي تستهلكها الأسماك 
من الطحالب كميات كبيرة لا يمكن تصورها . وقد قدر أن رطل سمك الكود 
يمثل 100,000 رطل من عوالق البلانكتون البحريةء كما أن السموم التي 
تفرزها الطحالب السامة تنتقل إلى الأسماك الكبيرة دون أن تؤذيها. وتحمل 
الأسماك الكبيرة السم في جسمها حتى إذا أكلها الإنسان قامت بقتله. ومن 
الغريب أنه حتى طبخ هذه الأسماك وتعرض لحومها لنيران حامية لا يؤثر 
على مفعول السموم المذكورة فتبقى قوية وقاتلة. 

يضاف إلى ذلك أن بعض سموم الطحالب والأسماك تسبب الهلوسة 
التي يتمتع سكان اليابان بها. ويوجد في اليابان بعض المطاعم المتخصصة 
التي تقدم نوعا من السمك اسمه «فوجو» وهو سام للغاية ولكن يجب أن 
يحضره الطباخ الياباني الماهر طريقة فنية معينة تتطلب مهارة متناهية 
وخبرة تتلخص بإزالة الأعضاء المتراكم عليها السم (كالكبد والكلية والمرارة) 
ولدى تناول لحم هذا السمك يشعر اليابانيون بسعادة عارمة ونشوة كبيرة 
مع شعور بالتحليق في الأجواء وينسون أنفسهم. 

كما أن السكان الأصليين في جزر جنوبي المحيط الهادي لهم شغف 
كبير بتلك الأسماك. ولذلك يحاولون البحث عن هذا النوع منها. ومنها ما 
يسمى «سمك الماعز» الذي يعطيهم أحلاما جميلة وكوابيس رائعة. 

ومن أغرب السموم البحرية التي اكتشفت هو سم ينتج عن أكل أنواع 
معينة من الأسماك تسبب أعراضا غريبة لآكلها بشكل لم يسبق له مثيل؛ لم 
يمر سابقا على أي من المشتغلين بالطب. فيشعر الضحية بأسنانه تكاد 


190 


الدواء من البر و البحر 


تسقطء وينتابه شعور غريب لا يمكن تفسيره» وليس لهذا السم أي ترياق 
كما لا ينجم عن التسمم أي مناعة تدى الضحية ضد ذلك السم. إنه سم 
غريب يختلف حتى عن سموم الثعابين والعقارب. 

ويقدر أنه يوجد من هذه السموم السمكية في قاع البحار ما لا يقل عن 
0 نوع. فهل يا ترى يكون بالإمكان الاستفادة من هذه السموم الفعالة في 
معالجة وطبابة الإنسان؟ 

وهناك وجه آخر لكنوز البحار تتمثل بمحتوياتها الكيميائية من أملاح 
ومواد معدنية بكميات هائلة وأنواع متعددة لا حصر لها. 


كيمياء البصر : 

تعتبر مياه البحار معينا لا ينضب من الأملاح النافعة للإنسان: وهي 
موجودة بنسب ثابتة تقريبا في جميع البحار والمحيطات» وتشمل الكلوريدات 
والكبريتات والكريونات لعناصر عديدة أهمها الصوديوم والبوتاسيوم 
والماغنسيوم والكالسيوم وغيرهاء ناهيك عن اليود والبروم وبعض الأملاح 
الموجودة بنسب ضئيلة نسبيا كأملاح الذهب والفضة:. واليورانيوم والبلاتين 
وغير ذلك. 

والأرقام التالية توضح لنا أهمية هذه الثروة الطبيعية الهائلة التي حبانا 
بها الله سبحانه وتعالى: وهكذا نرى أن مياه المحيطات عبارة عن مصدر 
هائل لاستخلاص الأملاح والمواد الخام اللازمة لمختلف أنواع الصناعات. 
ومن الجدير بالذكر أن الثروة المعدنية في البحار في تجدد دائم أي على 
النقيض من مناجم اليابسة. ذلك أن البحار تستقبل بصفة دائمة مزيدا من 
الأملاح الذائبة تأتيها من الأنهار والفيضانات المتدفقة عليها من اليابسة 
بمعدل 6500 مليون طن سنويا. 

وتقدر كميات الأملاح الذائبة في القدر الهائل من ماء المحيطات والبحور 
بنحو 50 مليون مليار طن تكفي لتغطية مسطح الأرض جميعها بجبل من 
الأملاح ارتفاعه 45 مترا. 

والقدر الأكبر من هذه الأملاح هو ملح الطعام فيحتوي الميل المكعب من 
ماء البحر على ١17‏ مليون طن من ملح الطعام (كلوريد الصوديوم) وهو من 
ألزم العناصر لحياة الإنسان فضلا عن أنه من العناصر الضرورية للصناعة 


10 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


إحصائيات عن البحار 


1 مليون كيلو متر مربع 
0 متر 
0 مليون كيلو متر مكعب 
كمية الأملاح الذائبة فيها 
أملاح النحاس 
أملاح البورون 
أملاح المنغنيز 
أملاح اليورانيوم 


ملاح الفضة 





أملاح الذهب 





ومنها الصناعة الدوائية. كما يدخل في صناعة الصودا الكاوية والكلورين 
والجلود والصباغة. ويستخرج منه ما يزيد عن 50 مليون طن من البحر 
بالتبخير بحرارة الشمس. ويوجد المغنيسيوم بمعدل كيلو غرام واحد في كل 
متر مكعب من مياه البحرء ويدخل في كثير من الصناعات منها صناعة 
الظاكرات النداكة سيب ك وره ك فى هنم ااال اة وبر 
المطابع وفي الصناعة الدوائية. 

كما يحتوي ماء البحر على نصف كيلو غرام من أملاح البروم في المتر 
المكعب الواحد منهء وللبروم استعمالات كثيرة في الصناعة منها الصناعة 
الدوائية وفي صناعة أدوات إطفاء الحقرائ والتصوير والأصباغ. 

أما البوتاسيوم فيستخرج بصفة خاصة من الطحالب البحرية ويستعمل 
في صناعة الزجاج. كما يدخل في تصنيع كثير من المواد الصيدلية والدوائية. 

وقد تمخضت البحوث عن كشوفات مثيرة منها أن قاع المحيط الهادئٌ 
غني بمناجم النحاس والكوبالت والنيكل تكفي استهلاك العالم لمليون سنة 


192 


الدواء من البر و البحر 


قادمة. 

ويوجد المنغنيز بمعدل 20000 طن في الكيلو متر المربع الواحد من الماء 
وله استعمالات عديدة في الصناعة بما في ذلك الصناعة الدوائية. 

أما اليود فهو مادة دواتية أساسية وتعتبر الطحالب البحرية مصدرها 
الوحيد. 

ويجدر التنويه بمياه البحر الميت الذي يقع في أكثر المناطق انخفاضا 
على وجه البسيطة يقدر بحوالي 400 متر تحت سطح البحر. ويبلغ طوله 79 
كيلو متر وعرضه ۱5 كيلومتر ومساحته ۱000 كيلومترء أما عمقه فهو حوالى 
0 مترا. ا 

وماؤه مشبع بمواد كيميائية مختلفة بتركيز عال للغاية يستحيل معها أن 
يعيش فيه أي حيوان أو نبات» ولذلك أطلق عليه الإغريق اسم البحر الميت 
لانعدام الحياة فيه. كما أن ماءه زيتي الملمس لزج القوام مرتفع الكثافة. 

إن ما يحتوي عليه البحر الميت من الأملاح المختلفة يبلغ ملايين الأطنان 
بحيث تشكل كنزا من كنوز المواد المعدنية التى يجدر استغلالها استغلالا 
صحيحا والاستفادة من ذلك دوائيا و 


البحر الميت (بحيرة لوط) 

يعتقد بعض علماء الجيولوجيا أن وادي الأردن-بما في ذلك البحر الميت- 
قد نشأ نتيجة لتغيير بركاني» حدث قبل عدة آلاف من السنوات؛ امتد من 
جبال طوروس شمالا حتى البحر الأحمر جنوبا. 

ويقع البحر الأحمر في إحدى بقاع الآخدود المنخفض على مسافة تبلغ 
حوالي 400 متر تحت مستوى سطح البحر الأبيض المتوسط. أما إلى الجنوب 
الغربي من البحر الميت فتقع مدينتا سدوم وعمورة التاريخيتين حيث سكن 
قوم لوط» وقد اندثرتا وأصبحتا أثرا بعد عين وغطتهما مياه البحر الميت. 
ولذلك أطلق عليه اسم بحيرة لوط. 

يبلغ طول البحر الميت حوالي 79 كيلو متر أما عرضه فحوالي ١5‏ كم 
وعمقه حوالي 250 مترا ومساحته حوالي ۱000 كم مربع. وأشهر مدن فلسطين 
القريبة منه هي مدينة أريحا التاريخية التي تقع جنوبي شرفي بيت المقدس . 
ماؤه مشبع بمواد كيماوية مختلفة بحيث أصبح من المستحيل أن يعيش فيه 


1۹3 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


أي حيوان أو نبات. ولذلك أطلق عليه الإغريق اسم البحر الميت لانعدام 
الحياة فيه كما أن ماءه زيتي الملمس لزج القوام بسبب كثافته المرتفعة 
وتركيزه الشديد بالأملاح المعدنية المختلفة. 

وترتفع درجة الحرارة في تلك المنطقة صيفا بحيث تتجاوز درجة 50 م 
وتتعرض مياه البحر الميت إلى التبخر الشديد؛ ويبلغ ما يتبخر من مياهه 
يوميا ملايين الأطنان مما يؤدي إلى انخفاض منسوبة. ولكنه يعود ويسترد 
ما فقده من التبخر من مياه الأنهار والسيول والينابيع التي تصب فيه. وقد 
أثبتت الأبحاث العلمية أن جوانب البحر الميت تضم كميات هائلة ومتنوعة 
من الثروة المعدنية كملح الطعام والحجر الكلسي والجبس والحديد والكبريت 
والنحاس والفوسفات والمانجنيز والكاؤولين والإسفلت وغير ذلك مما يشكل 
مواد ظليفية الصتاعة صيدلية دواقية وهنا سخلاف ها تحوية :مياه البخر 
الميت من أملاح. 

وتكاد تكون مياه البحر الميت محلولا مركزا لكثير من الأملاح المعدنية 
المختلفة ومعينا لا ينضب لها. فهو يحتوي على أملاح الصوديوم والبوتاسيوم 
والماجنيزيوم والكالسيوم والبروم معظمها على شكل كلوريدات وغير ذلك 
بحيث تبلغ كمياتها ملايين الأطنان. 

وقد توجهت أنظار الاستعمار نحو مياه البحر الميت منذ أوائل القرن 
التاسع عشر وعلى رأسها بريطانيا التي أرسلت عدة بعثات إليهء وقد حصل 
أحد رجالاتها على عينات من مياهه حملها معه إلى إنجلترا . وقد اعترته 
الدهشة لدى قيامه بإجراء تحليل تلك العينات: فمياه البحر الميت عبارة 
عن كنز من كنوز المواد المعدنية والكيميائية ويجدر استغلالها والاستفادة 
منها دوائيا وصيدليا وغير ذلك. 


الألجينات 
نسو Sorbesan - jl j‏ دواء من تحت الأمواج 

منذ اكتشاف حامض الألجينيك عام 1881 م كانت أملاحه وما زالت 
تستعمل بشكل شائع في صناعة الأطعمة والأغذية والأشربة المختلفة بما 
فى ذلك الصناعة الدوائية كمادة معلقة ومثبتة. هذا بالإضافة لفوائدها 
فى سی اللقاحات. 


1 4 


الدواء من البر و البحر 


كان أول من لاحظ فوائد هذه المادة في الجراحة هو الدكتور «بيين» بعد 
أن أجرى سلسلة من التجارب على الحيوانات تشمل الغرس أيضا. وتبع 
ذلك تجربة هذا الدواء كمانع للنزيف ولتضميد الجروح في الحيوانات. 
وخلال تلك التجارب جميعها كانت المادة لا تسبب التخرش للأنسجة 
الخارجية. 

وبناء عليه أصبحت الألجينات شائعة الاستعمال في العمليات الجراحية 
منذ عام ۱950ء ثم بدء استعمالها بالانحدار التدريجيء غير أن التكنولوجيا 
الحديثة أعادت الاهتمام بهذه المادة على شكل كالسيوم الجينات أي 
«سوريسان»فكانت التقارير الأولية مشجعة للغاية على استعماله. 

تتكون الألجينات من أملاح الصوديوم أو الكالسيوم لحامض الألجين 
ومصدره الأساسى من الطحالب البحرية ذات اللون البنى التى تنتمى إلى 
العائلة النباتية «لاميناريا» ولكثر قرب السواحل ا والألجينات 
تشبه-من الناحية الكيميائية-مادة السليلوز باستثناء اختلافات بسيطة. 
وتنتمى تلك الطحالب إلى فة الطحالب العملاقة وطحالب ذيل 
ا 01600640 

وكانت الألجينات في السابق جزءا من الطب الشعبي الذي مارسه 
البحارة لمعالجة الجروح خلال رحلاتهم البحرية الطويلة وتضميدها 
بالطحالب البحريةء وقد كانت نتائج ذلك مذهلة بينما بقيت أسرارها مجهولة 
يلفها الفموض إلى أن بادرت الأبحاث الحديثة بالكشف عنها. 

وقد أجريت عدة محاولات لتصنيع ألياف من مادة الألجين الطحلبية, 
وقد تم استعمالها أول الأمر على الحيوانات» وتبين أن لها تأثيرا كبيرا في 
إذابة سوائل الجسم بمعنى أنها ذات تأثير فعال في شفاء الجروح. وقد 
شجعت تلك النتائج البحاثة على تجربة هذه الألياف الألجينية على الإنسان 
حيث ثبتت فعاليتها أيضاء فقامت بعض الشركات الدوائية بتسويق 
مستحضرات صيدلية تتكون من هذه الألياف. علما بأنه قد يصل الوزن 
النوعي للألجينات حوالي 32,000 إلى. 000 , 200 . 

و من الجدير بالذكر أن الجينات الصوديوم عبارة عن مسحوق أبيض لا 
رائحة له ولا طعم لهء ويذوب في الماء ببطء ويكون محلولا «غروانيا» 
(001101081) أبيض اللون ضارب إلى الصفرة لزج القوام. 


195 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


وتقدر كمية الإنتاج السنوي من مختلف الألجينات البحرية بحوالي 
(000, 20 طن على مستوى العالم) إذ قد وجدت هذه المادة طريقها نحو 
مختلف الصناعات منها الصناعات الدوائية والصناعات الغذائية وصناعة 
المشروبات وغير ذلك» كما تكون هذه المادة على شكل طين تستخدم في 
صناعة التنقيب عن النفط واستخراجه من باطن الأرض نظرا للزوجتها 
المفرطة وقدرتها الفائقة على الاستحلاب. ومما أدى إلى ازدياد شيوعها 
وانتشارها ما ثبت من براءتها التامة من أي من الآثار الجانبية السلبية. فلا 
ضرر منهاء ولذلك يمكن استعمالها في الصناعات الدوائية بكل اطمئنان. 
وتدخل هذه المادة في صناعة الأدوية المسهلة ومضادات التخمة وسوء الهضم 
بالإضافة لصناعة أطقم الأسنان الاصطناعية. 

وتستعمل هذه المادة فى مختبرات الأبحاث كسدادات للماصات؛ ولكن 
اكب مجان ماهو سال جفامة الأريظة د 

ومن تلك الأربطة الجراحية نوع يتكون من أملاح كالسيوم حامض الألجين 
على شكل ضمادات تتمتع بقوة كبيرة من الامتصاص للسوائل. ومن الحيل 
الكيميائية المستعملة في هذا المجال هي أن أملاح الكالسيوم قليلة الذوبان 
في الماء بينما أملاح الصوديوم أكثر ذوبانا في الماء. فلدى إضافة محلول 
يحتوي على مادة الصوديوم إلى الأربطة الجراحية المكونة من كالسيوم 
الألجينات تتحول تلك الأربطة إلى مشتقات الجينية لمادة الصوديوم الأكثر 
ذوبانا في الماء فيساعد ذلك على سهولة نزع الضمادات بعد انتهاء الغرض 
من استعمالها. كما يمكن إضافة مواد طبية ومطهرة إلى هذا المستحضر 
إذا لزم الأمر لتعزيز مفعوله وفائدته. 

وقد أثبتت التجرية العملية أن المضادات الألجينية تتحلى بفوائد جمة 
لشفاء الجروح والقروح خاصة ما ينجم عن السكري أو القرح الناقبة!*1') 
أو القرح الاغتذائية” خاصة جروح القدم وتقرحاتها. 

وقد أجريت تجارب عملية على بعض المرضى فعولجوا بهذه المادة لفترات 
تتراوح بين 18 يوما و 60 يوماء واستعملت لمختلف أنواع الإصابات من قروح 
وجروح» فساعدت على سرعة شفائها وقضت على الالتهابات بدليل أن 
الفحوص الجرثومية المخبرية أثبتت خلوها من الجراثيم بعد ذلك» كما أنه 
ليس لهذه المادة أي تأثيرات جانبية غير مرغوب فيها. 


196 


الدواء من البر و البحر 


ومن التجارب الطبية التي أجريت: كانت دراسات استعملت فيها المضادات 
الألجينية. هي بعض حالات الحروق:؛ والإصابات بالتحبب المفرط؛ والتعفن؛ 
وتهتك الأنسجة؛ والجروح الملتهبة.ونزح الجيوب» ونمو الأظافر في أصابع 
القدم وتشويهها. وقد ثبت في جميع هذه الحالات نجاح هذه التجارب 
وثبتت فعاليتها وأدت إلى شفائها جميعا. 

ومن الناحية التصنيعية يلزم أحيانا إضافة بعض المواد الحافظة إلى 
هذه الألياف الالجينية. مثال ذلك مادة كلوروكريسول أو كلوروزيكينول 
ومشتقات حمض البنزويك» كما يجب على أي حال حفظ هذه المستحضرات 
في أوعية محكمة الإغلاق منعا لملامستها للهواء. 

وللألجينات استعمالات صيدلية أخرى نظرا لصفاتها اللزجة والمستحلبة. 
ولذاك تعتبر من أفضل المواد المعلقة المستعملة في تحضير المراهم والكريمات 
والهلاميات (:اءع) حتى أن مفعولها المعلق يمتاز عن مفعول الصمغ العربي؛ 
ومادة تراجا كانث لأن محلولا من الآلجينات بنسبة!* يوازي مفعول الصمغ 
العربي أو التراجا كانث الصافيين. كما أن الألجينات قادرة على استحلاب 
وزن مساو لوزنها من الزيوت النباتية بمجرد الخض البسيط. 

ومن محاسن هذه المادة أن بالإمكان تعقيمها بالاوتوكلاف دون أن يؤثر 
ذلك على صفاتها وميزاتها الفيزيائية أو الكيميائية. 

هذا وتستعمل الالجينات أيضا في تصنيع الأقراص واللوزنجات كمادة 
رابطة ومادة مفككة في الوقت ذاته. فهي تساعد على تماسك القرص لدى 
تصنيعه وتساعد بعد ذلك على تفككه داخل المعدة بعد تناوله. هذا وتدخل 
مادة الألجينات في صناعة المنظفات المنزلية أيضا. 

ولكن أكثر ما يهمنا في هذا الصدد هو أن استعمال الألجينات له فوائد 
كبيرة في تضميد الجروح وإزالة الالتهابات الجرثومية منهاء مع تكوين 
التحبب في الأنسجة الأمر الذي يؤدي إلى شفاتها. 

ويتم ذلك بوضع سوربسان على سطح الجروح والقروح ويغطى بشاش 
أو قطن فتمتص الضمادة السوائل التي يفرزها الجرح فيتكون منها مادة 
جيلاتينية هلامية رطبة كطبقة فوق سطح الجرح تساعد على شفائه . كما 
يساعد الجيلاتين على حصر الجراثيم التي قد تكون في الجرح فتزيلها 
معها لدی تنظيفها. 


19۹7 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


وللذلك ا واو ا اک اجر اا اق ۷ ا 
أي سوائل» وذلك لعدم تكوين المادة الجيلاتينية المطلوبة عندئذ . ولذا يقتصر 
استعمالها على الجروح الرطبة لما تتضحه من السوائل. 

ا ای ن ران کات را ی ات 
لإنتاج ضماد مثالي وأهمها: 

اتن انتغل إمعانية اة اجر دايا 

2- سهلة الاستعمال ولا تسبب الألم لدى نزع الضماد. 

3 لا تحتوي على مواد سامة أو مؤذية أو شوائب قد تعطل الشفاء. 

وهكذا يبر سبوريسان مخ الستخصرات الصيدقية الواهدة الك ترما 


18 


الدواء من البر و البحر 


مراجج الفصل الثالث 


المراجع العربية 

.1984 د. علي الراوي-دليل النباتات الكويتية البرية-مؤسسة الكويت للتقدم العلمي‎ -١ 
.1984 منير يوسف شيحا-ريادة النبات في الكويت-مؤسسة الكويت للتقدم العلمي‎ -2 

3- د . آنور عبد العليم-ثروات جديدة من البحار-مؤسسة التأليف والنشر-القاهرة 1967. 


4- د. محمد صلاح الدين شركس وعيسى الخليفة-نباتات الكويت الطبية-مؤسسة الكويت للتقدم 


العلمى-الطبعة الأولى-مطبعة الجذور 1984. 
5- د . أمير رويحه-التداوى بالأعشابددار الأندلس بيروت-الطبعة الثانية 1965. 
6- د. فوزي طه قطب حسين-النباتات الطبية وزراعتها ومكوناتها-دار المريخ للنشر ا198. 


7- د. محمد زهير البابا-علم العقاقير-المقرر النظري-الجزء الأول-الطبعة الثانية-مطبعة طربيه- 


دمشق 1969. 
8- د. هنري باشيكو-الكولسترول-(مترجم) دار الكاتب العربي للطباعة والنشر-1969. 
9- د. محمد فتحي-منع الحمل-مكتبة النهضة المصرية-القاهرة 1956 . 


المراجع الأجنبية 


بم 


. Githens, T. Drug Plants of America-Univ. of Pennsylvania 1948 Press 
. Koch, H. Pharm. International, Vo. 2, September 1981. 
. W.H.O.-Report-Advances in Malaria Chemotherapy, No. 1984- 711 


„. Lawrence, SO-American Pharmacy, No. 11, November 1981 


2 
3 
4 
5. Kreig, M.-Green Medicine, George Harrap & Co., London, 1965. 
6. Tayler, N.-Plant Drugs That Changed the World, Allen &Umwin, London,1966. 

7. Ramsted, E,-Modern Pharmacognosy, Mc Craw Hill, London 1969. 

8. Smith, T.-New England J. Med 289- 1977 

9. Poor, D.-Am. J. Hosp. Pharm. 35- 1977. 

10. Rosen, M.-American Heart J.,84 1975. 

11. Norman, J. The Journal of Clinical Pharmacology, October. 1985 

12. W. H. O.-Seminar of Medical Plants, November 1977. 

13. Alami, R.and Macksad, A.-Medicinal Plants in Kuwait-1976.-Ministry of Public Health-1977. 
14. W.H.O.-Seminar on Medicinal Plants-November 1977. 


15. F.I.P.-Conception and Conterception-Excerpta Medica, Amsterdam 1975. 
16. U.N.E.S. Co.-Medicinal Plants of the Arid Zones, 1960. 


17. Burlage, H. Index of Plants of Texas-Austria-1968. 


19۹ 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


18. Thomas, 3. Pharm. J. Aug. 10th, 1985- London. 


آفاق جديدة للادوية 


قصة العقار العجيب. . . الأسبرين 

لا يوجد أي منزل في يومنا هذا إلا ونجد فيه 
بضعة أقراص من الأسبرين ذلك الدواء الشهير 
الذي لا يمضي يوم على معظم سكان هذا العالم 
إلا ويتناولون قرصا أو أكثر منه. 

ولقد أصبح الأسبرين ضرورة من ضروريات 
الحياة خصوصا في المجتمعات العصرية الكبيرة 
والمدن الفسيحةء حيث يكثر الضجيج والصخب. 
وبات أكثر الناس لا يستطيعون الاستغناء عنه؛ فما 
هو هذا الدواء؟ وما هي قصة الأسبرين؟ وما هي 
فوائده وأضراره وأهميته؟ بل ما هى آفاقه 
الجديدةةة ا 

اسمه العلمي حمض الاسيتيل ساليسيليك0 
أما اسمه التجاري الذي اشتهر به منن أكثر من 
مائة عام فهو ما صاغته شركة دوائية ألمانية نسبة 
إلى العائلة النباتية «سبيرا» التي يحتوي بعض 
أفرادها على حمض الساليسيليك كمادة طبيعية: 
وتلك المادة هي المسؤولة عن مفعول أقراص 
الآأسبرين. كما يوجد هذا الحمض فى نباتات أخرى 

تنتمي إلى العائلة النباتية اللتكورة متها الياسمين 
والبازيلا والفاصوليا وقصب السكر والقمح وغير 


الدواءمن فجر التاريخ إلى اليوم 


ذلك. 

وكانت قبائل إفريقية القديمة تعرف أن خلاصة نبات الصفصاف يحدث 
هبوطا في درجة حرارة الإنسان وتخفف من آلامه الروماتيزمية وآلام 
المفاصل. ومن الثابت أن أبا الطب أبقراط قد لاحظ هذه الحقيقة منذ 
القرن الرابع قبل الميلاد . 

فكان على دراية بصفات هذه الخلاصات النباتية في تسكين الأوجاع 
وتخفيض الحرارةء كما حذا حذوه الطبيب الصيدلي. ديوسقوريدس الذي 
استطاع استنباط مرهم على شكل معجون من لحاء الصقصاف أمكته 
استعماله لإزالة «مسمار القدم» في الوقت الذي لاحظ أيضا أن نفس 
الدواء له تأثير على داء النقرس. وما أهل القرن الثاني للميلاد حتى كانت 
أملاح الساليسيلات قد وجدت مكانا مرموقا تبوأته في موسوعة «جالينوس» 
الطبية المؤلفة من ثلاثين مجلدا ضخما. 

بقي الحال دون تغيير أو تبديل مدة لا تقل عن ١5‏ قرنا. وبينما كان 
العالم الراهب الإنجليزي «ستون» يجري بعض التجارب في القرن الثامن 
عشر مفتشا وباحثا على دواء أقل كلفة من شجرة السنكونا في تخفيض 
درحة التحزابة العالية كا قات الک قاد باشظا الکن إذ كان تة 
من أماكن بعيدة كأمريكا الجنوبية وجاوا) خطر بباله دراسة نبات الصفصاف 
كعلاج. فبداً بإجراء أبحاث على حوالي خمسين سجينا كانوا يشكون من 
الرعشة البردية فأعطى كلا منهم جرعات متتالية من مسحوق لحاء 
الصفصاف ولم يمض وقت وجيز حتى لاحظ التحسن الظاهر التدريجي 
عليهم جميعا بدون استشاء. 

كان هذا الحادث حافزا لفتح باب البحث الطبي والكيميائي لمعرفة 
المادة الفعالة في شجرة الصفصاف. فأخذت الشركات الدوائية في أوائل 
القرن التاسع عشر على عاتقها البحث والتنقيب فتمكن عالم إيطالي عام 
8 من استخلاص كمية قليلة من مادة جديدة من الصفصاف كانت 

بعد ذلك قام الكيميائي الألماني «كولب» عام 1874 بتخليق هذه المادة في 
مختبره» وكانت كلفة ذلك يسيرة. وبذلك ابتدأت سلسلة التجارب والأبحاث 
الطبية تناولت هذا الحمض وتأثيره على جسم الإنسان خصوصا بما يتعلق 


آفاق جديدة للأدويه 


بتخفيف الألم وتسكينه. بيد أنه وجد له تأثير سام» ولذلك اتجه الكيميائيون 
لتحضير مشتقات له من أجل تجنب تلك الآثار السامةء وبعد جهد جهيد 
ومحاولات مضنية استفرقت سنين طويلة تم تحضير بعض أملاح للحمض 
المذكور من جملتها حمض الأستيل ساليسيليك عام ۱899 م. 

ويعود الفضل الرئيس في فتح باب البحث عن مزايا هذه المادة الجديدة 
للكيميائي الألماني هوفمان الذي كان يعمل بشركة «باير» الدوائية. وكان 
والده شيخا مقعدا بسبب آلام المفاصل والروماتيزم المبرحة. وقد حدا ذلك 
بالابن إلى العمل بجد ونشاط وتضحية حتى في أوقات فراغه باحثا عن 
دواء جديد يخفف آلام والده المريضء وأخيرا كللت جهوده بالنجاح فآخذت 
الشركة على عاتقها إجراء مزيد من الدراسات للكشف عن فوائد ومزايا 
الدواء الجديد؛ وأطلقت عليه اسمه المعروف به الآن وهو«الأسبرين» الذي 
أصبح على كل لسان. 

وحقيقة الأمر أن الأسبرين دواء عجيب فهو من أقدم الأدوية المستعملة 
في الوقت الحاضرء وما زال يتمتع بمكانته المرموقةء ولم يتوقف استعماله 
أبدا بل هو بازدياد مستمر. ففي عام ۱935 كان الاستهلاك السنوي في 
الولايات المتحدة الأمريكية من هذا الدواء يقدر بأربعة ملايين رطل ارتفع 
عام 1944 إلى ثمانية ملايين رطل (أي الضعف خلال 9 سنوات). 

أما في الوقت الحاضر فإن استهلاك أقراص الأسبرين وحدها قد 
تجاوز مليونين من الأرطال بمعنى أنها بلغت ۱6 بليون قرص سنويا منها 90 
مليون قرص يوميا في دولة واحدة هي الولايات المتحدة الأمريكية. فما 
بالك بمقدار استهلاكه على مستوى العالم أجمع بجميع أشكاله الصيدلية 
المنوعة؟؟ 

ولذا يعتبر هذا الدواء من أوسع الأدوية انتشارا في العصر الحاضر إن 
لم يكن أوسعها . وفي الوقت نفسه يعد من أرخصها ثمنا وأقلها كلفة ومن 
أهمها فائدة لبني البشرء فبالرغم من ظهور عقار عجيب آخر هو الكورتيزون 
وغيره من الأدوية الحديثة القوية فما زال الأسبرين يحتل مكانته المرموقة 
في معالجة الروماتيزم وآلام المفاصل والصداع وتخفيض درجة الحرارة 
بحيث لا يمكن لأي إنسان أن يستغني عنه رجلا كان أو طفلا أو امرأة. ولكن 
الأسبرين-كأي مادة غريبة تدخل الجسم-له محاذيره ومعوقاته ولكن استعماله 


الدواءمن فجر التاريخ إلى اليوم 
بحكمة وروية وأناة يخفض تلك الآثار الجانبية تخفيضا بالغا. 


الأسبرين وآفاقه الجديدة: 

اصبح الأسبرين ضرورة من ضروريات الحياة بالرغم من أن سر مفعوله 
لم يكتشف إلا مؤخرا أي حوالي عام 1971 عندما اكتشف عالم بريطاني أن 
الأسبرين يتدخل في إنتاج الجسم لمادة بروستجلاندين. وهي مادة شبه 
هرمونية تنتجها معظم خلايا الجسم بمجرد حدوث خدش أو إصابة فيه. 
ولما كان البروستجلاندين يحدث كثيرا من الآثار الجسمية كالصداع ودرجة 
الحرارة المرتفعةء ويساعد في تخثر الدم؛ فإن الأسبرين. مخفضا إنتاج 
مادة بروستجلاندين إنما يعمل أيضا على تخفيف آثاره الضارة. 

لقد تلقف العلماء هذه الخاصية الأخيرة للاستفادة من الأسبرين في 
منع تكون الجلطات الدموية المسؤولة عن انسداد الأوعية الدموية في الصدر 
والرقبةء ومن ثم منع حدوث الذبحات الصدرية والنوبات القلبية والسكتات 
الدماغية. 

لقد لاحظ بعض الأطباء منذ عام 1950 أن النوبات القلبية تبدو أقل 
حدوثا لدى المرضى الذين يتناولون أقراص الأسبرين بصفة مستمرة. وقد 
أجرى عديد من البحوث أقنعت العلماء بأن تناول جرعات بسيطة يوميا من 
الأسبرين قد تؤدي إلى انخفاض احتمال حدوث جلطة قلبية للمرة الثانية 
بنسبة 25/؛ وخفض احتمال حدوث سكتة دماغية للمرة الثانية بنسبة 50/. 

ولكن إذا كان الأسبرين يخفض من حدوت النوبات القلبية الثانيةء فلا 
بد من أن يحد أيضا من حدوث النوبات القلبية الأولى. لذلك لجأ عديد من 
الأطباء إلى ابتلاع أقراص الأسبرين يوميا كإجراء وقائي لخفض احتمال 
حدوث تخثر في الدم. 

بالإضافة إلى ذلك هناك أبحاث تجرى حاليا لاكتشاف أهمية الأسبرين 
في معالجة الجهاز الدموي بكامله: القلب والشرايين. وتطلبت الأبحاث 
بالطبع اشتراك آلاف المتطوعين الذين تبلغ أعمارهم ما بين 40 و75 عاماء 
والذين لم يسبق لهم أن أصيبوا بأي نوبة قلبية أو دماغية. تناول بعضهم 
قرصا واحدا من الأسبرين يوميا فيما تناول البعض الآخر قرصا آخر من 
مادة النشا غير فعالة. من دون أن يعرف حقيقة ما يتناوله. ولدى مقارنة 


204 


آفاق جديدة للأدويه 


صحة أفراد المجموعتين: تمكن الأطباء من معرفة فوائد تناول الأسبرين 
من عدمه بالنسبة لهذا المرض. وهذا الموضوع له باب منفصل. 

هناك مجال آخر يأمل العلماء إصابة النجاح فيه باستعمال الأسبرين 
ألا وهو مرض الكاتاركت (أو الساد) الذي يصيب عيون الملايين من البشر 
مما يضطر بعضهم لإجراء عمليات جراحية لعيونهم. ذلك أنه لوحظ أن 
كبار السن الذين يتعاطون الأسبرين لمعالجة الروماتيزم تقل نسبة إصابتهم 
عن غيرهم بمرض الكاتاركت. وقد أثبتت التجارب التي أجريت على الفتران 
أن الأسبرين يمنع تكون بعض المواد الكيماوية في عدسة العين والتي تحدث 
غباشا فيها. والاعتقاد السائد حتى الآن أن الأسبرين يصلح للوقاية من 
هذا المرض-الكاتاركت-وليس لمعالجته. بمعنى آخر تتأخر الإصابة بهذا المرض 
لدى المدمنين على استعمال الأسبرين بفترة قد تصل إلى عشر سنين عن 
أقرانهم الذين لا يستعملون الأسبرين. مما يدل على أن الأسبرين يقوم 
بدور واق لعدسة العين ضد الإصابة بالعتمة. 

وللأسبرين أيضا دورفي معالجة مرض حصى المرارة الذي يصيب الملايين 
أيضا. فقد قام فريق من أطباء جامعة هارفارد بإعطاء عدد من الكلاب 
غذاء يحتوي على كميات كبيرة من الكولسترول وهي المادة المسؤولة عن 
تكون حصى المرارةء وفي الوقت ذاته أعطيت بعض الكلاب جرعات مناسبة 
من الأسبرين فيما حرم البعض الآخر منهء فكانت نسبة تكون الحصى عند 
المجموعة الأولى أقل منها لدى المجموعة الثانية بصورة ملموسة. أما مرضى 
السكر فلم يغفلوا عن أبحاث الأسبرين. فقد أجريت تجارب على 4000 
شخص للتأكد من قدرة الأسبرين على منع بعض أمراض العيون التي 
تضصيب مرضى السكر عادة: 

وثمة دلائل تشير إلى أنه قد يكون للأسبرين تأثير على بعض أنواع 
السرطانات. ففي دراسة أجريت في كلية الطب بجامعة هارفاردء لوحظ 
أن الأسبرين يقلل من نمو السرطان في كبد الفأر. وهي تجارب أولية 
ولكنها واعدة. ويكمن دور الأسبرين في هذا المضمار في منعه بعض الأورام 
من إفراز مادة بروستجلاندين التي تسبب تآكلا في العظم» ومن ثم تساعد 
الخلايا السرطانية على الانتشار وغزو الأنسجة الضعيفة. كذلك فإن بعض 
الخلايا السرطانية قد تشجع على تكدس وتخثر الصفائح الدموية التي 


الدواءمن فجر التاريخ إلى اليوم 


تنتقل مع مجرى الدم» وبذلك تزيد من انتشار السرطان» ولكن قد يكون في 
مقدور الأسبرين أن يمنع ذلك. 

وبعد هذا وذاك هل ينصح البالغون في تناول الأسبرين بانتظام $ والجواب 
هو لا بالطبع. فالحق يقال إن ثمة أشخاصا يحظر عليهم تناول الأسبرين 
بتاتا كالمصابين بالقرحة في الجهاز الهضمي. إذ قد يؤدى ذلك إلى حدوث 
نزيف دموي. وكذا الحال مع الأشخاص الذين يتناولون الأدوية المضادة 
للتجلط والأدوية المضادة للسكري وغيرها من الأدوية التي تتنافر مع 
الأسبرين. بالإضافة إلى الأشخاص المعرضين لحساسية الأسبرين. كذلك 
من الأفضل للنساء الحوامل تجني هذا الدواء لأنه قد يسبب لهن النزيف أو 
الإجهاض نظرا لمفعوله على تسييل الدم. أو قد يسبب صغر حجم الجنين 
أو حتى ولادته ميتا. أضف إلى ذلك أن تناول الأسبرين لمدة طويلة قد يكون 
خطرا على الكلى ويحدث تسمما فيهاء وهبوطا بوظائفهاء وخللا قاتلا 
للسوائل الجسمية. 

أما البالغ الذي يتمتع بصحة جيدة فإن الأسبرين ينفعه في إزالة الصداع 
وتسكين الآلام بدون إحدات آثار جانبية ضارة أو سيئة. لكن الأمر ليس 
كذلك في حالة الأطفال. فلقد تبين مؤخرا أن الأسبرين قد يكون سببا 
لإصابتهم بمرض «رايز» بعد شفائهم مباشرة من الأنفلونزا أو الجديري» 
وذلك لأنهم كانوا قد عولجوا أثناء ذلك بالأسبرين. 


الأسبرين والقلب: 

حقا إن الأسبرين عقار عجيب. لقد مر على اكتشافه أكثر من مائة عام 
وما زالت مكانته تزداد يوما بعد يوم. ذلك أن الأسبرين له آفاق ومجالات 
جديدة غير استعماله في الصداع أو كمسكن للألم أو الزكام. لقد أصبح 
للأسبرين علاقة وثيقة حقا مع أمراض القلب والجهاز الدموي. 

ويقدر بأن حوالي مليون ونصف أمريكي يقعون فريسة للسكتة القلبية 
سنويا منهم حوالي 350,000 يموتون حتى قبل وصولهم إلى المستشفى؛ 
وكذلك 200,000 يموتون بعد فترة وجيزة. كما يوجد حوالي ربع مليون 
آخرين يموتون نتيجة للأمراض الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم أو السكتة 
الدماغية. 


200 


آفاق جديدة للأدويه 


أما الذين نجوا من الموت خلال عام ۱984 فقد بلغوا مليونا من البشرء 
ولكنهم مهددون في أي لحظة بأن يحصل لهم عدم انتظام بدقات القلب أو 
آلام الذبحة الصدرية. إن هذا النوع من الإحصائيات-لا شك-يولد التجهم. 
ففى آخر عشر سنوات فقط كان عدد الوفيات بسب الهجمات القلبية 
كرما من مضاعفات أمراض الجهاز الدموي في الولايات المتحدة الأمريكية 
قد انخفض بحدود 220 كما أن الوفيات الناجمة عن أمراض الأوعية التاجية 
قد انخفضت كذلك بنسبة 45 مقارنة بعام 1963. وذلك لمن أعمارهم في 
حدود 44-35 سنة . 

وقد يخيل للبعض أن أهم الاختراعات والاكتشافات الطبية هي عملية 
المجازة الجراحية أو ظهور أدوية البيتا-بلوكرز أو زرع الصمامات» ولكن 
أغلب الظن أن قرص الأسبرين سيلعب دورا هاما في المجال الصحي. إن 
هذا الدواء القديم العريق والذي يتناوله الناس يوميا لمجرد الشكوى من 
الزكام أو الصداع أو وجع الأسنان أو أي ألم آخر سيكون له آفاق طبية 
جديدة قد لا تخطر على البال. 

فالأبحاث التي أجراها الدكتور لولمجر دلت نتائجها على أن عدد الوفيات 
بين الذين يتناولون أقراص الأسبرين بانتظام قد انخفض بنسبة .5١‏ فقد 
أنقذ الأسبرين الملايين من البشر كما عمل على تخفي نسبة حالات السكتتين 
القلبية والدماغية بشكل يدعو إلى العجب. وقد ثبت لفريق طبي كندي أن 
الهجمات الدماغية وما ينجم عنها من ويلات ووفيات- خصوصا لمن كان 
يعاني من حالة «الهجمة الاقفارية العابرة» (7*)714 فهذه الحالة تحدث 
نتيجة لنقص كمية الدم المتجهة إلى الدماغ فتعقرب وكأنها جرس الإنذار 
يدق لحدوث خطر السكتة الدماغية ناهيك عن السكتة القلبية. ولهذا 
السبب يعتبر الأسبرين دواء رئيسا لأنه يلعب دورا هاما في الوقاية من هذه 
الهجمات التي قد تكون قاتلة» والتي تنجم عن الأمراض المتعلقة بالجهاز 
الدموي ولكي يحقق الأسبرين الهدف المرجو منه يجب الحرص على تقدير 
الجرعة المناسبة وتناولها بانتظام. فالمبالغة في تناول الأسبرين قد تعمل 
عكس ما يرجى منه. ويقترح البحاثة أن 40 ملغراما يوميا من الأسبرين 
تكفي. وهذا ما يوازي نصف جرعة الطفل تقريبا وتكون حماية كافية. 
وهكذا نرى أن الأسبرين مازال-على بساطته-أ عجب عجائب الأدوية العريقة. 


207 


الدواءمن فجر التاريخ إلى اليوم 


آفاق جديدة لمضادات الهيستامين 

يمكن تعريق مضادات الهيستامين يانها أدوية لها القدزة على مناسة 
مانا المرستابين الظبيعية عل مراك اهال ىخا الحم ويذلاك 
تقركيطيها اکر دوخ احا ها 

رفاك نوها عو كاه الورستانين ف ال الجددية ادان 
عن بعضهما البعض من حيث البنية والتشييد. وعلى هذا الأساس فإن 
تعبير «مضاد للهيستامين» كاد يصبح بلا معنى الآن واستبدل بتعبيرين 
آخرين الأول مضادات الهيستامين (ه ١)والثاني‏ مضادات الهيستامين (ه2). 

ويوجد الهيسكامين فى جميع اتسجة الجنيم بانيتشاء المظاءم 
والغضاريف, ويتركز بصفة رئيسة في الخلايا البدينة (15ا0 3/556) 

وقد مضى على معرفة مضادات الهيستامين (ه )١‏ أكثر من أربعين 
س ويوهد ایا ال 90 دواد ا تھی إلى هشه ال اتدراكية 
القن تل يصفة ره الكو الام الصا الأرحية الى بها 
إفراز مادة الهيستامين في الجسم. وهذه الأدوية ليست علاجية بأي حال 
من الأحوال. فهي لا تزيد عن كونها مسكنة فقط. تخفف من وطأة الأعراض 
الموضية: كما لا مكلو من الآثار الجاضية غير ام قرب ديا 

أما مضادات الهيستامين (ه 2) فلم تعرف إلا من عقد واحد من الزمنء 
وتعتبر مادة سيمتدين على رأس هذه القائمةء بل هى أولها. وتأتى مادة 
رانتدين في المنزلة الثانية. ا 

والاستعمالات الرئيسة لمضادات الهيستامين (ه )١‏ هى معالجة حمى 
الكلاً (1٠۷٠۴-ره8)‏ والأرجية الأنفية المزمنة والطفح الجلدى الأزيد والحكة 
الجلدية والالتهابات الجلدية. أما فوائدها في معالجة الربو فهي قليلة لا 
تذكر. وهذه الأدوية تتفاوت من ناحية شدة المفعول: ويقتصر استعمالها 
الرئيس غالبا على المعالجة الوقائية لداء الحركة أو (داء السفر). ولهذه 
الأدوية العديد من الآثار الجانبية فهي مثبطة للجهاز العصبي المركزي 
ويكراوح ذلك من انشا إلى النوم العميق» ]اننا بالفسية كار اتسن والكهول 
فقد يسبب لهم الدوار «الدوخة» (ووعمز22زم) وانخفاض في ضغط الدم 
والتسكين (دهناهء5601) . ولذلك ينصح من يستعمل هذه الأدوية أن يمتنع عن 
القيام بآي مجهود ذهني أو فكري بما في ذلك قيادة السيارة. 


آفاق جديدة للأدويه 

وان تنافر مضادات الهيستامين (ه )١‏ مع مشتقات الباربيتورات والمهدتات 
والكحول فقط أمر معروف فيزداد تأثيرها. وقد ينتج عن ذلك القلق 
والرجفان والتوتر العصبي والهذيان وريما التشنج» خصوصا بين الأطفال. 

يضاف إلى ذلك أن معظم مضادات الهيستامين (ه )١‏ تحدث آثارا 
جانبية سلبية أهمها جفاف الفم والآنف والحنجرة وشح البول وانحباسه 
مع الاختلال البصري. ومن أهم الأدوية المتوفرة من هذه الفئة: بيرياكتين؛ 
بولارامينء بنادريل؛ درامامين: فينرجان» أفومين. فاليرجان» وأكتديل.. . 
الخ. 

أما الفاق الجديدة لهذه الفئة الدوائية فهى تتمثل بالاكتشافات لمضادات 
الهيستامين (س 2) إذ فتح ذلك مجالا واسعا في الطبابة والمداواة وبالذات 
في مجال معالجة القرحة المعدية وقرحة الأثني عشرء وذلك بمنع مادة 
سيمتدين بصفة رئيسة من إفراز الأحماض المعدية. 

ولكن كيف تنشأً القرحة؟ 


القرحة 

تنشأ القرحة في الجهاز الهضمي-المعدة والأثني عشر-نتيجة لخلل وعدم 
توازن في المواد المؤثرة على إفراز المعدة لأحماضها وغيرها من الإفرازات 
الهضمية التي تعمل عادة على وقاية الجهاز الهضمي كجزء من نظام الدفاع 
عن الجسم. 

ومن المفارقات الحياتية أن أحماض المعدة ضرورية لاستكمال عملية 
هضم الطعام. فهي تحول الببسونجين إلى أنزيم الببسين المختص بتفكيك 
وهضم البروتينات. كما تتم عملية إفراز الحامض نتيجة للمفعول المزدوج 
لمادتي الهيستامين والاستيل كولين على المعدة في ذات الوقت. 

ومن المفارقات الأخرى أيضا أن وجود الأحماض في المعدة أمر ضروري 
لمقاومة الجراثيم التي تدخل المعدة مع الطعام يوميا. إذ بدونها قد تتفشى 
الأمراض والالتهابات. 

وقد اعتاد الناس سنين طويلة على تناول الأدوية المضادة للحموضة 
لأجل تخفيف الألم. أما إذا لم تصلح هذه الطريقة فليس أمام المريض سوى 
قطع العصب المبهم © جراحيا أو استئصال جزء من المعدة. 


200 


الدواءمن فجر التاريخ إلى اليوم 


وتتنافس الشركات الدوائية حاليا على إنتاج أدوية من صادات مستقبلات 
(Peta blockers))‏ ه 2( التي تعمل على مزاحمة الهيستامين على مراكز 
الاستقبال الخلوية وجميعها تهدف إلى إيجاد دواء يدعم نظام الدفاع في 
الجهاز الهضمي . 

ويقول الدكتور عصام دجاني الباحث الخبير في شركة سيرل الدوائية 
إنه نظرا للاعتقاد السائد بأن الحامض هو سبب نشوء القرحة كانت 
الأبحاث منصبة على تحضير الأشكال الصيدلية المنوعة من الأدوية المضادة 
للحموضة دون النظر إلى أبعد من ذلك الخلل في إفراز الأحماض. 


(Cimetedine ) jı die 
تعرف هذه المادة الجديدة تجاريا باسم «تاجامت* الذي يعتبر أكثر‎ 
دواء مذهل ظهر في أواخر السبعينيات من هذا القرن» بل وتعتبره الشركة‎ 

المنتجة وكأنه منجم من الذهب. 

ففي عام 1972 م أعلنت شركة سميث كلاين فرنش أنها وجدت دواء 
جديدا يعمل على منع مفعول الهيستامين في الأمعاء والجهاز الهضمي؛ 
وكانت هذه هي ولادة هذا الدواء. وبذلك فهو ينتمي إلى الأدوية من فئّة 
المضادات للهيستامين. ومفعوله الرئيس هو منع الإفرازات المعدية من خلال 
تأثيره على مستقبلات الهيستامين بشكل خاصء ويختفي الألم وخلال يام 
يتم شفاء القرحة المعدية خلال أسابيع بنسبة 70- 780. 

لقد كان مفعول هذا الدواء دراماتيكيا خلال التجارب التي أجريت عليه 
في مختبرات الشركة بحيث إن الشركة فقدت صبرها نظرا لرغبتها الشديدة 
بطرح هذا الدواء في الأسواق بسرعة لما يتحلى به من الصفات الممتازة 
كما أن إدارة الأدوية والأغذية الأمريكية نفسها كانت متحمسة للدواء بنفس 
الشدة. وأخيرا ولدى الإعلان عن اكتشاف الدواء أول مرة عام ۱977 كانت 
تقدر قيمة الأدوية التي لها علاقة بالقرحة والمضادة لها بحوالي 400 مليون 
دولار. 

وأصبح التاجامات في لمح البصر أشهر دواء في تاريخ الصناعة الدوائية 
وخلال سنة واحدة وصلت مبيعاته إلى 200 مليون دولار. وفي عام 1979 م 
زادت إلى 450 مليون دولار. وبعد ذلك اعتبرت أكثر الأدوية نجاحا في 


آفاق جديدة للأدويه 


البورصة طبقا لما جاء في جريدة وول ستريت الاقتصادية وقد قدرت المبيعات 
السنوية لهذا الدواء بحوالي 850 مليون دولار على مستوى العالم كله. 

وفي عام ۱983 كان يقدر عدد الأمريكيين الذين استعملوا هذا الدواء 
أكثر من 30 مليون نسمة. وقد تم بيع هذا الدواء حتى تلك السنة في حوالي 
3 بلداء ويعتبر التاجامات لذلك أول دواء بليوني في التاريخ وفي تاريخ 
صناعة الدواء. وطبعا فاقت مبيعاته مبيعات دواء الفاليوم الذي سيطر 
على الأسواق في السبعينيات. فالتاجامات عبارة عن منجم للذهب وهو 
يشكل نصف مدخول الشركة لعام 1982. 

وكي نستوعب مدى أهمية هذا الدواء الاقتصادية علينا أن نعلم أن في 
أمريكا وحدها حوالي 4 ملايين شخص يشكون من قرحة الإثني عشر 
سنويا ونصف مليون آخر يصابون بالقرحة المعدية. وهكذا هناك حوالي 5 
ملايين شخص بحاجة لعلاج القرحة. 

وقد صرفت الصيدليات عام 1982 حوالي 25 مليون وصفة طبية تحتوي 
على دواء التاجامات واعتبره البعض وكأنه رخصة لطبع وإنتاج النقود. 

ويستعمل التاجامات أيضا في أمراض أخرى غير القرحة كسوء الهضم 
والتخمة وآلام المعدة والتهابها. ومن الطريف أن 38“ من المرضى الذين 
استعملوا التاجامات لم يكونوا أصلا بحاجة إليهء وكأنه أصبح حلم الجماهير. 

ويوجد التاجامات على شكل أقراص محتوية على عيار 200 ملغم و450 
ملغم» وقد اتفق أن تكون جرعته 200 ملغم ثلاث مرات يوميا مع 400 ملغم 
عند النوم» ويمكن مضاعفة الجرعة حسب حاجة المريض حتى تصل إلى 
0 | جرام يوميا. 

ولكي يتم الشفاء كاملا يجب أن تستمر المعالجة مدة تتراوح من 4- 6 
أسابيع على الأقل ولو شعر المريض بالتحسن خلال الأسابيع الأولى. إذ 
يجب عليه أن يستمر في أخذ الدواء حتى ينقذه. ويمكن إعطاء هذا الدواء 
عن طريق الحقن العضلي أو الوريدي حسب الحالة. 

أما من ناحية الآثار الجانبية فإن بعض المرضى يشكون من بعضها 
كالإسهال والدوار والطفح الجلدي ولكن بشكل محدود . أما الدواء الآخر 
القريب منه كيميائيا وعلاجيا فهو زانتاك ‏ وهذا له حديث منفصل. 

ولهذا الدواء تنافرات دوائية إذ يعمل على زيادة مفعول عدد من الأدوية 


الدواءمن فجر التاريخ إلى اليوم 


الهامة والحساسة إذا ما تناول المريض أي منها بذات الوقت الذي يتناول 
السيمتدين. ومن هذه الأدوية: 

ثيوفلين»ء وارفارين» فينوتوين» فاليوم: ليبريوم» ولذلك يجب الحذر من 
ذلك. 


(Zantac) غك‎ j 
دواء ينتمي لفئة الأدوية المستقبلية للهيستامين (ه 2) التي تمنع إفراز‎ 
الأحماض في العصارة الهضمية للمعدة. وهو قريب الشبه كثيرا من دواء‎ 
تاجامت (سميتيدين)؛ ويوجد بينهما بعض الاختلافات البسيطة أهمها‎ 
بالنسبة للتشكيل الكيماوي أن زانتاك يحتوي في حلقة من حلقاته على‎ 
عنصر الكبريت» وهناك اختلافات أخرى لا داعي لذكرها هنا. أو اسمه‎ 

الكيميائي رانتدين وهو من إنتاج شركة جلاكسو البريطانية. 

ويمتاز هذا الدواء بأن تأثيره مقتصر وموجه للمستقبلات ه 2 بالذات 
دون غيرهاء وبالتالي فإن آثاره الجانبية قليلة نسبيا. 

ويستعمل في معالجة قرحة الإثني عشر وقرحة المعدة: وفي حالات 
إجراء عملية جراحية للقرحة وغير ذلك. 

وكذلك في حالات التهاب المريء. 

العمر النصفي ‏ لزنتاك حوالي ساعتينء وبإمكانه أن يمنع إفراز 
العصارة الهضمية الحامضية مدة ١2‏ ساعة متواصلة. 

يوجد هذا الدواء على شكل أقراص فيها ۱50 ملغم» وحقنة بحجم 5 سم 
3 فيها 50 ملغم من أجل الحقن الوريدي. وجرعة هذا الدواء قرص واحد(50! 
ملغم) مرتين يوميا إحداهما في الصباح والأخرى قبل النوم ويفضل أن 

تؤخذ مع الوجبة. 
أما الحقن الوريدية فيجب أن تحقن ببطء (دقيقة أو أكثر) وجرعتها 50 
ملغم: أما خلال فترة الحمل والرضاعة فلا يجوز استعمال هذا الدواء إلا 
في الحالات القصوى فقد ثبت أنه ينفذ من خلال المشيمة إلى الجنين. 

وعلى أي حال فإن آثاره الجانبية قليلة للغاية. 
وكذلك محاذير استعماله. ومن الآثار الجانبية التي تحدث مع البعض 
جفاف الفم والغثيان وضعف الشهية للطعام والصداع والدوار والإمساك. 


آفاق جديدة للأدويه 
آفاق جديدة لأدوية الاكتئاب 

من الثابت أن فئة الأدوية المضادة للكآبة ثلاثية الحلقة/"” (م.1) 
تتميز بفوائد عديدة في معالجة حالات الاكتئاب والتوترء غير أن المفاجأة 
التي اكتشفت بالصدفة هي أن تلك الأدوية قد يكون لها فوائد كامنة لم تكن 
تخطر على البال وهي تتعلق في معالجة القرحة المعدية. 

لقد أثبتت دراسات حديثة أجريت في المدة الأخيرة أن هذه الفئة تساعد 
على شفاء القرح المعدية. إذ إن الدكتور ووترهاوس كان قد جرب دواء 
سيرمونتيل المضاد للكآية على أحد مرضاه المصابين بالقرحة المعديةء وذهل 
لدى تحققه هن شقاء القرحة تماما واختفائها: 

وحتى وقتنا هذا لم يتمكن أحد من اكتشاف سر هذا المفعول الجديد. 
غير أنه من المعروف أن فة (1.0.4) هي في الواقع مضادة للهيستامين, 
ومحصرة للمستقبلات ط | وكذلك ه 2. كما أنه من المعروف أن عمل 
الهيستامين على مستقبلات ه 2 في المعدة يؤدي إلى زيادة إفراز العصارة 
الوصضمية الحامضية: 

وفي عام 1977 جرب كل من الدكتور جرين والدكتور ماياني عدة أدوية 
من مضادات الإلتهاب التابعة لفئة (1.0.4) شملت ضمن ما شملت دواء 
تريبتوزول وسيرمونتيل. وتبين أنها فعلا مضادة للمستقبلات من فة ه 2. 
كما جرب علماء آخرون مجموعة من أدوية هذه الفئّة نفسها أي )1.٥.۸(‏ 
منها افنتيل (1امهةىككى) وكونكوردين وغيرهما ووصلا إلى نفس النتائج. 

وبناء عليه يمكن القول إن الأدوية المضادة للكابة قد تلعب مستقبلا دورا 
بارزا في معالجة القرح المعدية. 

وهذا مثال لما يمكن أن يفعله بعض الجرع الكبيرة لبعض الأدوية من آثار 
غير متوقعة تكون مفيدة أحيانا. 

ولا يفوتنا أن ننوه بمادة من مضادات الهستامين: غير أنه اكتشف- 
وبطريقة الصدفة أيضا أنها مادة فاتحة للشهية خاصة عند الأطفال. ولذلك 
أصبحت هذه المادة تستعمل لغرض يختلف عن غرضها الأصلى وبكميات 
كير ا 

ولكن ما هي قصة الكولشيسين-المضاد للنقرس-في معالجة حمى البحر 
الأبيض المتوسط؟ 


الدواءمن فجر التاريخ إلى اليوم 


الكو لشيسين وآفاقه الجديدة 

الكولشيسين قلويد سام شديد المفعول وهو المادة الأساسية في نبات 
اللحلاح المعروف لدى الأمم الغابرة منذ آلاف السنين. وقد تمكن 
الصيدليان الفرنسيان الشهيران بيرتتيروكوفنتو من فصله عن النبات عام 
0 ام. 

وكان اللحلاح منذ الأزل-ومازال هو والكولشيسين يستعملان لمعالجة 
مرض النقرس (داء الملوك) ولاسيما الحالات الحادة منه. ومن أخطر آثاره 
الجانبية السلبية حدوث فقر الدم والصلع وكذلك ندرة المحببات في الده!**) 

ولكن تبين في المدة الأخيرة أن الكولشيسين يصلح لمعالجة حمى البحر 
الأبيض المتوسط العائلية والتي یرمز إليها ب (5:31.5). وهو مرض نادر 
ومازال حتى الآن مجهول السبب. يصاب الفرد بهذا المرض منذ الصغر 
ويتعرض أفراد العائلة لهجمات حرارية قاسية مع أعراض مؤلمة للغاية 
تعطلهم عن العمل خصوصا وأنه يصاحب ذلك قرحة جلدية مؤلمة مع 
روماتيزم. وقد أجريت عدة محاولات وتجارب لإيجاد دواء مناسب ولكن 
دون جدوى. وينتهي هذا المرض عادة بموت المريض قبل سن الأربعين فلا 
علاج له حتى الا 

ومع ذلك فقد وجد أن الأغذية الخالية من الدهون تساعد المريض عادة 
إلى حد ماء كما استعمل بعض البحاثة دواء الكورتيزون في معالجة مثل 
هذه الحالات ولكن كانت على المدى البعيد لا جدوى منها. 

غير أن بعض العلماء اكتشفوا أن العلاج الوحيد الممكن استعماله للوقاية 
من مرض حمى البحر المتوسط هو الكولشيسين, إذ دلت الدراسات والتجارب 
على أن جرعة منه بحدود -١‏ 3 ملغرام يوميا تعمل على منع الهجمات 
المرضية الحادة. ولكن هل سيتمكن الكولشيسين من إنقاذ المرضى من 
الموت؟ الأيام فقط هي التي ستثبت ذلك. 


214 


المراجع العربية 


مراجع الفصل الراب 


. ۱962 د محمد خليل صلاح-الهرمونات. مطبعة نهضة مصر-القاهرة‎ -١ 

2- الصيدلي عبد الرؤوف الروايده-الوجيز في علم الدواء-الطبعة الأولى-مطبعة المؤسسة الصحفية 
(الرأي)-عمان (الأردن). 

3- د . رياض العلمى-مجلة آفاق علمية-العدد الأول أغسطس 1985. 

4- الموسوعة الصحية-طبيبك فى بيتك-منشورات دار مكتبة الحياة-بيروت 1980. 

5- د. عبد الحسين بيره-الأمراض المعدية-منشورات دار مكتبة الحياة-بيروت. 1967. 

6- د. فوزي طه قطب حسين-النباتات الطبية-زراعتها ومكوناتها-دار المريخ-القاهرة-|198. 


المراجع الأجنبية 


1- Krants, J.-Amaerican Pharmacy, January 1979. 

2- Oetgen, W. et al-New England J. Med. 291- August 1974. 
3- Kindt G.et al-J.Am.Med.Ass.231February 1975. 

4- Thaler M.et al-Lancet 2, August 1974. 

5- Mutchie, k. et al-American Journal of Hosp.Pharmacy. 

6- Grandy, D.-Discover, August 1982. 

7- Mitchel, J.-Hosp. Pharm. Nov. 1982. 

8- Morris U.-Scand.J.Gastroenterol.12 (1977)0 

9- Toufexis,A.-Time Magazine,Sep.24 th, 1984. 

10- Chinnin, M.-Science D IGEST,fed.1985. 

11- Collier, H.-La Revne Pharmaceutique Libanaise-Oct.1973. 
12- Burley, D. et al-Pharmaceutical Medicine, Edward Arnold, London .1985 


الدوا. على مضارف القون 
الحادي والعضرين 


الأبحاث الد وانية: 
مقن وة 

لقد تمكن العلم من تحقيق تقدم ملموس واسع 
خلال الخمسين سنة الماضية خصوصا في مجال 
المعالجة الكيميائية والهرمونات. كان مريض البول 
السكري قبل 70 عاما محكوما عليه بالإعدام إذ 
كان شفاؤه ميئوسا منه. فهو إذن مرض قاتل. ولكن 
اكتشاف الأنسولين والأدوية الأخرى التي تخفض 
من مستوى السكر في الدم أحدثت تغييرا دراميا 
في مسيرة البشرية؛ فأصبح مريض البول السكري 
مفعما بالأمل لأنه صار بإمكانه أن يحيا حياة عادية. 

وقبل اكتشاف المضادات الحيوية كان المريض 
المصاب بالنيمونيا والتهاب الرئتين يحتاج فترة لا 
تقل عن ثمانية أسابيع في المستشفى هذا إذا نجا 
من الموت. أما الآن فإن معدل بقائه في المستشفى 
لا يتجاوز ستة أيام؛ كما أن نسبة الوفيات قد 
انخفضت من 35 إلى 5ء وقد حدث تقدم ملموس 
في معالجة مرض السرطان:؛ واكتشاف العديد من 
الأدوية الجذيدة قار تفن عة الغا كينها كان 


217 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


مريض فقر الدم الخبيث لا أمل يرجى منه ارتفعت الآن نسبة الشفاء منه 
بشكل ملحوظ. 

إن أكثر من 80 من المستحضرات الصيدلية التي كانت معروفة قبل 
تلاثين عاما قد اندثرت وخرجت من نطاق الطبابة والمعالجةء وليس لها 
وجود الآن في الصيدليات أو الأسواق. ذلك أن البحث المتواصل والتصنيع 
المستمر هما من سمات العصر ومن أساسيات الصناعة الصيدلية المتفجرة. 

لقد حدث في عام ۱828 حادث مغمور كان من نتيجته فتح الأبواب على 
مصاريعها أمام تقدم الكيمياء العضوية: فقد كان الاعتقاد السائد أن الكائنات 
الحية هي وحدها القادرة على إنتاج المواد العضوية والكربونية. ولكن تمكن 
العالم الألماني «وهلر» (:16طنا8؟) من إثبات عكس ذلك بتحضيره مادة اليوريا 
في مختبره. ومعروف أن المادة مادة عضوية يصنعها الجسم بشكل طبيعي. 
وكان من نتيجة ذلك أن قام العلماء بتخليق أكثر من مليوني مستحضر 
كيماوي جديد هي من صنع الإنسان وليست موجودة في الطبيعة أصلا. 

بعد ذلك الحادث بحوالي 82 عاما تمكن العالم الدكتور الألماني ايرليخ 
من تخليق مادة الأرسفنابين كأول مادة قاتلة للجراثيم» ولكنه لم يصل إلى 
هدفه إلا بعد أن جرب 605 مستحضرات قبل ذلك وعثر على ضالته 
المنشودة في المحاولة رقم (606) . 

يقدر عدد المواد الكيميائية التي تحضر سنويا بما لا يقل عن 40,500 
مادة. وذلك من أجل إيجاد أدوية جديدة نافعة للانسان وذات تأثير فعال 
مفيد» وخالية من الأضرار الجانبية؛ كما طرق العلماء باب العلوم الجرثومية 
وحضروا أدوية جديدة من هذه الكاتنات الحية الصغيرة. بدءا بالبنسلين 
عام 1928. والآن يوجد تحت تصرف الأطباء والصيادلة آلاف من هذه 
الأدوية المضادة للحيوية. كما تمكن الإنسان من تحضير فة دوائية أخرى 
من دم الحيوانات منها الخيول. حضروا الأمصال واللقاحات الوقائية التي 
ساعدت الإنسان على القضاء على الأوبئة والأمراض المعدية ووقايته منها. 

ومن أهم المصادر الدوائية بالطبع المملكة النباتية ويكفي أن نذكرء كمثال 
على ذلك نبات عبن القط وعلاقته بشفاء السرطان: وكذلك نبات قفاز 
الثعلب وفضله على مرضى القلب» ونبات الروالفيا الثعبانية والاستفادة منه 
في معالجة مرض ضغط الدم المرتفع؛ وست الحسن والخشخاش والسنكونا 


الدواء على مشارف القرن الحادي و العشرين 
والكوراري والديسكورا وغير ذلك كثير. 


أهمية الأبحاث الدواشية: 

إن التقدم الدوائي الذي وصلت إليه الإنسانية لم يبدأ من الصفر. 
والحقيقة الناصعة هي أن بداية التقدم الدوائي قد انطلقت منذ أن اقتبست 
بلدان أوروبا مختلف علوم العرب خلال القرون الوسطى. وقد سبق أن 
أشرنا إلى الشواهد التي تدل على فضل العرب في هذا المجال؛ وقد استند 
علماء الغرب على كتب العرب الرائدة ومؤلفاتهم أمثال: الحاوي للرازيء 
والقانون لابن سيناء وكتاب الجامع للمفردات لابن البيطار في الأعشاب 
الطبيعيةء واكتشافات ابن النفيس وابن الهيثم والزهراوي وغيرهم. 

فمنذ مطلع القرن العشرين نجحت جهود علماء الغرب في القضاء على 
كثير من الأوبئة المرعبة والأمراض السارية بفضل الاكتشافات الصيدلية 
والدوائية العلاجية والوقائية. فانخفضت نسبة وفيات الأطفال وزاد متوسط 
الأعمار بشكل عام. ولم تعد الإصابة ببعض الأمراض مثل حكم بالإعدام 
المحقق. أصبح بالإمكان الوصول إلى تشخيص سريع ومعالجة فورية وشفاء 
ناجح في كثير من الحالات. 

ومع ذلك بقي الإنسان مكتوف الأيدي أمام الكثير من الحالات المرضية 
حائراء كما أن الأبحاث الطبية والصيدلية لم تتعرض لبعضها حتى الآن. 
وهكذا وبرغم التقدم العلمي الباهر ما زالت البشرية عاجزة عن إيجاد 
أدوية ناجحة لعدد غير قليل من الأمراض والآفات. 

ومن الشواهد المذهلة الأرقام الخيالية من النقود التي يصرفها العالم 
الصناعي على الأبحاث. مبالغ تزيد عن 5 بلايين دولار سنويا. فهل يا ترى 
تعود بالفائدة المرجوة الحقيقية في مجال الطبابة والدواء؟ 

ومع أنه يصن ايد بداية ا كات الدوائيلة زاالصيد ليل يدا قينا 
إلا أن البشرية أصبحت في وضع يستحيل معه الاستغناء عن الأبحاث 
والدراسات الحديثة على صعيد الدواء والعقاقير. وعلى أي حال فقد تجلت 
أهمية ذلك ما بين نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين؛ فقد 
برز في تلك الآونة نخبة من العلماء الأكفاء-أطباء وصيادلة وكيميائيين 
وغيرهم-عملوا جاهدين على تطوير الأدوية من حيث مكوناتها ومفعولها 


2160 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


وإحراز درجة من الأمان والسلامة مع الاستعداد لتصنيع كميات هائلة 
تغطي حاجة الجميع في كل مكان بقدر الإمكان. 

وتدل الإحصائيات على أن أعداد الأدوية الجديدة التي برزت خلال 
الثلاثين سنة الماضية قد زادت عن ۱500 دواء جديد بشري وبيطري» وهي 
أدوية كيميائية محدودة التركيب حضرها العلماء في المختبرات ولم يكن 
لها وجود من قبل. 

وتدل الإحصائيات نفسها أيضا على أنه حصل تدهور في إعداد الأدوية 
الجديدة سنة بعد سنة لأسباب عدة أهمها: ارتفاع كلفة الأبحاث الدوائية. 
وارتفاع كلفة تصنيعها على شكل مستحضرات بالإضافة إلى أسباب جوهرية 
أخرى سنأتي على ذكرها . كذلك يلاحظ التفاوت في هذا الانحدار من بلد 
إلى أخر. ومن العجيب أن نسبة التدهور هي أكثر ما تكون في الولايات 
المتحدة الأمريكية بالرغم من أنها ما زالت في المقدمة من حيث الكم وعدد 
الأدوية الإجمالي من المواد الجديدة التي تنتجها . فقد انخفض إنتاجها من 
7 دواء عام 1972 إلى ١2‏ دواء عام 1982. أما اليابان فيلاحظ أنها من 
البلدان التي حافظت على مستواها وعلى نسبة نموها في باب اكتشاف 
الأذوية الجديدة ق كات فرعا وا تاها فى القاكية يد الولايات الشعدة 
الأمريكية مباشرة. ` ٠‏ 

كما تفيدنا الإحصائيات أنها-على المستوى العالمى-تشير إلى أن العدد 
الإجمالي للأدوية الجديدة انخفض عام ١960‏ من 8 دواء إلى 84 دواء عام 
8. ثم أصبح 63 دواء عام ۱976ء وأخيرا أصبح 48 دواء عام ۱980 أي أن 
نسبة الانخفاض تزيد عن 50 تقريبا خلال عشرين عاما. 

هذه الحقائق تدعونا إلى النظر في ظاهرة أزمة الأبحاث الدوائية التي 
بدأت بعد كارثة الثاليدوميد وازدياد القوانين والتشريعات صرامة وحدة. 


مأزق الأبحاث الدواشية: 

في الوقت الذي يتطلب الأمر ازدياد الأبحاث الدوائية وتطورها لمجابهة 
مختلف المشاكل المتعنة والمرضية والزيادة السكانية نجد أن هناك عوامل 
كثيرة تعيق البحث الدوائي وتؤخره. وتتلخص هذه العوامل بعدم توفر الأموال 
اللازمة. وصعوبات الاختيار والتقييم؛ ومشاكل صحة ودقة هذه الاختبارات. 


الدواء على مشارف القرن الحادي و العشرين 


مع تعدد الأنظمة وتعقيدها وصرامة الاشتراطات الجديدة. 

ومن الناحية المالية فكلما زاد الإنفاق على نشر استخدام أدوية معينة 
معروفة قل عدد الأدوية الجديدة التي يمكن تصنيعها وفحصها واختبارهاء 
فقد بات من الضروري على الشركات الصناعية أن تركز نشاطها على 
أدوية فعالة ضد أمراض شائعة من أجل الحصول على مردودها المالي 
العالي والمجدي» وذلك من أجل استمراريتها وانتعاشها. 

وما دامت الحياة وما دام الناس فالحاجة للأدوية تبقى ملحةء بل يجب 
أن يستمر البحث عن أنواع من الأدوية أفضل وأكثر فعالية؛ ولكن لكل دواء 
مخاطره ومحاذيره» ومع ذلك فقد أنقذت الأدوية الجديدة حياة الكثيرين 
من البشر وحمت المجتمعات من كثير من الأوبئة-كاستئصال الجدري دون 
رجعة؛ والتخفيف من حدة شلل الأطفال والدفتريا بواسطة اللقاحات والطعوم 
والأمصال والمضادات الحيوية-. هذا بالإضافة إلى تحسين طرق التشخيص 
والعناية بالمرضى وبالمعالجة التعويضية كما هو الحال في استعمال الأنسولين 
والهرمونات وغير ذلك. 

ولكن هناك أدوية يستعملها بنو البشر ولكنها لا تعيد الصحة إليهم 
كأدوية أمراض الحساسية: والتهاب المفاصلء والأورام السرطانية؛ والأمراض 
النفسية فيقتصر مفعولها على إزالة الأعراض مؤقتا والتخفيف من وطأتها . 

يضاف إلى ذلك أن بعض البلدان المتقدمة تمنع لوائحها إنتاج واستعمال 
بعض الآدوية الجديدة. فيضطر السكان عبور الحدود إلى البلدان الأخرى 
للحصول عليهاء كما أن الأبحاث الدوائية تنعدم تماما في البلدان الفقيرة. 

إن الخطة الرئيسة اللازم اتباعها لاكتشاف أدوية جديدة تتمثل في 
متابعة تفاصيل نظام فسيولوجي أو كيميائي حيوي واستغلال تطبيقاته 
العلمية. وقد أفضت هذه الطريقة إلى اكتشاف الأنسولين. ويعود الفضل 
في ذلك إلى الجو الأكاديمي الذي كان سائدا آنذاك» لكن هذه الطريقة 
فقدت أهميتها في المدة الأخيرة بسبب عجز الجامعات المادي؛ وعدم قدرتها 
على توفير الموارد اللازمة للتطوير. 

يضاف إلى ذلك أن ازدياد التخصص أدى إلى انفصال الدراسات بعضها 
عن البعض الآخر كما هو الحال مثلا بالنسبة للكيمياء العضوية وعلم 
الصيدلة اللذين كانا مرتبطين ارتباطا وثيقا في السابق. 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


وصفوة القول إن اكتشاف أدوية جديدة فعالة أصبح أمرا يزداد صعوبة, 
ولذلك فالأمراض غير القابلة للشفاء تظل-مع الأسف-غير قابلة للشفاء. 
وتدخل العملية في دوامة وفي حلقة مفرغة. هذا بالرغم من أن بعض 
الشركات الا أصابت 585 لا بأس به في اكتشاف العديد من 
الأدوية الجديدة لما بذلته من التضحية بالمال والوقت والجهد. 

وقد تمكنت بعض كبريات الشركات الصناعية من اكتشاف أدوية جديدة 
مضادة للملاريا وللأورام السرطانية وأدوية النقرس ومضادات الجراثيم 
وغير ذلك. 

لكن لا بد من الإشارة إلى الحوادث المفجعة التي أثارت قلق الجماهيرء 
وإلى خوف المسؤولين من الأدوية الجديدة بالرغم من أنها حصلت بسبب 
ظروف خاصة لم تكن متوقعة (الثاليدوميد)ء أو بسبب حساسية مفرطة لا 
تعليل لها لدى أقلية من الناس (للبروكتالول الذي سبب الاعتلال البصري 
الصابة القرنية بالضرر والجفاف). ولا شك في أن هذه الحوادث كان لها 
تأثير سلبى على الأبحاث الدوائية وعلى احتمال اكتشاف أدوية جديدة 
مفيدة. 

ومع أنه يجب إجراء تجارب سريرية على الحيوانات قبل طرح الدواء 
الجديد لاستعمال البشرء إلا أن هناك مآخن على التجارب الحيوانية أهمها 
أنه لا يمكن دائما استقراء النتائج منها وتطبيقها على الإنسان: السبب في 
ذلك أن لكل جنس من المخلوقات نمطه الخاص به. فإذا كان أحد الأدوية 
ساما للحيوان فلا يجرى عادة اختباره على الإنسان» فهل يحتمل أن يكون 
ضارا بالنسبة للانسان أيضاة؟ لا أحد يعرف الجواب عن هذا السؤال؛ ولذا 
قد تخسر البشرية علاجا هاما! ! ! 

كذلك من الصعب مقارنة الخطر الناجم عن استعمال دواء ما بخطر 
عدم استعماله: إذ مما يدعو إلى العجب أنه إذا كان الأذى الذي يحصل 
للمريض باستخدامه الدواء الجديد هو عمل شريرء فهل يعتبر الامتناع عن 
استعماله عملا غير أخلاقي؟ ؟ 


الأدوية الجديدة: 
اشتملت الأدوية الجديدة المكتشفة خلال الفترة موضوع البحث عدة 


الدواء على مشارف القرن الحادي و العشرين 


أنواع وفئّات لعدة مجالات. فمنها الأدوية الخافضة للكولسترول» ومنها 
الخافضة لضغط الدم المرتفع؛ ومنها المضادات للفطورء ومدرات البول مع 
تطوير المشتقات للهرمونات الجنسية: والأدوية المسكنة للألم» والأدوية 
النفسية والمضادة للكآبة. والمضادة للأورام والسرطان. وأدوية الروماتزم. 
كذلك الأدوية المضادة لمستقبلات الهيستامين (ه 2) كالتاجامات والزانتاك. 
أما المضادات الحيوية فتحتل مكان الصدارة فى قائمة الاكتشافات 
الدوائية الجديدة وأهمها مشتقات بيتا لاكتام والسيفالوسبورين والبنسلينات 
المصنعة نصف. ولكن الآثار الجانبية العديدة لها كالتفاعلات التحسسية 
الخطرة وبروز ظاهرة مقاومة الجراثيم لها بتشكيلها سلالات جرثومية 
جديدة ضارية وقوية دفعت العلماء إلى بذل المزيد من الجهد بحثا عن 
مضادات حيوية أخرى جديدة تحتل أمكنة المضادات الحيوية القديمة. 
ويوضح الجدول التالي أهم الفئات الدوائية التي تمت اكتشافات تنتمي 


إليها: 
- أدوية الجملة العصبية - أدوية الجهازين العضلى والهيكلى 
- أدوية الجهاز الهضمى - أدوية الجهاز التنفسى 


- أدوية القلب والأوعية الدموية - الأدوية المضادة للسرطان 

- الأدوية المضادة للالتهابات2 - أدوية الجهازين البولى والتناسلى 

- الأدوية الجلدية - أدوية الطفيليات ا ا 

- الهرمونات - أدوية الدم 

هذا وتهتم الأبحاث الدوائية بالحصول على مزيد من المعلومات عن 
الجسم البشري من حيث كيميائيته الحيوية. والكشف عن سير العمليات 
المرضية بهدف الأغراض الوقائية والعلاجية المبكرة على دراسة جهاز المناعة 
ودعمه ضد الفيروسات والجراثيم والطفيليات وغير ذلك. 

ويشمل برنامج الأبحاث الدوائية عزل المواد الطبيعية الموجودة في الجسم 
ومن ثم تصنيعها في المختبر. وبعد ذلك تحضير مشتقات جديدة لها ذات 
فعالية أفضل. عند ذلك تتاح الفرصة للعلماء إعادة النظر بالأدوية القديمة 
ومقارنة مزاياها وتأثيرها وآثارها الجانبية. 

ولكي يحصل العالم الباحث على مادة كيميائية جديدة عليه أن يتبع 
نظام الغربلة مثلما حصل مع ايرليخ عندما اكتشف السالفرسان» ومع ذلك 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


فهناك من يعثر على دواء يفيد بطريق الصدفة مثلما حصل مع الدكتور 
سستاينباخ الذي أكتشف الأدوية المهدئة من فة (ع10:همء0100:012): وأدى 
ذلك إلى اكتشاف الفاليوم الذي ما لبث أن غزا العالم ومازال في المقدمة. 

ومن الآمور الطريفة التي يصادفها العلماء حصولهم على مواد مفيدة 
لأمراض معينة غير تلك التي كانوا يهدفون إليها أصلا. ومن الأمثلة على 
ذلك أنه خلال البحث عن مشتقات جديدة للسلفوناميد ذات أطياف واسعة 
لمكافحة أكبر عدد من الجراثيم وإذا بالعلماء يعثرون على دواء مدر للبول 
وخافض لضغط الدم المرتفع اسمه التجاري داياموكس الذي انتشر استعماله 
انتشارا واسعا. وفي نفس الوقت وأثناء إجراء التجارب على مشتقات السلفا 
عثر فريق آخر من العلماء على أدوية فموية قادرة على تخفيض السكر في 
الدم مثل الدايونيل (يوجلوكون) والذي أصبح أهم أدوية البول السكري 
الفموية والذي تستهلك منه البشرية كميات كبيرة يوميا. 

يقودنا ذلك إلى التطرق إلى آدوية المحصره للبيتا (5:ع1ء810 5أه8) والتي 
كانت بدايتها أبحات أراد العلماء إجراءها على الأدرينالين لتحضير مشتقات 
منه تكون أقل خطورة في معالجة الربوء ولكن كانت النتيجة أنهم: بدلا من 
ذلك؛ اكتشفوا الانديرال0© الذي يعد من أشهر ما في الترسانة الدوائية 
حاليا لمعالجة أمراض القلب والأوعية الدموية وضغط الدم المرتفع . وينتمي 
الانديرال إلى فة «صادات المستقبلات» وأصبح لدينا سلسلة من أمثالها: 
التنورمين» فيسكين. سكترال وغيرها. 

ومن أعجب الأمور أن يصادف العلماء خلال أبحاثهم مادة كيميائية 
جديدة ذات آثار جانبية أهم من آثارها الدوائية الرئيسة. ومن أوضح 
الأمثلة على ذلك دواء كلوندين. 

لقد كانت هناك محاولات لاختبار كلوندين كمضاد للزكام والأنفلونزا إذ 
إنه يقلل من احتقان الأغشية المخاطية الأنفية إلى تأثيره الجانبي غير 
المرغوب فيه بالنسبة لتخفيفه ضغط الدم المرتفع. وكانت اا أن هذا 
الأثر الجانبي غير المرغوب فيه أصبح هو المفعول الرئيس المرغوب فيه 
كدواء ضمن الأدوية المخفضة لضغط الدم المرتفع. 

وبالرغم من كل ذلك وبالرغم من المأزق الذي يواجهه البحاثة فالأبحاث 
الدوائية ظاهرة حضارية لابد من وجودها وتطورها ودفعها إلى الأمام. 


221 


الدواء على مشارف القرن الحادي و العشرين 


وبدونها تتدهور العلوم وتتراجع. كذلك بالرغم من التقدم العلمي الذي تم 
إنجازه فما زال أمام البشرية أشواط وخطوات عديدة. فالحالات المرضية 
المعروفة حاليا تزيد عن 27000 حالةء ومع ذلك فإن الحالات القابلة للمعالجة 
الدوائية لا تتجاوز ثلث هذا العدد. أما تلك الأمراض القابلة للشفاء فهي 
أقل بكثير. 

وتسعى الصناعة الدوائية في أبحاثها إلى عدة أهداف أولها الحصول 
على مزيد من المعلومات عن الكيمياء الحيوية للجسم البشري في حالته 
الصحية والمرضية. ومن ثم إيضاح سير العمليات المرضية بهدف الوقاية 
والعلاج المبكر. وكذلك دراسة القدرة المناعية للأعضاء وكيفية دعمها ضد 
الفيروسات والجراثيم والأمراض الالتهابية. كما يشتمل ذلك على عزل 
وتعيين ذاتية وهوية المواد الطبيعية-بروستجلاندينء إنترفيرون والقنينات 
وغيرها-. ومن ثم تصنيع هذه المواد في المختبر للحصول على مشتقات 
جديدة لها ذات فعالية أفضل. وعند ذلك يعاد النظر في الآدوية الجديدة 
من حيث المفعول والآثار الجانبية. لذلك لابد من متابعة الأبحاث فهي أمر 
في غاية الأهمية؛ وذلك للتخفيف من مآسي البشرية وآلامها. ويتطلب 
ااك افاس الح كرون من البحاكة يدن مات اتخات ومن 
المستغرب أن كل دواء يحتاج إلى حوالي 800-700 خطوة منذ ابتداء التعامل 
مع المادة الخام إلى أن يصل البحث إلى نهايته كمستحضر دوائي جاهز 
للاستعمال. 

أما الأبحاث الصيدلية فهي ذات أهمية كبرى بالنسبة لوضع الدواء 
الجديد في شكله المناسب بحيث يضمن الفائدة العلاجية اللازمة. ويلعب 
الصيدلي دورا هاما في هذا المجال الذي لا يقتصر فقط على تحديد 
الشكل النهائي فحسب. بل يشمل كذلك دراسة المواد المساعدة والسواغ 
التي يجب مزجها مع المادة الفعالة. غفي حالة الأقراص مثلا يجب أن تكون 
السواغ خاملة دوائيا وكيميائياء وأن تؤمن-في الوقت ذاته-التفكك والتماسك 
الجيدين للأقراص. كما يجب على الصيدلي اختيار الشكل البلوري للمادة 
من أجل وصولها بسرعة كافية إلى الدم. كما عليه البحث دائما عن طرق 
جديدة لإعطاء الأدوية كي يحصل على أفضل النتائج. 

كل ذلك يدل على أن الكلفة الإجمالية باهظة. وتعتمد المبالغ المنصرفة 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


على الأبحاث على مقدار ما تنتجه الشركات الصناعية ومقدار مبيعاتها 
وأرباحها. ففي عام ۱972 بلغت المبيعات للشركات الدوائية حوالي 70 بليون 
دولارء أما في عام ۱982 فقد ارتفع هذا الرقم إلى حوالي ۱١5‏ بليون دولار. 

هذه القفزة الجبارة تدل على أهمية البحث الدوائى وعلى مكانته المرموقة 
والحاجة الماسة إليه من أجل الحضارة والإنسانية. 

نعم فالبشرية على وشك الدخول في القرن الحادي والعشرين وعلى 
منكبيها كل هذه الاختراقات الحديثة مقرونا ذلك بآمال بالوصول إلى 
اختراعات أحدث وأهم. 


أبحات الهندسة الوراثية الدواشية 
(Genetic Engineering)‏ 

تمهيد: 

خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وغيره من الكائنات الحية-حيوانية 
كانت أو نباتية-وخلق معها جميعا التباين والاختلاف. وهذه معجزة من 
معجزات الخالق جل جلاله التي لا تعد ولا تحصى. ففي كل إنسان سمات 
تميزه عن غيره بعضها ظاهر وبعضها باطن. 

هناك اختلاف طول القامة ولون البشرة ونوعية الشعر ولون العينين 
وتقاطيع الوجه والملامح العامة وحجم الأنف وغير ذلك من الصفات الظاهرة 
الخارجية. وفي الوقت نفسه هناك اختلافات باطنية داخل الجسم بيولوجية 
عميقة تميز الفرد عن أقرب المقربين إليه. فالتطابق الكامل بين كائنين 
حيين نادر للغاية إن لم يكن مستحيلا حتى إن التوائم المتماثلة الناشئة من 
نفس البويضة المخصبة لابد من أن يكون بينها اختلاف-مهما صغر شأنه- 
قد لا يكون واضحا وكامنا في الداخل. 

ولكن ما السر في هذه الاختلافات الشكلية؟ ولماذا يبدو شخص ما 
طويلا وآخر قصير ؟ ولماذا يولد طفل بشعر مجعد وآخر بشعر ناعم آملس؟ 
المعروف أن كل جسم يتكون من بلايين الخلاياء وكل خلية تحتوي على نواق 
وكل نواة فيها أجسام دقيقة هي الكروموسومات. وتمتاز هذه الأجسام بان 
الله خلقها بأعداد وترتيب ثابتين بالنسبة لكل حى على حدة. وتختلف هذه 
الأجمام الدقيقة حسيث التقلاف نيع اكاكن السى شي فى الاتسان سكا 


220 


الدواء على مشارف القرن الحادي و العشرين 


3 زوجا ذات ترتيب وأشكال معينة معروفة. 

ويوجد في الكروموسومات أجسام صغيرة تحدد الصفات الوراثية التي 
لا حصر لها تسمى الجينات. فهي التي تحدد طول القامة ولون البشرة 
وزمرة الدم» أو حتى ذكاء المرء. 

والكروموسومات لها خاصية الانقسام ولكي يدرسها العلماء يعملون 
على إيقاف انقسامها أولاء وذلك بحقن الإنسان أو الحيوان بقلويد نباتي 
معروف هو كولشيسين الذي يحصلون عليه من نبات اللحلاح والمعروف 
بفائدته لمرضى النقرس. وهكذا نرى كيف يمكن أن نستفيد من الدواء في 
مجالات شتى ومتنوعة لا يربطها رابط مع بعضها البعضء فأين النقرس 
من انقسام الكروموسومات ؟ 

وتوجد الكروموسومات في الخلايا على هيئة زوجية ثابتة العدد لكل 
من الكائنات الحية. ففي دودة الاسكارس يوجد زوج واحد فقط بينما 
يوجد في الإنسان 23 زوجا . كذلك تتكون الكروموسومات من مادة كروماتين 
التي يدخل في تركيبها أحماض ومواد أصبحت معروفة بأسمائها الرمزية 
(RNA lj)‏ (دانا خلةة). 

إن الكروموسومات نوعان أساسيان: النوع الأول ذاتي يحمل العوامل 
الوراثية الخاصة بالصفات الجسمية» والثاني جنسي يحمل العوامل الوراثية 
الخاسة يتعديد الشيفات الحسية وا كار والأتسال. 

تلعب النواة دورا هاما وأساسيا في عمليات انقسام الخلاياء كما أن لها 
دورا حاسما وهاما فى العمليات البيولوجية للخلية على اختلاف أنواعها. 
كاد فكو النواة الفتضيو الأساسي في حياة الخلية. فالخلية بدون النواة 
لاشيء. ويستدل على ذلك عندما نجد أن الخلايا الخالية من النوى (ككرات 
الدم البيضاء) لا تعيش إلا فترة قصيرة تموت بعدها. كما وجد أنه عندما 
تنقسم الأميبا إلى جزئين أحدهما فيه النواة والآخر لا نواة فيه فإن الجزء 
الذي فيه النواة ينمو ويتطور ويعيش ويقوم بوظائفه كاملة ويعيش حياة 
عاديةء بينما ينكمش الجزء الخالي من النواة ويذوى تدريجيا ويموت وهكدا 
دواليك. 

كما يوجد داخل الكروموسومات أشرطة تحتوي على جزيئات منتظمة. 
والإخصاب يعني خلط الأشرطة الوراثية لخليتين جنسيتين واحدة ذكرية 


227 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


والأخرى أنثوية. ومن هذا الاختلاط والتبادل بين المعلومات الكثيرة التي لا 
حصر لها والمسجلة على الأشرطة يكون السر الكامن في عدم إمكانية 
تشابه المخلوقات تشابها مطاقا. 

هذه الأشرطة تحتوي عادة على عدد هائل من المعلومات المسجلةء ففي 
البويضة البشرية الملقحة نجد ما بين 6- 8 آلاف مليون معلومة او 
وراثية مسجلة على أشرصطتها الدقيقة. وهذه الأشرطة صغيرة بشكل لا 
يمكن رؤيتها حتى بالمجهر العادي ويلزمها المجهر الإلكتروني الذي يكبرها 
عشرات الآلاف من المرات. ومن المعروف أن المادة الوراثية التي تحتوي 
عليها أشرطة الإنسان تتكون كيميائيا من أربع قواعد أساسية هي مركبات 
كيميائية محددة معروفة وهي: سيتوسين. ثايمين. جوانين» أدينين» هذه هي 
الشيفرة الأساسية التى كتب عليها الخالق سبحانه وتعالى كل ضيقات الكاكتات 
الحية. ولا تختلف في ذلك من الإنسان إلى الباذنجان أو الثعبان عن الفستق 
أو عن دودة القز أو عن سائر مخلوقاته فسبحان الخلاق العظيم. 

من هنا انطلقت تقنية الهندسة الوراثية إلى الأمام بقوةء وتم تطبيقها 
عمليا بحيث تم استخدامها لمصلحة البشرية بما في ذلك إنتاج الأدوية. 
ومن الأمثلة الطليعية على الأدوية التي أمكن إنتاجها حتى الآن بواسطة 
هذه الطريقة المبتكرة أو التي ينتظرها مستقبل باهر هي ما يلي: وقد سبق 
تناول بعضها في مواضيع أخرى من هذا الكتاب-ثانماتين-سوماتوستاتين- 
الأضداد (الاجسام المضادة)- يوروكيناز-الأنسولين البشري-لقاح الأنفلونزا- 
الانترفيرون وأدوية وحيدة النسيلة. ولقاح التهاب الكبد. الخ.... 


شاتمافين (Thanmatin)‏ 
هو بروتين بسيط يعتقد أنه أحلى من السكر بحوالي 3000 مرةء فحلاوته 
الزائ كي غا الأعمية بالنسبة لرصى الول الشتكري لبس شطك اة 
أطعمتهم وأشربتهم» بل ولكي يستغنوا أيضا عن السكرين الذي تدور حوله 

الشكوك بالإضافة إلى أن ثانماتين مادة سهلة الهضم. 


(Somatostatin ) jili gle gı 


الدواء على مشارف القرن الحادي و العشرين 


هذا الهرمون الموجود طبيعيا في مخ الإنسان حتى قبل إنتاج الأنسولين 
البشري. ويعتبر هذا الدواء من الهرمونات البسيطة إذ يتكون من ١4‏ حامضا 
أمينيا فقط. وهو هرمون تفرزه غدة الهيبوثلاموس (كتسهلهطاهم:8) وهو 
يمنع إفراز هرمون النمو وهرمونات الغدة النخامية. كما أنه يتدخل بتنظيم 
إفراز هرمونات البنكرياس والمعدة والأمعاء. 


الأضداة (Antibodies)‏ 
العديد في شركات الأدوية الصناعية يعمل على رسم خطط المستقبل 
على أساس جني أرباح طائلة وسريعة من استعمال الهندسة الوراثية في 
إنتاج بعض المركبات الهامة التي تصنعها خلايا الجسم بواسطة الجراثيم. 
مثال ذلك «الأضداد» أو الأجسام المضادة التي هي عبارة عن بروتينات 
خاصة تحارب الجراثيم وتحمي الإنسان منها كأهم وسائل الطب الوقائي. 
كما تشمل هذه إنتاج أجسام مضادة تصلح لتحديد النسل وذلك باستعمال 
بروتين مضاد لذيل الحيوان المنوي الذكري الذي يتحول إلى كسيح عاجز 
عن الضرب بذيله والسباحة نحو البويضة فلا يتم التلقيح المتوقع. فإذا ما 
أصيب الذيل بالشلل فلا يحدث الإخصاب.؟ هذا عقم مؤقت يزول بزوال 

السب 


اسر و (Urokinase) jli‏ 
تمكنت شركة أبجون الدوائية الأمريكية من تخليق جرثومة جديدة تحمل 
برنامج وراثي لجينة من جينات الإنسان المتخصصة في صنع أنزيم يروكيناز 
التى تذيب الجلطة الدموية. غير أن الكمية المنتجة من هذه المادة محدودة 
للغاية ولذلك لابد للعلماء من متابعة الأبحاث لإيجاد طريقة اقتصادية 
لإنتاج هذه المادة. هذا خلافا للأدوية الأخرى كالأنسولين البشري 
والانترفيرون ومضادات وحيدة النسيلة وغيرها سبق ذكرها في مكان آخر. 


لقاحات تصنع بواسطة تكنولوجيا الهندسة الورائية. 


لقاح التهاب الكبد الفيروسي (ب). 
طالعتنا الأخبار خلال شهر سبتمبر من عام 986| بأنباء مثيرة عن 


2120 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


موافقة إدارة الأدوية والأغذية الأمريكية على السماح بتداول أول لقاح 
للاستعمال البشري يتم صنعه بواسطة تكنولوجيا الهندسة الوراثية. 

واللقاح الذي نحن بصدده يستعمل للوقاية من التهاب الكبد الفيروسي 
(ب) والذي يصاب به سنويا مالا يقل من 000, 200 شخص في الولايات 
المتحدة الأمريكية وحدها. ويعتبر هذا المرض من الأمراض القاتلة التى لا 
شفاء منها إلا بالنادر. ا 

لقد قامت شركة «ميرك» للأدوية-بمدينة نيوجرسي-بتصنيع هذا اللقاح 
الجديد بالتعاون مع شركة مختصة بالهندسة الوراثية ير شركة «شيرون» 
بكاليفورنيا. وقد اتبعت الشركة استعمال طريقة «المضادات وحيدة النسيلة 
Antibodies‏ ina1اMonoc‏ فكان لذلك وفع رائع في الأوساط الطبية والدوائية. 
وقد أطلقت شركة ميرك على المستحضر الصيدلي الجديد اسم 
«ريكومبيفاكس (ه. ب)» 88-×1۷2طصهءء۸ وبذلك ينضم هذا الدواء إلى 
سلسلة الأدوية التي سبق أن صنعت بالطريقة نفسها كالأنسولين البشري 
(1982): وهرمون النمو البشري (1985): وألفارانترفيرون (1986). ويأمل 
العلماء بأن هذه الخطوة الرائدة ستفتح المجال لمزيد من المستحضرات 
واللقاحات مستقبلا لتصنع بهذه الطريقة المبتكرة. 

ومن المعروف أن الشركات المتخصصة بالهندسة الوراثية الأخرى عاكفة 
على أبحاث علمية يقصد منها تحضير لقاحات وقائية عديدة منها: لقاح 
الإيدز. ولقاح الهربسء ولقاح التهاب الكبد» ولقاحات لبعض أنواع 
السرطانات. 

ويصنع اللقاح الجديد بأخذ جينة من فيروس التهاب الكبد (ب) وإضافتها 
إلى خلايا الخميرة. وعندما تتكاثر هذه الخلايا ينتج عن ذلك مادة بروتينية 
مشتقة من الفيروس. ويعتبر هذا البروتين أساس تصنيع اللقاح الجديد 
الذي يكسب الإنسان الحصانة. ومن الجدير بالذكر أن عملية تكاثر خلايا 
الخميرة هذه تتم بسرعة هائلة. 

وهذا اللقاح هو ثاني لقاح تنتجه شركة ميرك في هذا المجال. فقد سبق 
أن أنتجت لقاحها الأول عام 1982 باستخدام طريقة استخراجه من دم 
الأشخاص المصابين بالمرض مما ينطوي على بعض الأخطار. إذ يخشى أن 
يكون السبب في نقل مرض الإيدز والتهاب الكبد الفيروسي من المريض 


الدواء على مشارف القرن الحادي و العشرين 


إلى السليم» وهو أمر لا يحدث في حالة للقاح الجديد الذي نحن بصدده 
الآن. وتأمل الشركة أن تجني ملايين الدولارات من مبيعات اللقاح الجديد 
الخدت الشركة كل اها امالا کی انضرف على مزيك. من 
الأحاكوالانححراكات اليندسية الزراقية للحصول على المزيد مق الأدوية 
النافعة. 

وهناك لقاحات أخرى ما زالت في طور التجرية والبحث مثال ذلك: 


لقاع الأنفلوضز!: 

راشاكيف ا وا هن الظريقة اا 2 الاس الجدردة: 
اد دة فی مجان الک ف جات الررا وکت انا على تسیر 
لقاح للوقاية من مرض الأنفلونزا الذي يصيب الملايين كل سنة في جميع 
اتعام العالموالولاكل قير إلى الخال لجاحيع كن مهم هذه 

والالات المنشون ترس أن کر مضنوسا من جرادم کی کی الأمجاد. 
وکا ع ا کی ااا ا را م اع و ادا جوم ف 
اا را ارو ا ر یر ا غير ضار: . 

وياتظر هدا الاكدماف آم اة دع اال د الوراقة الهندسية 
سوف تتيح للانسان «لقاحا شاملا» قادرا على القضاء على جميع سلالات 
فروبياك اهاد يتطيل الجن التحامن من الرسالة الررافية للفيروس 
للتقول إلى الجر ال يع هليه الا يذ وة أن قطني على 
التبروي فال امرض أذ كان ر 

کے شدركة سی الوا ت أن ف فاا دالا م 
ریات کا ف را ف اود آل جوا او حلت 
تسبح ا ككل الريضن ب الا ی ا ق ا 
اا و ا ر هلها الج ار ج ار ماد 
عليه ويتعامل معها كأجسام غريبة. ولذا إذا تم حقن اللقاح لا يصاب 
لديم والسدوى لابقا او ری كان قد ال ال م بيشت 
اجيم الاقم على ن عام ات ادوا وال على او د رین 
الأنفاونا الرجود على :و حال آي عزن او شحوم يروس جديد 
ظبرى ا ااا اة راا قرحي اة لكشي ن 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


للهجوم وتقضي عليه. 

ومن المعروف أن الفيروسات التي تسبب الأنفلونزا عديدة ومتعددة ولیس 
من المنطقي أن يصنع لقاح لكل نوع منها لأن هذا مرهق ومكلف ولذلك 
علماؤها النجاح بتحديد فيروس يسبب الأنفلونزا على جزئٌ من حامض 
الادونزين الذي يحتوي علئ «الكود» أو الرمز الوراثي والمتسيب في تكوين 
البروتينات التى تكون المادة المضادة للفيروسات منها بأسلوب يشبه جراحة 
الخلية مستعملين أنزيمات وخمائر محددة للقيام بهذا العمل. وبعد ذلك 
تمكن فريق العلماء من تحويله إلى جراثيم غير ضارة هي اسكيركيا كولي 
والتي توجد بشكل طبيعي في أمعاء الإنسان. 

هذه هي المرة الأولى التي تمكن بها الإنسان من أن يتوصل إلى لقاح 
صالح للإنسان عن طريق التناول الصناعي لعوامل الوراثة. ولذا قد تكفي 
زراعة هذه الجراثيم بالطرق العادية من أجل الحصول على كميات هائلة 
من اللقاح النقي. 

ويأمل العلماء أن يخطوا خطوة أخرى في المستقبل بفعل «الكود» الوراثي 
الذي يتحكم بالتركيب الوقائي لجمع فيروسات الأنفلونزا المعروفة جميعها 
في جرثومة واحدةء ومن ثم استنباط لقاح شامل قادر على حماية الإنسان 
ضد جميع الفيروسات الموجودة أو الجديدة منها والتي يحتمل ظهورها 

فالأنفلونزا أكثر الأمراض انتشارا في هذا الكون وأكثرها سببا في 
العدوى وهي المرض الوحيد الذي بقى حتى الآن ليحدث أوبئة على النطاق 
العالمي. والأمل في أن يتمكن الإنسان من تحقيق حلمه بالتخلص إلى الأبد 
من هذا الكابوس المزعج مثلما تمكن من القضاء على الجدري. 

ومن الطريف أن بعض الأبحاث العلمية الأخرى قد أسفرت عن أن 
خطر إصابة المدخنين بالأنفلونزا يزيد بنسبة 25 عن إصابة غير المدخنين 
كما تبين أن خطر الإصابة بالمرض وحدته يتزايدان طرديا مع ازدياد عدد 
السجائر التي يدخنها الفرد؛ وبالذات لمن يدخن أكثر من 20 سيجارة في 
اليوم. 

والخطر كذلك يشمل غير المدخنين الأبرياء الذين فرضت الظروف 


الدواء على مشارف القرن الحادي و العشرين 


عليهم أن يعملوا أو يعيشوا مع أناس آخرين من المدخنين فيتعرضون 
لاستنشاق الدخان الذي ينفثه زملاؤهم المدخنين. إن التدخين بحد ذاته 
عامل رئيس للاصابة بأمراض عديدة ومن جملتها ازدياد التعرض للإصابة 
بالأنفلونزا بالذات. 


لفاح الجدام: 

يجري العلماء في خمسة بلدان غربية-هي هولندا وإنجلترا والنرويج 
واستراليا والولايات المتحدة الأمريكية-أبحاثا مستفيضة النتاج لقاح جديد 
للجذام باستعمال تكنولوجيا الهندسة الوراثية. 

أما اللقاح الحالي فهو يصنع عن طريق الاستفادة من دم حيوان «المدرع» 
(110نلهصسة) وهو الحيوان الوحيد الذي تنمو في دمائه جراثيم الجذام 
خلافا لدماء الإنسان وبعض أنواع الفئران. وقد أخذت الترتيبات اللازمة 
لتجربته لمدة أربع سنوات على 100,000 شخص من سكان مالوي وعدد 
ممائل من سكان القارة الهندية. 

فإذا كانت النتائج ناجحة ومشجعة فمن المتوقع أنه خلال السنين الثماني 
القادمة سيعمم استعمال هذا اللقاح على جميع المناطق الموبؤة بهذا المرض. 
ولكن يستحيل الاعتماد على حيوانات «المدرع» فقط للحصول على الكميات 
اللازمة من هذا اللقاح. فالهند وحدها قد وضعت خطة للقضاء على الجذام 
قبل حلول عام 2000ء ولذلك عليها أن تحقن ملايين من السكان علما أنه 
يحدث فيها 000 , 300 إصابة جديدة كل سنةء ولذلك لابد للعلماء من اللجوٌ 
إلى تكنولوجيا الهندسة الوراثية واستعمال طريقة مضادات وحيدة النسيلة 
لإنتاج الكميات الكافية من هذا اللقاح. وينتظر أن يتم ذلك بأخذ الجينات 
اللازمة وإلصاقها بجراثيم الايشكريكيا القولونية بحيث أن يكون هناك 
معين لا ينضب من هذا اللقاح. 


لماج - الكو ليرا و لقاح التيفو نيد : 

أفادت الأخبار أن هناك جهودا علمية حثيثة تجرى في أستراليا من 
أجل تحضير لقاحات ضد الكوليرا وضد التيفوئيد بواسطة تكنولوجيا 
الهندسة الوراثية بحيث تضفي على الإنسان الذي يحقن بها مناعة مدى 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


الحياة. والعجيب في الأمر أن اللقاحين المذكورين سيؤخذان عن طريق 
الفم. ويعود الفضل في ذلك إلى الدكتور راولي من جامعة اديلاد الأسترالية, 
والذي بدأ هذه الأبحاث منذ عام 1980 . وفي حالة نجاح هذه الأبحاث ستتم 
تجربة اللقاح في الولايات المتحدة الآمريكية عام ۱987ء وفي بنجلاديش عام 
8 م. 

أما مضادات وحيدة النسيلة فلا تدمر الخلايا بل تضع عليها علامتها 
من أجل أن يقوم جهاز المناعة بعد ذلك بالإجهاز عليها. 


أول لقاح للملاريا في التاريخ 

طالعتنا التقارير الصيدلية في أوائل عام 1985 م عن إحراز النجاح في 
تصنيع لقاح جديد للملاريا يعتبر أول لقاح من هذا النوع. ويصلح هذا 
اللقاح بالطبع للوقاية من الملاريا التي يسببها طفيلي بلازموديوم فالكيباروم 
المسؤول عن 85 من حالات الملاريا في العالم. 

وقد استطاع العلماء تحقيق ذلك بالاستفادة من تكنولوجيا الهندسة 
الوراثية والاستعانة بمضادات وحيدة النسيلة. ومن المدهش حقا أن البروتين 
الذي تتكون منه أجسام طفيليات الملاريا تحتوي على جينات يبلغ طولها 
2 حامضا أمينيا. 

وقد تم حتى الآن إيجاد خمسة أنواع من مضادات وحيدة النسيلة بإمكانها 
التعامل مع أسطحة الطفيلي. وقد تم تحضير لقاح للملاريا يستطيع أن 
يتصدى للطفيليات ويلغي مفعولها لدى دخولها جسم الضحية بواسطة 
لدغة البعوضة:؛ فتمنعها من الوصول إلى الكبد. وتحميه منها . 

ويا حبذا لو يستطيع اللقاح أن يكون قادرا على قتلها إذ لو تمكن طفيلي 
واحد من الإفلات والوصول إلى الكبد فإن بإمكانه أن يتكاثر هناك ويسبب 
العدوى والمرض. 

ويعتقد أنه مازال أمام هذا اللقاح خمس سنوات حتى يمكنه الوصول 
إلى رفوف الصيدليات. 


لفاح جديد لمنع الحمل 
وما دمنا نتكلم عن اللقاحات يجدر بنا أن ننوه عن اختراق علمی جديد 


231 


الدواء على مشارف القرن الحادي و العشرين 


ما زال في مهده. فالأبحاث الدوائية تبشرنا بقرب إنجاز (ليس قبل عام 
0) لقاح جديد لمنع الحمل. وهذا الاكتشاف أمريكي الأصلء ولكنه أثار 
اهتمام منظمة الصحة العالمية فأخذت على عاتقها تجربته على نساء 
استراليا. ويتكون اللقاح المنتظر من جزء من هرمون جونادوتروبين المشيمي 
الإنساني تحقن به السيدة فينبرى جهاز مناعتها بالتصدي له وإنتاج أجسام 
مضادة لهذا الهرمون الدخيلء ومن ثم تقوم الأجسام المضادة بمهاجمة 
البويضة المخصبة وتدمرهاء كما يفشل المبيض في نفس الوقت-بإنتاج هرمون 
البروجسترون الذي يساعد على الحمل. 

وستكتفي المرأة بحقنة واحدة من هذا اللقاح في السنة بدلا من تناول 
فرص واحد كل يوم على مدار السنة. وليس للقاح الجديد آثار جانبية تذكر 
كالتي تلازم عادة أقراص منع الحمل التقليدية. قلا تجلط للدم يحدث ولا 
زيادة بالوزن ولا غثيان أو دوخه أو قىء. كما أنه لا يسبب اضطرابا بالطمث. 

وما علينا إلا أن ننتظر عام 1990 حتى نرى مدى فائدة هذا اللقاح 
الجديد. 

الدواء والصيدلة عام (2000) 

الدواء: 

لم يبق بيننا وبين نهاية هذا القرن سوى ثلاثة عشر عاما في الوقت 
الذي يشهد فيه العالم تقدما مطردا في مجال صناعة الأدوية والعقاقير 
في أوضاع غير مستقرة. 

ويأمل الإنسان بالتوصل إلى اكتشاف دواء خارق لمرضى السرطان 
وأمراض أوعية القلب حيث إنهما يتصدران قائمة قتلة بني البشر. غير أن 
القضاء على هذه الأمراض سيرفع من متوسط عمر الإنسان ربما إلى 85 
عاما. وهذا من شأنه أن يزيد من المراجعين للمستشفيات والعيادات 
والمستوصفات والصيدليات. ويعتبر البعض أن اكتشاف الأدوية الجديدة 
يشكل نعمة للبشرية لاستيعاب الكهول والمسنين والعجائز. 

غير أن العناية الصحية والأدوية ستزيد كلفتها ويصبح متعذرا على 
الشخص العادي تحملهاء ولذا سيلجأ إلى العناية الصحية الذاتية واستخدام 
الأدوية دون الرجوع إلى الطبيبء ويكتفي بالاتصال بالصيدلي خصوصا 
وأن الصيدلي هو أكثر محترفي العناية الصحية تواجدا وأكثرهم سهولة 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


في الاتصال به. فلا يلزم موعد سابق ولا وقوف في الدور كي يصل إليه 
المرضى. 

وقد تتمكن البحوث الطبية من حل بعض المعضلات الطبية خصوصا 
أن العلماء يتعلمون يوميا أكثر وأكثر عن نظام جهاز المناعة في جسم الإنسان 
مما سيجعل البشر أكثر أهلية للتعامل مع أمراض السرطان مع إنتاج المزيد 
من أنواع الأدوية الأخرى المضادة لالتهابات الكبد والفيروسات وتسوس 
الأسنان وأمراض اللثة وغير ذلك. 

وستظل أبحاث الأدوية والعقاقير وعمليات تطويرها باهظة التكاليف. 
ويستغرق ذلك مالا يقل عن عشر سنوات. كما سيكون الحاسوب (الحاسب 
الآلي) مفيدا للغاية في إنجاز أبحاث الأدويةء ويؤمن فرصا أكثر للتقدم 
الواسع في مجال الصناعة الدوائيةء كما سيكون الحاسوب ذا فائدة 
للمستهلك بشكل مباشر. فإن ظهور الحاسوب المنزلي وهاتف الاستقبال 
والإرسال سيزيد من استطاعة المستهلك استخدام برامج الرقابة الصحية 
والارتقاء بالحالة الصحية الذاتية دون مغادرة المنزل. 

وسيكون عدد أكبر من الأدوية في متناول يد المستهلك بصورة مباشرة 
لأمراض كالربو والقرحة والتهابات المفاصل التي يمكن للمستهلك معالجتها 
ذاتيا دون اللجوٌ إلى الطبيب. كما سيتم بيع أشرطة فيديو مع الأدوية 
لتوضيح كيفية عملها وتأثيرها وآثارها الجانبية وعدد الجرعات وكيفية 
الاستعمال والمحاذير. وستتنافس الشركات على خدمة الجمهور بهذا الاتجاه. 

ولكن ما هو مستقبل الصناعة الدوائية؟ 

مع أن العديد من الاكتشافات الدوائية قد تحقق وطور في مصانع 
الأدوية خلال الخمس وعشرين سنة الماضية. إلا أنه أصبح من الواضح أن 
روتين الحصول على ترخيص مداولة أي دواء جديد هو أمر غاية في 
الصعوية والتعقيد بحيث إنه عامل أساسى لتخفيض أعداد الأدوية الجديدة 
المصرح بهاء ذلك لأن الهيئات الصحية في معظم البلدان تتشدد يوما بعد 
يوم بالنسبة لشروط السلامة والأمان اللازمة للأدوية. 

ولذا فإن أمور السلامة وشروطها بالنسبة للأدوية تدفع البحاثة إلى 
اتباع أسلوب حذر بالنسبة للأدوية بصفة خاصة. وحيث إن المجتمع يهدف 


230 


الدواء على مشارف القرن الحادي و العشرين 


بالدرجة الأولى إلى السلامة والأمان فسيتخن هذا المجتمع أو ذاك جانب 
الدفاع بل ورفض الدواء الجديد . كما أن السلطات الصحية الرسمية نفسها 
ليست مستعدة لتحمل مسؤولية أي دواء جديد خشية أن يتبين بعد حين أن 
له أضرارا لم تكن متوقعة فتحاول هذه الجهات المماطلة والتسويف. 

أما الصناعات الدوائية وتقنيتها فقد تقدمت في العصور الأخيرة تقدما 
ملموسا في العلوم على مختلف أنواعهاء فإن أساليب التحليل المخبري 
أصبحت تتيح البحث في مواد موجودة بتركيزات غاية في الصغر لم يكن 
الوضؤل إليها سابقا مكيل 

فعلم الفارماكولوجي يستطيع الآن أن يبحث في موضوع المستقبلات 
التى تشكل الأهداف الحقيقية للأدوية. أما الأساليب الكيميائية الجديدة 
راق مرف شاع الكرميائيين على خن وتتخليق سراد تدر يد 8 يسبب 
الرغبة بشكل لم يتصوره أي عقل من قبل. 

والحاسوب سيلعب دورا فعالا في الأبحاث الكيميائية أيضا إذ سيمكن 
من تخليق بعض الكيماويات بسرعة هائلة. أما الهندسة الوراثية فإن فوائدها 
قد ثبتت قطها وستعمل على نقل المعلومات من الخلايا المتخصصة إلى 
الجراثيم البسيطة. 

ولكن الأبحاث العلمية لن تتمكن من التقدم بدون وجود جهاز إداري 
منظم» فالمعروف أن الأبحاث تمر بطرق متعرجة تملؤها الأشواك. ولذا فإن 
نوع الإدارة المسؤولة عن الأبحاث الصناعية والصيدلية يجب أن تتحلى 
بكثير من المزايا والصفات كالنشاط والاطلاع والديناميكية العملية الممتازة. 
كما يجب أن تكون إدارات المستقبل أكثر مرونة وطموحا من حيث الاستعداد 
للتعاون بين جميع التخصصات بحيث يزداد وضوحا وترسيخا لا يمكن لأي 
من العلماء من إنجاز أي تقدم دون الاستعانة بين الفينة والآخرى بزملائه 
المختصين بالعلوم الأخرى. فالعالم البحاثة لا يمكنه عمليا اتخاذ قرارات 
تصلح لعشر سنوات قادمة دون استشارة رجال الأعمال والاقتصاد والتداول 
مغ 

أما المشكلة السكانية فحدث عنها ولا حرج إذ من المشكوك فيه أن 
يتمكن الإنسان أن يحل مشكلة الانفجار السكاني بالشكل المرضي والمعقول. 
ففي عام 2000 سيكون عدد سكان العالم 6 بلايين منهم بليونان في البلدان 


237 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


الصناعية المنتجة للأدوية وأربعة بلايين في بلدان العالم الثالث. وستقوم 
الدول الصناعية (وهي الأقلية) بإنتاج المزيد من الأدوية وبيعها إلى الدول 
النامية (وهي الأكثرية)؛ ولذلك سيرتفع معدل دخل الفرد في البلدان 
الصناعية ارتفاعا حادا أكثر بكثير من زيادته بالنسبة لسكان البلدان النامية 
أو بلدان العالم الثالث. فالغني سيزداد غنى والفقير سيزاد فقرا وتزداد 
الهوة بين العالمين اتساعاء ويزيد العنف والتوتر بشكل متسارع. 

وربما ستكون المشكلة خلال مطلع القرن الحادي والعشرين هي علاقة 
البلدان الصناعية بالبلدان النامية. فيجب إشراك الهيئات الدولية-لتقديم 
المشورة والمعونة وحل الإشكال-كمنظمة الصحة العالمية واليونسيف وهيئة 
الأمم المتحدة. 


الصيد لة : 

مع أن مهنة الصيدلة تعود إلى ما قبل عام 4000. ق. م. لكنها كانت دائما 
تتطور بشكل مذهل أيضاء فالصيادلة في أيامنا هذه لاشك في أنهم يختلفون 
عن الصيادلة من أجدادنا خلال العشرينات من هذا القرن والذين كان 
اعتمادهم الأساسي على الأدوية من مصادرها الطبيعيةء ومن المؤكد أن 
مهنة الصيدلة ستواجه المزيد من التغييرات الجمة لدى وصولها إلى مشارف 
القرن القادم وأهم ما في ذلك بعض النقاط التالية:- 

- طرق جديدة مبتكرة وفريدة لإعطاء الدواء . 

- اختراقات دوائية سيكون لها أبلغ الأثر. 

- الاستفادة من تقنية الهندسة الوراثية في تحضير الدواء . 

- تطو ر وتشعب نظرية المستقبلات الخلوية للأدوية . 

الحاسوب (الكومبيوتر)سيلعب دورا أساسيا وكبيرا في مهنة الصيدلة. 

- المداواة الذاتية ا 

- مزيد من آفاق العبوات الدوائية 

لقد تعودنا أن نسمع أن الدواء يعطى إما عن طريق الفم أو الشرج أو 
الجلد أو الحقن بأنواعها وأشكالها. ولكن لابد من ظهور ابتكارات جديدة 
وأنواع غريدة من الأدوية كي تستعملها الأجيال القادمة. سبق أن بحثنا 
نخبة من طرق الاستعمال الجديدة التي أصبحت متوفرة ورخيصة أهمها: 


الدواء على مشارف القرن الحادي و العشرين 


الملصقات الجلدية المجموعيةء نقط الأنف المجموعية: الحلقات المهبلية, 
الاوكيوسيرت العينيةء الاوروس الفمويةء والمضخات الدوائية وغير ذلك. 

ولكن لابد من ظهور المزيد من طرق الاستعمال الجديدة التي لا تخطر 
على البال. ۰ 

ومن المنتظر أن تفيد الفئات الدوائية الجديدة والمبتكرة في استعمال 
أدوية منع الحمل ومعالجة أمراض السرطانات طويلة الأمد . أما الطموحون 
من العلماء فيأملون أن ينتجوا أنواعا جديدة من الهيدروجيل بطيء المفعول 
للغاية بحيث يخدم أسابيع وأسابيع. وقد يطبق ذلك على الأدوية الوقائية 
للملاريا وغيرها من الأمراض. 

ومن الطرق المبتكرة طريقة الكريات الحمراءء والتي يقصد بها كريات 
الدم الحمراء الموجودة في دم الإنسان. تفصل هذه الكريات عن البلازما 
ويضاف إليها المادة الدوائية فى أوعية مخصصة لذلك» ويتسرب إلى داخل 
الكريات ويستقر هناك موقم 

بعد ذلك تعطى هذه الكريات للمريض فتجوب في جميع أنحاء جسمه 
متناسبة مع الدورة الدموية. وتتوزع المواد الفعالة فيها ببطء وسهولة مدة 
طويلة مما يؤدي إلى الإقلال من الجرعات الدوائية المستعملة حسب الطريقة 
المألوفة. 

ومن أهم الاختراقات الدوائية اكتشاف أدوية المستقبلات الخلوية. 
والمستقبلات عبارة عن جزيئات معقدة التركيب كبيرة الحجم تتكون من 
البروتينات» وتقع على سطح الخلية أو ربما داخلها ويعتمد عليها مفعول 
بعض المراسلات الدوائية-كالهرمونات-وتعمل المستقبلات الخلوية على تنظيم 
ومرافبة عمل الخليةء وتتحكم في صنع البروتينات فيها والبيبتيدات وغيرها 
من مشتقات الخلية ونواتجها. كما تساعد المستقبلات الخلية على إفراز 
منتجاتها المختلفة والتخلص منها كما أنها تقرر مدى نفوذية الأغشية وشكل 
الخلية وحركتها ونموها. 

واعتمادا على المعلومات والصفات الكيميائية للمستقبلات الكامنة على 
سطح الخلية يكون بإمكان العلم أن يصمم أدوية جديدة محددة مطابقة 
للمستقبلات المراد إصابتها . وكذلك إيقاف عمل الخلايا أو محاكاتها سواء 
بالتصرفات المرغوب فيهاء أو غير المرغوب فيها حسب ما تمليه الظروف. 


23# 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


الحاسوب (الكومبيوتر): 

الحاسوب هو الكومبيوتر أو الحاسب الآلي وهذا هو اسمه العلمي 
الصحيح. لقد أصبح الحاسوب جزءا لا يتجزأ من جميع أوجه الحياة في 
الوقك الحاظيركدخل حفيع المرافق من افتسادية وتجارية وطبية وصيدلية 
وعلمية وفنية وحربية وغير ذلك. كما أنه دخل مهنة الصيدلة فأصبحت لا 
تستغني عنه في كثير من الأعمال ولذلك ينتظر-في خلال عقد أو عقدين 
ن الو ا صي الجاسوب ار اا شيرع دياز الياقف وسهل 
الاستعمال سهولة تحريك مؤشر جهاز لمذياع. 

إن المعلومات الخاصة بالدواء من مفعول أو سمية أو جرع أو آثار جانبية 
أو تنافر أو توافر حيوي أو أسعار أو تغليف» كلها أصبحت معلومات لازمة. 
وصار ضروريا أن تكون جاهزة على أطراف أصابع الصيدليء؛ وذلك باستعمال 
الحاسوب. ولاشك في أن الحاسوب سيخفف من الزمن اللازم ليتعلم 
الصيادلة أمور مهنتهم وتدريبهم عليهاء وبذلك سيتوفر نشا جديد من 
الصيادلة بأعداد كبيرة. 





أهم المجالات العلاجية: 

إن مجال المعلومات الدوائية سيكون مفيدا للصيدلي من أجل تطوير 
مهنته وتوسيع أفقها ودورها الطليعي في المجتمع والأخذ بيدها إلى الأمام. 
ومن أبسط الأمور ستكون عملية استبدال الآدوية بسرعة ومهارة. ولذلك 
يأمل العلماء أن يتمكنوا من إيجاد الأدوية التي بإمكانها إنجاز الأمور التالية 
اليامة فى الجالات الماذحية المذكورف 2 ` 

|- بالنسية للتصلب العصيدي: (تصلب الشرايين) : 1050160515طاى إمكانية 
منع ترسب اللويحات على جدران الأوعية الدموية من الداخل. 

2- بالنسبة لمرضى البول السكري: المحافظة على مفعول خلايا بيتا 
بالبنكرياس والحد من مضاعفات أمراض الأوعية الدموية. 

3- أمراض الرئتين المزمنة: أدوية لمنع إفراز المخاط بكثرة. 

4- السكتة القلبية: أدوية تمنع تكدس الصفيحات الدموية ومنع حدوث 
السكتة. 

5- القرحة المعدية: إيقاف الإفرازات الحامضية؟ 


210 


الدواء على مشارف القرن الحادي و العشرين 


6- ضغط الدم المرتفع: التمكن من الوصول إلى أسباب المرض الحقيقية 
من أجل التوصل إلى كيفية مكافحته. 

7- السرطان: اكتشافه مبكرا ومعالجته فورا . 

8- وهناك مجالات أخرى كثيرة نذكر منها تطور المعالجة الذاتية بشكل 
آمن تتوفر فيه السلامة وزيادة متوسط أعمار الناس وزيادة في إحكام 
العبوات الدوائية وأمانها وسلامتها. 


العبوات وسلامتها: 

كان لكارثة كبسولات الثايلينول أثر عميق في نفوس الجماهير مما أثر 
على نسب المبيعات بصفة عامة سواء تلك المصروفة بموجب وصفة طبية أو 
بدونها. كما كان لذلك تأثير نفسي على الأفراد والجماعات وأصبحت 
تلفهم الشكوك والمخاوف. تصور أن تدخل إلى صيدلية وتتناول دواء منهاء 
ثم يخطر ببالك أن قد يكون شخص ما قد سبقك وعبث بعبوته وأضاف 
مواد سامة شديدة المفعول كالسيانيد وغير ذلك مثلما ما حصل مع الثايلينول. 
فاا سيكون شعورك# وهل مستا خد الدواءة وإن لم قعل ما هو الحلة هل 
تذهب إلى صيذلية أخرى؟ هناك سيواجهك الأمر نضنه وتعائي من المشاعر 

ومع أن معظم الأدوية في الوقت الحاضر مغلفة تغليفا جيدا في عبوات 
مزودة بسدادات محكمة قد يكون من الصعب العبث والتلاعب بهاء إلا أن 
الصريولي :قو :يضار إلى ينم بضعة [خراص من الزجاجة ف عا ب 
ذلك يصبح ما تبقى من ذلك عرضة للشكوك والريبة. فأي عبوة ناقصة 
تصبح لا فاكدة منها: ويتعذر بيع آي من محثوياتها . ولذا سيكون لذلك 
كأثيرات نفسية واقتصادية عارمة تهدد بخن سير العمل. 

ال الفا رکون ليل وان رن اد جه ف دة 
الفوصل إلى حل ا وكعال لهةم الشكلة القن ظرات من حت لا تي 
البشرية ية الشقوط النفسية الك بتعرض لها البشو وتدك التعضن إلى 
ارتكاب مثل هذه الجرائم والأعمال الوحشية. وبعض الأفكار التي لابد من 
تطبيقها هي اللجؤ إلى نظام الجرعة الموحدة التي تطبق في المستشفيات 
وبيعها كما هي في أوعية شديدة المقاومة. 


24 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


يعجز البعض عن شراءها. 


الطب 1 (Pharmaceutical Medicine) : yıl asad‏ 
من التطورات الصناعية الدوائية نشوء تخصص علمي جديد أطلق 
عليه «الطب الصيدالي». وبالإمكان القول أيضا بآنه «الصيدلة الطبية». أما 
الشخص الاتخسصس هذا الفرع فهو الطبيب الصيدلي ((1مع6اناءعة مسقم 
مون ةتررام) وهو طبيب مؤهل يجمع بين واجبات الصناعة الدوائية والاعتبارات 

السريرية من أجل إيجاد أدوية جديدة. 

ولم يمض على اختيار هذا التعبير سوى عشر سنوات حتى احتل مكان 
التعبير القديم «المستشار الطبي للصناعة الدوائية». وقد كان أول من اقترح 
هذه التسمية هو الدكتور سنيل ضمن بحث نشره في إحدى المجلات العلمية 
عام 1970 م. 1 

لم يكن قبل الحرب العالمية الثانية (1945-1939) سوى بضعة أدوية مؤثرة 
ونافعة. ولم تكن الصناعات الدوائية بحاجة لتعيين شخص متفرغ: ولذلك 
كانت تستشير بعض الآطباء-إذا احتاج الآمر-لدى قيامها بتصنيع دواء جديد 
أو شكل جديدء ولم يكن هناك خبير دائم بل لم يكن هناك وظيفة دائمة 
لذلك. 

وعندما وضعت الحرب أوزارها وبدأت عجلة تطور الصناعة الصيدلية 
بالدوران بشكل مذهل-خصوصا خلال الخمسينيات من هذا القرن-وجدت 
الشركات الصتاعية الدواكية نفسها مضظرة لتعيين أطباء يصفة داكمة 
للاستفادة من مشورتهم بما يتعلق بمعلوماتهم الطبية السريرية التي قد 
تفيد فى التغلب على المصاعب التى كانت الأبحاث الصيدلية تواجهها وبالذات 
في حجال الأبحات السريرية: وإجراء التخارب على الآدورةالجندردة تير 
نتائجها مع تدعيم خطة الشركة المصنعة التسويقية. وبالتدريج أصبح عدد 
الأطباء العاملين بالصناعة الدوائية في إنجلترا وحدها لا يقل عن 500 
طبيب في الوقت الحاضر. 

وهكذا تطورت مسؤوليات المستشار الطبي للشركة الصناعية خلال 
الخمس والعشرين سنة الماضيةء وتركزت تلك المسؤوليات في برمجة وتصميم 


242 


الدواء على مشارف القرن الحادي و العشرين 


رة كارب السويرية الباق جم راجا اة 

أصبح المستشار الطبي يسمى «الطبيب الصيدلي» وقد ازدادت مسؤولياته 
خلال الإثنتي عشرة سنة المأضية (1977) بشكل ملفت للنظر: ولذلك وجب 
أن تتوفر فيه دراية تامة للعلوم الأساسية والعلوم الطبية بالإضافة إلى علوم 
ا وإدارة الأعبال:والسبويق: ويعيارة خرف نشا كاد عدي من 
الأطباء المؤهلين المختصين بالنواحي الصيدلية. ونظرا لأهمية هذه الفئّة 
اك ردك ت فى وروطانيا عة جد اهرس اة الستهابين انين 
للعيفاظة لصوا قرف بور 025 كبا قم إمكال تحن عد 
في كلية كارديف الطبية مدته سنتان دعي «الطب الصيدلي» والغرض منه 
ري الأطباء الضيد لين وك عاد 1976 ثحت افق ةة الأطباء 
البريطانية على منح دبلوم جديد في الطب الصيدلي في مدن لندن وادنبرة 
وجلاسكو. وقد تضاعف أعضاء جمعية المستشارين الطبيين المذكورة بشكل 
كبير في السنوات القليلة الماضية مما يدل على تزايد أهمية هذا التخصص. 

ومما عزز هذا الاتجاه ظهور مجلة علمية دورية جديدة تدعى «مجلة 
الطب الصيدلي» عام ۱984ء كما ظهر كتاب قيم يبحث في موضوع الطب 
الصيدلي ألفه مجموعة من المختصين على رأسهم الدكتور بيرلي. 

وينصب اهتمام الطبيب الصيدلي في مساعدة الصناعة الدوائية 
الصيدلية لإنتاج أدوية جديدة مفيدة وآمنة. كما يشمل البرنامج الدراسي 
اتك الطب الخعيزاى هوا خي شت كي الات الاقرما نر اوا 
والكيمياء الصيدلية والإحصائيات الحيوية وتنافر الآدوية وتوافرها الحيوي 
وفن تسويق الأدوية. وقد اشتهر هذا الفرع واتخذ حجما على مستوى 
بريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. ومن الجدير بالذكر أن البرنامج 
الدراسي يشمل أيضا مواضيع في الاقتصاد وإدارة الأعمال فاصبح ذا 
أهمية كبرى وحساسة. 

وبالطبع إن العوامل التي أدت إلى هذا التطور هي الازدياد المضطرد 
في إنتاج الأدوية كما ونوعا وظهور سيل جارف من الأدوية الجديدة خلال 
الثلاثين سنة الماضية. ومع أن الطب الصيدلي له علاقة مع الاقربازين 
السريري والصناعة الدوائية وتطوير الأدوية الجديدة وما ينعكس من ذلك 
على الحالة الاجضاهية والأمور القاترتية والحكومية والتنظيمية إلا از 


215 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


حدود هذا التخصص لا تزال غير واضحة. ويكفي أن نقول إنها المرحلة 
الجحاضئرة الى تشخد موقن متوسظا نين مهنتى الطب والصيدلة الصداعية 
مع الأخد يعي الاقكار الأمور السكورمية واكهدية والاقتصادية: 

وفي كل شركة صناعية دوائية كبيرة لابد من وجود دائرة خاصة بالطب 
الصيدلي يرأسها طبيب صيدلي مؤهل ومتخصص. 


الدائرة الطبية الصيد لية: 

يعتمد التنظيم الأساسي للدائرة الطبية الصيدلية بأي شركة دوائية 
متناعية على حجم الشركة بالدرجة الأولى + وبالإمكان ان نتصور اف الدائرة 
على النحو التالي: 

المدير الطبي أو المستشار الطبي هو رئيس الدائرة تتبعه أقسام مختلفة 
يرأس كلا منها نائب للرئيس. هذا ويجب أن يطلق على المدير لقب «الطبيب 
الصيدلي». ومن هذه الأقسام نذكر دائرة الأبحاث الاقربازينية ودائرة 
التجارب السريرية ودائرة الخدمات الطبية «التسويق والمباعة» وكذلك قسم 
التسجيل والإحصاء. ومن أخطر واجبات الطبيب الصيدلي المدير هي متابعة 
الأبحاث العلاجية من خلال التجارب السريرية للتآكد من جدوى الدواء أو 
عدمه. فإذا ثبتت فائدته وأهميته ندرس عوامل الموازنة بين فوائده الطبية 
وبين آثاره الجانبية من حيث إبقاؤه أو إلغاؤه. ولذلك على المدير مراقبة 
الأبحاث والسيطرة على مجراها أينما تجرى من الأقسام. وإذا ظهرت مادة 
جديدة فعالة بريئة من السمية بحيث تكون مرشحة لتصبح دواء مفيدا 
وجديدا فعلى المدير أن يبدأ باتخاذ الخطوات اللازمة لتجربته على بني 
ارا ا متهم وای وات لافعاتة 0 السيرالية 
الجديدة ومنها: علم حرائك الدواء وعلم مبحث تأثير الأدوية. كذلك عليه 
أن يقوم بوضع تخطيط لبرامج الأبحاث السريرية بجميع مراحلها المتتابعة 
وتقييم التساؤلات الواردة مع إيجاد الإجابات الصحيحة والمناسبة لها. 


مسؤوليات الطبيب الصيد لى: 
تتلخص مسؤوليات وواجبات الطبيب الصيدلي بصفته مديرا للدائرة 
بما يلي:- 


211 


الدواء على مشارف القرن الحادي و العشرين 


ا- مستشار لدائرة الأبحاث الدوائية. 
2- النظر فى الشكاوى الواردة. 

3- توثيق العلاقة مع السلطات الصحية. 
4- تنمية العلاقات العامة. 

5- مستشار للقوى التسويقية. 


دوره فى الأبحاث الدوائية 

من أخطر مسؤوليات الطبيب الصيدلي بصفته مستشارا دوائيا للشركة 
أن يقرر ما إذا كانت نتائج الأبحاث السريرية التي أجريت على أحد الأدوية 
تؤهله إلى أن يكون أحد منتجات الشركة نظرا لفوائده وتدنى آثاره الجانبية. 
وفي تلك الحالة يكون قد قام بموازنة الفوائد مقابل الآثار الجانبية, ووصل 
إلى قرار حاسم على ضوء المعطيات الإحصائية والعلمية. عند ذلك يقرر 
کی اندرا 

من أجل ذلك عليه أن يتعاون مع العلماء البحاثة كل في مجال اختصاصه 
والاهتمام بصفة خاصة بسميته على الحيوان والإنسانء ومن ثم الوصول 
إلى قرار يسمح بطرحه في الأسواق مع القيام بحملة تسويقية دعائية 
لاثقة. ولذلك فإن كل هذا يتطلب إلمامه بصفة خاصة إلماما جيدا بعلوم 
الكيمياء والصيدلة والاقربازين وعلم السموم والتطبيقات السريرية وغير 
ذلك» كما أنه ليس بالضرورة أن تقتصر علاقاته الجيدة على الأطباء 
والصيادلة فقط بل يجب أن تمتد لبقية أعضاء الفريق من مساعدين 
وموظفين وإداريين. 


علاقته مع الأبحاث المركزية 

إن الغرض من الأبحاث الصيدلية هو العثور على أدوية جديدة كيميائية 
مبتكرة لتحويلها لأشكال صيدلية مناسبة لها منافع علاجية تدر على الشركة 
الأرباح المجزية بعد تسويقهاء لذلك يجب على الطبيب الصيدلي أن يكون 
مثالا لحلقة الوصل الكفؤة بين العيادات السريرية ومختبرات الأبحاث 
المختلفة ذلك أن البحاثة يرغبون في أن يتعاملوا مع طبيب صيدلي كفو أو 
ومؤهلء ملم بمختلف العلوم الأساسية والتخصيصية: وأن يكون متفهما 


245 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


دوره في التسويق 

لدى قرب موعد طرح الدواء الجديد في الأسواق وبدء الحملة الإعلامية 
التسويقية اللازمة يرغب عادة مدراء التسويق في أن يتفاهموا مع الطبيب 
الصيدلي ليزودهم بالمعلومات العلمية البارزة لكي يركزوا عليها الأضواء 
وإبراز فوائدها ومزاياها بمقارنتها بالمستحضرات المنافسة. فلا يمكن لقسم 
التسويق أن يحصل على هذه المعلومات دون وجود طبيب صيدلي متفهم 
على رأس دائرته يدرك الآمور جميعاء ويحيط بها إحاطة كاملة. كما عليه 
أن يتحلى بالأخلاق الحميدة والسيرة المحمودة. فمن السهل هدم-خلال 
لحظات-ما بناه رجال التسويق في سنين. ولذلك عليه أن يحسن تصرفاته 
بحيث تكون بعيدة عن الشبهات مع استقلالية الرأي والحزم والحياد وعدم 
التعيز: 


النظر في الشكاوى 

لابد عند ظهور أي دواء جديد أن يرد إلى الشركة المصنعة بعض 
التساؤلات والانتقادات وربما الشكاوى. وليس أنسب من الطبيب الصيدلي 
من ينظر في هذه الشكاوى ويرد عليها بذكاء ومهارة دون إثارة السائلء أو 
زيادة حنقه ودون الإساءة إلى الشركة وسمعتها :ويجي أن يتم ذلك بسرعة 
وعناية. وقد تتعلق تلك الشكاوى بالمفعول الدوائي أو بآثاره الجانبية؛ أو 
بالنسبة لتمبكته وتغليفه والكتالوجات التسويقية والتعليمات الموجودة داخل 
السو فى اليب الطميدلي أن تمل ساكب الشكرى حال دة قم 
من أجل إمطاء ا اکى ككره جيدة عن سياسة الشركة وإبالاخة أن المسؤولين 
فیا ماكفون على دواسة قراف واتمسيسظ» التجابة خلال ايام فة کا 
على الطبيب الصيدلي أن يستشير الجهة المختصة بموضوع الشكوى وبصفة 
خاصة دائرة الرقابة ودائرة الأبحاث. 


علاقته مع السلطات الصحية 
يترتب على الطبيب الصيدلي المسؤول أن يقوم بالاتصالات اللازمة 


210 


الدواء على مشارف القرن الحادي و العشرين 


والواجبة بين العلماء الذين اكتشفوا الدواء الجديد وبين الأطباء الذين 
ساون بالتجاري الظبية السريرية على المرضي كما عليه أن يكون 
حلقة اتصال بين السلطات الصحية التي من شأنها مراقبة عمليات الأبحاث 
اراح افا امرجم اعرالا سرهم لبها اط مين الجل مل 
الدواء الجديد والسماح بتداوله. ويترتب على ذلك القيام بتجربته قبل قيام 
الشركة بتسويقه. فعليه أن يقوم بشرح فوائد الدواء الجديد ومزاياه والأسباب 
الوعية ا را على شيو نين الآدوية ا خرن بيد يقي 
السلطات الصحية بجدواه على أن يكون ذلك مقرونا بالوثائق والإثباتات 
الكتروزيةوفليه أن كسا بالعلومات العلدية والبحفية اللدهية بالأرقاء 
والشواهد. 

إن الساكقةالعيدة الث تسود بين الطبيب الصي داي ناوين في 
السملطة السسية ماف إلى حد مسد فى افكاة القرارات الح كين اة 
الشركة العف ا ا 


العلا قات العامة 

كان المستشار الفني للشركة الدوائية سابقا لا يعتبر أن له أي علاقة أو 
دور يلعبه من حيث إعلاء كلمة الشركة الصناعية وإظهارها بالمظهر اللائق 
والعمل على رفع شأنها وسمعتها. كان سابقا يصب جام اهتمامه على 
الأمور العلمية والسمعة الطيبة لمهنته فكانت علاقاته تقتصر على زملاثه 
وأبناء جلدته. 

أما خلال السنين القليلة الماضية فقد أصبح الطبيب الصيدلي موضع 
المسؤولية من حيث التساؤلات الخاصة بالتطوير والفحص والاختيار والمراقبة 
والاستعمال وسلامة المستحضرات الصيدلية. وقد أصبحت هذه الأمور 
جميعا موضع اهتمام الصحافة وأجهزة الإعلام المختلفة. 

وقد يتعرض الواحد منهم للانتقاد اللاذع والمواقف الحرجة نظرا لعدم 
دراية أفراد الجمهور أو وسائل الإعلام بطبيعة العمل الطبي الصيدلي على 
حقيقته. وعليه عند ذلك أن يكظم غيظه وأن يضع أعصابه في ثلاجة؛ وألا 
يثور. عليه أن يتحلى بالحلم والصبر وإلا كان هو الخاسر. كما عليه أن 
يكون مسلحا بالصبر والآناة وبالعلم والمعلومات؛ وأن يبذل جهده لشرح ما 


247 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 
هو مبهم على الناس» ويعلل القرارات التي تتخذها الشركة واتجاهاتها. 


دوره نحو أسواق العالم 

فلح الي الصبيد لى اول فى الشركة اواد أن يكون فان 
بمشاكل ملذان اكاك الأخرى م الاخ الضحية والاجماهية والاتسيادية 
والسكانية والوياقية كينا يلد اخ تكون عادة نقطكبة لاسكلام قلف 
أدوية البنداق التسوحة كاه ما بصا من مراک وزو كو كرون 
اة اوخو ارا اغ بح مشكل سرك سرا هااا 
تروف اوا الى دا ار وتز على ووك الوضول ات 
ها القرن الحائى همان الطبييب التسيد ل أن تر إلى الأسون النظرة 
الخاضية لماع 6ا20 هن حي ترخات الآذوية اق الماع هار اة 
واحتمالات ابتكار أدوية جديدة: كما عليه أن يفعل ذلك من خلال منظمة 
الصحة العالمية التي لديها معلومات كافية عن جميع بلدان العالم واحتياجاتها 
خصوصا بالنسبة للأدوية اليتيمة التي ترفض معظم الشركات تبنيها . وعليه 
أن ل الض :شرق ينطية ال اا وة 
قاد اتان إلى اعكيالات المستغيل يدلا من أن ها اع اة له 
جدوى اقتصادية منها. 

ومن الطبيعي أن هناك منافسة شديدة تدور بين الشركات العالمية في 
مختلف أسواق بلدان العالم. وعلى الطبيب الصيدلي أن يضع نصب عينيه 
اعدو شركته على اا مرک قرم کی كل منها ,إل اتف روات 
الشركة وبدأت تعاني من المشاكل المالية التي قد تسبب-في النهاية-فصله 
من عمله. 


فظرة للمستقبل 

شهدت العشرون سنة الماضية نمو أو تطورا هائلين في النشاطات 
التنظيمية الحكومية الرسمية والمهنية على أثر عاصفة الثاليدوميد الهوجاء 
(1961- 1962). وكان الهدف الأساسي لهذه التنظيمات الحد من المخاطر 
الناجمة عن استعمال الأدوية الضارة ومنع وصولها إلى الأسواق والصيدليات. 
أو على الأقل الإقلال من وطأة هذه المخاطر بقدر الإمكان. 


2418 


الدواء على مشارف القرن الحادي و العشرين 


وقد كان الاتجاه الذي اتبعته السلطات الصحية المبالغة في الحيطة 
والاشتراطات والتنظيمات منعا لأي التباس أو اختراق للقوانين على أمل أن 
تنشط الشركات المصنعةء وتبدي اهتماما كاملا بزيادة معلوماتها الفنية 
والتقنية وبشكل خاص ما يتصل بالاختبارات والفحوص المخبرية. 

وقد تبين مؤخرا أن الاختبارات السمية التي تجرى على الحيوانات 
لفن بالظرورة أن سطبق على الانساف إذ إن سباك ادو ة اة بالنسية 
للحيوانات غير آنينا تكون :ضارة لبتي البشير و الکن جيم يضاف إلى 
ذلك أنه ظهرت عدة تجمعات وجمعيات تهتم بالحيوانات وتعارض استعمالها 
في مختبرات التجارب والأبحاث مما يعيق الأبحاث الصيدلية ويؤخرها. 
وحن قضطر فك الشات لجرا قجاريها الدواكية على التتلوعين. من يني 
البشر بأجر أو بدون أجر. 

ومع ازدياد كميات الأدوية ونوعياتها اهتمت التنظيمات الحكومية 
والصحية بصفة خاصة بمفعول الأدوية الاقربازينية وحالات السلامة والأمان 
والشفاء وكذلك التكاليف. فإن موضوع التكاليف بالذات يزداد خطورة يوما 
بعد يوم. ومن ناحية سلامة الأدوية وأمانهاء فالأمر يتجه نحو مراقبة الأدوية 
بعد تواجدها في الأسواق وبعد أن يكون عدد وفير من الناس قد استعملوها 
ولاحظوا آثارها الجانبية عن كثب. ولذا لابد من أن تمر عمليات المراقبة 
بفترات محددة بحيث يقتصر استعمال بعض الأدوية الجديدة في مستشفيات 
معينة من أجل إحكام المراقبة عليها حتى تثبت ضعاليتها وكفاءتها وآثارها 
الجانبية بحيث لا تسبب الضرر إلا لأقل عدد ممكن من التاس» وكذلك من 
أجل الاستفادة من النظام الآلي-الحاسوب-للقيام بدوره الفعال في هذا 
الصدد. 

ولابد من الإشارة إلى أنه حصل انكماش فى الصناعة الدوائية وانخفض 
عدد الأدوية الجديدة المتوقعة وذلك نتيجة للتكاليف الباهظة التى تواجهها 
الشركات بالإضافة إلى المنافسة الشديدة التي تتصدى لها فضلا عن 
الاشتراطات القاسية-التي تفرضها السلطات الصحية-اللازمة للموافقة 
على أي دواء جديد. 

قد تكون الجدوى الاقتصادية جيدة في حالة الأدوية المستعملة لعلاج 
الأوبئة والالتهابات وأمراض القلب وضغط الدم المرتفع. أما بالنسبة 


210 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


للأمراض المحدودة والنادرة والمعروفة باسم الأمراض اليتيمة فقد لا يكون 
هناك مبرر اقتصادي كاف لإنتاجها لكونها من ضمن الأدوية اليتيمة. 

وقد يستغرب القارئ الكريم أن يسمع أن هناك احتمالا لقيام ثورة 
دوائية ثانية نتيجة لظهور الهندسة الوراثية والآدوية الموجهة التي تتقن 
إصابة الهدف وغير ذلك من التطورات التقنية المبتكرة. وقد ا 
من الوصول إلى أدوية جديدة تنفع لمكافحة أمراض الفيروسات السرطانات 
والآمراض المنيعة تلذات .(Auto-immune Diseases)‏ 

ولهذا السبب ولغيره ينتظر أن يلعب المختصون بالاقربازين والاقربازين 
السريري أدوارا هامة في المستقبل لمواجهة مثل هذه المواقف الجديدة بما 
لهم من دراية عميقة ولبراعتهم في استعمال الأجهزة الحديثة التي تعتمد 
على الكمبيوتر. 

وعلى أي حال ينتظر أن تصبح التجارب السريرية التي تجرى على 
الآدوية الجديدة خلال العقدين القادمين-أي لدى دخول القرن الحادي 
والعشرين-أكثر كلفة وأكثر تعقيدا . ولذلك قد تضطر الشركات الصناعية 
والجامعات إلى إظهار تعاون أفضل بينها خصوصا تلك المعاهد المكرسة 
للأبحاث» وكل ذلك يوجب وجود طبيب صيدلي متخصص في كل شركة 
دوائية صناعية ذي كفاءة هالية وذراية من أجل مواكبة التطورات القنية 
والتقنية المقبلة. وقد يأتي يوم من الأيام يكون صاحب هذا المنصب» صيدليا 
صناعيا متخصصا ببعض العلوم الطبية والسريرية !! 


دور الصيد لي السرير ى "0 فى الخدمات الصحية المستقبلية 

لقد أصبحت العناية الصحية في كثير من بلدان العالم أمرا مكلفا 
للغاية إذ إنها تعتمد على التكنولوجيا المكثفة واستهلاك المصادر بشكل 
مريع. وقد يأتي يوم لا تستطيع المستشفيات العناية إلا بالحالات الحادة 

ومن الأرجح أن مستقبل مهنة الصيدلة عام 2000 وما بعده سيرتكز 
بصفة رئيسة على المرضى الخارجيين في المستشفى. وكذلك المرضى 
الخارجيين الذين يترددون على المستوصفات والمراكز الصحية المنتشرة هنا 
وهناك. وسيكون هناك قوتان أساسيتان تؤثران في هذا المجال الأولى 


الدواء على مشارف القرن الحادي و العشرين 


اقتصادية والثانية تعتمد على مدى التطوير المستمر وابتكار خدمات صيدلية 
وتكنولوجية فعالة يمكن تطبيقها والاستفادة منها خارج المستشفى. 

ويحاول المسؤولون في الولايات المتحدة الأمريكية مثلا التغلب على هذا 
لواقم والقمر من فرق باشباط نظام جديد أقل كلقة خمبوصا بالنسبية 
للعناية بمرض المستشفيات ومن ذلك تطوير البدائل للعناية بالمرضى 
الداخليين كمطلب عالمي وليس محصورا في دولة واحدة أو بضع دول. 
فالانفجار السكاني والزيادة السكانية الرهيبة بالإضافة إلى محدودية 
المصادر الطبيعية المختلفة جعل 20 من المرضى-أو أكثر-الذين يراجعون 
المستشفى هم المرضى الخارجيين فأعيد تنظيم المستشفيات بحيث تحولت 
عياداتها الخارجية إلى مراكز موسعة مزودة بكل الإمكانات الطبية الشاملة 
فنشاً عن ذلك تجمعات طبية خارجية تابعة للمستشفى بعد أن أضيف 
إليها مراكز جراحية خارجية. 

ولقد صاحب ذلك تطوير لدور الصيدلي السريري في الطب الخارجي 
إذ تمكن المسؤولون من تحقيق خطوات واسعة نحو تطوير ومزاولة الصيدلة 
السريرية بحمل المسؤولية كاملة لاستعمال الأدوية للمرضى الخارجيين. 
فقد آن الأوان لأن يصبح الصيادلة مسؤولين عن المعالجة الدوائية لتخفيف 
العبء عن الآطباء. 

وبناء على ذلك فإن على الصيادلة العاملين في المستشفى عام 2000 أن 
يركزوا اهتمامهم على خدمة المرض ى الخارجيين الذين سيزداد عددهم 
بتسارع. أما صيادلة المجتمع فعليهم الاهتمام بكل ما عدا ذلك من الخدمات 
الصيدلية حيث هناك فرص كبيرة مستقبلية لصيادلة المجتمع»ء وعليهم 
انتهاز الفرصة والعمل على الاستفادة من هذه الفرص. 

أما من ناحية اهتمام الصيادلة بالعناية بالمرضى وهم في منازلهم فإن 
ذلك يتطلب زيارتهم في منازلهم وإعطاءهم المحاليل الوريدية والمحاليل 
الغذائية والمعالجات والمضادات الحيوية وغير ذلك وهم في أسرتهم بمنازلهم. 
وبذلك يتم إرشاد النفقات التي قد يتكبدها المريض لو ذهب وأمضى عدة 
ليال في المستشفى. 

طبعا سيتبع ذلك تغييرات أساسية وجوهرية في البرامج الدراسية في 
كليات الصيدلة بحيث تتلاءم مع الأوضاع الجديدة. ولذلك فإن مواضيع 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


دراسية كالصحة العامة السلوك الصحيء الطب الوقائيء وغير ذلك. عليها 
أن تضاف إلى البرامج الدراسية. وفي عام 2000 ستصبح مهنة الصيدلة 
بوضع أفضل بكثير من حيث علاقة الصيدلي بالمريض ولذا سيلعب الصيدلي 
دورا بارزا في التثقيف الصحي وهي الوقاية من الأمراض ومنعها. 

ولابد أن تشمل مسؤوليات الصيدلي تقديم المشورة لأفراد الجمهور من 
حيث العناية بالحوامل والأطفال الرضع وتغذيتهم وتحصينهم ضد الأمراض 
السارية. وكذلك يمكن للصيدلي أن يلعب دورا رائدا في اكتشاف مرضى 
ضغط الدم المرتفع ومرضى البول السكري حتى لو تطلب الأمر منهم فحص 
البراز أو البول أو الدم الخفي وغير ذلك. 


الصيدلي والمستقبل 

لابد من أن يكون صيدلي المستقبل فردا أساسيا في المجتمع مسلحا 
تسليحا كاملا علميا وفنيا ومهنيا بحيث يستطيع القيام بجميع واجباته 
الملقاة على عاتقه بدقة متناهية ومهارة فريدةء وذلك أنه ينتمي إلى فئة من 
المهنيين مزودين بأعلى الشهادات الأكاديمية والمؤهلات المهنية. 

ومع أن المؤهل العلمي للغالبية العظمى من الصيادلة هو شهادات 
البكالوريوس, إلا أن هناك مؤهلات أعلى قد ظهرت في العقود الأخيرة 
وأصبحت تتمتع بأهمية كبرى وهي شهادة «دكتور صيدلي .5.۲12۲۳( . 
ومن يحمل هذه الشهادة يتمتع بمستوى أعلى ومهارة أكبرء ويعتبر خبيرا في 
الدواء ومختصا فيه. فهو مختص بالاقربازين الدوائي والصيدلة السريرية 
في آن واحد بحيث يعمل كالساعد الأيمن للطبيب الذي قد كثرت أشغاله 
هو الآخرء وأضبح من الضعب عليه اختيار الدواء المناسب من هذا السيل 
الجارف من الأدوية الجديدة. وليس أمامه إلا أن يعهد إلى المختص بهذا 
الأمر وهو الصيدلي السريري المتبحر في علوم الدواء. 

والصيدلي الحاصل على شهادة دكتور صيدلي يمكنه أن يقوم بأعمال 
عديدة مجتمعة ومنفردة وأهمها. 

ا- ممارسة صيدلة المستشفيات. 

2 معارسة الصنييثة المبريرية: 

3- التدريس في المعاهد والجامعات. 


الدواء على مشارف القرن الحادي و العشرين 


4- المشاركة في الأبحاث الدوائية و السريرية . 

5- القيام بالتجارب الدوائية والصناعية. 

ونظرا لما يتحلى به من مؤهلات عليا ومقدرة علمية فإنه يستطيع أن 
يقدم للطبيب كل مساعدة ومؤازرة ممكنة فنية كانت أو مهنية حتى إن 
مساعدته قد تمتد إلى طبيب الأسنان والممرضة وفني المختبر وبالذات 
للمرضى أنفسهم. فهو قادر على أن يقوم ب: 

-١‏ تحضير الأدوية وصرفها وشرح استعمالها وتسليمها إلى المريض. 

2- تحضير الأمصال الوريدية والمغذيات. 

3- نصح المريض بكيفية استعمال الدواء بدقة وكيف يحافظ عليه. 

4 إعداد سجل لتاريخ المريض الدوائي سواء كان مريضا داخليا أو 
خارجيا بحيث يكون مطلعا على سير مداواته لإعطاء الرأي والمشورة والتنبيه 
إلى مخاطر الأدوية المحتملة وتنافراتها. 

5- وهو مصدر ثقة للمعلومات الدوائية والمشورة. 

6- عليه أن يراجع قائمة الأدوية المخصصة للمريض وتأثيرها عليه 
واقتراح البدائل المناسبة إذا لزم الأمر. 

7- المرور على الأجنحة لمتابعة مسار مداواة المريض والكشف عن الأدوية 
في الجناح من حيث صلاحيتها وتاريخ نفاذها وحسن حفظها والعناية بها . 

8- تأمين جرعات فردية لبعض الآمراض بناء على معلومات حرائك 
الدواء وتوافرها الحيوي واقربازيناتها. 

9 تنوير الجمهور وتثقيفه وتعليمه وإرشاده عن فوائد الأدوية ومفعولها 
ومضارها. 

0- السيطرة على عمليات التخزين واستلام الأدوية وصرفها. أما 
الصيدلي السريري بالذات فسيصبح مؤهلا للقيام بأعمال مختلفة تتعلق 
بالدواء وإعداده من أهمها - 

-١‏ ملاحظة ومتابعة الآثار الجانبية والدوائية خصوصا السيئة منها. 

2- تنافر الأدوية مع الأدوية الأخرى ومع الأغذية ومع المشروبات الكحولية 
ومع التبغ وغير ذلك. 

3- اكتشاف الأخطاء الدوائية في المستشفى. 

4- الاهتمام بأمور استعمال الدواء وسوء استعماله. 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


ولاشك في أن الهيئات الطبية سترحب بكل هذه التطورات وتنوعها 
الهائل وكثرتهاء وقد أصبح من المتعذر عليها الإلمام بكل ما يتعلق بها بالدقة 
اللا ما يحول ل مضوكيا إلى الا عاد على | لمخميصن مؤزهيك بحصوولها 
غلى ارات الذواقيةوالصيد ل انو ذلك الشيعسن الاب اللا لكل 
ذلك بل هو الخيير الوحيد :فى الدواء. 


2514 


الدواء على مشارف القرن الحادي و العشرين 


مراجح الفصل الخامس 


المراجع العربية 

١-د.م.‏ ويزرول-منبر الصحة العالمي-العقاقير منظمة الصحة العالمية-جنيف (4)-1982. 
2- د . طالب علما-عالم الطب والصيدلةآذار 1984 . 

3- د . حسن خليفة-قاموس خليفة الطبى-النهضة المصرية العامة للكتاب 1977. 

4- نشرة منظمة الصحة العالمية-مارس 1983. 

5- منبر الصحة العالمي-المجلد السادس 1985. 

6- نشرة منظمة الصحة العالمية اكتوبر1985. 


المراجع الأجنبية 
Shier, T. Pharmacy International, Sept. 1981.‏ .1 
Duncan, D. et al-Drugs and the whole Person-John Wiley& Sons. New York. 1984.‏ .2 
Taylor, S. Good General Practice-1959.‏ .3 
Grainger, H. et al-Drugs: Actions, Uses and Dosage-The Pharmaceutical Press, 1966.‏ .4 
Weaver, L.-Al-Saidaly Journal, December 1984.‏ .5 
Talalay, P.-Drugs in Our Society, Oxford University Press. 1964‏ .6 
7.Hillier, K.-Drugs of the Future,1981.‏ 
8.D.-Towards Better Safety of Drugs and Pharmaceutical Products,F.1.P.-Elsevier,North Holland.1979.‏ 
9.Colder,P.-The Life Savers-1961.‏ 
Deno, Rowe and Brodie-The Profession of Pharmacy, 2nd. Ed. Lippincot Co.‏ .10 
Stanaszek, W. et al-American Pharmacy, No. 7- July 1983.‏ .11 
Layman & Sprowels-Textbook of Pharmaceutical Compounding and Dispensing,2 nd Ed.1955.‏ .12 
Breimer, D.-Roles and Responsibilities of the Pharmacist in ,Primary Health Care, F.I.P.-42nd‏ .13 
International Congress Denmark 1982.‏ 
Snell, E.-Medical News Tribune,2:8- 1970.‏ .14 
Wells, N.-The Pharm. J. May 15th, 1985- London.‏ .15 
Schmeck, H. Dialogue, Jan.1985.‏ .16 
Langone, J. Discover, Sept.1986.‏ .17 


الخصل السادس 
الجداول 


2560 


الفصل السادس / الجداول 
جدول رقم (1) 


قائمة باسعاء الصيادلة - وغيرهم من العاملين بالصيدليات - واكتشافاقم وانجازاقم 


اللإنحاز أو الا كتشافات 


اكتشف وطور صناعة البورسلان 
ابتكر جهاز هيدروميتر لايجاد الكثافة والوزن النوعي . 


اكتشف السكر قي البنجر (الشمندر) 


اكتشف غاز الكلورين» اكتشف الحلسرين » لاحظ مفعول البول الحامضي . 


اكشف حامض ميرسيتيك قي حوزة الطيب 


أول من صعد ببالون ف المواءء وقتل فوق بحر المانش . 





الجداول 


260 


تابح جدول رقم (1) 


اللإنحاز أو الاكتشاف 


أول من استعمل الثرمومتر في الكيمياء . 

اكتشف اليورانيوم والز ركونتيوم والسيزيوم » كما ساهم قي تحديد 
تحديد صفات سترونيتوم والكروم وباتريوم» وبيلريوم. . 

شرح نظرية امتصاص الفحم للغازات والروائح والالوان. 

اكتشف حقيقة التبلور » أحرى تحارب على الفحم النباقي» 
اكتشف تراي كلورو استيك أسيدء اكتشف السكر في 

العسل» حضر الكحول النقية» حضر الأثير. 


أحرى أبحاثاً عن التأثيرات الفسيولوحية للطيران في الحو 


احترع جهازا لاستنشاق الأكسجين. 


استخخحر ج المورفين من الأفيون. 





الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


20١ 


تابع جدول رقم (1) 


اللإنحاز أو الاكتشاف 


اكتشف مادة مانيتول» اكتشف السكر يي العنب» استعمل مادة 


قلوية لمنع تخمر البول. 


اكتشف مادة ليوسين . 


اكتشف مادة نا ركوتين . 
اكتشف مادة كودئين . 
أطلق اسم (21122101) على تلك الفعة من الجواهر 


النباتية الفعالة . 





الجداول 


202 


تابع جدول رقم (1) 


اللإنحاز أو الاكتشاف 


اكتشف ست ركنين من الحوز المقيء . 
اكتشف كينين وسنكونين من السنكونا وكولشيسين من اللحلاح . 


اكتشف خحصائص الالبومين . 


درس مشتقات اليود والبروم وحضر مادة ايروفورم 


اكتشف مواد البكتين والديكسترين وجحلايكول 





الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


تابع جدول رقم رل 


اللانحاز أو الاكتشاف 


اكتشف الانيلين من القطران . 
اكتشف الكافتين من القهوة . 
اكتشف الفينول همض الكار بوليك) . 


اكعششض.» الكلوروفورم . 


اكتشف علول فحص السكر ف البول ومازال يعرف بامعه 
ابتكر طريقة تحليل اليود . اكتشف أن نقص اليود 


يسيب مر ض الدراق . 


اكتشف انزح بيتالين ودرس مفعوله على النشويات 


ابتكر تنقية المياه بواسطة السيلكا (بي ر كفيلد)» اكتشف 





الجداول 








201 


1886 
1889 


1890 


1890 
1890 


1909 


1911 


1912 


1920 


تابح جدول رقم (1) 


الإنحاز أو الااكتشاف 


استیلین و كالسيومح كاربيدء رائد من رواد صناعة املاح 
البوتاس» درس كيمياء الزحاج والموازيك . 


اكتشف فلورين وتال جائزة توبل . 


راكد من رواد الصناعة الكيميائية التخليقية» له باع طويل 
في صناعة العطور والكاوتشوك والأدوية والتخحمر . 
أحرى أحاثاً هامة على الزيوت الطيارة . 

رائدمن رواد المعابكة الكيميائية اكتشف ستوفارسول > 


ساهم بتو طعة اكتشاف مضادات الحستامين . 





اهتم بالعلوح النباتية وأبحاثها حصوصا العطرية منها . 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


1772 
1774 
1774 
1783 
1805 
1811 
1817 
1818 
1820 
1820 
1826 
1830 
1831 
1832 
1842 
1842 
1848 
1856 
1859 
1860 


جدول رقم (2) 


الجداول 


قائمة بأهم الاكتشافات الدوائية وتاريخ اكتشافها في أواخر القرن 


الثامن عشر وخلال القرن التاسع عشر 


نيت رو بين 
كلورين 


مورفين 


بروم 
سانتونين 
اتروبين 
كودئين 
كلوروفورم 
الغاز الضاحلك 
بابافرين 
كوراري 

ك وكائين 


فينول 


1860 
1864 
1867 
1867 
1874 
1875 
1880 
1882 
1882 
1882 
1885 
1886 
1887 
1889 
1891 
1893 
1894 
1895 
1898 
1899 
1900 


مض ساليسيليك 
اسيتيل كولين 
نترو حلسرين 
هيرويين 

بيل و كاربين 
سكوبولاين 

با رالداهيد 
باربيتال 

باربيتا 

كالومل 

سالول 

افدرين 

بتر وكائين 

تیرو كسين 
أملاح الفضة 

بر وكائين 
ابنفرين (ادرنالین) 
راديوم 

اسبرين 


فينو لفتالين 


205 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


جدول رقم (3) 
أهم الاكتشافات الد وائية خلال القرن العشرين 


0-تبين أن الفينولفتالين له مفعول مسهل. 

0 اكتشف الدكتور لاندستايز الزمر الدموية. 

2- تبين أن ثيوفللين له مفعول مدر للبول. 

4- تمكن سولتز من تخليق الآدرنالين صناعيا. 

6- اكتشفت فلويدات الارجوت. 

7- اكتشف الهيستامين. 

8- تخليق مادة السلفانيلاميد. 

0- اكتشف ارليخ الارسفثامين. 

2- اكتشفت الفيتامينات. 

2- اكتشف الاميتين. 

4- عزل كيندال هرمون ثيروكسين. 

6- تبين أن الهيبارين مضاد للتخثر. 

8- استعمل النزيل الكحولي كمخدر موضعي. 

9- استعمل الميكروكروم كمطهر موضعي. 

2- اكتشف بانتنج الآنسولين. 

5- اكتشف هرمون باراثيرويد. 

6- اكتشف هيكسيل روزيرسينوا كمطهر خارجي. 

6- اكتشف هرمون أ. س. ت. ش. من الغدة النخامية. 

9- اكتشف فلمنج البنسلين-أول المضادات الحيوية-. 

0- اكتشف اليبسين. 

0- اكتشف الكورتيزون. 

3- تخليق فيتامين (ج). اكتشف برنتوزيل. 

5- اكتشف مفعول سلفاتيلاميد. 

5- اكتشف تيوبنتال واستعمل كمادة للتخدير العام في العمليات 
الجراحية عن طريق الوريد. 

6- اكتشف فيتامين ب اء ب 2 0 اكتشف فيتامين ب 6. 


200 


-7 
-8 
-9 
-94 1 
-3 
-3 
--4 
- 4 
--5 
-8 


الجداول 


اكتشف أول المضادات للهستامين. اكتشف فيتامىن (آ). 
اكتشفت الهرمونات الجنسية. اكتشفت مادة ثيروثروسين. 
اكتشف حمض الفوليك. 

اكتشف كلوركوين-لمعالجة الملاريا. 

اكتشفت مادة الهلوسة (ل. س. د). 

اكتشف الدكتور واكسمان ستربيتومايسين. 

اكتشف فيورادانتين. 

اكتشفت مادة الخلين من نبات الخلة كموسع للاوعية الدموية. 
اكتشف تيتراسيكلين. اكتشف ميثادون كمسكن قوي . 


8- تخليق الاستراديول. 


--9 


اكتشف مفعول الليثيوم في معالجة حالات الجنون. 


0- استعمل الكورتيزون وأ. س. ت. ش. لمعالجة الروماتيزم. 
0- تم في هذا العام اكتشاف الأدوية التالية: فينيل بوتازون: اكسي 


-]95 ١| 
-2 


يزونيازيد. 


-3 


فين بوتازون» لارجاكتيل» فيومايسين. ا۱95- تخليق بروحستيرون؛ 
تستوسيترون:»-رتيزو [ كورتيكو سترون. 


اكتشف دواء اريثرومايسينء ودواء الدوسترون» وريزربين. ١‏ 


اكتشفت مادة اكسى توسين» د.ن. 1 4 .(D.N.A)‏ 


4- اكتشفت الأدوية التالية: نيستاتين (مضاد للفطور)ء اكتنومايسين 


(مضاد للاورام) ميرومات (مهدىء للاعصاب))؛ الدوميت (مضاد لضغفط 
الدم المرتفع). 


5- اكتشف الدكتور سالك لقاح ضد شلل الأطفال يعطى عن طريق 


الفم. 


-5 


6- اكتشف جزيزيوقولفين كأول دواء مفاد للفطور فمويا مع الطعام. 
7- تخليق الدوسترون. اكتشف ايمبرامين كأول دواء مضاد للكآبة. 


-98 


اكتشف الانديرال كأول دواء من البيتابليوكرز. 


207 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


8- اكتشفت قلويدات عين القط (الفينكاروزا). 

9- التخليق الصناعي لفيتامين د. 

960 |- تم تحضيرالامبييسلين (بنسلين نصف مخلق) ويعطى عن طريق 
الفم. 

0- اكتشف الفاليوم والليبريوم. 

0- اكتشف برادي كينين. 

|196- تم اكتشاف الأدوية التالية: ازاميثوبرين-مضاد للاورام-بوفيدون- 
مطهر يودي خارجي-. ل-دوبا-ضد الباركنسنوزم. 

2- اكتشف مدر للبول اللازكس. 

3- اكتشفت الأدوية التالية:-اندوميثاسين (للروماتيزم)ء ريفاميسين 
(للدرن) جنتاميسين (لالتهابات المجاري البولية)» حمض فالبويك (ضد 
الصرع). ايثاكريتك اسيد (مدر للبول). 

4- اكتشفت الأدوية التالية: لينكومايسين (مضاد حيوي)ء زايلوريك 
(للنقرس) بنتا زوسين (مسكن). 1965- اكتشفت الأدوية التالية: نراى ميثوبريم 
(قاتل للجراثيم)ء كتامين (للبنج). كوليسترامين (للكولسترول) نيجرام 
(لالتهابات المجاري البولية). سوسيبون (مسكن). 

6- اكتشفت الادوية التالية:-كلونيدين (لضغط الدم المرتفع)ء نالوكسون 
(مضاد للمخدرات): امنوتيرسين (مضاد للفطور). 

7- اكتشفت الأدوية التالية:-انترالين (للصدفية)ء كروموجيلات 

(للربو والحساسية) إنديرال (للقلب والضغط) . 

8- اكتشفت الأدوية التالية:-كارينوكسولون من عرق السوس (مضاد 
للقرحة). اتروميد (س) مضاد للدهون والكولسترول. 

9- اكتشف يوركيتاز وأدرياميسين. 

0- اكتشفت الأدوية التالية: لينكومايسين (مضاد حيوي)ء إرالدين 
(ثم سحب) فبراميل (للقلب)ء تاجامات (سيميتدينء للقرحة). 

2- اكتشف سوماتوستاين. 

5- اكتشف المواد التالية:-اندروفين: انسافالين (مضاد حيوي) 
بيكلوميثازون (للربو)ء تخليق الانسولين کاملاء برولاكتين. 

1- اكتشف الأنسولين البشري. 


208 


الجداول 
2- اكتشف بروستين (من مشتقات بروستجلاويد). 


جدول رقم (4) 
هل تعلم؟ 

- يعود تاريخ أوراق البردى إلى عام 1500 ق. م. 

- ولد أبقراط أبو الطب عام 460 ق. م. 

- ولد ثيوفارستوس-أبو النبات-عام372ق. م. 

- ولد جالينوس-أبو الصيدلة-عام ا13 ق. م. 

- ديوسقوريدس من أصل عربي وكتب الماتيريا مديكا عام 50 م 

- الرازي-الطبيب العربي المشهور-ولد عام 865م وتوفي عام 925 م 

- ابن سينا-الشيخ الرئيس وأمير الأطباء-ولد عام 980 م وتوفي عام 
7م. 

- أول صيدلية تأسست في ألمانيا بمدينة كولون عام 225ام. 

- أول صيدلية تأسست في لندن كانت عام 345ام. 

- أول صيدلية تأسست في روسيا القيصرية عام 1602 م. 

- أول صيدلية تأسست في أمريكا الشمالية عام 646ام بمدينة بوسطن. 

- أول صيدلية مستشفى تأسست في أمريكا الشمالية عام 752ام بمدينة 
فيلادلفيا. 
بالملايين. 

- أول قانون لتنظيم استعمال الأدوية السامة في أوروبا وضعه الملك 
جيمس الآول في سكوتلندا عام 480ام. 

- أول دستور أدوية رسمي نشر في أوروبا بمدينة فلورنسا الايطالية عام 
8 م. 

- نشر دستور نورنبرج للأدوية أول مرة عام 546ام. 

- وضع الملك تشارلز الخامس أول قانون لتنظيم مهنة الصيدلة بإنجلترا 
عام 548ام 

- أدخل السفير الفرنسي المسيو «نيكوت»التبغ إلى فرنسا عام 565ام» 


200 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


وأحضره من العالم الجديد وأطلق على المادة الفعالة فيه «تيكوتين» نسية 
إليه. 

- اللورد ولترريد هو أول من أدخل زراعة البطاطا إلى أوروبا بعد أن 
أحضرها من العالم الجديد عام 548ام. 

- أطلق على جاليليو لقب «أبو العلم» لأنه كان أول من حاول إثبات آرائه 
بالتجربة والبرهان والمشاهدة عام 9ام. 

- صدر أول دستور أدوية لندني (بريطانيا) عام ۱618 . 

2 نشر وليم هارفى فى كتايه عن الدورة الدموية عام 628| م“ 

- اكتشف إسحق نيوتن قوانين الجاذبية عام 665ام. 

- اكتشف العالم براند عصر الفوسفور غام 1669 م. 

- صدر أول دستور للأدوية لمدينة أدنبرة باسكتلندا عام ۱699 م. 

در ول قانون لتنظيم موثة الصيذلة بأمريكا الشمالية برلاية فرجينيا 
عام726ام. 

- حضر د . دوفر المسحوق الطبى المعروف باسمه عام۱740م. 

فشر الدكدور الاتجليزى ولي وخر اطرويعة عن استال تبات 
الديحتالس لمعالجة حالات هبوط القلب الاحتشائي عام785ام. 

- حشر الصيدلي قاور المحلول المخبرى والعروف باسمه جى الآن 
عام 5 ام. 

+ آول هن ا ستل الأرجمؤحسيماز الشيلم كن امراطن الا والولادة 
وضحايا عديدة. 

- اكتشف اللورى همفري الغا الضاحك (اكسين النيكروؤ) واستعمله 
للتخدير الجراحي عام 799| م 

- صدرت أول طبعة من دستور الادوية الأمريكي (0 .۴.5) عام 820ام. 


210 


الجداول 


- تأسست أول مجلة صيدلية أمريكية عام 825ام. 

- كان أول من استعمل أثيرا كمخدر في العمليات الجراحية الدكتور 
يونج عام 1824 م. 

- تأسست الجمعية الصيدلية الأمريكية عام 852ام. 

- نشر تشارلز داروين نظريته عن النشوء والارتقاء عام 2ام. 

- صدر أول دستور أدوية بريطاني (8.5) عام 1864 م. 

- صدر أول دستور أدوية ألماني عام 2ام. 

- أدخل تعبير الانزيم أول مرة عام 878ام. 

- صدر دليل الأدوية البريطاني (8.۸.۴) عام 1888 م. 

- اكتشف رونتنجن الأشعة السينية عام 895ام. 

- اكتشف والترريد أن البعوضة هي المسؤولة عن نقل حمى الصفراء 
عام ۱899 م. 

- أنشئّت إدارة الأدوية والأغذية الأمريكية (ك. )عام 1906 م. 

- اكتشف أن سبب مرض الاسقربوط هو نقص فيتامين (ج) عام 928ام. 
للتسمم من مادة السيانايد عام 834ام.-صدرت أول طبعة لدستور الأدوية 

- تأسست الجمعية الطبية الكويتية عام 1963. 

- تأسس اتحاد الصيادلة العرب بمدينة القدس عام ۱966 م. 

- تأسست رابطة الصيادلة بالكويت عام 967ام. 

- صدر أول دليل للآدوية في الكويت عام 02امء ثم صدرت الطبعات 
التالية في الأعوام 1964 , 1978, 984ام. (KN.F.)‏ 

- صدر أول فهرس للأدوية في الكويت )K.2.(‏ عام 983ام. ثم عام 
5م ثم عام987ام. 


27١ 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


جدول رقم (5) 


نخبة من التعابير العلمية ومعانيها ورد معظمها فى الكتاب 


أستلة 
الل ريف اتقات 


ماز/ مجتذب 

ضبوب (ضباب) 

عرمواك/ هوا 

العمكن السمى 

لا هوائي (قادر على الحياة بلا اكسجين) 
تكدين 

ندرة المحببات (فقد المحببات) 
أرجية (استهداف) 

أسناخ 

تأق (اللاوقاية) 

التهاب الفقار 

قهم (قلة الشهوة للطعام) 
خشاء (ققه حاسة الشم) 
تضاد 

مستضد (مولد المضاد) 

قرياق 

مضاد للفعل الكوليني 

ترياق (جسم مضاد) 


212 


Absorption 
Acetylation 
Aconite 
Acne 
Adsorbent 
Adsorption 
Aerosol 
Aerobe 
Amblyopia 
Anaerobe 
Aggregation 
Agranulocytosis 
Allergy 

Alveoli 
Anaphylaxis 
Aneurysm 
Ankolysing Spondylitis 
Anorexia 
Anosmia 
Antagonism 
Antibody 
Antigen 
Antidote 
Anticholinergic 
Antitoxin 


Aplastic anemia 


هين (استسقاء) 

قايض 

رنح/ ترنح 

تصلب عصيدي 
مرذاذ(مرشة) 

الناقبة (قرحة السرير) 
ست الحسن 

محصر البيتا/ معوق البيتا 
التوافر الحيوي 

خزعة (فحص العينة الحية) 
بلعة (مضغة) قرص من اقراص العلاج 
مجاز (طريق جانبى) 
خر الكالسيوه 

ذواح 

طارد للارياح 

حفاز» خافز 

هرور (مضعف: كار) 
قصابة (وتر) 

المعالجة بالذهب 

المعالجة الكيميائية 

سرمق 

امنتشراب 

فك مشقوق 

نسيلي 

التحصى الصفراوي 
راموز (مدونة. د ستور) 
حاسوب 

غرواني 


الجداول 


Ascites 
Astringent 
Ataxia 
Atherosclerosis 
Atomizer 
Bedsore 
Belladonna 
Beta-Blocking 
Bioavailability 
Biopsy 

Bolus 

By-pass 
Calcium-Channel Blocker 
Cantharis 
Carminative 
Catalyst 
Catherti 

Catgut 
Chrysotherapy 
Chemotherapy 
Chenopodium 
Chromatography 
Catalyze 
Cleft-Palate 
Clonal 
Cholelithiasia 
Code 

Computer 


Colloid 


273 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


شوكران كبير 


تخليط 

اقتران: (تجميع) 
شاكلة 

جابر: (يوجد) 
تراكم 

ا 


تجفاف: (تجفيف) 
تنكس 

مدخر 

انخساف/ اكتئاب 
توسف: (تقشر) 
توسف حمامي 


عض الشركة 
وذمة (ورم) 

كهارل (الذوائب الكهربائية) 
رحلان (الا ستشراد ) 
هزال 


بزوغ: طفح 

أسترة 

شمق (نشوة جذل) 
اه 

تقايض 


271 


Coniu m 
Confusion 
Congregation 
Configuration 
Consolidate 
Cumulative 
Decomposition 
Dehydration 
Degeneration 
Depot 
Depression 
Desquamation 
Desquamatous Erythema 
Discrimination 
Disintegration 
Dispersion 
Dyskinesia 
Edema 
Electrolytes 
Electrophoresis 
Emaciation 
Embolism 
Emphysema 
Encapsulation 
Eruption 
Esterify 
Euphoria 
Excipients 


Exchange 


بيغ (خجلء تورد) 

بؤرة 

جريب (الشعر) 

تواتر 

قفاز الثعلب/ ديجتالس/ زهرة الكشتبان 
مركبات جالينوسية 

موات 

هلام 

عمر نصفي/ نصف العمر 
علمة: شرم الشفة 
ناغورية 

فقر الدم الحلدمي 


حلا 


إماهه 
حلمهه (حلمأة: التحليل بالماء) 
غامض 

فج 

عنين 

عنانة (عجزجنسي) 

حافز 

تسريب 

خامج (معد) 


ارق 


الجداول 


Exfoliative 
Freeze-Drying 
Flocculation 

Flush 

Focus 

Follicle 
Frequency 
Foxglove 
Frustration 
Galenicals 
Ganglionic Blocking 
Gangrene 

Gelatin 

Half-life 

Harelip 
Hemophilia 
Hemolyticanemia 
Herpes 

Hydration 
Hydrolysis 
Idiopathic 
Immature 

Impotent 
Impotence 
Incentive 
Infusion 
Infective 

Insomnia 


Intoxication 


275 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


شاردة 

تشارد : (تأين) 

يؤين 

عرق الذهب 

متساوي التوتر 

افقار: (ذاو) 

تزامر: (تشابه) 
هيوجية: (سرعة التهيج) 
حرائك: (علم الحركة) 


ابيضاطن :اليم 
ذأب (داء جلدي) 


دجهعيد 

بلعم/ بلاعم 

عرم 

تكراب 

آلام عضلية 

اعتلاء عضلي 

تسيل أنفي 

مرض سنج (النوم الانتيابي) 
وليد 
رذوذ 

جوز مقىء 

رأرأه 

اعتلال عصب البصر 
اسمولي 


270 


Ion 
Ionization 
Ionize 

Ipecac 
Isotonic 
Ischemic 
Isomerism 
Irritability 
Juvenile 
Kinetics 
Labyrinth 
Lethargy 
Loop 
Leukemia 
Lupus 
Lyophilization 
Macrophage 
Momentum 
-Multiple Sclerosis 
Myalgia 
Myopathy 
Nasal Drops 
Narcolepsy 
Nascent 
Nebula 


Nux Vomica 





Nystagmus 
Optic Neuropathy 


Osmolar 


تناضح 

مكساج (جهاز اكسجين) 
ورق البردي 

غرار 

باهاء: (الآس الهيدروجيني) 
ناظمة (ايقاع القلب) 

ذريرة 

ذروة 

الاعتلال العصبي المحيطى 
مزحلة: (محلحلة) 

توغل 

حرائك الدواء 

بلغم 

سليلة (سلائل) 

ذرور 

طليعة 


رجحان 


الجداول 


Osmosis 
Oxygenator 
Papyrus 
Pattern 

PH 

Pacemaker 
Particle 

Peak 

Pellet 
Peripheral Neuropathy 
Percolator 
Permeation 
Pharmacokinetics 
Phlegm 
Platelets 
Plaques 

Polyp 

Powder 
Precursor 
Preponderance 
Psychosis 
Replication 
Recombination 
Recombinant 
Resin 
Restlessness 
Saponin 
Sarcoma 


Sedation 


277 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


هرير (ارتعاش: اهتزا ز) 

قلة الصفيحات 

سعفة (القوباء الحلقية: الجرب) 
احتمال 

ذوفان 

ذيفان 


قائف (آلة تشريح) 


218 


Scan 
Sclerosis 
Screening 
Sickle Cell 
Sieve/ Garbel 
Smog 

Smon 

Spiral 
Spasm 
Stiffness 
Spray 
Stenosis 
Stillbirth 
Stress 
Syncope 
Synergism 
Systemic Action 
Tannin 
Tenderness 
Tension 
Tetanus 
Thrill 
Thrombocytopenia 
Tinea 
Tingling 
Tolerance 
Toxoid 
Toxin 


Tracer 


الجداول 


Vagus 
Variolation 
Venom 
Virus 


Zoo Pharmacy 


210 


الحواشى 


الحواشي 


حواشى الفصل اأ ول 
(*) سورة البلد 
(*2) راجع كتابنا «الدواء سلاح ذو حدين». 
(*3) نبيات ست الحسن Ahopa Belladonns‏ 
Ma Huang‏ )*4( 
Ninazu‏ )*5( 
Chenopodium‏ )*6( 
Hippocrates‏ )*7( 
Dioscorides‏ )*8( 
De Materia Medica‏ )*9( 
Galenicols‏ )*10( 
(*١١)حسنى‏ أحمد السيد حماد-الحضارة العربية-صفحة 49- دار الكتاب العربى القاهرة 1967. 
Nux 000 1‏ (*12) 


حواشي الفصل الثاني 
Pharmacology‏ )*( 
Phamacognosy‏ )*2( 
Rickettsia‏ )*3( 
Prescription‏ )*4( 
(*5) الصيدلية الإكلينيكية 
Expiry Date‏ )*6( 
Unit Duro Distribution System‏ )*7( 
Lndustrial Pharmary‏ )*8( 
)×9( باهاء تعني درجة الحموضة. 
Trypanosomiasis‏ )*10( 
)11%( الايتناء Anabotism‏ 
(*12) التقويض Catabplism‏ 
)*13( إزالة السمية Detoxification‏ 
)14%( الأستلة Acetylation‏ 
(*15( الحلمهة Hydrolysis‏ 


(16*) Bioavailability of Drugs 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


degradation تكوص‎ )19*( 


(17*) Osmotic Pressure 


(18*) Ankolysing Spondylitis 


(20*) Aphtous Stomatitis 


(21*) Klaus Heilman - Therapeutic Systems - Thieme Verlag 1984. 


Tannin Tannic Acid العفص‎ )25*( 


(*27) حرائك الدواء: Pharmacodynamics‏ 


(*28) الصيدلانيات الحيوية: Biopharmaceutics‏ 


حواشي الفصل الثالث 


(*2)زهرة الكشنيان ۷e٥اع-×٥۴‏ 


(*9) الطحالب العملاقة pاءk giant‏ 
(*10) طحالب ذيل الحصان horsetail kelp‏ 


حواشى الفصل الرابج 


(22*) Intra - nasal Druy Delivers System 
(23*) Luetiinizins Hormones 


(24*) Confusion 


(26*) Helf - life 


(*)Faranomy 


(3*)Trank Acis 
(4*)Volaril-Gils 
(5*)Cinchona bark 
(6*)Epididymis 
(7*)Electiobytel 
(8*)Anaphylaxis 


(11*)Bedsores 


(12*)tropic ulcers 


(*)Acety Sallcylic Acid 
(2*)Transient Ischemic Attack 
(3*)Vagusresve 

(4*)Tagamet 

(5*)Zarfac 

(6*)Half-Life 

(7*)T.C.A.-Tricylic anti depressant 


الحواشى 


)×8( اللحلاح » زعفران كاذب» Colchicum‏ 
(*9) ندرة المحيبات Agranulocytose‏ 


حواشى الفصل الخامس 
(*)Inderal‏ 
Tenarmin Viskin. Sectral‏ )*2( 
(3*)Clinical Pharmacist‏ 
(4*)Pharmacy Doctor‏ 


(5*)Pharmacodym amics 


الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم 


281 


اللؤكفت شی سطون 

دراش رونضاق امي 

* من مواليد بكر السبع في فلسطين في ١‏ / 4 / 1929. 

* دكتوراه فى الصيدلة من جامعة أوهايو ۱954 . 

#شارك ف المد من الؤتمرات واللسان والدورات التلدية والنيضة 
شاا العريية اة 

+ شارك فى اتيف وإعداد عد من الب المامية بالاشكين الهربية 

ا فيز منهاء كناب التباكات الطبية فح الكريت. وموسومة الكريية 
العلمية للأطفال. 

* صدر له في عام ۱987 كتاب بعنوان «أوراق متناثرة». 

انكر اعدد من اتقات اة الحللاق و العف ااا 
والعربية. 1 

# عمل را لقتسم الصيدلة رار الضحة العاسة فى اكه عاد 
1956 . 

مل اا ما 
بؤزارة الضهة اف اة في 
الكويت لشؤون الصيدلة. 





أدب أمريكا الا تينية 
قضايا ومطكلات 
إعداد وتنسيق: سيزار فرناندث 
ترجمة: أحمد حسان عبد الواحد 


مراجعة: د . شاكر مصطفى